وأفادت المصادر لوكالة فرانس برس أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية هاجمت مواقع لمجموعة الحزام الأمني التي تدربها الإمارات العربية المتحدة في محافظة أبين بجنوب اليمن.

وجاءت أعمال العنف بعد أيام فقط من نشر الجماعة الارهابية مقطع فيديو لموظف في الأمم المتحدة اختطفته في نفس المحافظة منذ أكثر من ستة أشهر.

وقال مسؤول حكومي طلب عدم الكشف عن هويته إن القتال استمر نحو ثلاث ساعات "خلف 21 قتيلا من بين (الحزام الأمني) بينهم ضابط وستة من مقاتلي القاعدة". وأكد مصدران أمنيان حصيلة القتلى.

ويشهد اليمن صراعًا منذ أن سيطر الحوثيون المدعومون من إيران على العاصمة صنعاء في عام 2014، مما أدى إلى تدخل عسكري بقيادة السعودية لدعم الحكومة المحاصرة في العام التالي.

وازدهر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والمتشددون الموالون لتنظيم الدولة "داعش" في ظل الفوضى.

لعب الحزام الأمني، وهو قوة انفصالية قوية في جنوب اليمن، دورًا حاسمًا في القتال ضد الارهابيين، مما أجبرهم على الانسحاب من المدن إلى المناطق الريفية.

والقوة مكلفة بحماية المناطق اليمنية الجنوبية التي تحظى باهتمام خاص لدولة الإمارات من خلال وصولها إلى البحر والقرن الأفريقي.

وقال الحزام الأمني في بيان يوم الثلاثاء إن "القوات الجنوبية شنت قبل عدة أيام حملة عسكرية واسعة لمحاربة الإرهاب في محافظة أبين".

يأتي العنف في الوقت الذي يلتزم فيه الحوثيون والقوات الداعمة للحكومة المخلوعة بوقف هش لإطلاق النار في الحرب الأهلية المستمرة منذ سنوات.

وفي تأكيد على الخطر الأمني في اليمن، نشر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يوم السبت مقطع فيديو يظهر أحد موظفي الأمم المتحدة الذي تم اختطافه منذ أكثر من ستة أشهر، حسبما أفادت مجموعة سايت إنتليجنس جروب.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إيري كانيكو لوكالة فرانس برس في ذلك الوقت، إن خمسة من موظفي الأمم المتحدة اختطفوا في أبين في فبراير أثناء عودتهم إلى مدينة عدن الساحلية بعد مهمة ميدانية.

في رسالة الفيديو يوم السبت التي تم تسجيلها على ما يبدو في 9 أغسطس، حث أكام سوفيول أنام، الذي حدده موقع سايت على أنه بنجلاديشي، "الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية، على رجاء التقدم ... وتلبية مطالب المختطفين"، دون تحديد المطالب.

تشكلت القاعدة في جزيرة العرب من اندماج فرعي القاعدة في اليمن والسعودية، ونفذت هجمات على أهداف للحوثيين والحكومة في اليمن وكذلك على الأجانب.

وقد اتُهمت بالتخطيط لشن هجمات خارج منطقة الشرق الأوسط، واستُهدف قادتها في حرب أمريكية بطائرة بدون طيار لأكثر من عقدين، على الرغم من انخفاض عدد الضربات في السنوات الأخيرة.

خفض وقف إطلاق النار في اليمن الذي توسطت فيه الأمم المتحدة القتال بشكل كبير منذ بدء الهدنة في أبريل، لكن اندلاع العنف مستمر.

في الأسبوع الماضي، قتل 10 جنود يمنيين في هجوم للحوثيين بالقرب من تعز، ثالث أكبر مدينة في البلاد والتي يحاصرها المتمردون منذ عام 2015.

وقالت الحكومة إن الهجوم، الذي أسفر أيضا عن إصابة عدد من الجنود، كان يهدف إلى قطع طريق رئيسي يؤدي إلى المدينة الواقعة في جنوب غرب البلاد والتي يبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة.

ونظم الحوثيون يوم الخميس عرضا عسكريا في مدينة الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر، ما أثار توبيخا من الأمم المتحدة.