"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الأحد 05/يونيو/2022 - 07:55 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم  5 يونيو 2022.

الخليج: مقتل وإصابة 56 مدنياً برصاص الميليشيات خلال الهدنة

وثّقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، ارتكاب ميليشيات الحوثي 119 انتهاكاً متعلقاً بالقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان بمحافظة تعز خلال فترة الهدنة الأممية المعلنة لشهرين منذ 1 أبريل حتي 31 من مايو 2022.

وأوضحت الشبكة في تقرير لها أمس، عن خروق الميليشيات الحوثية للهدنة الإنسانية في محافظة تعز، أن الانتهاكات تنوّعت بين قتل وإصابة واختطاف وتشريد وحرمان من التعليم ومنع وصول العلاج والغذاء والماء نتيجة الحصار الذي تفرضه على مداخل تعز.

وأشارت إلى أن الميليشيات استخدمت القوة بشكل مفرط، حيث قصفت الأحياء السكنية، ومراكز تجارية وأسواقاً عامة وحارات وطرقَ وشوارع المدينة بمدافع الهاوزر، وصواريخ الكاتيوشا، وقذائف الهاون، وقذائف الدبابات، وأعمال القنص، واستخدام الألغام في الطرقات المؤدية من وإلى المدينة، وفي الجبال والوديان ما تسبب في سقوط العديد من الضحايا المدنيين العزّل خاصة الأطفال والنساء.

ولفت التقرير إلى أن الفريق الميداني للشبكة وثّق مقتل 22 مدنياً وإصابة 34 آخرين بينهم نساء وأطفال، مشيراً إلى أنه من بين القتلى 3 نساء، وطفلان، وحالتا قتل برصاص قناصة الميليشيات، و15 حالة قتل نتيجة الألغام الأرضية، و3 حالات قتل جراء القصف المتعمد للأحياء السكنية، وحالتا قتل نتيجة الطيران المسيّر التابع للميليشيات الحوثي.


الشرق الأوسط: الحوثيون يؤجرون أرصفة شوارع صنعاء لجني مزيد من الأموال

ابتدعت الميليشيات الحوثية وسيلة جديدة لجني الأموال في العاصمة اليمنية صنعاء التي تخضع لسيطرتها، من خلال تقسيم أرصفة الشوارع إلى مربعات وتوزيعها بين مشرفيها لتأجيرها للباعة، فيما تواصل مجموعة أخرى من الميليشيات مهمة الاستيلاء على المساحات البيضاء في مداخل الأحياء وبين المباني بشرق العاصمة.

وذكر سكان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أنهم فوجئوا منذ يومين بانتشار عناصر من مكاتب الأشغال في مديريات العاصمة بالشوارع التجارية والبدء في تقسيم الأرصفة إلى مربعات وتحديد هذه المربعات بواسطة ألوان مميزة وتأجيرها للباعة أو أصحاب المحلات التجارية مقابل 50 ألف ريال يمني شهرياً (نحو 90 دولاراً).

وبحسب السكان، وزعت الميليشيات الشوارع بين مشرفيها عبر ما يعرف بنظام المقاولة، حيث يتم منح شارع تجاري لاثنين من المشرفين مقابل أن يدفعوا في الشهر الواحد بحدود 500 ألف ريال (نحو 900 دولار)، بينما يقومان بتأجير تلك الأرصفة بمبالغ تتجاوز الملايين الخمسة، وهو أمر حول الأرصفة من أماكن لعبور المشاة إلى مواقع لعرض البضائع أو للباعة المتجولين.

ويقول فايز وهو أحد سكان صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: «فوجئنا بقيام عناصر مكتب الإسكان بتقسيم أرصفة شارع هايل التجاري، إلى مربعات ولم يتركوا متراً واحداً للدخول إلى المحلات التجارية بهدف إرغام أصحاب المحلات على استئجار الأرصفة لضمان عدم وجود الباعة من أصحاب البسطات في تلك الأماكن».

ويضيف: «أمام كل محل وضع عناصر الجماعة خطوطاً بالألوان وتؤجر هذه المربعات بمبلغ خمسين ألف ريال شهرياً، ولم يتركوا بين كل كشك وآخر سوى متر واحد فقط، وقاموا بتأجير الباقي، وهذا يعني حصول المشرفين على دخل شهري بملايين الريالات».

