كيف مهدت امريكا لمقتل " الظواهري " ؟
الأربعاء 03/أغسطس/2022 - 01:44 م
طباعة
روبير الفارس
تعمل المراكز البحثية الامريكية بصورة متصلة مع الاجهزة التنفيذية في الولايات المتحدة وعلي مقربة واضحة منها ويظهر مقتل ايمن الظواهري هذا التعاون والقرب.
وبتاريخ 29 يونيو 2022 نشرنا في موقع بوابات الحركات الاسلامية تقريرا بعنوان "منتدي افتراضي يؤكد: تهديد تنظيم" القاعدة " لا يزال قائم " اكد علي خطورة القاعدة وكشف عن رصد الظهور الاعلامي للظواهري ومكان تواجده حيث قال " ولا يزال أيمن الظواهري، خليفة أسامة بن لادن كـ "أمير" التنظيم، متواجداً في جنوب آسيا وظهرَ عدة مرات في مصادر إعلامية عام 2021.
ومما جاء في التقرير "عقد معهد واشنطن لسياسات الشرق الادني منتدى سياسي افتراضي حول الوجه المتطور للحركة الجهادية العالمية وسط التغيرات في موقف واشنطن تجاه مكافحة الإرهاب شارك فيه ." أناستازيا سميث "نائبة مسؤول المخابرات الوطنية الأمريكية لشؤون الإرهاب و"هارون زيلين" مؤلف دراسته الأخيرة "عصر الجهاد السياسي: دراسة في «هيئة تحرير الشام»". وماثيو ليفيت. مدير "برنامج راينهارد للاستخبارات ومكافحة الإرهاب". وقالت "أناستازيا سميث" منذ عام 2001، واصلَ تنظيم «القاعدة» تطوره من جماعة لها قاعدتها في أفغانستان وباكستان إلى شبكة عالمية من الجهات التابعة له وذات القواعد الإقليمية.
وبالمثل، انتقلت سلطة التخطيط المركزية التي يتمتع بها "مركز تنظيم «القاعدة»" إلى فروعه الإقليمية، التي تستمر في الاستفادة من المساحات غير الخاضعة للحكم الكلي، لإحداث الفوضى وزيادة قوتها التنظيمية.ولم يبقَ في "مركز التنظيم" سوى عدد قليل من أعضاء القيادة القديمة في تنظيم «القاعدة»، حيث تم استهداف العديد من زعمائها من قبل تدابير مكافحة الإرهاب الدولية.
ولا يزال أيمن الظواهري، خليفة أسامة بن لادن كـ "أمير" التنظيم، متواجداً في جنوب آسيا وظهرَ عدة مرات في مصادر إعلامية عام 2021. ويقبع في إيران كل من سيف العدل، نائب أمير الجماعة، وعبد الرحمن المغربي، مديرها الإعلامي. ويواصل هؤلاء وغيرهم من القادة إظهار الوحدة التي يتسم بها هيكل القيادة في تنظيم «القاعدة» من خلال استخدام وسائل الإعلام والدعاية، مما يزيد من قوة التجنيد التي تتمتع بها الجماعة ويحافظ على صورتها.
ويتعاون كبار القادة أيضاً مع زعماء إقليميين جُدد لا تُعرف أسماؤهم جيداً ولكنهم يتمتعون بسلطة كبيرة ضمن التسلسل الهرمي المركزي في التنظيم.وتسمح هيكلية الفروع بصمود تنظيم «القاعدة» أمام التحديات المختلفة.
فبينما تحقق الفروع الأقوى مثل «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» في منطقة الساحل و"حركة الشباب" في الصومال المكاسب، إلّا أنها تعوّض عن الخسائر الكبيرة التي تلحق بالفروع الأضعف في سوريا واليمن وجنوب شرق آسيا. ويواصل قادة تنظيم «القاعدة» أيضاً إشادتهم بقيادة حركة "طالبان" وهم مهتمون بشدة بالحفاظ على ملاذ آمن في أفغانستان. حتى أن تنظيم «القاعدة» صرّح علناً أنه لن يشن هجمات من داخل حدود البلاد من أجل الحفاظ على هذه العلاقة وتجنُّب النزاع مع الحكومة الجديدة.وبشكلٍ عام، يواجه التنظيم نوعاً من المفاضلة بين الاعتراف الذي يحظى به بسبب نشاطه العابر للحدود، والذي يمكن أن يجذب انتباهاً وتهديداتٍ غير مرغوب فيها على صعيد مكافحة الإرهاب، وبين عملياته المحلية، التي تتجنب إلى حدٍ كبيرٍ التدقيق الدولي.
ويأتي التهديد الأشد وقعاً الذي يشكله تنظيم «القاعدة» من فروعه الأقوى في غرب أفريقيا وشرقها، ذات القدرات المتفاوتة. وبالنظر إلى المستقبل، ستظل المنظمات الإرهابية العالمية تشكل تهديداً مترابطاً. إلا أن العوامل التي ستُساعد تنظيم «القاعدة» على الاستمرار في عملياته لفترة أطول من سواه - أي الوحدة بين قيادته، وجهاز إعلامي متماسك وجذاب - قد تصبح أكثر صعوبة مع استمرار السلطة المركزية لهذه الجماعة في تنويع خبراتها.