سوريا والاقتصاد والاكراد.. مكاسب أردوغان وخامنئي في قمة طهران
استقبل المرشد الإيراني علي خامنئي، الرئيس التركي رجب
طيب أردوغان، والذي اكد فيع على التعاون التنسيق فيما بينهما، في توقيت مهم بالنسبة
لأنقرة وطهران.
تركيا تسعى لتوسيع عملياتها العسكرية ضد الأكراد في سوريا، وأيضا دعم اقتصادها
الذي يعاني بصفقات جديدة مع إيران، والاخيرة
تسعى لمزيدمن الاصدقاء والحلفاء تحسبا لأي
توجه عسكري ضدها من قبل واشنطن وتل أبيب، كذلك الحصول على مكاسب اقتصادية تدعم الاقتصاد
الايراني الذي يعاني بفضل العقوبات الامريكية.
ايران وتركيا
الملف السوري ومحاربة الأكراد،
والتعاون الاقتصادي، أبرز الملفات التي على طاولة خامنئي، أردوغان، والتي جاءت قبيل
القمة الثلاثية التي تجمع ارئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيريه ابراهيم رئيسي، وأردوغان.
أردوغان ذهب إلى طهران
للحصول على اكبر قدر من المكاسب، في ظل صراع المحاور الذي تشهده المنطقة، والاصطفافات
السياسية والاقتصادية والعسكرية.
يمكن أن يكون وجود فلاديمير
بوتين وأردوغان في طهران مهمًا من ناحيتين ؛ أولاً جانبها الرمزي بعد قمة الرياض ،
وثانيا: طبيعة وجود اثنين من المسؤولين الرئيسيين
والمؤثرين في التطورات التي لم تؤثر الآن على منطقة الشرق الأوسط فحسب ، بل أثرت أيضًا
على أوروبا والمجتمع الدولي.
مكاسب أردوغان
وجود أردوغان بالبراغماتية
، لأسباب مختلفة ، يضع نفسه في وسط الصراع بين الشرق والغرب ، لا يمكن أن يكون مفهومًا
لإظهار اتجاه رسمي تجاه أي من الاصطفافات الجديدة في معركة القوة.
والأهم من ذلك أن جدول
الأعمال المعلن هو الاجتماع الثلاثي السابع لرؤساء إيران وتركيا وروسيا بشأن سوريا.
لقاء ما زال تاريخه يخفق في إيجاد موقف مشترك بين هؤلاء الثلاثة من أجل عودة سوريا
إلى الاستقرار والمصالحة الوطنية.
يسعى أرودغان للحصول على
اكبر قدر من المكاسب في سوريا ، عبر قمة طهران، في ظل صراع روسيا في أوكرانيا، وتعثر
مفاضات الاتفاق النووي الايراني.
أردوغان ييد تحجيم الأكراد
في شمال شرق سوريا، وابقاء الجماعات الموالية له، ويخطط الرئيس التركي لإنشاء منطقة
آمنة بطول 30 كيلومترا على طول الحدود التركية مع سوريا.
كذلك لدى أردوغان مخاوفه
أيضًا كبد اقتصاد بلاده خسائر فادحة بين سياسة
العثمانية الجديدة والقومية التركية، لذك يحتاج إلى إدارة العلاقات مع إيران وروسيا،
لتحقيق هدفين هما الهروب من الوضع الحالي ؛ اجتياز الأزمة الاقتصادية أو السيطرة عليها.
والآخر يرسي الأساس لأهداف جيوسياسية إقليمية ، والتي ركزت اهتمامها على الاستيلاء
على حلب في سوريا والموصل في العراق، وهوما يعني أن أردوغان سيكون قادرًا على الأمل
في انتخابات 2023 الرئاسية في تركيا.
مكاسب ايران
اما على الجانب الإيراني،
فأن وجود ايران كحليف "برغماتي" أفضل من اصطفافهم في محور ضد طهران، فتركيا
تشكل جزء من الرئة التي تتفس بها ايران اقتصاديا، ومواصلة تصدير الغاز والنفط إلى تركيا،
يدعم الايراني.
أيضًا طهران يمكنها الاستفادة
من الفرص المتاحة والعمل في هذا الاتجاه، سياسة "التوازن الإيجابي" هي التي
اتبعها أردوغان في الأشهر الأخيرة في علاقاته الخارجية.
بالإضافة إلى إمكانية التعاون بين البلدين في مواجهة ملف الاكراد في ايران وسوريا
والعراق وتركيا، وهو ما يشكل مكسبا لطهران وأنقرة، في ظل مخاوف الأولى من تحرك كردي
مسلح في غرب إيران، ومحاولة الثانية، تحجيم الأكراد في شرق سوريا وجنوب تركيا.
الخسار الأبرز في قمة طهران هي الدول العربية
التي لدى ايران وتركيا نفوذ فيها، وخاصة العراق وسوريا، والتي تعد مناطق صراع نفوذ
بين البلدين، والتوافق يشكل اجبار شعوب سوريا والعراق على محصصات التوافق الايراني
التركي.