قمة طهران.. توافق تركي إيراني يصطدم بصراع النفوذ في سوريا

الأربعاء 20/يوليو/2022 - 03:54 م
طباعة قمة طهران.. توافق علي رجب
 
كشف البيان الختامي لقمة طهران التى جمعت الرئيس الروسي فلاديمير يوتين، ونظيره الايراني ابراهيم رئيسي والتركي رجب طيب أردوغان، عن توافق تركي ايراني على مواجهة الاكراد، وتلاقي مصالح يهدده صراع النفوذ بين البلدين في ظل ظل استخدام انقرة وطهران الميليشيات في حرب النفوذ على الكعكعة السورية.
وشدد البيان الختامي لقمة طهران  على رفض الحكم الذاتي والجماعات الانفصالية في سوريا، في إشارة إلى المساعي الكردية ومجلس سوريا الديمقراطية "أكراد سوريا" للحصول على حكم ذاتي او نظام الفيدرالي في سوريا.
وفي الفقرتين الرابعة والخامسة من البيان الختامي لقمة بوتين رئيسي اردوان، ردت إيران وروسيا على ما كان يسمى سابقا "قلق تركيا المفهوم". وتحديداً في الفقرة الرابعة وصف "الحكم الذاتي" في شمال سوريا بأنه "مرفوض" وأعرب رؤساء الدول الثلاث عن تصميمهم على التعامل مع أجندات انفصالية تهدف إلى إضعاف سيادة سوريا ووحدة أراضيها وتهديدها. وقالوا إن الأمن القومي للدول المجاورة من خلال الهجمات والتسلل عبر الحدود يحدث.
أيضا أبلغ المرشد الايراني علي خامنئي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن أي عملية عسكرية تشنّها أنقرة ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، "ستعود بالضرر" على المنطقة، قائلا إن عملية كهذه "ستعود بالضرر على سوريا، ستعود بالضرر على تركيا، وستعود بالضرر على المنطقة"، وذلك وفق بيان نشر على موقعه الرسمين محذرا من أن الخطوة التركية المحتملة ستحول دون تحقيق "الدور السياسي المتوقع من الحكومة السورية أيضا"، وستصبّ في صالح "الإرهابيين".
ولكن التوافق التركي الايراني على عدم دعم جماعات انفصالية والتحفظ الروسي الايراني على عمية عسكرية تركية في شمال سوريا يشكل جزء من القبول الغير صريح للاستمرار عمليات تركيا العسكرية في شمال سوريا.
الموقف الإيراني الذي يسعى لتحقيق مصالحه الخاصة في سوريا والذي لديه قلق من نشاط الاكراد وتحالفهم مع الولايات المتحدة الأمريكية واحتفاظ الاخيرة  بقواع عسكرية، يشكل جزء من تبادل المصالح التركية الإيرانية في استهداف أنقرة للأكراد ووضع أردوغان أمام القوات الأمريكية في سوريا بما يخدم استراتيجية طهران بخروج القوات الأمريكية من شرق الفرات.
وفي ظل التماهي التركي الإيراني، توقف القوات التركية في شمال سوريا عن استهداف منطقة عسكرية ، حيث عملت الميليشيات الإيرانية، على رفع العلم الإيراني، فوق عدد من المباني في منطقة تل رفعت وأبين بريف حلب.
وذكر نشطاء في محافظة حلب، أن "89 موقعاً عسكرياً ونقطة، باتت تخضع للنفوذ الإيراني في محافظة حلب، بينها مطار (النيرب) العسكري، وقواعد جبل عزان ومسكنة جنوب حلب، إضافة إلى الأكاديمية العسكرية ونحو 28 قرية وبلدة بأرياف حلب الغربية والشمالية، على حساب قوات النظام السوري والنفوذ الروسي، وعززت هذه المواقع بأكثر من 6000 عنصر من الحرس الثوري الإيراني، وميليشيات أفغانية وعراقية و(حزب الله) (اللبناني)، إضافة إلى عناصر الميليشيات المحلية الموالية لها من الشيعة السوريين في مناطق نبل والزهراء بريف حلب".
