استهداف المواطنين.. حركة الشباب تتبنى استراتيجية الترهيب في الصومال
الثلاثاء 06/سبتمبر/2022 - 01:21 م
طباعة
علي رجب
صعدت حركة الشباب الإرهابية عملياتها في الصومال، استهداف قريتين تابعتين لبلدة “بحدو” ليلة الثلاثاء 6 سبتمبر الجاري، وأحرقوا منازل يقطنها الشعب، بإقليم غلغدود بوسط الصومال.
وذكرت تقارير صومالية أن قرية في قريتي “بيو دايس” و“ميجاج دوب” التي تبعد 18 كم "بحدو" بإقليم غلغدود بوسط الصومال تعرضتا لهجوم من عناصر حركة الشباب الارهابية، وتم احراق المنازل والاستيلاء على ممتلكات الأهالي.
وقال شهود عيان لوسائل الإعلام، إن مقاتلي حركة الشباب الذين أحرقوا المنازل عادوا إلى مواقعهم بينما سكان تلك المنازل يبيتون في العراء.
وقبل ايام شنت حركة الشباب هجموا على قافلة اغاثة ب إقليم هيران بوسط الصومال، مما اسفر عن مقتل 21 شخصا وأضرمت النار في أكثر من 9 شاحنات تنقل مواد غذائية.
ووقع الهجوم في منطقة “أفر-إردود” الواقعة بين مدينة بلدوين، مركز الإقليم وبلدة محاس، وتعرضت السيارات التي توجهت إلى مكان الحادث لنقل جثث القتلى لعبوات ناسفة زرعت على جانب الطريق ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
وقد تبنت حركة الشباب المسؤولية عن الهجوم، وادعت أنها قتلت عناصر من مليشيات حاربتها مؤخرا في إقليم هيران، وذكرت أن 20 منهم قتلوا وأنها استولت على إمدادات.
لكن مسؤولين حكوميين أكدوا أن الضحايا كانوا من المدنيين الذين كانوا ينقلون مواد غذائية إلى بلدة محاس في إقليم هيران.
كذلك قام مقاتلو حركة الشباب مؤخرا بتفجير آبار المياه في حوالي عشر مناطق بين بلدتي متبان ومحاس في إقليم هيران، وأحرقوا منازل في حوالي سبع قرى، ما فجر صراعا مريرا بين مقاتليها وبين سكان الإقليم
وقد أنفقت الحكومة الفيدرالية مؤرخا حوالي 150 ألف دولار لإصلاح الآبار التي دمرتها الحركة الشباب في القرى، وزار رئيس الوزراء حمزة عبدي بري، بلدوين الأسبوع الماضي، لتشجيع القوات الحكومية والمليشيات المحلية التي تقاتل حركة الشباب.
وكان سكان المناطق التي استهدفتها حركة الشباب بدأوا في الآونة الاخيرة تسليح أنفسهم استعدادا لقتال ضد الحركة التي دمرت قبل يومين آبار مياه وقطعت الاتصالات عن منطقة “عداكبير” في إقليم غلغدود.
وتعدت بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS) بمواصلة دعم عملية السلام على الرغم من الهجمات المتزايدة التي تشنها حركة الشباب في البلاد وذلك بالتعاون مع القوات الصومالية.
كما أدانت البعثة الهجوم الوقح على قافلة تجارية ليل الجمعة والذي أسفر عن مقتل 20 شخصا وتدمير سبع شاحنات تحمل إمدادات غذائية ومياه تمس الحاجة إليها في محافظة هيران الواقعة وسط الصومال.
وقالت بعثة الاتحاد الأفريقي في بيان أصدرته إنها تلتزم بالعمل مع القوات المسلحة الصومالية من أجل تحقيق السلام والأمن في الصومال”.
والجدير بالذكر أن الجيش الوطني المدعوم من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال نجح في طرد حركة الشباب من مقديشو في عام 2011، لكن الجماعة المتشددة ما زالت قادرة على شن هجمات واستهداف المقار الحكومية والفنادق والمطاعم والأماكن العامة.
على الرغم من عدم حدوث زيادة ملحوظة في منطقة الساحل، إلا أن الصومال لا تزال تشهد ارتفاعًا مطردًا في أحداث المتشددين الإسلاميين والقتلى، حيث زادت بنسبة 11 في المائة خلال العام الماضي. يمثل الرقم القياسي لأحداث العنف البالغ 2221 حدثًا زيادة بنسبة 45 في المائة عن متوسط 3 سنوات من 2018-2020.
وكانت حركة الشباب مرتبطة بنسبة 36 في المائة من جميع أعمال عنف الجماعات الإسلامية المتشددة المسجلة في القارة في العام الماضي،و فقا لمركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية.
يعود جزء كبير من الزيادة في أحداث العنف التي تورطت فيها حركة الشباب في السنوات الأخيرة إلى تصاعد المعارك التي شاركت فيها قوات أمن الدولة. تمثل المعارك 72 في المائة من جميع أحداث العنف التي تورطت فيها حركة الشباب في عام 2022 - أكثر من أي مسرح جماعة إسلامية متشددة أخرى في القارة. على سبيل المقارنة، في عام 2019، مثلت المعارك 56٪ من جميع الأحداث العنيفة التي شاركت فيها حركة الشباب.