مقتل المسؤول عن تطوير شبكات "داعش" خارج العراق وسوريا

الأربعاء 13/يوليو/2022 - 02:42 ص
طباعة مقتل المسؤول عن تطوير حسام الحداد
 
أعلن الجيش الجيش الأميركي أمس الثلاثاء 12 يوليو 2022، عن مقتل ماهر العكال في غارة جوية أميركية، والذي يعد واحد من أكبر خمسة قادة للتنظيم المتشدد.
وذكرت القيادة المركزية الأميركية في بيان أن ماهر العكال قُتل في غارة بطائرة مُسيرة في شمال غرب سوريا وأن أحد المقربين منه أصيب بجروح خطيرة، بينما رجحت مصادر أخرى أنه توفي لاحقا متأثرا بإصابته
وقالت القيادة الأميركية في البيان "تم التخطيط بشكل مكثف لهذه العملية لضمان تنفيذها بنجاح. تشير مراجعة أولية إلى عدم وقوع إصابات في صفوف المدنيين"، فيما أوضح الجيش الأميركي أن ماهر العاقل كان مسؤولا عن تطوير شبكات تنظيم "داعش" خارج العراق وسوريا.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل العكال "برفقة شخص آخر كان معه، بعد استهدافهما بصاروخ من مسيّرة أميركية في جنديرس بريف عفرين شمال غربي حلب".
وأفادت جمعية "الخوذ البيضاء" (الدفاع المدني في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري) عن مقتل شخص وإصابة آخر بجروح في ضربة استهدفت دراجة نارية في محيط حلب، لكن من دون تحديد هوية الضحيتين.
ولم ترد الكثير من المعلومات عن العكال، لكن المرصد وصفه بأنه "والي الشام" ضمن تنظيم "داعش".
وجاءت الضربة بعد خمسة أشهر على مقتل زعيم تنظيم "داعش" أبو ابراهيم الهاشمي القرشي على يد قوات أميركية خاصة في أطمة بمحافظة إدلب (شمال غرب).
وقال مسؤولون أميركيون إن القرشي فجر نفسه لمنع القوات الأميركية من إلقاء القبض عليه.
والثلاثاء قال فرهاد شامي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية وهي ائتلاف فصائل كردية عربية تدعمه واشنطن، إن الرجلين ينتميان إلى فصيل "أحرار الشرقية" الذي فرضت واشنطن عقوبات عليه في يوليو الماضي.
ويضم الفصيل الناشط في مناطق سيطرة القوات التركية في شمال سوريا وغالبية عناصره من محافظة دير الزور (شرق)، عناصر سابقين من تنظيم "داعش" وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واتهم الفصيل بقتل القيادية الكردية هفرين خلف بعد إخراجها من سيارة كانت تقلها في أكتوبر 2019، في جريمة أثارت تنديدا دوليا وترقى إلى "جريمة حرب".
ونجحت القوات الأميركية في عمليات عدة في محافظة إدلب، قتل في أبرزها زعيما تنظيم "داعش" أبوبكر البغدادي في أكتوبر 2019 ثم أبو إبراهيم القرشي في 3 فبراير/شباط الماضي في مخبئيهما.
وتشابهت النهايات بالنسبة لكل من البغدادي والقرشي ولقي كل منهما مصرعه بتفجير نفسه وأفراد عائلته خلال غارة أميركية على المكان الذي يتحصن به ويختبئ فيه بشمال سوريا.
وفي يونيو ألقت القوات الأميركية القبض على هاني أحمد الكردي القيادي البارز في تنظيم "داعش"، في منطقة تحت سيطرة فصائل موالية لأنقرة في شمال محافظة حلب.
وتلاحق القوات الأميركية قياديين من تنظيم "داعش"، في مخابئ لجؤوا إليها في مناطق عدة في شرق سوريا وشمالها وغربها بينها إدلب ومحيطها خصوصاً بعد هزيمة التنظيم قبل ثلاث سنوات.
ويوجه مقتل العكال ضربة أخرى لجهود "داعش" لإعادة تنظيم صفوفها بعد خسارة مساحات شاسعة من الأراضي.
وفي مارس الماضي قال مسؤولان أمنيان عراقيان ومصدر أمني غربي إن الزعيم الجديد لتنظيم "داعش"، هو الأخ الشقيق للزعيم الأسبق للتنظيم الراحل أبوبكر البغدادي.
وجاء إعلان تعيين أبوالحسن الهاشمي القرشي في رسالة صوتية مسجلة نشرها التنظيم على الإنترنت بعد أسابيع فحسب من مقتل أبوإبراهيم القرشي، الذي خلف البغدادي في 2019، وكان ثاني رجل يحمل لقب "الخليفة" في التنظيم.
وقال المسؤولان حينها، إن الاسم الحقيقي للزعيم الجديد هو جمعة عوض البدري من العراق وإنه الشقيق الأكبر للبغدادي، فيما أكد مسؤول أمني غربي أن الرجلين شقيقان، لكنه لم يحدد أيهما الأكبر سنا.
وكانت تلك المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن هذه المعلومة منذ إعلان "داعش"، عن تعيين زعيم جديد. ولا يُعرف الكثير عن البدري، لكنه ينحدر من دوائر قريبة من المتشددين العراقيين الذين يلفهم الغموض والذين ازدادوا صلابة بفعل المعارك وبرزوا في أعقاب الغزو الأميركي عام 2003.
كذلك لا توجد معلومات عن ماهر العكال زعيم داعش في سوريا الذي أعلنت واشنطن مقتله، فيما يحرص التنظيم المتطرف على التكتم على قادة الصف الأول لأسباب أمنية بالدرجة الأولى.
وقال واحد من المسؤولين الأمنيين العراقيين "البدري متطرف انضم للجماعات المتشددة السلفية في 2003 وكان معروفا عنه أنه مرافق شخصي دائم للبغدادي... ومستشاره للمسائل الشرعية"، مضيفا أن البدري ظل لفترة طويلة رئيسا لمجلس شورى "داعش"، وهي جماعة قيادية تتولى مسائل التوجيه الاستراتيجي وتقرر من يتولى الخلافة عند مقتل الخليفة أو أسره.
وقال بحث أجراه الخبير العراقي الراحل في شؤون تنظيم "داعش"، هشام الهاشمي، والذي نُشر على الإنترنت في 2020، إن البدري كان رئيسا لمجلس الشورى المكون من خمسة أعضاء.

شارك