ايران وتركيا تزيد من حضورها.. خريطة النفوذ في سوريا
الجمعة 15/يوليو/2022 - 04:10 م
طباعة
علي رجب
تشهد سوريا محلة صعبة في ظل استمرار الازمةووالصراع في البلاد، وتبحث قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والايراني ابراهيم رئيسي، والتركي رجب طيب أردوغان ابعاد الازمة السورية.
على الصعيد الأخر يتعاظم دور الميليشيات المسلحة والجماعات الارهابية على الأرض، في ظلاستمرار تعاظم دول الفاعلة في الملف السوري.
وخلق اتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا وروسيا في 5 آذار/ مارس 2020 أطول فترة شهدت فيها الخريطة السورية استقراراً نسبياً بين الفاعلين المحليين، هذا الاستقرار الذي وصل مع نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2021 إلى 22 شهراً بقيت فيها ألوان الخريطة ثابتة، وتمثل مناطق سيطرة المعارضة السورية ومناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد" ومناطق سيطرة النظام السوري.
ولكن هذا الاستقرار الهش، تتعاظم فيه القوة العسكرية للميليشيات على الأرض، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في منطقة غرب الفرات “المستعمرة الإيرانية داخل الأراضي السورية”، بأن ميليشيا “حركة النجباء العراقية”، عمدت إلى استقدام 3 شاحنات إلى مستودعاتها المتواجدة ضمن منطقة المزارع ببادية الميادين في ريف دير الزور الشرقي.
وقام عناصر ميليشيا “حركة النجباء العراقية”،بنقل سلاح وذخائر من تلك المستودعات المتواجدة ضمن أنفاق هناك إلى الشاحنات، التي سلكت بدورها طريق دير الزور-الرقة، ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن وجهة الشاحنات هي منطقتي دبسي فرج ودبسي عفنان ببادية الرقة الغربية، ضمن مناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية وقوات النظام، إذ ستقوم الميليشيا بتدعيم وتعزيز نقاطها الجديدة التي تم إنشاءها مؤخراً على اتستراد الرقة-حلب.
المرصد السوري كان قد أشار في الرابع من يوليو الجاري، إلى أن شاحنتين اثنتين تحمل ذخائر وصواريخ قصيرة المدى وأخرى متوسطة المدى “إيرانية الصنع”، وصلت إلى ريف دير الزور الشرقي خلال ساعات متأخرة من الليل قادمة من الأراضي العراقية، وتوجهت الشاحنتين فور وصولها إلى منطقة المزارع التابعة للميادين شرقي دير الزور، وقامت بإفراغ حمولتها هناك قبل أن يتم جلب شاحنة أخرى وتحميل قسم من الأسلحة والذخائر على متنها وانطلقت عقبها إلى مواقع الميليشيات الإيرانية في بادية الرصافة ومعدان بمحافظة الرقة، بينما تم تخزين القسم الآخر من السلاح في منطقة المزارع، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن ميليشيا “فاطميون” الأفغانية هي من استقدمت الشاحنتين.
فيما رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، قصفا للقوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في ريف الحسكة، حيث سقطت قذائف مدفعية على قريتي كوزلية وتل اللبن الواقعتين جنوب غرب ناحية تل تمر شمال غربي الحسكة، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية.
ويأتي ذلك، بعد هدوء حذر لنحو 5 أيام متتالية شهدته محاور ريفي تل تمر وأبو راسين في محافظة الحسكة، تخلل هذا الهدوء استهدافات متبادلة على محاور القتال.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد رصد في 9 يوليو لجاري، بأن القوات التركية المتمركزة ضمن منطقة “نبع السلام” قصفت بالمدفعية الثقيلة قريتي تل اللبن والكوزلية بريف تل تمر شمال غرب الحسكة، وذلك في اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، دون ورود معلومات عن وقوع خسائر.
ووفقاً لخريطة السيطرة العسكرية التي يُصدرها "مركز جسور للدراسات" بالتعاون مع "منصة إنفورماجين لتحليل البيانات"، فإنّ نِسَب سيطرة القُوَى على الأرض هي على النحو الآتي:
حافظت فصائل المعارضة السورية المسلحة والجماعات الارهابية المتحالفة لها، على نسبة سيطرتها وهي: (10.98%) من الجغرافيا السورية، وتتوزع مناطق سيطرتها في إدلب وشمال حلب، وفي منطقة تل أبيض ورأس العين في الرقة والحسكة، وفي منطقة "الزكف" و"التنف" (المنطقة 55) في جنوب شرق سورية.
فيما حافظ النظام السوري على نسبة سيطرته وهي: (63.38%) من الجغرافيا السورية، وهي سيطرة شِبه تامة على محافظات الساحل والوسط وجنوب سورية، وسيطرة على أجزاء من المحافظات الشرقية ومحافظة حلب. وتحوَّلت سيطرته على محافظة درعا إلى سيطرة شاملة بعد عملية تصعيد بدأها النظام على درعا في تموز/ يوليو 2021 وانتهت باتفاق السيطرة الشاملة على المحافظة في 1 أيلول/ سبتمبر 2021، بينما بقيت سيطرة النظام على محافظة السويداء سيطرة هشَّة مقتصرة على الفروع الأمنية ومؤسسات الدولة دون دخول "الجيش" إليها.
أيضا حافظت قوات سورية الديمقراطية "قسد" على نسبة سيطرتها وهي: (25.64%) من الجغرافيا السورية، وهي نفس النسبة المسجلة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، وتشمل أجزاء واسعة من محافظة دير الزور والرقة والحسكة، وأجزاء من محافظة حلب. وأصبح من الممكن تقسيم مناطق سيطرة "قسد" وَفْق انتشار القواعد العسكرية للتحالف الدولي أو للقوات الروسية، فقواعد القوات الروسية تنتشر بشكل أساسي في المناطق التي انسحبت منها قوات التحالف، إضافة لقاعدتها الرئيسية في مطار "القامشلي".