دعوة ولاية غرب افريقيا.. نجاح حذر لدول الاسيان في مواجهة داعش

الثلاثاء 26/يوليو/2022 - 05:11 م
طباعة دعوة ولاية غرب افريقيا.. علي رجب
 
وجه تنظيم داعش الارهابي دعوة للهجرة مقاتلية وانصاره الى أفريقيا،، معتبرا أن القارة لسمراء تشكل أرضا خصبة لبناء دولة الخلافة.
وركز التنظيم الإرهابي في رسالة عبر الفيديو لمقاتليه وانصاره، نشرتها ولاية غرب إفريقيا التابعة لتنظيم "داعش"  (ISWAP) ، على المقاتلين في جنوب وشرق أسيا للانضمام الى التنظيم الارهاب، مع نجاح السلطات في هذه الدول بمواجهة التنظيم الارهابي وتحجيم قوته.
تراجع قوته في شرق اسيا
لتنظيم حضور في جنوب وشرق أسيا بدأ مع اعلان العديد من الجماعات المتطرفة والارهابية مبايعة التنظيم في 2014، والانشقاق عن تنظيم القاعدة الارهابي، لتشكل فروع لتنظيم الخلافة في هذه الدول، وتبنى التنظيم الارهابي أولى هجماته في جنوب شرق آسيا في 2016 باعتداءات في جاكرتا (4 قتلى). 
وفي 2017 في الفيليبين أعلن ارهابيون مبايعتهم للتنظيم الجهادي الذي استولى على مدينة ماراوي لكن القوات الحكومية استعادتها بعد اشهر من المعارك الضارية.
ودخل الجيش الفلبيني في مواجهات مع تنظيم داعش الارهابي، ادت الى مقتل أكثر من 1100 شخص خلال 2017 عندما هاجم متشددون موالون لتنظيم داعش مدينة ماراوي وسيطروا عليها لخمسة شهور مما ألحق بها دمارا كبيرا. 
التبادل المعلوماتي والتنسيق الأمني
ولكن التبادل المعلوماتي على المستوى الروسيبين دول رابطة دول جنوب شرق آسيا، في مكافحة الإرهاب ضمن مبادرة استراتيجية متعدّدة الطبقات وطويلة الأجل، نجحت في تحجم وتحكيم أحلام داعش في التواجد بشكل قوي ومؤثر في هذه الدول.
وعبر التبادل الأمني والمعلوماتي وتوريد الأسلحة والمعدات المتطوّرة ذات الاستخدام المزدوج، وتدريب الأفراد من بلدان آسيان وتبادل قواعد البيانات والمعلومات التشغيلية، وخصوصاً فيما يتعلق بحركة المشتبه بصلاتهم بالتنظيمات الإرهابية، ومكافحة الدعاية المتطرّفة، بما في ذلك على شبكة الإنترنت، والمخابرات المالية التي تهدف إلى كشف الأموال المشبوهة ومنعها. بالإضافة إلى ذلك، هناك تبادل مستمر للخبرات، فضلاً عن الأنشطة الإنسانية والتعليمية والثقافية التي تساعد، وفقًا لطريقة القوة الناعمة، في تقوية الروابط بين الدول وتنمية المجتمعات المدنية في دول آسيان ومواجهة التنظيم الارهابي.

