اجتماع بنغازي.. بداية انفراجة جديدة يترقبها الليبيون
الثلاثاء 26/يوليو/2022 - 03:59 م
طباعة
أميرة الشريف
يبدو أن الجميع يضه آماله على نتائج الاجتماع المرتقب في بنغازي غدًا، حيث يعقد اجتماعا عسكريا مشتركا يُشرف عليه رئيسا الأركان في الجيش الوطني، عبد الرازق الناظوري، وحكومة الوحدة الوطنية في المنطقة الغربية محمد الحداد.
وعقد الناظوري ورؤساء القطاعات العسكرية النوعية، وأعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 المنبثقة عن القيادة العامة للجيش الوطني، اجتماعاً لبحث عدد من محاور العمل خلال الفترة المقبلة وعلى رأسها تهيئة الظروف لاستقبال الوفد العسكري الذي سيصل بنغازي برئاسة الحداد، ومشاركة أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة عن المنطقة الغربية.
كانت البداية في 11 ديسمبر الماضي، بلقاء مفاجئ، وغير مسبوق بين الحداد والناظوري في سرت، بحضور عدد من الضباط التابعين للجانبين، وعقب اللقاء الأول، تطابقت التصريحات في الاتفاق على ضرورة توحيد المؤسسة العسكرية، في إطار حل ليبي - ليبي، إذ قال الحداد: إن لا علاقة لأي طرف خارجي باللقاء وإن التدخلات الخارجية هي التي حالت دون أن نلتقي في السابق، والآن حانت الفرصة لأن نلتقي نحن الليبيين بشكل مباشر»، مشيرًا إلى أن توحيد المؤسسة العسكرية يحتاج إلى قيادة سياسية رشيدة، وفق تعبيره.
وتحظى خطوة توحيد المؤسسة العسكرية بدعم كبير من الشارع الليبي والمجتمع الدولي، إذ قالت البعثة الأممية في ليبيا، إنّ الأمم المتحدة تشيد بهذا الحوار المهم وتواصل دعمها للمحادثات في المسار الأمني، من خلال اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 والتنفيذ التام لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 2020.
وتشير تقارير إعلامية إلي أن لقاء بنغازي المرتقب، سيكون امتداداً لاجتماع الأسبوع الماضي في طرابلس، وسيتمحور حول عدد من النقاط، أبرزها ملف توحيد المؤسسة العسكرية وحل الميليشيات، وإجلاء القوات الأجنبية والمرتزقة، وتوحيد الجهود لتكريس مبدأ المصالحة الوطنية الشاملة.
ومن المنتظر أن يحدد الاجتماع إجراءات تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة ملف المحتجزين والمفقودين للوصول إلى نتائج، وتفعيل القوة المشتركة التي تم الاتفاق على تشكيلها في اتفاق وقف إطلاق النار، ووضع خطة للبدء في تسيير دوريات حدودية مـن الوحدات المختلفة لحرس الحدود.
وأوضح مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، خالد المحجوب، أنّ المؤسسة العسكرية الليبية تقوم بدورها في تجاوز الأزمة التي تمر بها البلاد منذ أكثر من عشر سنوات، في إصلاح ما أفسده السياسيون، وتحديد أولويات المرحلة المقبلة، انطلاقاً من إيمانها المطلق بوحدة ليبيا وضرورة استعادة الدولة لمقدراتها وسيادتها على كامل أراضيها، مشيراً إلى قطع خطوات مهمة في توحيد المؤسسة العسكرية، والذي سيكون منطلقاً أساسياً للمصالحة الوطنية.
ويرى مراقبون، أن الزيارات المتبادلة بين القادة العسكريين على مستوى رئاسة الأركان، تمثّل خطوة متقدمة في مسعى أبناء المؤسسة العسكرية لطي صفحة الماضي، والدخول في مرحلة التوحيد العملي.
يشار إلى أن محاولات مبكرة بدأت في العامين 2017 و2018 على مسار توحيد الجيش، إذ استضافت القاهرة عدة جولات لتوحيد المؤسسة العسكرية تحت رعاية اللجنة المصرية المعنية بليبيا، لكنها هذه اللقاءات توقفت مع اندلاع حرب العاصمة طرابلس في العام 2019، وفي سبتمبر 2020 استضافت مدينة الغردقة المصرية اجتماعات بين وفود عسكرية من قوات القيادة العامة وحكومة الوفاق السابقة، أسفرت عن تشكيل اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) لمراقبة وقف إطلاق النار وسحب المرتزقة.