هذه الخطوة الجديدة لجمع الأموال أتت بعد أن استكمل قادة الميليشيات السيطرة على ممتلكات الدولة وتأجير آلياتها ومعداتها وبيع أراضيها بما فيها أراضي المعسكرات ومخططات المدن السكنية لمنتسبي الجيش والأمن، حيث وزعت المدينة إلى مناطق نفوذ بين القيادات المتصارعة على الأموال، وصولاً إلى استيلاء هيئة الأوقاف التي يرأسها القيادي عبد المجيد الحوثي على متنفسات ومواقف السيارات وموقع لحديقة في مدينة بنك الإنشاء والتعمير التي بنيت وملكت لسكانها قبل ما يزيد على 40 عاماً وقيامه بسجن السكان المعترضين على ذلك، حيث يسعى لتسوير هذه المساحات ومن ثم تأجيرها.

ووفق ما ذكره حسان، وهو أحد سكان المدينة، فإن عبد المجيد الحوثي أجبر مالكي الشقق في هذه المدينة على دفع إيجار شهري، بحجة أنها بنيت على أرضية تعود ملكيتها للأوقاف، كما امتدت هذه الإجراءات إلى مبانٍ يسكنها أصحابها منذ عشرات السنين، حيث ادعى الحوثي مستعيناً بسلطته أنها أملاك للأوقاف وفرض مبالغ طائلة إيجارات على الأراضي، وطالب أيضاً بدفع تلك المبالغ بأثر رجعي.

وأظهر القيادي عبد المجيد الحوثي، بحسب مصادر مطلعة، منذ استحداث الهيئة التي يرأسها نهماً كبيراً للأموال، والاستيلاء على الأراضي ورفع إيجارات الأوقاف بنسبة تجاوزت 200 في المائة، ينافسه في ذلك رئيس ما تسمى هيئة الزكاة، التي تجمع مليارات الريالات وتقوم بتوزيعها على قادة الجبهات، تاركة الملايين من السكان يبحثون عما يبقيهم على قيد الحياة، بعد أن تسببت الحرب التي أشعلتها الميليشيات في جعل 23.4 مليون شخص بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية خلال العام الحالي.

كما تسبب الانقلاب على الشرعية في نزوح أكثر من 4.3 مليون شخص من منازلهم، وفي انهيار اقتصادي، كما تحطم النظام الصحي بأكمله تقريباً، مع بقاء نصف المرافق الصحية فقط تعمل.

إلى ذلك، كشف تحليل جديد للأمن الغذائي في التصنيف الدولي عن تدهور مستويات الأمن الغذائي في جميع أنحاء اليمن، حيث دفعت الأزمة الاقتصادية وانخفاض قيمة العملة، أسعار المواد الغذائية، إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2015.

ومن المرجح - بحسب التحليل - أن تؤدي الحرب في أوكرانيا إلى صدمات استيراد كبيرة، ما سيؤدي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية، وسيقدر عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة غذائية خلال هذا العام بـ19 مليون شخص. ومن المتوقع أن يعاني ما يقدر بنحو 1.3 مليون امرأة حامل ومرضع من سوء التغذية الحاد في وقت ما خلال هذه السنة. وهم يخاطرون بولادة الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من تقزم حاد في النمو، وإرضاع الأطفال المصابين بسوء التغذية، نتيجة لازدياد انعدام الأمن الغذائي.

وبحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن نقص التمويل منذ بداية هذا العام أجبره على تقليص تدخلات الصحة الإنجابية والحماية المنقذة للحياة في جميع أنحاء البلاد، ما عرض حياة الآلاف من النساء والفتيات لخطر شديد.

وعلى سبيل المثال، في الربع الأول من العام، فقدت نحو 40 ألف امرأة إمكانية الوصول إلى خدمات الحماية، لأنه في سبيل الاستمرار في الوصول إلى النساء والفتيات الأكثر ضعفاً، يحتاج الصندوق إلى 100 مليون دولار أميركي، في حين أنه لم يتلقَّ سوى 13 في المائة من المبلغ المطلوب.