الدعم الاقليمي والدولي
كذلك نجاح استراتيجية دول جنوب وشرق أسيا فيمواجهة الارهاب، جاء مع تلقي هذه الدول دعمًا عسكريًا واستخباراتيًا وسياسيًا كبيرًا من الدول الغربية في معركتها ضد الإرهاب الجهادي. في أفغانستان، اضطلعت القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو بعمليات القتال الرئيسة ضد داعش. 
وفي جنوبِ شرق آسيا، شاركتِ القواتُ الخاصة الأمريكية والأسترالية، بشكلٍ مكثف، في تدريب الجيش الفلبيني على عمليات مكافحة الإرهاب والتمرد. ومعلوم أن القوات الأمريكية الخاصة تشارك في العمليات العسكرية إلى جانب القوات الفلبينية ضد متمردي أبو سياف الموالين لداعش في مينداناو.  أما الصين، فقد درَّبت القوات العسكرية البورمية والتايلاندية على عمليات مكافحة التمرد.
تراجع حذر
وقد خلص التقييم السنوي للتهديدات الإرهابية الذي تعده إدارة الأمن الداخلي (ISD) في دولة سنغافورة ، يوليو الجاري، أنه لا توجد حاليًا معلومات استخباراتية محددة عن هجوم إرهابي وشيك على سنغافورة، وهو ما يشكل نجاح لهذه الدول في مواجهة الارهاب.
و أوضح التقرير أن العمليات الارهابية المرتبطة بداعش أو المستوحاة في المنطقة، تراجعت بشكل كبير، لافتا الى أن أكثر من 1000 من جنوب شرق آسيا سافروا إلى منطقة الصراع في سوريا / العراق منذ منتصف عام 2010. بقي ما لا يقل عن 600 في سوريا ، وعدد كبير منهم من النساء والأطفال في معسكرات الاعتقال، موضا أن هؤلاء يشكلون مصدر تهديد أمني.
الارهاب الإلكتروني
ولكنها حذرت من الارهاب الالكتروني ونشاط الجماعات الارهابية على الانترنت، وقالت إدارة ISD في الإصدار الرابع من تقرير تقييم خطر الإرهاب في سنغافورة، إن "التهديد من الجماعات الإرهابية وأيديولوجيتها العنيفة مستمرة. وتواصل شبكتها الافتراضية من مؤيديها نشر الدعاية وجمع الأموال والتخطيط للهجمات. وقد أدى انتشار الأيديولوجيات المتطرفة عبر الإنترنت إلى تغذية خطر التطرف الذاتي في سنغافورة".

وفي إشارة إلى النشاط الألكتروني المؤيد لداعش المزدهر على وسائل التواصل الاجتماعي ، قالت ISD إن مجموعات وسائل الإعلام المستقلة وأنصار داعش يشاركون في "الجهاد الإلكتروني" من خلال توزيع مواد داعش الرسمية جنبًا إلى جنب مع الدعاية الداعشية، لافتا الى ان الهدف هوتجنيد مقاتلين جدد للتنظيم الارهابي.
نشاط في مناطق الصراع
وعلى الصعيد الدولي ، قالت الوزارة إن داعش لا تزال تشكل تهديدا أمنيا كبيرا. لم توقف الحركة هجماتها على الرغم من خسارتها سيطرتها على الأراضي في سوريا والعراق قبل حوالي أربع سنوات ، وأعلنت مؤخرًا مسؤوليتها عن الهجمات في سوريا.
هذا التعيين الفوري يعكس "مقعد القيادة العميق والمرونة التشغيلية للمجموعة ،" قال ISD أنه داعش بناء بصمته العالمية من خلال فروعه في جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، لافته الى نشاط ملحوظ للتنيظم في مناطق الصراع خاصة أفغانستان وافريقيا وسوريا.

لذلك تدرك حكومات جنوب شرق آسيا أن التهديد العابر للحدود يتطلب استجابة متعددة الأطراف. إلى جانب جهود الإنفاذ المحلية والاستخبارات الثنائية وترتيبات تسليم المجرمين ، أنشأت رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان) آليات لتعزيز استجابتها للإرهاب عبر الوطني. لقد كان الإرهاب العابر للحدود عنصرًا أساسيًا في جدول أعمال اجتماع بلس لوزراء دفاع الآسيان .
كما وُضعت مبادرات دون إقليمية هادفة لمكافحة الإرهاب عبر الوطني. على سبيل المثال ، يهدف الترتيب التعاوني الثلاثي (TCA) الذي تم تنفيذه في يونيو 2017 إلى الحد من الأنشطة البحرية العنيفة .



شارك