باحث امريكي يطالب بطرد الميليشيات من "المنطقة الخضراء" بالعراق
الثلاثاء 06/سبتمبر/2022 - 12:34 م
طباعة
روبير الفارس
تختلف التقديرات عن عدد «قوات الحشد الشعبي» داخل "المنطقة الدولية" بالعراق إلى حدّ كبير (بين 500 و10 آلاف عنصر)، كما يتغير الرقم على الأرجح حسب الظروف المختلفة. وخلال عهد الكاظمي، تمّ تقليص عدد القوات إلى جانب أسلحتها الثقيلة التي وضعتها داخل المنطقة (على سبيل المثال، المدافع المضادة للطائرات من عيار 23 ملم) وهامش حريتها في تعزيز صفوفها متى شاءت.
وبالفعل، وقال تقرير نشره معهد واشنطن لسياسيات الشرق الادني ان الأيام القليلة الماضية أثبتت أن قوات الأمن العراقية الشاملة قادرة على منع «الحشد الشعبي» من زيادة عددها بشكل كبير داخل "المنطقة الدولية" خلال حالات الطوارئ.
ومع ذلك، يُظهر النزاع الدائر أيضاً أنه حتى مع خفض عناصر «قوات الحشد الشعبي»، إلّا أنه لا يزال بإمكانها التسبب بفوضى عارمة وأضرار جسيمة تطال أيضاً العلاقات الدولية للعراق. وبسبب عدم انضباط عناصر هذه القوات، اندلعت معركة شاملة لمدة ليلة واحدة في قلب "المنطقة الدولية"، مما أعاد بغداد إلى أوضاع أشبه بالحرب الأهلية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستغل فيها «قوات الحشد الشعبي» موقعها داخل "المنطقة الدولية". فالإرهابيون المدعومون من إيران والذين يتنكرون بعباءة مقاتلي الحكومة حرّضوا على الهجمات ضد السفارتين الأمريكية والبريطانية ومسؤولين عراقيين، بمن فيهم رئيس الوزراء، ووفروا المعلومات الضرورية لتنفيذها. فعلى سبيل المثال، حاولوا اجتياح السفارة الأمريكية في ديسمبر 2019، ليهددوا باندلاع معركة مدمرة في العراق.
وفي وقت لاحق، طوقوا مقر إقامة الكاظمي في "المنطقة الدولية" في يونيو 2020 وقصفوه بطائرات مسيرة متفجرة بينما كان نائماً هناك في نوفمبر 2021.و مؤخرا قد لقن الصدر درساً مفاده أن قتل عناصر قوات الأمن العراقية هو وصمة عار رهيبة بغض النظر عن سياق إطلاق النيران. ومع ذلك، فإن الإرهابيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على «قوات الحشد الشعبي» لم يتحملوا بعد تبعات إراقة أول نقطة دماء، وما زالوا قابعين في قلب مركز الحكم، ولم تصدر أي أوامر بعد بطردهم.
وطالب الباحث الامريكي "مايكل نايتس" قوات الأمن العراقية وقائدها العام، رئيس الوزراء الكاظمي، بخروج جميع الميليشيات والحراس الشخصيين الذين يكثر عددهم من "المنطقة الدولية"، وهذا واجب أخلاقي عليها، وعلى المسؤولين الأمريكيين حث الكاظمي على ذلك. وفي 30 /أغسطس، وعد الكاظمي بالتحقيق في الاستخدام الافتتاحي للذخيرة الحية ضد المحتجين من قبل "جماعات غير منضبطة" - وهي العبارة التي يستخدمها رجال السياسة لوصف «قوات الحشد الشعبي» - وندد بها لعدم التقيد بأوامره.
ومن شأن اتخاذ الخطوة المهمة بطرد جميع الميليشيات من "المنطقة الدولية" أن يقلل من خطر اندلاع اشتباكات جديدة، ونشر قوات أمنية أكثر خضوعاً للأوامر في المنطقة، والبدء باستئصال ورم خبيث متواجد منذ فترة طويلة ينخر استقرار الحكومة والأمن الدبلوماسي. وبغض النظر عن المستقبل السياسي للكاظمي، على المجتمع الدولي أن يذكّره بأنه لا يزال بإمكانه ترك إرث دائم في مجال واحد مهم، وهو: إقامة مركز حكم تسيطر عليه قوات الأمن العراقية بالكامل ويتمتع بالولاء للحكومة العراقية. وبدلاً من ذلك، إذا لم تتدارك بغداد ناقوس الخطر هذا وتترك المحرضين الذين تسببوا بمعركة الشوارع التي دارت هذا الأسبوع في مواقعهم، فسيكون ذلك مؤشراً آخر على وجود حكومة ضعيفة وغياب الشركاء الخارجيين.