فشل جولة الدوحة... تصعيد متبادل بين ايران وامريكا

السبت 09/يوليو/2022 - 04:12 م
طباعة فشل جولة الدوحة... علي رجب
 

رأى مراقبون أن فشل جولة مفاوضات الدوحة حول الاتفاق النووي الإيراني يمهد لمزيدا من التعقيد، وسط تهديدات اسرائيل لعدم السماح لطهران بالصول إلى السلاح النووي.

عقدت الجولة الأخيرة من المفاوضات لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) في قطر ، انتهت هذه المفاوضات بالفشل وألقى كلا الجانبين باللوم على الآخر في فشل هذه المفاوضات.

ووصف المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، روبرت مالي، محادثات قطر الأسبوع الماضي بين طهران وواشنطن كانت مضيعة للوقت.

وعقب فشل مفاوضات الدوحة صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايسن أن واشنطن  ليس لديها خطط حاليا لإجراء جولة أخرى من المحادثات مع إيران.

وأضاف " برايس"أن طهران قدمت مرارًا في الأسابيع والأشهر الماضية مطالب خارج إطار الاتفاق النووي في 2015ن موضحا أن المطالب الجديدة تشير إلى غياب جدية طهران.

وردا على التصريحات الأمريكية قال حسين أمير عبد اللهيان، إن محادثات الدوحة ، إن طهران طالبت واشنطن بضمانات اقتصادية في هذه المحادثات، مضيفا  "خلافا لبعض المزاعم الإعلامية للجانب الأمريكي، ليس لدينا أي مطالب باهظة ، وليس لدينا أي مطالب غير عادية ".

وشدد اللهيان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إيران جادة في إجراء المفاوضات والتوصل إلى اتفاق.

ويرى مراقبون أن مفاوضات الاتفاق النووي دخلت موت سريري ووضعت السياسة التفاوضية على حافة الهاوية النووية، في ظل اتساع رقعة الخلافات بين واشنطن وطهران، وهو يفتح أمام خيرات تصعيدية من قبل الطرفين.

وحول مستقبل الملف النووي هناك عدة سيناريوهات محتملة في المستقبل، أبرزها استمرار سياسة الضغوط القصوى الأمريكية، والرد الايراني بزيادة الخصيب، واستهداف المصالح الأمريكية عبر الميليشيات الموالية لطهران في الشرق الأوسط.

ويقول الباحث في الشأن الإيراني  وجدان عبدالرحمن، أن فشل جولة الدوحة كان متوقع، لأن الطرف الإيراني ذهب إلى الدوحة دون تقديم أي تنازلات لواشنطن، بل كان ذهب طامعا في الحصول على تنازلات أمريكية في ظل أزمة النفط التي خلفتها الحرب الأوكرانية، ولكن اصطدمت وفد التفاوض الإيراني بالموقف الأمريكي.

وأضاف وجدان أن فشل الملفات قد يزيد من عملية تخصيب اليورانيوم من قبل الطرف الايراني، وهو ما أعلنه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، من ان طهران مستمرة في عملة تخصيب اليورانيوم، وعدم السماح لمفتشي الوكالة من عمله في مراقبة المنشآت النووية.

كذلك لفت الباحث في الشأن الإيراني  إلى أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي  أنتوني بلينكن  باقتراب ايران من الوصول للسلاح النووي، وهو مؤشر على استمرار نهج ايران في المماطلة وكسب الوقت عبر المفاوضات.

و تمتلك إيران الآن احتياطيات متزايدة بنسبة 60٪ و 20٪ من المواد المخصبة وتهيمن على أجهزة طرد مركزي أكثر تقدمًا. وهذا يعني أن إيران يمكنها بناء مصنع تخصيب أصغر يصعب اكتشافه ، مما يسمح لها بتخصيب المواد بشكل أسرع من ذي قبل.

 وأيضا ارتفاع مستوى عمليات الميليشيات الموالية لإيران في المنطقةن وهو ما ظهر من استهداف ميليشيات إيران باستهداف شركان النفط في كردستان العراق، وتعطيل تشكيل حكومة عراقية، وأيضا تحرك حزب الله في لبنان واستفزاز اسرائيل، ونشاط ميليشيا الحوثي في اليمن بالإضافة إلى تهديد الحرس الثوري للملاحة الدولية في الخلج العربي،وفقا لـ" عبدالرحمن".

ولفت إلى الحل الأقرب هو تجميد واشنطن جزئ للعقوبات، مقابل تجميد طهران تخصيب اليورانيوم، لكنه اشار إلى أن إيران تماطل في المفاوضات النووية انتظارا لانتخابات التجديد النصفي في الكونجرس الأمريكي وما سوف تسفر عنه هذه الانتخابات.

وحول السيناريو العسكري، الباحث والمحلل السياسي الإيراني، محمد غروي، الى صعوبة استهداف إيران عسكريا، لأن جميع الأطراف المعادية لطهران تعرف قدرة إيران العسكرية، وقد تلقوا رسائل في الميدان أو عبر الوسطاء بأن أي عمل عسكري يستهدف إيران سيكون مردوده سيئا جدا ليس على الدولة المعتدية ولكن على المنطقة كلها.

لذلك يعتقد الباحث والمحلل السياسي الإيراني أن الاطراف المعادية لإيران تستهدف إيران عسكريا لكان وقع منذ زمن، قوة إيران العسكرية تجعل الأطراف التي تريد استهداف طهران تحسب يفكرون جيدا ويحسبون ألف حساب لأي عملية عسكرية من هذا النوع.

شارك