انقلابيو اليمن يكثفون تمكين «الزينبيات» بمواقع الشرطة النسائية

كان مشهد تخرج دفعة جديدة من العناصر الأمنية النسائية لميليشيات الحوثي صادما لكثير من اليمنيين الذين لم يألفوا ذلك الشكل الذي ظهرت به تلك العناصر وتحت مسمى دفعة جديدة من الشرطة النسائية، حيث ارتبط ظهور هذا التشكيل المعروف باسم «الزينبيات» بعمليات القمع والمداهمات التي استهدفت الناشطات وبعمليات التعذيب، وفق تأكيد تقارير الأمم المتحدة، كما أن قوات الشرطة النسائية التي كانت جزءا من تركيبة قوات وزارة الداخلية اليمنية اختفت بعد الانقلاب على الشرعية والسيطرة على صنعاء.

وتقول هناء وهي إحدى عناصر الشرطة النسائية اللائي تم تسريحهن إن ما ظهر في حفل تخرج ما سميت بـ«الشرطة النسائية» هي عناصر نسائية من منتسبي جهاز أمن الميليشيات الحوثية المعروف باسم «الزينبيات» ولا علاقة للشرطة النسائية بهذا التشكيل، حيث سرحت معظم منتسبات تلك القوة، وتبقى عدد محدود من حاملات الرتب العليا يستخدمن لتدريب «الزينبيات»، وتحت إشراف وزير داخلية الميليشيات عبد الكريم الحوثي.

وتضيف هناء التي اكتفت باسمها الأول لـ«الشرق الأوسط» «كان هناك عناصر من الشرطة النسائية في المباحث العامة وفي وحدات مكافحة الإرهاب وفي وحدات الحرس الجمهوري إلى جانب المجموعات التي كانت تعمل لدى جهازي الأمن السياسي والقومي (المخابرات) لكن ومنذ الانقلاب فضلت غالبية كبيرة منهن الاستقالة فيما عمد الحوثيون إلى تسريح بقية هذه القوة وإحلال الجناح الأمني النسائي التابع لهم بدلا عنها».

ويؤكد أحد ضباط الشرطة واسمه الأول عبد الله أن كل عناصر الشرطة النسائية سرحن من أعمالهن على يد ميليشيات الحوثي وأن مدرسة الشرطة التي كانت تتولى تدريب وتأهيل نحو 500 من الكادر النسائي توقفت عن العمل منذ الانقلاب.

ويشير الضابط إلى أن الميليشيات بدأت منذ عامين تقريبا في ملاحقة الكادر النسائي الذي كان يعمل لدى جهازي الأمن السياسي والقومي لإرغامهن على العودة للعمل معهن لكن رفضهن لذلك جعلهن عرضة للسجن والملاحقة والاتهامات بالعمل لصالح الحكومة الشرعية والتحالف، مؤكد أن الدفعة التي أعلن الحوثيون تخرجها هذا الأسبوع تحت مسمى الشرطة النسائية هي كتيبة جديدة من «الزينبيات» بهدف رفد هذا التشكيل «القمعي» بمزيد من العناصر لملاحقة المعارضات لنهج الميليشيات في الحكم.

وارتبط ظهور تشكيل الزينيبات بتنفيذ عمليات اختطاف طالت العشرات من النساء أخذن إلى بيوت سرية كان يشرف عليها القيادي الحوثي سلطان زابن الذي أكدت تقارير الأمم المتحدة ضلوعه في عملية اغتصاب وتعذيب للنساء في معتقلات سرية وهو ما قاده إلى قوائم العقوبات في أميركا وجرى تداول نبأ وفاته في العام 2020.

كما عمل هذا التشكيل على استهداف الفنانات والناشطات البارزات وتجنيدهن للإيقاع بالخصوم ومراقبة كبار السياسيين والصحافيين، كما انتشرت عناصره في الأسواق لمراقبة لبس النساء وطريقة مشيهن، وتطبيق قواعد اللباس التي حددها زعيم الجماعة.

