صراعات النفوذ تدب مجددًا بين قيادات الحوثي في اليمن

الإثنين 06/يونيو/2022 - 11:51 ص
طباعة صراعات النفوذ تدب فاطمة عبدالغني
 
تشهد ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا صراع أجنحة منذ سنوات، برز في أوجه عدة على رأسها النزاع على الثروة والسلطة والنفوذ، وتجلى من خلال عمليات إقصاء وإحلال واعتقال وفي أحيان وصل إلى حد التصفية الجسدية.
وفي هذا السياق، اندلعت اشتباكات عنيفة حوثية - حوثية، شمال العاصمة المحتلة صنعاء، خلال الساعات الماضية، وأسفرت عن مصرع عشرين عنصرا من المتمردين، بعد انفجار صراع القيادات.
وقالت مصادر محلية، في محافظة عمران شمال صنعاء، أن الاشتباكات البينية اندلعت على خلفية صراع بين قيادات حوثية من صعدة وحجة وعمران، على تقاسم الجبايات وتوزيع الأراضي المنهوبة التابعة للأوقاف.
ولفتت المصادر، إلى مصرع 20 قتيلا حوثيا، في حصيلة تلك الاشتباكات معظمهم من قبائل تابعة لمحافظتي الجوف وعمران.
وعلى صعيد متصل، اندلعت اشتباكات عنيفة في صفوف قوات ميليشيا الحوثي بمحافظة تعز (جنوب غرب اليمن).
وبحسب مصادر محلية وإعلامية، فإن الاشتباكات اندلعت عقب تمرد (انقلاب) جناح في مليشيا الحوثي بمحافظة تعز ورفضه تنفيذ أوامر المليشيات القادمة من العاصمة صنعاء.
وأوضحت المصادر، إن الاشتباكات اندلعت بين عناصر المليشيات الحوثية التي تتمركز في مواقع عسكرية في مناطق "الستين والكحول والزانخ"، شمال تعز.
وأكدت المصادر، أن الاشتباكات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر المليشيات الحوثية، من بينهم مصرع القيادي المدعو "فيصل رسام"، مع اثنين من مرافقيه.
ووسط تمرد جميع العناصر الحوثية المتصارعة في تعز، ورفضها لأوامر قيادات المليشيات، دفعت مليشيا الحوثي بقوات عسكرية من صنعاء إلى تعز لإنهاء التمرد.
وأكد شهود عيان، مرور شاحنات عسكرية للحوثيين بمنطقة "النجد الأحمر" بمحافظة إب وسط اليمن، في طريقها باتجاه تعز.
ويأتي ذلك بالتزامن مع استمرار توتر الأوضاع بين عناصر المليشيات الحوثية في تعز مع تحشيد كبير للمقاتلين، في ظل صراعات نفوذ ومصالح تعصف بالمليشيا الحوثية.
وفي السياق ذاته، كشفت وثيقة مسربة في اليمن عن ارتفاع حدة الخلافات وتنازع الصلاحيات بين قيادات الصف الأول للمليشيات الحوثية، وصلت الى تبادل الاتهامات فيما بينهم, وتأكيد على قلق قيادات الحوثي السياسية والعسكرية على حياة عبدالملك الحوثي شخصيا.
وقالت وثيقة تناقلها ناشطون أن الخلافات تشتد ضراوة على منصب وصلاحيات القائد الأعلى للقوات المسلحة الحوثية حسب تعبير الوثيقة . 
ويرتكز الخلاف تحديدا بين ما يعرف برئيس المجلس السياسي للحوثيين، مهدي المشاط, ورئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا برئاسة محمد علي الحوثي على ذلك المنصب. 
حيث تقدم المشاط بشكوى تتضمن الكثير من الانحناء والتذلل لعبد الملك الحوثي, حيث قال أنه قد يواجه مصير صالح الصماد، في إشارة إلى امكانية استهدافه بغارة جوية, كما حصل مع الصماد في مدينة الحديدة أواخر العام 2018. 
كما أوردت الوثيقة مبررات المشاط وسخطه من تدخلات محمد علي الحوثي، التي وصلت إلى التدخل باختصاصاته في قيادة المعركة، مشيراً إلى أن هناك خلافات سابقة بينه ومحمد علي الحوثي.
وقالت الوثيقة أن الخلافات انفجرت بينهما قبل عامين لكن حسب تعبير المشاط نجحت حكمة عبدالملك الحوثي في تهدئتها. وقالت وسائل إعلام حوثية بأن خلاف محمد علي الحوثي والمشاط، وصل إلى مجلس النواب الخاضع للمليشيا، عن طريق رؤية قدمها الحوثي، وأحدثت خلافات واسعة بين جانحي المشاط ومحمد علي الحوثي داخل المجلس. 
وصدر في وقت سابق بالإطاحة به من رئاسة ما تسمى باللجنة الثورية وضمه الى المجلس السياسي, لكنه عاد مجددا ليمارس دوره كرئيس للجنة الثورية العليا وهو ما أغاظ مهدي المشاط , ورفع خلافة الى صاحب مران مجددا.
وبحسب تقارير صحفية تتسع هوة الخلافات بين مليشيا الحوثي وقيادات حليفة لهم على أعلى مستوى. حيث يبدو أن الحوثي، وبعد أن استخدم هؤلاء الحلفاء كغطاء في انقلابه على الشرعية في اليمن ولتعزيز سلطته، قرر الآن إنهاء مهمتهم والاستغناء عنهم.

شارك