وسط تأهب أمني.. أنصار الصدر يتوعدون ويقتحمون مقر البرلمان العراقي
السبت 30/يوليو/2022 - 02:33 م
طباعة
أميرة الشريف
أدت تظاهرات أتباع الصدر إلي إلغاء جلستين لمجلس النواب، حيث دخل أنصار زعيم التيار الصدري، إلى المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية للتظاهر، وقد اقتحم عدد منهم مبنى البرلمان العراقي، كما رفع أنصار الصدر شعارات تنديد بالإطار التنسيقي الموالي لإيران، فيما اتهم الأخير، التيار الصدري بالتصعيد ودعا أنصاره إلى مواجهته، مؤكدا أن "مؤسسات الدولة خط أحمر محذرا من تجاوزه" .
وتأتي مظاهرة الاقتحام بعد نحو 5 أيام من تسمية قوى الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني مرشحاً لرئاسة الوزراء، والذي يواجه اعتراضا من قبل الصدر وأنصاره الغاضبين.
كما تظاهر أنصار الصدر أمام مبنى ضيافة رئاسة الوزراء في المنطقة الخضراء ببغداد ومبنى المحكمة الاتحادية ومبنى مجلس القضاء الأعلى، بينما حض قيادي في التيار الصدري على التظاهر السلمي أمام مجلس القضاء.
من جانبها تتحرك القوات الأمنية لإحكام الطوق على منافذ المنطقة الرئاسية ببغداد وسط تحشيد صدري للتظاهر مجدداً وخشية تكرار ما جرى الأربعاء الماضي.
واستخدم الأمن خراطيم المياه والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لمحاولة منع المتظاهرين من اقتحام المنطقة الخضراء، بينما تم تسجيل حالات اختناق بين المحتجين.
وقد أدت هذه المناوشات إلى سقوط جرحى، وقد أكدت مصادر طبية أن عدد المتظاهرين المصابين تخطى إلى 60.
ودعا قيادي في التيار الصدري لاعتصام مفتوح داخل البرلمان، بينما وجّه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، قوة حماية البرلمان العراقي بعدم التعرض للمتظاهرين.
وقد أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أنه أصدر تعليمات للأمن العراقي بحماية المتظاهرين، كما دعا المحتجين "إلى التزام السلمية في حراكهم" وإلى "عدم التصعيد". وشدد على أنه من واجب الأمن حماية المؤسسات الرسمية.
ورفع غالبية المتظاهرين الأعلام العراقية، فيما حمل آخرون صوراً لمقتدى الصدر، مرددين شعارات مؤيدة له، فيما تجمّعوا على جسر يؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تضم مؤسسات حكومية وسفارات أجنبية، جرى تحصينه بحواجز إسمنتية، وتسلّق المتظاهرون الحواجز الإسمنتية التي تمنع عبور الجسر.
وجدد المتظاهرون كذلك رفضهم لاسم محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء، والذي رشّحه لهذا المنصب خصوم الصدر السياسيون في الإطار التنسيقي الذي يضم كتلاً شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران.
ووفق تقارير إعلامية يتوافد أنصار الصدر على بغداد من محافظات أخرى، حيث عبروا حواجز الأمن في جسر الجمهورية، ووصلوا إلى المنطقة الخضراء من جهة بوابة وزارة التخطيط.
وكان العشرات من أنصار التيار الصدري قد تظاهروا أمام مكتب رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم وسط بغداد، احتجاجا على خطاب الحكيم بشأن التظاهرات الصدرية الأخيرة، واقتحام المنطقة الخضراء ومجلس النواب، واعتبارها تجاوزا للإطار القانوني.
بدوره، دعا رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي المواطنين العراقيين إلى ما أسماه بمنع انزلاق الأوضاع في العراق. وفي تغريدة على "تويتر"، قال الحلبوسي إن على الجميع تحمل المسؤولية تجاه البلاد للحفاظ على مصالح الشعب، مضيفاً أن من لايهتم لأمر العراقيين ليس منهم.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن رئيس اللجنة القانونية قوله، إن الأكراد لم يتفقوا بعد على تسمية مرشح لرئاسة الجمهورية، مضيفًا بأن هناك شللا أصاب جلسات مجلس النواب بسبب الوضع السياسي الراهن.
من جانبه، قال الرئيس العراقي برهم صالح إن أمام العراق استحقاقات وتحديات جسيمة لن تُواجه إلا بوحدة الصف، مشددا على ضرورة العمل الجاد لتلبية متطلبات المواطنين وتطلعاتهم.
وكانت وسائل إعلام عراقية قد أفادت، مساء أمس الجمعة، أن قوات الأمن فتحت جميع الطرق المؤدية للمنطقة الخضراء في العاصمة بغداد بعد تظاهرات لأنصار التيار الصدري وأخرى للإطار التنسيقي.
كانت أوساط سياسية وعامة دعت بعد تعثر المشهد السياسي في العراق لأكثر من 8 شهور ، إلى انتخابات مبكرة والإبقاء على حكومة الكاظمي، فيما تعالت تلك المطالبات وباتت تسمع جهراً بعد اقتحام الصدريين للمنطقة الرئاسية.