وساطة حزب الله.. خلافات حماس والجهاد الى العلن
كشفت المواجهات الأخيرة بين إسرائيل وحركة
"الجهاد الإسلامي" عن عمق الخلافات بين الحركة و"حماس" التي تسيطر
على "غزة، بعد خيبة أمل لأنصارال الجهاد لعدم دخول كتائب القاسم الحمساوية الى
جانب سرايا القدس، في المواجهات.
وشن انصار الجهاد الإسلامي هجما لاذعا على قادة
حماس، واصفين موقفهم من عدم الدخول في المواهة مع اسرائيل بأنه "خيانة"،
وهو ما يضوح حجم الخلافات الكبيرة بين الجهاد وحماس.
حماس اعتبرت ان قرار الجهاد بخول مواجهة مع إسرائيل
دون التشاور أو التنسيق مع يحيى السنوار، ادت برد فعل قاسي من قادة حماس، والذيت اكدوا
انهم لن يسمحوا بأي مغامرة جديدة من شأنها المس بإنجازات الحركة في غزة.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، أشارت تقارير
في العديد من وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية، إلى تصاعد التوتر بين الحركتين، حيث
كانت "حماس" غير راضية عن تحوّل "الجهاد الإسلامي" إلى قوة مهيمنة
ومستقلة داخل غزة.
كما بلغت التوترات ذروتها العام الماضي، بعد أن
اعقل أعضاء في "كتائب عز الدين القسام" التابعة لحركة "حماس" عناصر
من حركة "الجهاد الإسلامي" كانوا يخططون لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل.
كذلك "حماس" قلقة من تنامي التعاون بين
حركة "الجهاد الإسلامي" والفصائل المسلّحة الأخرى داخل غزة، بما في ذلك تلك
المرتبطة بحركة "فتح"، و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، و"الجبهة
الديمقراطية لتحرير فلسطين".
وأضافت المصادر أن قادة "حماس" و"الجهاد
الإسلامي"، عقدوا سلسلة اجتماعات خلال الأشهر القليلة الماضية في غزة ولبنان،
في إطار محاولة لتخفيف التوتر وإعادة التعاون العسكري والمدني بين الجانبين.
والاثنين عقد الأمين العام لحزب الله اللبناني،
لقاء، مع وفد من حركة حماس، بعد أيام قليلة من لقاء آخر جمعه بالأمين العام لحركة الجهاد
الإسلامي، وذلك وسط حديث عن ”وساطة“ يجريها الحزب اللبناني بين الحركتين الفلسطينيتين.
وعلى الرغم من اللقاءات التي عقدت بين قيادة الحركتين
مؤخرا، إلا أنها ظهرت أنباء عن وجود ”خلافات عميقة“ بينهما، دفعت الجهاد الإسلامي إلى
تعليق عضويتها في غرفة العمليات المشتركة لفصائل غزة، وسط اتهامات لحماس بالهيمنة عليها.
في حماس يؤكدون أنهم لم يشاركوا في المعارك بغزة
كي لا يمسوا بالاستقرار الاقتصادي والنمو الآخذ بالنشاط في قطاع غزة، وهذا هو السبب
غطى على توسل الجهاد الإسلامي لدى حماس بالتدخل والمساعدة.
وفقًا لمحللين، فإن أحد الأسباب الخلافات وعدم دخول
حماس المواجهات الاخيرة هو حقيقة أنه لم يمض سوى 15 شهرًا على صراع 2021 الذي أدى إلى
أضرار كبيرة وموت الكثيرين في غزة. ولا يزال سكان القطاع يعيدون بناء منازلهم، وحماس
تعيد بناء ترسانتها.
كذلك حماس تفكر باستراتيجية عليا وليس انتقامية
أو آنية وأن أي مواجهة الآن قد تؤدي الى انهيار كل ما تبنيه حماس في غزة من أجل استقرار
البلد.
وكذلك قررت حماس عدم التدخل والانخراط في الحرب،
استجابة للوسطاء، لتحافظ "حماس" على موقعها وتموضعها في حكم غزة، وكذلك لأن
فكر "حماس" في الاشتباك أبطأ من الجهاد الإسلامي".
حماس" تريد أن تكون هي من يدير المشهد سواء
للتهدئة أو للتصعيد، وبالتالي لا تقبل أن يسحبها "الجهاد الإسلامي" للمواجهة،
وهو ما يفسر طلب حماس من الجهاد التريث في الاشتباك قبيل معركة سيف القدس الماضية كي
تدخل معه في المعركة وتشترك وألا ينفرد الجهاد بالهجوم".