العودة إلى البيت الإيراني.. خسائر ومكاسب حماس

السبت 09/يوليو/2022 - 08:03 م
طباعة العودة إلى البيت علي رجب
 
في استمرار لسياسة الانتهازية داخل جماعات الاسلام السياسي، عادت حركة حماس الة محور إيران، بشكل علني عقب اجتماع قائد المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية، مع الامين العام لحزب الله اللبناني.
العديد من التقارير أشارت إلى أن جناح إيران داخل حماس  والذي يتزعمه محمود الزهار وإسماعيل هنية وصالح العاروري، بالإضافة الى كتائب القاسم الجناح العسكري للحركة، قد غلب على تيار قطر وتركيا في حماس بقيادة خالد مشعل، الامر الذي يشير على خطورة التحولات داخل حماس تجاه استقرار غزة، ووضع القطاع في موجهة حرب جديدة,
عودة حماس الى بيت المرشد الإيراني علي خامنئي، تعني ابتعاد الحركة بمسافة كبيرة عن الدول العربية، وهي العلاقات التي شهدت توتر متقطع خلال السنوات الماضية.
حماس التي راهنت على مشروع الإخوان وتركيا بعد 2011، عادت اليوم الى بيت المرشد في محاولة لإبقاء على وضعها وانقاذ مستقبلها السياسي داخل قطاع غزة.
أيضا حركة حماس تتجه لعودة علاقتها مرة اخرى مع الحكومة السورية ، بعد موقف الحركة من الازمة السورية، والتخندق مع المشروع الإخواني التركي، دون الوقوف على أرضية صلبة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، وهو الموقف الذي اتسم به السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن.
رهانات حركة حماس على عودة علاقتها مع محور إيران في المنطقة يهدد استقرار قطاع غزة، في حالة توجيه ضربة عسكرية لطهران لوقف برنامجها النووي، مع تعثر جولة مفاوضات الدوحة.
حماس بقيادة هنية اعادة الحركة الى بيت المرشد الإيراني، على حساب علاقتها الحركة مع الدول العربية، وايضا مع تركيا التي قد تواجه العلاقات بين حكومة رجب طيب أروغان وحماس، أزمة كبيرة في المرحلة القادمة.
حماس ستكون ملزمة بأجندة محور إيران، مع التغيير في توجه الحركة سيتبعه بالتأكيد تغير في مواقفها من الأزمة السورية، وقد تتبنى مواقف دمشق مما يغضب أنقرة  من الحركة.
بالعودة إلى بيت المرشد الإيراني، تطمح حماس من أجل الحصول على التمويل المالي وكذلك دعم الحركة بالسلاح، ولكن هذه الصفقة ستكون مكلفة جدا وثمنها قاسي على خيارات الحركة في توجها السياسي داخل الاقليم.
حماس اليوم تعود إلى بيت المرشد باستلام وخضوع كامل، وتلبية كل ما سيطلبه الايرانيون في المستقبل، وهو ما يجعل حماس رهينة الحرب بالوكالة في المنطقة، وتهديد مصالح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بما يفتح مستقبل الحركة على سيناريوهات عديدة بين خسارة موقعها في غزة، أو مكاسب مشروطة.



شارك