وداهمت كتائب «الزينبيات» العشرات من المصليات الخاصة بالنساء بعدد من مساجد صنعاء بحجة رفضهن الاستماع إلى محاضرات وأفكار يروجها زعيم الميليشيات عن قداسة سلالته، في إطار سياسة التعبئة الفكرية ذات الصبغة الطائفية التي تحاول الجماعة فرضها بقوة السلاح، ضمن سلسلة طويلة من الممارسات الطائفية التي تستهدف غسل الأدمغة والعقول في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وذلك باستخدام آلة قمع حادة توجه ضد السكان في المقام الأول.

وعلى الجانب الآخر، استأنفت الحكومة اليمنية نشاطها الهادف إلى تحفيز وتشجيع عمل الشرطة النسائية في أجهزة ومؤسسات وزارة الداخلية ونظمت عدداً من الورش التدريبية بالتعاون مع المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي الدولي ضمت قيادات في وزارة الداخلية والجهات الأخرى وإدارات حماية الأسرة والشرطة النسائية بمحافظات عدن ولحج وأبين وحضرموت وتعز تم خلالها استعراض ومناقشة تعزيز عمل النساء في مجال الشرطة من حيث التشخيص والسياسات ومراحل تعزيز إسهام النوع الاجتماعي في القطاع الأمني وخصائص الوعي المجتمعي بعمل المرأة في الشرطة وبتمكينها في المجال الشرطي.

وفي تصريحات رسمية، أكدت العميد عليا عمر مدير عام حماية الأسرة بوزارة الداخلية اليمنية في الحكومة الشرعية على أهمية تشجيع عمل النساء في أجهزة الوزارة المختلفة وبما يعزز قدرات النساء وإبراز دورهن في القطاع الأمني، مشيرة إلى ضرورة تكاتف الجهود في إعادة تأهيل الشرطة النسائية وهيبتها في حفظ الأمن والاستقرار، حيث تستهدف تعزيز قدرات 580 من منتسبات قطاع الشرطة النسائية في المحافظات المحررة.

مشرفون حوثيون رهن الاعتقال... والسبب «تقصيرهم» في حشد الأطفال

اعتقلت الميليشيات الحوثية في محافظة ذمار اليمنية (100 كلم جنوب صنعاء) العشرات من مشرفيها ومسؤولي الأحياء الموالين لها في عدة مناطق وأحياء واقعة بنطاق مركز المحافظة وأودعتهم سجونها، بعد أن اتهمتهم بالتقصير في حشد الأطفال إلى معسكرات التجنيد والتعبئة الصيفية.

وأفادت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» بأن عمليات الاعتقال الحوثية جاءت على خلفية فشل أتباعها في تحشيد 50 ألف من طلبة المدارس في المدينة إلى معسكرات صيفية سبق أن دشنتها الجماعة بهدف غسل أدمغة المراهقين وإجبارهم على الالتحاق للقتال في جبهاتها.

وكانت الجماعة الانقلابية قد ألزمت قبل أسابيع قرابة 78 من مسؤولي الأحياء بمدينة ذمار (مركز المحافظة) بضرورة الجهوزية العالية والاستعداد للبدء بعملية تحشيد واستقطاب طلاب المدارس إلى تلك المراكز. وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن القيادي الحوثي المدعو محمد البخيتي المنتحل لصفة محافظ ذمار كان قد استدعى بأحد اللقاءات مسؤولي الأحياء وهددهم بالإقالة من أعمالهم أو الاعتقال والسجن حال عدم استقطابهم طلاب المدارس إلى المخيمات.

وكانت الميليشيات في ذمار قد أطلقت في الثامن من مايو (أيار) المنصرم حملة تجنيد واسعة تحت مسمى «المخيمات الصيفية» وحولت أكثر من 600 مدرسة حكومة وأهلية إلى معسكرات توقعت الجماعة حينها أن تستقطب إليها نحو 50 ألف طفل وشاب من طلبة المدارس.

وقال مسؤول حي بالمدينة، طلب حجب معلوماته، إن الميليشيات أوكلت فور تدشينها المخيمات إلى 2500 شخص من معمميها وأتباعها المؤدلجين مهام تلقين الطلبة المتوقع تحشيدهم إليها الأفكار «الخمينية» عبر مناهج تحوي دروساً طائفية تحرض على العنف والقتل والكراهية وتغرس مفاهيم الولاء والطاعة لسلالة زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي.