زادت حدة التوترات الأمنية والعسكرية التي تشهدها خطوط التماس المشتركة بين مناطق سيطرة النظام السوري وحلفائه، وما يقابلها من مناطق سيطرة فصائل المعارضة شمالي سوريا، خلال الأسبوع الماضي.
وأعلن كلا الطرفين عن استهداف مواقع وعناصر في صفوف الطرف الآخر، على خطوط التماس التي تشمل أرياف إدلب وجزءًا من ريف حلب الغربي وسهل الغاب، شمال غربي حماة.
وفي تكتيك عسكري إيراني جديد، يهدف إلى بسط نفوذ إيران على أكبر مساحة من الأراضي السورية، عزز "الحرس الثوري" مؤخراً، وميليشيات موالية لإيران، بينها "حزب الله" اللبناني، وميليشيات "لواء فاطميون" الأفغاني، إضافة إلى "حركة النجباء" وميليشيات "عصائب أهل الحق" العراقيتين، و"لواء الباقر" السوري، تواجدهم في نحو 120 موقعاً ومقراً عسكرياً في مناطق ريف حمص الشرقي وبادية حماة وبادية الرقة ودير الزور ومحافظة حلب.
وفي محافظة حلب، قال نشطاء إن الميليشيات الإيرانية تسلمت خلال الأيام الأخيرة الماضية أجزاء جديدة داخل مطار النيرب العسكري في محيط مدينة حلب من الجهة الشرقية، وأجبرت أصحاب نحو 32 منزلاً محاذياً للمطار على إخلاء منازلهم لأسباب أمنية، عقب جولة قام بها ضباط إيرانيون وآخرون من قوات النظام، وذلك بعد إخضاع نحو 38 موقعاً ومنطقة في محافظة حلب خاضعة بشكل كامل للنفوذ الإيراني، وبينها مخيم النيرب وكرم الطراب، واستحداث مقرات عسكرية إيرانية على طريق حلب - دير حافر، ومناطق الكابلات ومعمل الجرارات (فرات)، ورحبة صيانة الدبابات ومعمل السيراميك من الجهة الجنوبية الشرقية لحلب، ومقرات في كرم الوقاف والعزيزية، ومنطقة الراموسة ومعمل الإسمنت وعين العصافير وكلية المدفعية في منطقة الراموسة، ومناطق الأنصاري وخان طومان والسفيرة وطريق خناصر ومناطق الوضيحي، ومستودعات الذهيبية جنوب شرقي حلب.
 هذا بالإضافة إلى قواعد الوضيحي وجبل عزان، ومناطق الحاضر ومسكنة وطريق خناصر - أثريا، وتلة الشيخ يوسف والشيخ نجار، ومخيم حندرات شمال شرقي حلب، ومقرات عسكرية في مناطق نبل والزهراء ومعارة الأرتيق والليرمون شمال غربي حلب. وينتشر في تلك المناطق أعداد كبيرة من ميليشيات "لواء القدس" الفلسطيني، و"لواء فاطميون" الأفغاني، و"لواء الباقر" و"حزب الله السوري"، ومجموعات من "الحرس الثوري" الإيراني.
 وعززت هذه المواقع بنحو 4500 عنصر من الميليشيات الموالية لها، وبأعداد من منصات الصواريخ والأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة وأجهزة اتصالات، واستولت مؤخراً على مستودعات "مهين" الاستراتيجية شرقي حمص عقب توسع نفوذها في مطار النيرب العسكري في محافظة حلب على حساب القوات الروسية وقوات النظام، وأنشأت معسكرات لتدريب المتطوعين في صفوف الميليشيات الموالية لها من السوريين.
التوافق الذي اوضحته قمة طهران، يختلف تماما على الارض، فالتوافق هو تلاقي مصالح لاستهداف الكرد، ولكن على المستوى البعيد هناك صراع نفوذ واضح بين ايران وتركيا على الارض والسيطرة على اكبر مساحة من الاراضي السورية، ورفع العلم الايراني هو تأكيد على ان اي استهداف تركي لنفوذ ايران سوف يواجه بقوة، وطالما هذا الاستهداف لم يحدث فإن تلاقي المالصح سوف يستمر في سوريا، هذا التلاقي مؤقت، والمواجهة قادمة في المستقبل، مهما طال أمد التوافق والتنسيق، ووقتها سوف تتغير لغة الخطاب بين طهران وأنقرة.

شارك