توتر في العاصمة الصومالية بعد الانتهاء من هجوم حركة الشباب على فندق في مقديشو

الإثنين 22/أغسطس/2022 - 11:27 ص
طباعة توتر في العاصمة الصومالية حسام الحداد
 
استطاعت قوات الأمن الصومالية مساء أمس الأحد 21 أغسطس 2022، من انهاء هجوم شنّته حركة الشباب الجمعة على فندق في مقديشو وبقيت متحصّنة فيه لأكثر من ثلاثين ساعة، وينتظر أقارب المفقودين في الهجوم أنباءً عن أقاربهم، بعدما حاصره عناصر حركة الشباب الإسلامية المتطرفة في عملية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 13 مدنياً وإصابة العشرات.
وبدأ الهجوم الذي شنّته المجموعة المرتبطة بتنظيم القاعدة بالأسلحة والقنابل مساء الجمعة واستمر يوماً واحداً، واحتجز على اثره العديد من الأشخاص داخل فندق "حياة" المعروف.
وقال مسؤول طالبا عدم كشف هويته إن “قوات الأمن أنهت حاليا الحصار والمسلّحون قتلوا، في الساعة الأخيرة لم تطلق أي عيارات نارية من المبنى”، ولم يعطِ المسؤول أي معلومات حول الحصيلة الإجمالية لضحايا الهجوم الذي استهدف فندق “حياة”، أو حول حصيلة قتلى حركة الشباب، ولحق دمار كبير بالفندق بعدما قصفته القوات الصومالية للقضاء على المهاجمين المتحصّنين فيه، لكن المسؤول شدّد على ضرورة تفتيش المبنى تحسّبا لأي متفجرات قد يكون المهاجمون زرعوها.
وقال المتحدث باسم الشرطة الصومالية عبد الفتاح عدن حسن للصحافيين إن الهجوم بدأ بتفجير انتحاري.
كما أفاد شهود بأنّ انفجاراً ثانياً وقع خارج الفندق بعد بضع دقائق من الانفجار الأول، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف عمّال الإغاثة وعناصر القوات الأمنية والمدنيين الذين هرعوا إلى المكان على أثر الانفجار الأول.
وتخوض حركة الشباب الإسلامية عددا من الهجمات الإرهابية ضدّ الحكومة الفدرالية الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي منذ 15 عاماً. وقالت في البيان الذي تبنت فيه الهجوم إن مقاتليها “يطلقون النار عشوائياً داخل الفندق”.
وأعلن عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم الشباب السبت عبر إذاعة “راديو أندلس” التابعة للحركة، أنّ قواته ما زالت تسيطر على المبنى وأنها “ألحقت خسائر جسيمة” بالقوات الأمنية.
ويعد هذا أكبر هجوم على مقديشو منذ انتخاب الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود في مايو 2022. ولم تعلّق الحكومة عليه بعد.
قالت الشاهدة حياة علي ان القوات الأمنية عثرت على ثلاثة اطفال تراوح أعمارهم بين أربعة وسبعة أعوام، مختبئين في مراحيض في الفندق ومصدومين، لكنهم تمكنوا من لقاء عائلتهم في ما بعد.
وقال حسين علي، وهو ناجٍ آخر، لوكالة فرانس برس انه ادى صلاة المغرب مع رفاق له ثم توجهوا لشرب الشاي في إحدى باحات الفندق حين سمعوا الانفجارات الاولى.
وأضاف “تمكّنت من الهرب إلى بوابة خروج قريبة، بعيدًا من المسلحين. بدأ هؤلاء بإطلاق النار وسمعت أصوات الطلقات خلفي، ولكن بفضل الله (…) تمكنا من الفرار”.
وتابع “توفي الذين فضلوا الاختباء داخل المبنى، وبينهم أحد زملائي”.
ودانت الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا، بالإضافة إلى الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (ايغاد)، الهجوم بشدة.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان “نعرب عن تعازينا الحارة للأسر التي فقدت أحباءها، ونتمنى الشفاء التام للمصابين، ونشيد بدور قوات الأمن الصومالية”، مجددة دعمها “الثابت” لجهود البلاد في مكافحة الإرهاب.
كما تعهدت السفارة الأميركية في مقديشو “مواصلة دعم الصومال لمحاسبة القتلة”.
وأعربت قوة الاتحاد الافريقي الموكلة مساعدة القوات الصومالية “أتميس” عن “تضامنها” مع حكومة مقديشو، فيما قالت سفارة بريطانيا في مقديشو إن البلاد تقف “إلى جانب الصومال في مواجهة أولئك الذين يسعون إلى تدمير ما تم تحقيقه”.
وفي حيّ حمر ججب في العاصمة الصومالية، تساقطت قذائف أيضًا السبت أسفرت عن إصابة 20 شخصا منهم أطفال، حسبما قال المسؤول عن إدارة الحيّ موكاويي مودي لوكالة فرانس برس.
وقال “من بين الأشخاص المصابين بجروح بالغة، امرأة متزوجة وزوجها، بالإضافة إلى عائلة” مؤلفة من أبوين وأطفالهما الثلاثة. ولم تتبنّ أي جهة الهجوم بعد.
وأوضح مدير المستشفى الرئيسي في مقديشو محمد عبدالرحمن جامع أن 40 شخصًا على الأقل أصيبوا في اعتداء الفندق وفي القصف على حيّ حمر ججب يتلقون العلاج في المستشفى.
وطرد عناصر الحركة من المدن الرئيسية في الصومال، بما في ذلك العاصمة مقديشو في 2011، لكنهم لا يزالون منتشرين في مناطق ريفية شاسعة وهم قادرون على شن هجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية. وكثّفوا هجماتهم خلال الأشهر الأخيرة.
وأعلن الجيش الأميركي الأربعاء مقتل 13 عنصراً في حركة الشباب كانوا يهاجمون جنوداً من الجيش الصومالي، في غارة جوية شنّها على منطقة نائية في هذا البلد الواقع في القرن الأفريقي.
وأوضح بيان للقيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) أنّ الغارة شنّت الأحد قرب تيدان الواقعة على بعد حوالى 300 كيلومتر شمال العاصمة مقديشو.
وشنت الولايات المتحدة عددا من الغارات الجوية على مسلّحين في الأسابيع الأخيرة.
وفي مايو، أمر الرئيس الأميركي جو بايدن بإعادة تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الصومال لمساعدة السلطات المحلية في التصدّي لحركة الشباب، بعدما كان سلفه دونالد ترامب قد أمر بسحب غالبية القوات الأميركية.
وفي الأسابيع الأخيرة، شنّ عناصر الشباب هجمات عدة في المنطقة الحدودية بين الصومال وإثيوبيا، ما أثار مخاوف من احتمال اتّباع الحركة استراتيجية جديدة.
والشهر الماضي قال الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود إن وضع حد لارهاب حركة الشباب يتطلّب أكثر من مجرد استراتيجية عسكرية، لكنّه شدد على أن حكومته لن تتفاوض مع الحركة إلا في الوقت المناسب.
ومطلع أغسطس، عيّن رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري القيادي السابق في الحركة مختار روبو وزيراً للشؤون الدينية في الحكومة الصومالية.
وكان روبو البالغ 53 عاماً والملقب بأبي منصور، قد انشقّ علناً في أغسطس 2017 عن الحركة التي ساهم في تأسيسها، وكانت الولايات المتحدة قد رصدت في الماضي مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار لاعتقاله.

شارك