هل يستطيع تكتل شرق أفريقيا مواجهة التهديدات الأمنية في شرق الكونغو؟
قررت سبع دول في شرق إفريقيا تشكيل قوة عسكرية إقليمية لاستعادة الاستقرار في
شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ، في ظل تصاعد
اعمال العنف من الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية أبرزها تنظيم داعش
الارهابي وحركة الشباب المتطرفة.
وقررت دول مجموعة شرق أفريقيا " EAC " تضم سبعة
دول واقعة في منطقة البحيرات الكبرى في شرق إفريقيا وهي: بوروندي وكينيا ورواندا وجنوب
السودان وتنزانيا وأوغندا وجمهورية الكونغو،تشكيل تحالف عسكري من اجل مواجهة
الارهاب المتصاعد في المنطقة، وأعمال العنف من الميليشيات والجماعات المتمردة.
ونشأت ASF في عام 2003 كآلية
احتياطية متعددة التخصصات تضم جنودًا ومدنيين وشرطة في بلدانهم الأصلية. يتم تنسيقه
من قبل المجموعات الاقتصادية الإقليمية الخمس بهدف الاستعداد للانتشار السريع في غضون
مهلة قصيرة. والهدف من ذلك هو مساعدة مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي على
الاضطلاع بمسؤولياته المتعلقة ببعثات دعم السلام.
التحرك الاقليمي لدول شرق أفريقيا يمثل التحركات
الموجودة في مناطق افريقية عدة من اجل حففظ السلام، ومواجهة التحديات الأمنية
وارساء الأمن والقضاء على الارهاب والجماعات المتمردةن وتقليل الدول الافريقية في
الاعتماد على القوات الأجنبية في مواجهة التحديات الداخلية، والحفاظ على المكتسبات
الوطنية على المستوى السياسي والاقتصادي والامني والاجتماعي.
وتشكل الجماعات المتمردة والارهابية في جمهورية الكونغو الديمقراطية،
واحدة من ابرز هذه التحديات الامنية والاجتماعية التي تواجه دول شرق أفريقيا والتي
تشهد استقرار نسبي وتحسن على مستوى الاقتصادي مقارنة بدولمناطق اخرى في القارة
السمراء.
ورصد تقارير استخباراتية افريقية ومراكز دراسات أن هناك أكثر من 120 جماعة متمردة تواصل النشاط في أنحاء
مساحات شاسعة من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية .
في منتصف ابريل الماضي
التقى حوالي 30 وفداً يمثلون الجماعات المسلحة من ولايات إيتوري وشمال كيفو
وجنوب كيفو في جمهورية الكونغو الديمقراطية ، فضلاً عن الحكومة الكونغولية ، في العاصمة
الكينية نيروبي.
واختتم ممثلو حوالي 23 جماعة متمردة مسلحة لا حصر لها في
شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية التي استمرت
خمسة أيام من المفاوضات مع الحكومة في نيروبي، في 27 ابريل 2022 كان هذا لمناقشة شروط
وأحكام إلقاء السلاح.
وشهد المؤتمر ما يقرب من 30 مندوبا يمثلون الجماعات المسلحة
لإيتوري وكيفو الشمالية وكيفو الجنوبية مع مبعوثي الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي
.
وشاركت حركة 23 مارس- ابرز الجماعات المتمردة في جمهورية
الكونغوالديمقراطية التي تم إحياؤها مؤخرًا - يُعتقد على نطاق واسع أنها كانت مدعومة من رواندا
على الأقل رغم نفيها لذلك - بفصيلان في المحادثاتن ولكن تم استبعاد القوات الديمقراطية
المتحالفة مع تنظيم داعش الارهابي من
المحادثات التي جرت في نيروبي لتصنيف هذه الميليشيات كجماعة إرهابية.
وأوضح تقرير سابق لمركز الدراسات الأمنية "ISS" انه "قد تكون هذه المهمة بمثابة نجاح أو توقف لمجموعة
شرق أفريقيا: التعاون بين الدول الأعضاء فيها وإيجاد حل دائم للصراع في شرق الكونغو
والذي يسمح لجمهورية الكونغو الديمقراطية بالاندماج الكامل في الكتلة الإقليمية سيكون
بمثابة تغيير في قواعد اللعبة ذات الأهمية القارية ؛ ولكن هناك أيضًا خطر يتمثل في
أن الخلاف حول مصالحهم الفردية يمكن أن يقضي على المهمة ويقوض التقدم الذي أحرزته مجموعة
شرق أفريقيا في السنوات الأخيرة.
يعتقد بعض المحللين أن الائتلافات الأمنية هي الأنسب للتعامل
مع الجماعات المسلحة الأكثر فتكًا في إفريقيا
يتفق محللا مركز الدراسات الأمنية ISS بول سيمون هاندي وفيليسيتي جيلو على أن هناك مشكلة
في أدوات الاتحاد الأفريقي الحالية. وهم يعزون ذلك إلى مقاومة الحكومات للتدخل في شؤونها
الداخلية وعدم إعطاء الأولوية للحلول السياسية.