الهجرة من غزة.. كيف حولت حماس القطاع إلى جحيم ؟
مع تردي الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة،
وسيطرة شبكات حماس على الاقتصاد وسوق العمل، لصالح عناصرها، ارتفعت عمليات الهجرة
من القطاع إلى الخارج.
وتشير واقعة غرق الشاب ماجد حميد من سكان قطاع غزة إثر غرقه
في بحر اليونان أثناء محاولته الهجرة ، إلى نجاح حرمة حماس، في تحول قطاع غزة
لعامل طرد لأهلها، في سياسة القمع والتنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني.
وحملت دراسة صدرت مؤخرا عن مركز الزيتونة
الفسلطيني، "تأثير الحصار على قطاع غزة"
حركة "حماس" التي تسيطر علي
قطاع غزة وتحكمه بالقمع الشديد، خلق بيئة طاردة لشباب غزة، والهجرة الة خارج
القطاع.
وأرجع الدراسة إلى أن أحد أسباب عوامل الهجرة عدم
إتمام ملف المصالحة؛ وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني الذي تلعب حماس دورا كبيرا في
إفشال كل جهود الوساطة مع السلطة الفلسطينية، حيث ترفض الترادع عن موقفها في قطاع
غزة، بل تسعى عبر خلايا في الضفة للانقلاب على السلطة الفلسطينية.
وأوضحت الدراسة أن العمليات العسكرية ضد
اسرائيل، ورد الاحتلال على اطلاق الصواريخ، خلق بيئة طاردة لشباب غزة، والذي لا
يجد فرصة عمل نتيسجة لسياسات حماس غير مسؤولة في القطاع.
ولفت الدراسة إلى أن سياسة حماس في قطاع غزة منذ
انقلاب 2007 على السلطة الفلسطينية واختطاف القطاع، انخفض متوسط حجم الصادرات من قطاع غزة خلال
الفترة التي سبقت الحصار 1996-2006 من 42.5 مليون دولار لتصل إلى 7 مليون دولار
بعد الحصار خلال الفترة 2007-2020.
كما انخفاض متوسط حجم الواردات إلى قطاع غزة
خلال الفترة التي سبقت الحصار 1996-2006 من 621.3 مليون دولار لتصل إلى 559.3
مليون دولار بعد الحصار 2007-2020، وقدرت قيمة الخسائر جراء انخفاض الصادرات
والواردات بفعل تأثيرات الحصار بنحو 10 ملايين دولار شهرياً.
وعن تداعيات الحصار على واقع الشباب ذكرت الورقة
العلمية أن "ارتفاع نسبة البطالة في القطاع من 30.3 في المائة سنة 2005 إلى
46.9 في المائة سنة 2021، ومعاناة 53 في المائة من سكان القطاع من الفقر، و 68.5
في المائة من انعدام الأمن الغذائي.
وبلغت
نسبة الفقر في قطاع غزة في أوساط الشباب 57 في المائة خلال سنة 2021، ونتيجة لذلك
تزايدت رغبة الشباب في الهجرة، بحسب الدراسة.
وحمل مراقبون حماس وسياستها في قطاع غزة المسؤولية
الكاملة عن الأوضاع بالقطاع التي تسببت بتدهور كافة مجالات الحياة، ودفعت الشبان
للهجرة من القطاع، إلى الخارج، وصولا للدول الأوروبية بطرق غير شرعية، يتعرضون
خلالها للموت.
وارجع المراقبون إلى أن الانقسام الفلسطيني
الفلسطيني، الذي تلعب حماس دورا كبيرا في استمرار الانقسام، جزء من تردي الأوضاع
في القطاع ، وهجرة الشباب الى الخارج.
واضاف المراقبون أن سياسة حماس المتهورة والتي
تلعب حرب الوكالة، والتماهي مع المشروع الايراني في المنطقة دون النظر الى المصالح
الفلسطينية، وتصعيد عسكريا في توقيت يخدم المشروع الايراني، جزء من تدهور الاوضاع
في القطاع.
كما لفت المراقبون إلى أن حماس التي اختارت
المحور الإيراني على حساب المحور العربي، تهدد علاقات الفلسطنيين وخاصة ابناء قطاع
غزة بالدول العربية، كما فعل حزب الله اللبناني مع الشعب اللبناني، بتصدير أزمات
سياسية وامنية للدول العربية وخاصة الخليجية التي كانت توفر آلاف فرص العمل في
الدول الخليجية أو عبر شراء منتجات من لبنان، فادى الى خسائر فادحة للشعب اللبناني
وانهيار الاقتصاد اللبناني.
وشدد المراقبون على أن سيطرة حماس على السوق
والتجارة والصادرات والواردات والمؤسسات الصناعية والتجارية والزراعية في قطاع غزة
واحتكارها اضعف فرص العمل، وحجم الاستثمار في القطاع من قبل الدول العربية، واصبح
الجميع لا يتعاون مع غزة بفعل سياسة حماس
التي تهدد أمن هذه الدول.