بعد حشد قواتهم على أعتاب طرابلس .. مؤشرات لمعركة عسكرية بين الدبيبة وباشاآغا
الخميس 08/سبتمبر/2022 - 03:13 م
طباعة
أميرة الشريف
أفادت تقارير إعلامية بأن قوات موالية لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة تقوم بعمليات تحشيد عسكري بالقرب من مطار طرابلس القديم استعدادا لاقتحام منطقة ورشفانة نقطة تمركز قوات الجويلي وقوات موالية لباشاغا أخرجت من طرابلس في الحرب الاخيرة، مشيرة إلى أن قوات يقودها معمر الضاوي الموالي لفتحي باشاآغا أغلقت الطرق المؤدية لورشفانة خوفا من تقدم قوات الدبيبة.
هذا وقد هددت رئاسة الأركان التابعة للدبيبة قوات باشاغا في حال عدم انسحابها باستخدام الطيران المسير مثل ما حدث في الاشتباكات الأخيرة.
ورفعت أجهزة الإسعاف حالة التأهب بعد أمر من مسؤول صحي مقرب من أحد التشكيلات المسلحة في طرابلس، وفقا لتقرير إعلامي بقناة الحدث الإخبارية.
وكانت وزارة الداخلية في حكومة فتحي باشاغا، اتهمت أمس الأربعاء القوات الموالية لمنافسه عبد الحميد الدبيبة، باستخدام أسلحة ممنوعة، خلال الاشتباكات الأخيرة بالعاصمة طرابلس، والتي أدت إلى مقتل 32 شخصاً وجرح العشرات.
ودعا عصام أبوزريبة، في بيان ، فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات بمجلس الأمن والبعثات الدبلوماسية للدول الخمس الدائمة بمجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، للتحقيق في استخدام قوات الدبيبة أسلحة ممنوعة في اشتباكات طرابلس الأخيرة.
ويستمر النزاع على الشرعية بين باشاغا والدبيبة داخل البلاد وخارجها، حيث يرى الأخير نفسه ممثلا للشرعية باعتبار أن تكليفه صادر عن أعلى سلطة منتخبة في الدولة، فيما يعتبر الدبيبة أن التفويض لحكومته مستمر إلى حين إجراء الانتخابات في البلاد، كما ينّص على ذلك الاتفاق السياسي الذي تم توقيعه بتونس.
ويتراشق الطرفان بين الحين والأخر بالتصريحات الحادة والهجوم علي بعضهما لبعض، حيث وجه باشاآغا انتقادات لاذعة إلى حكومة الدبيبة التي اتهمها بالعمل ضد مصالح الليبيين بمساعدة دول أجنبية لديها مصالح خاصة، وبالفشل في إدارة شؤون البلاد منذ توليها الحكم وفي قيادتها إلى انتخابات عامة، مشيرا إلى معاناة الليبيين من غلاء المعيشة وانقطاع الكهرباء وغياب السيولة المالية، بالإضافة إلى الركود التجاري غير المسبوق.
وبدأ النزاع منذ أشهر على السلطة بين حكومة باشاغا المدعومة من البرلمان ومن الجيش، وتنتشر القوات الموالية لها بكامل عتادها في ضواحي طرابلس، وبين حكومة الدبيبة المدعومة من المجلس الأعلى للدولة ومن أقوى المليشيات المسلحة بالغرب الليبي، التي حوّلت وسط العاصمة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، وسط مخاوف من أن تكون القوّة هي الخيار الحاسم في هذا الصراع.
وتشهد العاصمة طرابلس اشتباكات مسلحة بين الحين والآخر بين المليشيات المسلحة، التي تسيطر على المنطقة الغربية، في ظل صمت كامل من حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، وعجز من أجهزتها الأمنية والعسكرية؛ عن وقف مثل هذه الأعمال الخارجة على القانون.
ويحظى كل من رئيسي الحكومتين المتنافستين بدعم من ميليشيات مسلحة تتمركز في طرابلس ومصراتة.
ويدعم البرلمان والجيش الليبي وبعض ميليشيات مدن الغرب حكومة باشاغا ويضغطون من أجل دخولها للعاصمة طرابلس لمباشرة مهامها، في حين تعارض أغلب مكونات الغرب الليبي السياسية والعسكرية ذلك، وتستمر في تأييد استمرار حكومة الدبيبة في السلطة لحين إجراء انتخابات في البلاد.
ويعد الوضع الأمني في العاصمة في مجمله وضع هش قابل للانفجار في أي لحظة، فقوات جهاز دعم الاستقرار الذي يقوده عبد الغني الككلي غنيوة التابعة للدبيبة والمتواجدة في بوسليم وعلى خطوط التماس مع قوات الجويلي التابع لباشاغا لا تخفي نيتها الهجوم على الأخيرة، وذلك لإخراجها خارج العاصمة لضمان السيطرة على أكبرة رُقعة ممكنة.