طاجيكستان تتسلّم 146 من رعاياها في مخيمات سوريا
الإثنين 25/يوليو/2022 - 03:11 م
طباعة
حسام الحداد
عشرات الآلاف من المدنيين الذين شرّدتهم المعارك الأخيرة للاستيلاء على آخر جيوب داعش في شرق سوريا، يقيمون في مخيمات مؤقتة، ويرفض العديد من بلدانهم الأصلية إعادتهم إلى وطنهم فقط لافتراض أن لهم علاقة بداعش، وأن بعض الدول اتخذت خطوات إضافية بتجريد هؤلاء الرعايا من جنسياتهم لمنع عودتهم، بما يتنافى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
على النقيض من هذا قامت حكومة طاجيكستان ممثلة في سفيرها في الكويت ترأس وفدا لتسلم أفرادًا من عائلات تنظيم “داعش” من الرعايا الطاجيكيين المحتجزين في مخيمي “الهول” و”الروج” شرقي الحسكة اليوم، الاثنين 25 من يوليو 2022، وقالت كالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” إن “الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا” سلّمت إلى وفد من طاجيكستان 146 امرأة وطفلًا.
وأكّد المسؤول في دائرة العلاقات الخارجية بـ”الإدارة الذاتية”، فنّر الكعيط، للوكالة تسليم هذا العدد من المحتجزين في المخيم لسفير طاجيكستان في الكويت، زبيد الله زبيدوف، موضحًا أنهم كانوا في مخيمي “الهول” و”الروج”، اللذين تديرهما “الإدارة الذاتية”.
وأضاف الكعيط أن النساء “ومن خلال تواصلنا مع جهاتنا الأمنية، لم يرتكبن أي جرم أو عمل إرهابي في مناطق شمالي وشرقي سوريا”، وفق ما نقلته “فرانس برس”، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنها الدفعة الأولى التي تُسلّم إلى طاجيكستان، بعد تواصل استمر أشهرًا عدة، وفق الكعيط.
وأكد سفير طاجيكستان في الكويت، خلال مؤتمر صحفي عقده في دائرة العلاقات الخارجية بمدينة القامشلي، أن سفارة بلاده في الكويت تعمل على استعادة المواطنين الطاجيك من مخيمي “الهول” و”الروج”.
وقال التلفزيون السوري الرسمي، إن العملية جرت بالتنسيق مع وزارة الخارجية السورية ومنظمة “الهلال الأحمر السوري”، وجرى خلالها تسليم 146 شخصًا، 104 منهم من الأطفال، إلى جانب 42 امرأة.
وتأتي العملية بعد يومين فقط من استعادة روسيا 11 طفلًا روسيًا من عائلات تنظيم “الدولة الإسلامية” المحتجزين ضمن المخيمات ذاتها، وفق وثيقة تسليم رسمية من “الإدارة الذاتية”، بحسب ما نقلته وكالة “انترفاكس” عن مفوضية حقوق الطفل الروسية.
وزار وفد روسي مبنى العلاقات الخارجية في مدينة القامشلي، برئاسة معاونة رئيسة مفوضية حقوق الطفل في روسيا، إيلينا إليكساندروفا، بحسب مانشرته صفحة دائرة العلاقات الخارجية التابعة لـ”الإدارة” عبر “فيس بوك”، في 21 من تموز الحالي.
كما أعادت فرنسا 35 طفلًا فرنسيًا قاصرًا و16 والدة من مخيمات في شمال شرقي سوريا دون تحديدها، حيث يُحتجز أفراد عائلات مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” المشتبه بهم، في 5 من تموز الحالي.
وأعلنت الخارجية الفرنسية أنها سلّمت الأطفال القاصرين إلى الدوائر المسؤولة عن إعالة الطفل، وأنهم سيخضعون للمراقبة الطبية، بينما سلّمت السلطات الفرنسية الأمهات إلى الجهات القضائية المختصة لمواجهة الإجراءات القضائية.
ويعيش في مخيمي “الهول” و”الروج” نحو 7300 قاصر من 60 دولة في جميع أنحاء العالم، إلى جانب نحو 1800 طفل عراقي، بحسب تقرير لمنظمة “أنقذوا الأطفال”، في 23 من آذار الماضي.
وفي النصف الأول من العام الحالي، سلّمت “الإدارة الذاتية” 116 طفلًا من عائلات التنظيم، و41 امرأة من أمهات الأطفال، لوفود أجنبية، حسب إحصائيات دائرة العلاقات الخارجية في القامشلي.