بعد تمثيل " الوحدة الوطنية" أمام الجامعة العربية.. احتدام الخلافات بين باشاآغا والدبيبة
الثلاثاء 06/سبتمبر/2022 - 02:48 م
طباعة
إعداد أميرة الشريف
استمرارا للخلافات التي تشهدها السلطتين التنفيذيتين في ليبيا، والتي وصلت إلى جامعة الدول العربية، بعد منحها حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، مهمة تمثيل ليبيا في رئاسة مجلس الجامعة العربية، عارضت حكومة فتحي باشاآغا، واعتبرتها "انحيازا لطرف سياسي منتهي الولاية".
وتترأس وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش، اليوم الثلاثاء، اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، برئاسة ليبيا خلفا للجمهورية اللبنانية، وبحضور الأمين العام للجامعة العربية وبمشاركة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة.
وقد أعلنت حكومة باشاغا، في بيان، رفضها استمرار تعامل جامعة الدول العربية مع حكومة الدبيبة، واعتراضها على توّلي المنقوش، رئاسة الدورة 158 لاجتماعات مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، معتبرة أن الجامعة العربية بهذا الإجراء "تخالف دورها المعهود في التضامن الكامل مع دولة ليبيا في أزمتها، ومساعدتها في الحفاظ على وحدة أراضيها، والاعتراف بالحكومة الليبية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب".
وأشار البيان إلى أن مثل هذه الإجراءات "تهدد الاستقرار ووحدة ليبيا، وتمثل انحيازاً إلى طرف سياسي منتهي الولاية وفاقد للشرعية القانونية".
ويستمر النزاع على الشرعية بين باشاغا والدبيبة داخل البلاد وخارجها، حيث يرى الأخير نفسه ممثلا للشرعية باعتبار أن تكليفه صادر عن أعلى سلطة منتخبة في الدولة، فيما يعتبر الدبيبة أن التفويض لحكومته مستمر إلى حين إجراء الانتخابات في البلاد، كما ينّص على ذلك الاتفاق السياسي الذي تم توقيعه بتونس.
ويتراشق الطرفان بين الحين والأخر بالتصريحات الحادة والهجوم علي بعضهما لبعض، حيث وجه باشاآغا انتقادات لاذعة إلى حكومة الدبيبة التي اتهمها بالعمل ضد مصالح الليبيين بمساعدة دول أجنبية لديها مصالح خاصة، وبالفشل في إدارة شؤون البلاد منذ توليها الحكم وفي قيادتها إلى انتخابات عامة، مشيرا إلى معاناة الليبيين من غلاء المعيشة وانقطاع الكهرباء وغياب السيولة المالية، بالإضافة إلى الركود التجاري غير المسبوق.
وبدأ النزاع منذ أشهر على السلطة بين حكومة باشاغا المدعومة من البرلمان ومن الجيش، وتنتشر القوات الموالية لها بكامل عتادها في ضواحي طرابلس، وبين حكومة الدبيبة المدعومة من المجلس الأعلى للدولة ومن أقوى المليشيات المسلحة بالغرب الليبي، التي حوّلت وسط العاصمة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، وسط مخاوف من أن تكون القوّة هي الخيار الحاسم في هذا الصراع.
وتشهد العاصمة طرابلس اشتباكات مسلحة بين الحين والآخر بين المليشيات المسلحة، التي تسيطر على المنطقة الغربية، في ظل صمت كامل من حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، وعجز من أجهزتها الأمنية والعسكرية؛ عن وقف مثل هذه الأعمال الخارجة على القانون.
ويحظى كل من رئيسي الحكومتين المتنافستين بدعم من ميليشيات مسلحة تتمركز في طرابلس ومصراتة.
ويدعم البرلمان والجيش الليبي وبعض ميليشيات مدن الغرب حكومة باشاغا ويضغطون من أجل دخولها للعاصمة طرابلس لمباشرة مهامها، في حين تعارض أغلب مكونات الغرب الليبي السياسية والعسكرية ذلك، وتستمر في تأييد استمرار حكومة الدبيبة في السلطة لحين إجراء انتخابات في البلاد.
ويعد الوضع الأمني في العاصمة في مجمله وضع هش قابل للانفجار في أي لحظة، فقوات جهاز دعم الاستقرار الذي يقوده عبد الغني الككلي غنيوة التابعة للدبيبة والمتواجدة في بوسليم وعلى خطوط التماس مع قوات الجويلي التابع لباشاغا في الدعوة الإسلامية لا تخفي نيتها الهجوم على الأخيرة، وذلك لإخراجها خارج العاصمة لضمان السيطرة على أكبرة رُقعة ممكنة.