وأوضح المسؤول المحلي أن مشرفي الجماعة كثفوا على مدى الأيام القليلة الماضية من نزولهم الميداني لأحياء مدينة ذمار لغرض تحشيد الطلاب، وكان آخرها النزول قبل أيام إلى حارات الجامع الكبير، والجيلاني، والرحمة، والحسين بن علي، والمصلابة، والميثاق، والوادي، والجامعة، والجرد، ودريب، وصيح، والتعاون، والربيدي، والسكنية السفلى والعليا، وأبو بكر الصديق، وقهار، وغيرها.

وأكد المسؤول الذي ضاق ذرعاً بتعسف وبطش الميليشيات أن البعض من أحياء وحارات مدينة ذمار سجلت مؤخراً وقوع حوادث اختطاف لشبان وأطفال يعتقد وقوف موالين للجماعة خلفها.

ومنذ إطلاق الانقلابيين لموسمهم الجديد من عمليات التجنيد للأطفال على مستوى مدينة ذمار وبقية مديرياتها وقراها ضمن ما تسميه «المعسكرات الصيفية»، كشف ناشطون حقوقيون بذمار عن اختفاء عدد من طلبة المدارس بصورة مفاجئة من شوارع وحارات المدينة ولا تعرف أسرهم أي تفاصيل عنهم.

وربط الناشطون بين حادثة الاختفاء تلك للأطفال والشبان في بعض أحياء المدينة وبين ما سبقها من تدشين حوثي لحملة تجنيد جديدة تحت مزاعم «المدارس الصيفية».

وسبق أن أقدم مشرفون حوثيون مطلع العام قبل الماضي على اختطاف ما يزيد على 35 طفلاً تراوحت أعمارهم بين العاشرة والخامسة عشرة من شوارع وأحياء المدينة.

ووفقاً لبعض الناشطين، فقد وجهت عديد من الأسر بمدينة ذمار اتهاماتها المباشرة للجماعة ومشرفيها وعقال الحارات الموالين لها بوقوفهم وراء اختطاف أبنائهم.

ويأتي تكثيف قادة الميليشيات جهودهم لاستدراج عشرات آلاف الأطفال إلى المئات من المعسكرات المقامة في المساجد والمدارس وغيرها من الأماكن الأخرى المخصصة للتعبئة الفكرية وغسل الأدمغة، في ظل ما تواجهه الجماعة بالوقت الحالي من رفض متسع لحملات تجنيد المقاتلين إلى صفوفها بعموم مديريات ومناطق محافظة ذمار.

واتهمت تقارير ومصادر محلية في أوقات سابقة الجماعة الحوثية باعتقال عشرات الأشخاص من مختلف الأعمار في أحياء متفرقة من المدينة وفق تهم ملفقة منها «التخابر مع الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها»، بينما الضحايا كانوا يعملون مع الجماعة في حشد المقاتلين وامتنعوا وقتها عن الحشد والتجنيد بعد أن واجهوا تهديدات من قبل أسر وذوي مجندين قتلوا وفقد بعضهم في جبهات الميليشيات».

وكانت مصادر مطلعة قد تحدثت مطلع العام الجاري، لـ«الشرق الأوسط»، عن أن مقابر الميليشيات في المحافظة باتت تضيق بأعداد قتلى الجماعة الذين جندتهم من المحافظة نفسها، في حين لا تزال الميليشيات تشن حملات للبحث عن مجندين جدد للزج بهم إلى جبهات القتال.

وبحسب ما أفاد به مسؤول محلي موالٍ للحكومة الشرعية في ذمار حينها، فإن الميليشيات خسرت أكثر من 6 آلاف من عناصرها المنتمين إلى المحافظة التي تعد واحدة من أكثر المحافظات التي تراهن عليها الجماعة لرفد جبهاتها بالمقاتلين.

وقال نائب مدير مكتب الثقافة في ذمار، علي أبو هويدة، إن ما يزيد على 6 آلاف عنصر من المجندين بصفوف الانقلابيين من ذمار قتلوا في معارك مع قوات الجيش اليمني خلال 2021.

