الشباب الصومالية تتوسع في شن هجماتها في الداخل وعلى الشريط الحدودي

الخميس 28/يوليو/2022 - 03:18 ص
طباعة  الشباب الصومالية حسام الحداد
 
أفاد موقع "جاروي" الإخباري الصومالي، أمس الأربعاء 27 يوليو 2022، بمقتل حاكم مدينة ماركا عاصمة إقليم شبيلي السفلى جنوبي الصومال و10 أشخاص آخرين إثر تفجير انتحاري في المدينة تبنته حركة "الشباب" الإرهابية والتابعة لتنظيم القاعدة.
وذكر الموقع أنّ تفجيراً انتحارياً في ماركا بمنطقة شبيلي السفلى "أدّى إلى مقتل حاكم المنطقة عبد الله وافو وما لا يقل عن 10 أشخاص آخرين".
وأكّد الموقع الصومالي أنّ "حاكم المنطقة المقتول كان في طليعة المناضلين ضد حركة الشباب في المنطقة".
وأعلنت حركة "الشباب" الصومالية، مسؤوليتها عن الهجوم في مدينة ماركا، قائلةً: "قتلنا وافو الذي كان يقود قوات الاتحاد الأفريقي إلى منطقة شبيلي السفلى"، ويأتي الهجوم بعد نحو 10 أيام من هجوم للحركة بسيارةٍ مفخخة استهدف فندقاً في مدينة جوهر بولاية هيرشابيل وسط الصومال، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.
من جانبه، قال أحمد فرح، أحد سكان مركا، إن أفراد الأمن طوقوا موقع الانفجار.
وأكد المتحدث العسكري باسم حركة الشباب الارهابية عبد العزيز أبو مصعب أن الحركة مسؤولة عن الهجوم.
وقال أبو مصعب: "قتلنا مفتش شرطة مركة ومن كانوا معه في هجوم. وقتلنا جنديين في انفجار بأفجوي".
وكثيرًا ما تشن الحركة هجمات بالأسلحة النارية وتفجر أهدافًا عسكرية ومدنية في الصومال كما تشن هجمات على أهداف في المنطقة وبخاصة في كينيا المجاورة.
عملية "كبيرة" ضد الجماعات الإرهابية
وفي 20 يوليو الجاري، أعلن رئيس الوزراء حمزة عبدي بري، عزم بلاده إطلاق "عملية عسكرية كبيرة" ضد الجماعات الإرهابية لفتح الطرق بين الأقاليم وضمان إيصال المساعدات إلى مستحقيها.
وقال بري: إن الصومال "بصدد شن عملية عسكرية كبيرة ضد الجماعات الإرهابية (في إشارة إلى حركة الشباب وتنظيم "الدولة") بهدف فتح الطرق الهامة للمساعدات والتنقل العام بين الأقاليم".
وأضاف بري أن بلاده "ستواجه هذه الجماعات الإرهابية بطرق عسكرية وغير عسكرية من خلال رفع وعي المواطنين بالتعاون مع الشيوخ ورجال الدين وغيرها من نخب المجتمع لنزع الأفكار المتشددة".
وأكد أن بلاده "ستعمل على إعادة صياغة في السياسة المالية للبلاد بغية قطع مصادر التمويل للإرهابيين".
وطالب بري الاتحاد الإفريقي "بتوحيد الجهود لمواجهة خطر الإرهاب الذي لا يقتصر على حدود دولة بعينها وتصفيته داخل القارة الإفريقية وخارجها".
ويخوض الصومال حربًا منذ سنوات ضد "حركة الشباب" المسلحة التي تأسست مطلع 2004، وهي تتبع فكريًا لتنظيم "القاعدة" وتبنت عمليات إرهابية عديدة أودت بحياة المئات.
ودُحر المسلحون المرتبطون بتنظيم القاعدة من مقديشو عام 2011 بعد هجوم شنته قوة من الاتحاد الإفريقي، لكنّهم ما زالوا يسيطرون على مساحات شاسعة من المناطق الريفية في الصومال، ويشنّون هجمات متكررة في العاصمة.
