استراتيجية الخلايا النائمة.. حماس تستعد للقبض على الضفة
حذرت تقارير فلسطينية من محاولة حركة حماس السيطرة على الضفة الغربية، عبر استغلال
التوتر في القدس والضفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي .
واوضحت التقارير أن حركة حماس، لديها إمكانيات عسكرية في الضفة الغربية، استغلال
لمواقف السلطة الفلسطينية ومحاولة القفز على حضور السلطة وحركة فتح في الضفة، والتجهيز
لمسك الحركة بزمام الأمور في الشارع الفلسطيني بالضفة، لوضع الضفة الغربية تحت سيطرتها،
وازاحة حركة فتح والسلطة الفلسطينية بما يشك لانقلاب ناعم داخل الاراضي الفلسطينية.
وترتكز استراتيجية حماس في الضفة الغربية على خلايا عسكرية ومؤسسات خدماتية،
تشكل شبكة واسعة من الأعضاء والمناصرين المؤمنين بالنهج الأيديولوجي والسياسي الذي
تتبعه الحركة، إضافة لعدد متزايد من المعارضين لاتفاقية "أوسلو" والساخطين
على فساد السلطة.
حركة حماس في في الضفة الغربية تحاول ان تلعب على أخطاء وواقف الرئيس الفلسطيني
محمود عباس ، عبر تشويه صورته وتصوريه في صورة عميل للاحتلال في أعين أبناء شعبه.
ولكن وفقا للتطورات في الشارع الفلسطيني لا يمكن الجزم بدى قدرة حماس على نجاح
مخططها في الضفة الغربية، إلا ان هذه الحركة تلعب دائما على التغييرات واخطاء الخصوم،
واستمرار تكوين شبكتها السرية داخل المدن الفلسطينية في الضفة، ومحاولة كسب الشارع
الا صفوفها ولكن تجربة غزة تضع الحركة في مأزق شدد.
واحتفل أنصار حركة حماس بالفوز الكبير الذي حققته الحركة للمرة الأولى في الانتخابات
الطلابية في جامعة بيرزيت العريقة، في "انتصار" يعكس تنامي نفوذ الحركة في
الضفة الغربية المحتلة وإحباط الفلسطينيين من أداء السلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح.
وأشاد المحتلفون في وسط جامعة بيرزيت ب"الانتصار الكبير" الذي حققته
كتلتهم الطلابية التي حملت اسم "كتلة الوفاء الاسلامية" عبر الفوز ب28 مقعدا
مقابل 18 مقعدا لحركة فتح التي خاضت الانتخابات باسم "كتلة ياسر عرفات" والتي
كانت حتى اليوم تسيطر على مجلس طلبة الجامعة، و خمسة مقاعد للجبهة الشعبية.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس فتحي حماد في بيان إن "الانتصار الكبير
أكبر دليل على التفاف أبناء شعبنا حول المقاومة ونبذهم لنهج التطبيع والتنسيق الأمني".
أيضا منذ مايو 2021، وبشكل مكثف من شهر نوفمبر تحديداً، تَتبع حماس استراتيجيةَ
تهدئة الأوضاع في قطاع غزة وتصعيدها في الضفة الغربية. يُطلق الباحث الإسرائيلي كوبي
ميخائيل على هذه السياسة التي اتخذتها حماس اسم "استراتيجية المقاومة المزدوجة"،
والتي تهدف، برأيه، إلى الحفاظ على الهدوء الأمني في قطاع غزة، إلى جانب بذل مجهود
كبير لتشييد بنية تحتية عسكرية في الضفة الغربية.
تحاول حماس من خلال تجديد بنيتها التحتية ونشاطها في الضفة الغربية، إضعاف السلطة
الفلسطينية في الضفة الغربية أكثر مما هي ضعيفة، وذلك لتكون بديلاً سياسياً منها، مُستغلةً
ضعفها وتراجع شرعيتها في المجتمع الفلسطيني، مقابل صعود شعبيتها بعد المواجهة الأخيرة
مع إسرائيل في مايو 2021، باعتبارها المدافعة عن القدس والمسجد الأقصى.
و استعداد الحركة سياسياً، عبر تعظيم نفوذها في الضفة الغربية، لإمكانية غياب
الرئيس الفلسطيني عن المشهد الفلسطيني بعد وفاته أو تنحيه لأسباب طبيعية أو سياسية،
وذلك من خلال طرح نفسها طرفاً مهماً في صياغة مستقبل السلطة الفلسطينية.
ويقول الأكاديمي الفلسطيني د. عدنان أبو عامر أن الفصائل الفلسطينية، خاصة حماس، استطاعت أن
"ترفع رأسها" في الضفة الغربية، رغم الملاحقات المكثفة من قبل أجهزة أمن
الاحتلال والسلطة الفلسطينية، وما تواجهه في سبيل ذلك من معاناة كبيرة لعناصره.
وأوضح ان سيطرة حماس على الضفة ينقصه الكثير، فحماس في الضفة الغربية ما زالت
حتى اللحظة لا تملك تنظيما متكاملا، قائما بذاته، كما كان الحال في غزة إبان أحداث
2007، ولا تملك القوة اللازمة لمد نفوذها وسيطرتها الكاملة على الضفة الغربية، بسبب
سياسة الاستئصال و"جز العشب" التي اتبعتها السلطة الفلسطينية وإسرائيل ضدها،
رغم أن عملياتها المسلحة الأخيرة ضد إسرائيل زادت شعبيتها، حتى أن الاستطلاع الذي أجراه
المركز الفلسطيني للبحوث السياسية ونشرت نتائجه أواخر سبتمبر كشف أن 45% من الفلسطينيين
يعتقدون أن حماس يجب أن تقودهم وتمثلهم، بينما قال 19% فقط إن فتح التي يتزعمها عباس
تستحق هذا الدور.
وأضاف انه رغم أن شعبية السلطة الفلسطينية تدنت لأدنى مستوى لها، لكنها ما زالت
تملك القوة العسكرية الكاملة، وتتخوف أن يكون فقدانها للسيطرة على الضفة الغربية إنهاء
لدور حركة فتح من المشهد الفلسطيني برمته، مما سيجعل الحركة وأجهزتها الأمنية لا تستسلم
لحماس بهذه البساطة، مستعينة في ذلك بإسرائيل لمنع حماس من تحقيق ذلك الطموح.