وذكر هويدة، عبر سلسلة تغريدات سابقة له على حسابه بموقع «تويتر» أنه تم تسجيل اختفاء 25 طفلاً في مدينة ذمار خلال العام نفسه، إلى جانب 20 مدنياً كانوا قد قتلوا بنيران مسلحي الجماعة بالمحافظة نفسها.

البيان: تمديد هدنة.. السلام في اليمن على المحك

بموافقتها على تنفيذ الهدنة وتجديدها، قدمت الأطراف اليمنية بصيص أمل لشعبها بأنه من الممكن إنهاء العنف. ومع مزيد من التعاون المستمر للأطراف بنية حسنة، لبناء الثقة، واستغلال الزخم المتاح، من الممكن توفير مستقبل يعم فيه السلام في اليمن. لكن هذا يتطلب عملاً حثيثاً والتزاماً صادقاً بتنفيذ وترسيخ عناصر الهدنة كاملةً، والتوجه نحو حل سياسي مستدام يلبي تطلعات ومطالب اليمنيين المشروعة.

وتم الاتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين الخميس الماضي على تمديد الهدنة لشهرين إضافيين قبل ساعات من انتهاء مفاعيلها، وفق ما أعلن مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن هانس غروندبرغ الذي خاض محادثات مكثفة مع أطراف النزاع كافة خلال الأيام الماضية لدفعهم نحو تمديد الهدنة. لكن هذه الهدنة تحتاج خطوات إضافية لكي تحقّق إمكاناتها بالكامل، لا سيما في ما يتعلق باستئناف الرحلات التجارية وفتح طريق تعز لحركة وتنقل الآف المدنيين على هذا المعبر المهم للحياة اليومية والمعيشية للإنسان اليمني.

الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف يرى أن الهدنة «ستثمر في استمرار تهيئة الأجواء للأطراف اليمنية لبدء العملية السياسية والوصول إلى سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن»، وفقاً لما نقلت عنه وكالة فرانس برس.

وكان اتفاق الهدنة الأول دخل حيز التنفيذ في الثاني من أبريل الماضي، وشمل السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، ما مثّل بارقة أمل نادرة في الصراع بعد حرب مدمرة.

ولم يطبّق اتفاق الهدنة بالكامل وخصوصاً ما يتعلق برفع حصار الحوثيين لمدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير. ووفقاً لمنظمات إغاثية عاملة في اليمن فإن «في الشهر الأول من الهدنة فقط، انخفض عدد القتلى أو الجرحى في اليمن بأكثر من 50 بالمئة، ونظراً للدخول المنتظم لسفن الوقود إلى ميناء الحديدة لم يعد الناس يقفون في طوابير».

يمكن جداً الافتراض أن تمديد الهدنة خطوة في طريق ترسيخ السلام باعتباره مهمّة صعبة لكن نافذة الفرص قد فتحت. ورغم أن الأمم المتحدة استطاعت ترتيب أكثر من لقاء بين الأطراف اليمنية، إلا أن تلك اللقاءات - باستثناء محادثات الكويت عام 2016 - لم تتمكن من الخروج بأي تصور لعملية سلام ناجحة، حيث وضعت في تلك المحادثات أسس إحلال السلام من خلال الاتفاق على تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات بمشاركة كل الأطراف، والاستعانة بالقوات التي لم تشترك في القتال كي تتسلم العاصمة وتؤمّنها مع تشكيل الحكومة الجديدة، على أن تشكل لجنة عسكرية بإشراف ضباط من الأمم المتحدة تتولى جمع الأسلحة وإعادة هيكلة كل الجماعات المسلحة ودمجها في قوات الجيش والأمن.

تعزيز الثقة

تمديد الهدنة من شأنه أن يعزز ثقة اليمنيين بجهود إحلال السلام، وفق تعبير الناشط السياسي علي أحمد عبدالرحمن، الذي قال إنه كلما توقفت أصوات المدافع، ارتاح المدنيون، واستطاعت المنظمات الإغاثية الوصول إلى المناطق التي كان يصعب الوصول إليها بسبب القتال، كما أن فتح الرحلات التجارية من مطار صنعاء أدى إلى تخفيف معاناة عشرات الآلاف من المدنيين الذين كانوا يضطرون للسفر إلى عدن.