الحرب على الحدود
وفي نفس السياق تحدث رئيس الحكومة الإقليمية للمنطقة الصومالية في إثيوبيا، مصطفى محمد عمر “عغجر”، عن الحرب التي دارت بين قوات شرطة ليو التابعة لإدارته، ومقاتلي حركة الشباب
وأشار عغجر في البداية إلى أن المجموعة التي هاجمت المنطقة الصومالية الأربعاء الماضي كانت من مقاتلي حركة الشباب لكنها تسمى المجاهدين الإثيوبيين، وذكر أنها كانت تهدف زعزعة أمن إثيوبيا، موضحا أن معظمهم من الإثيوبيين.
وأضاف أنهم اكتشفوا أن معظم المهاجمين من الإثيوبيين من قبل العناصر الذين تم اعتقالهم أثناء القتال، مشيرا إلى أن خطتهم كانت الوصول إلى مناطق بين منطقتي الصومال وأورومو في إثيوبيا لإنشاء قواعد عسكرية في الجبال في “عيلكاري” و”بالي” للقتال إلى جانب المتمردين في إثيوبيا.
وتجدر الإشارة إلى أن إثيوبيا تعرضت لهجمة شرسة من حركة الشباب التي عبرت الحدود الصومالية الإثيوبية من عدة مناطق وخاضت قتالا عنيفا ضد شرطة “ليو” التابعة للمنطقة الصومالية في إثيوبيا، أسفر عن خسائر فادحة في الأرواح، لكن السلطات الإقليمية أعلنت أنها هزمت المقاتلين المتسللين إلى أراضيها.
مقتل أكثر من 100 عنصر من "حركة الشباب"
وفي 24 يوليو الجاري أعلنت سلطات المنطقة الصومالية في إثيوبيا قتل أكثر من 100 عنصر من "حركة الشباب" المتشددة في عملية استمرت 3 أيام.
وقال مكتب الاتّصال في المنطقة الواقعة جنوب شرقي إثيوبيا، في بيان في "فيسبوك"، إنّ "مجموعة مسلّحة من الشباب دخلت قبل 4 أيّام مكاناً يسمّى "أتو" في أفدِر بالمنطقة الصوماليّة، وقد جرى تطويقها، ثمّ تدميرها كلياً".
وأضاف البيان أنّ "ما يزيد على 100 عنصر من المجموعة الإرهابيّة، قتلوا في العمليّة التي استمرّت 3 أيّام ودمِّرت 13 سيّارة"، موضحاً أنّ "عناصر الحركة اعتقلوا عندما أرادوا في منطقة واقعة على بُعد أكثر من 100 كيلومتر من الحدود مع الصومال".
وكان مسؤولون إداريّون وسكّان من منطقة باكول في الصومال، الواقعة في الجانب الآخر من الحدود، قد أبلغوا وكالة "فرانس برس"، يوم الخميس، بشأن هجمات شنّها متمرّدو "حركة الشباب"، في اليوم السابق، على منطقتَي أتو وييد، حيث توجَد قواعد عسكريّة تؤوي قوّات لوحدة خاصّة من الشرطة الإقليميّة في المنطقة الصوماليّة الإثيوبيّة تشارك في حماية الحدود بين البلدين.
ولم تتوافر حصيلة دقيقة لعدد ضحايا هذه الهجمات، لكنّ أحد أعضاء إدارة منطقة حودر في الصومال وصف الأمر بـ"أعنف المعارك"، مشيراً إلى أنّ "المعارك استمرّت قرابة 6 ساعات قبل صَدّ المسلحين، وسقَطَ قتلى وجرحى من الجانبين".
ما تقوم به حركة الشباب الصومالية يؤكد محاولات تنظيم القاعدة في اعادة انتشاره في افريقيا وزيادة قدرته التنافسية مع تنظيم داعش، حيث محاولاته بناء معسكرات جديدة في مناطق حدودية بين الدول الأفريقية يصعب الوصول اليها وتكون أكثر تأمينا لحياة عناصرة الإرهابية.

شارك