وكان الفريق الحكومي المفاوض أكد مراراً أنه موافق على تمديد الهدنة، إلا أن العقبات كانت تأتي من الجانب الحوثي. يقول محمد العمراني وهو المسؤول الفني في فريق المفاوضين الحكومي- في حديث سبق التوصل لتمديد الهدنة- إنهم أبلغوا مبعوث الأمم المتحدة موافقتهم على التمديد رغم عدم التزام الحوثيين ببعض بنودها، حيث واصلوا إرسال تعزيزات عسكرية في بعض المناطق.

ومن الجدير بالذكر أن موضوع فك الحصار عن تعز سيكون مؤشراً جدياً على حسن نوايا الحوثيين. وبهذا الصدد، يقول العمراني إن اقتراح الحوثيين فتح ممرات فرعية إلى مدينة تعز «لن يؤدي الغرض»، فهي طرق غير معبّدة وضيقة وتمر في مرتفعات جبلية، كما أنها ستكون مهدّدة بالإغلاق «في أي حادثة مفتعلة لإطلاق نار»، خلافاً للشارع الرئيسي الواسع الذي يسهل فيه التنقل وأكثر أمناً.

طرح الثمار

رغم حالة الهدوء التي سادت خلال الهدنة الأولى، إلا أن هذه المدة ليست كافية كي يلمس اليمنيون ثمارها الفعلية وانعكاساتها على حياتهم. يقول الخبير الاقتصادي صالح الجفري إنه من المبكر جداً قياس الآثار الإيجابية المتوخاة من الهدنة على حياة الناس وعلى البلد، ولهذا يجب البحث في سبل استدامتها لفترة أطول ما يتيح خلق توافقات بين الأطراف، وبما يحقّق الحل ولو على مراحل، بالذات بشأن انقسام البنك المركزي وإزالة التشوهات الجارية في سوق الصرف - فارق سعر العملة بين صنعاء وعدن - وما سبّبه من معاناة إضافيه للسكان، وصرف الرواتب المتوقفة منذ ست سنوات للموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين.

ويعتقد الجفري أن المنافع الاقتصادية الفعلية للسكان والقطاع الخاص لن تتحقق إلا بفتح الطرقات أمام حركة انتقال الأفراد والسلع، وهي المعضلة التي تسببت في زيادة الأسعار في ظل ارتفاع أجور النقل بسبب استخدام طرق فرعية والتفافية بعيدة والجبايات على الطرق والرسوم الجمركية المكررة التي تدفع في مناطق التماس، وقال إن هذا يمكن تحقيقه «من خلال العمل على تمديد الهدنة أطول فترة ممكنه»، وبما يساعد على حل المشكلات الاقتصادية.

وفي تأكيد على حجم المكاسب التي يمكن أن تتحقق لليمن من تمديد الهدنة، استعرض تقرير دولي التأثير الإيجابي على العديد من الأنشطة الاقتصادية وبالتالي على الوضع الإنساني، حيث عانى قطاع إنتاج وتصدير النفط والغاز من نكسات كبيرة منذ بداية الصراع. لهذا فإن تفعيل الإنتاج وزيادة الصادرات يمكن أن يؤدي إلى دخول عائدات إضافية، وهو أمر سيساعد في معالجة ميزان المدفوعات وتقليل فجوة التمويل الآخذة في الاتساع حالياً.

وذكر التقرير أن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال في السوق الدولية والفجوة التي أحدثتها رغبة بعض مستوردي الغاز الطبيعي المسال في استكشاف بدائل للغاز الروسي، قد يؤدي لفوائد اقتصادية لليمن تعقب استئناف عمليات إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال، وأن ذلك سيكون له تأثيرات إيجابية على عملية السلام.

اللاجئون

كان للهدنة كذلك انعكاسات إيجابية على واقع اللاجئين والنازحين اليمنيين. المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أكدت أنه بعد توقيع اتفاقية الهدنة شهد اليمن انخفاضاً في الانتهاكات المنتظمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، كما انخفض عدد المدنيين الذين اضطروا للنزوح، حيث تظهر البيانات وجود علاقة قوية بين النزوح وانعدام الأمن الغذائي الحاد المدقع. ونبهت إلى أنه بين 4.3 ملايين من النازحين المعرضين للخطر في جميع أنحاء اليمن، من المتوقع أن يعيش أكثر من 88 في المائة (3.8 ملايين فرد) في مناطق مصنفة على أنها في حالة انعدام الأمن الغذائي الطارئ، وهي مرحلة أقل بقليل من مرحلة «أسوأ كارثة».

وتعليقاً على تمديد الهدنة، قالت منظمة «المجلس النرويجي للاجئين» في بيان «لقد أظهر الشهران الماضيان أن الحلول السلمية للصراع هي خيار حقيقي»، معربة عن الأمل «أن يسمح تمديد الهدنة بمزيد من التقدم في إعادة فتح الطرق التي تربط المدن والمناطق، والسماح لمزيد من النازحين بالعودة إلى ديارهم، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الذين أصبحوا بعيداً عن متناولها بسبب القتال».

الإمارات ترحب بتمديد هدنة اليمن

رحّبت الإمارات العربية المتحدة، بتمديد الهدنة في اليمن شهرين إضافيين، وفقاً لبنود الاتفاق الأساسي، والتي أعلنها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ.

وأثنت دولة الإمارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، على الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام، وتعزيز آفاق السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة، داعية كافة الدول إلى دعم تثبيت وقف إطلاق النار في اليمن والعمل على دفع الأطراف نحو الحل الشامل. وأكّدت دولة الإمارات، على الدور المحوري الذي تقوم به المملكة العربية السعودية الشقيقة، في تحقيق الاستقرار والأمن لليمن، مجددة التزامها بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق ودعم طموحاته المشروعة في التنمية والازدهار، في إطار سياستها الداعمة لكل ما يحقق مصلحة شعوب المنطقة.

إلى ذلك، شدّدت دولة الإمارات، على أنّ الحل السياسي يبقى السبيل الوحيد الكفيل بإنهاء الأزمة السورية، مشيرة إلى أنّ إحراز تقدّم حقيقي في العملية السياسية يتطلّب من كل الأطراف تقديم التنازلات اللازمة وبحسن نية، مع السعي لبناء الثقة، وبما يتفق مع قرار مجلس الأمن 2254، معربة في الوقت نفسه عن أملها في أن تنعم سوريا قريباً بالأمان والاستقرار الذي يتطلّع له السوريون.

وأشارت الإمارات في إحاطة أمام مجلس الأمن، إلى أنّ إحراز تقدّم في ملف المعتقلين سيسهم في تقدّم عملية السلام، مضيفة: «قضية المعتقلين والمفقودين من الملفات المعقدة والصعبة في الأزمة السورية، حيث يواصل المبعوث الخاص لسوريا دعوة جميع الأطراف للانخراط بشكل أُحادي ودون مقابل في عمليات إطلاق سراح المعتقلين، بحيث يتم تجاوز مرحلة التبادل المتمثلة في شخص مقابل شخص، والإسراع في الإفراج عن النساء والأطفال، ونرى أن القرار الأخير للحكومة السورية يمثل خطوة مهمة في هذا الاتجاه، ونشجع كافة الأطراف على اتخاذ خطوات مشابهة في الفترة القادمة».

ولفتت دولة الإمارات في إحاطتها، إلى أنّ العفو الذي أصدره الرئيس السوري، عن المعتقلين المتهمين بارتكاب جرائم إرهابية، والتي لم تؤدِ إلى موت أي إنسان، يعد بادرة إيجابية أدت إلى الإفراج عن العديدِ من المعتقلين، ويُمكنها أن تشكل أحدَ تدابير بناء الثقة الضرورية لدعم التوصلِ إلى سلام مستدام للأزمة السورية. وأكّدت دولة الإمارات، على ضرورة إيلاء أهمية قصوى لحماية الأطفال السوريين، لاسيّما الـ 800 طفل المحتجزين في الحسكة شمال شرق سوريا، والذين لا تزيد أعمار بعضهم عن 12 عاماً ويعانون من ويلات الحرب.

شارك