رغم الضربات الامريكية والاسرائيلية.. ايران تواصل دعم نفوذها في سوريا

الخميس 08/سبتمبر/2022 - 08:03 م
طباعة رغم الضربات الامريكية علي رجب
 
تواصل إيران وميليشياتها دعم نفوذ في سوريا ، دون النظر لما تشكله الاستهدافات الجوية المتكررة من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي ، حيث تشهد معظم المناطق السورية تحركات يومية للإيرانيين والميليشيات التابعة لها، عبر سعي متواصل لترسيخ وجودها بأساليب عدة، وخطة ممنهجة لتغيير ديمغرافية المناطق،
وشهد الثلث الأخير من شهر اغسطس الماضي، استهدافات برية متبادلة بين قوات التحالف الدولي والميليشيات الإيرانية المتواجدة غرب الفرات.
وعمدت الأخيرة إلى استهداف قواعد عسكرية تابعة للتحالف في حقل العمر النفطي وحقل كونيكو للغاز، الأمر الذي ردت عليه قوات التحالف براً وجواً، مستهدفة مواقع لتلك الميليشيات بدير الزور،.
وأحصى المرصد السوري 5 استهدافات جوية تسببت بمقتل 11 من الميليشيات بالإضافة لإلحاق خسائر مادية بالمواقع المستهدفة، حيث قتل 6 من الميليشيات التابعة لإيران جراء أكثر من 3 ضربات جوية أميركية بصواريخ شديدة الانفجار، كما أسفر عن تدمير مستودعات عياش، ومعسكر الصاعقة الذي تتخذه ميليشيا فاطميون الأفغانية مركزا لها، كما استهدفت طائرة مسيرة، محيط المنطقة الصناعية بمدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي.
واستهدف الطيران المروحي التابع للتحالف الدولي، بالرشاشات الثقيلة مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية قرب مناطق “الكورنيش” و”التنمية الريفية” و”دوار الطيبة” في مدينة الميادين شرقي ديرالزور.
تواصل إسرائيل استباحة الأراضي السورية، حيث شهد شهر اغسطس 5 استهدافات تسببت بسقوط قتلى وجرحى وخسائر مادية فادحة.
وفقاً لتوثيقات المرصد السوري استهدفت القوات الإسرائيلية بقذائف دبابة عسكرية، منطقة الحميدية بريف القنيطرة عند الحدود مع الجولان السوري المحتل، الأمر الذي أدى لإصابة شخصين اثنين.
استهدف الفص الإسرائيلي مستودعات للذخيرة والسلاح تابعة للميليشيات الإيرانية المتواجدة في محيط مطار حلب الدولي بثلاثة صواريخ، ما سقط صاروخ رابع بحرم المطار، ولم يتضرر مدرج المطار على الإطلاق، بينما الخسائر المادية كانت ضمن المستودعات التابعة للإيرانيين بمحيط المطار.
وعلى ضوء ما سبق، رفعت الميليشيات الإيرانية الجاهزية القتالية الكاملة لألوية الصواريخ التابعة لها في مدينة الميادين حيث نصب لواء الصواريخ بميليشيا ابوالفضل العباس صواريخ أرض-أرض إضافية معدة للإطلاق في محيط مدرسة عبدالمنعم رياض بمدينة الميادين.
كما قامت ميليشيا “فاطميون” الأفغانية بنصب 12 منصة صواريخ فردية بمنطقة الخانات بأطراف مدينة الميادين.
وذخرت ميليشيا “حزب الله” العراقي المتواجدة بمنطقة المزارع في بادية الميادين راجماتها بالصواريخ، اسعدادا للرد على أي استهداف لمواقعها.
ونشرت ميليشيا فاطميون صواريخ في منطقة حويجة صكر في مدينة دير الزور، ووجهتها نحو حقل “كونيكو” للغاز الذي استهدف في 25 آب، ووفقا للمصادر فإن الصواريخ التي تم نشرها يقدر طولها بنحو 8 أمتار.
بالوقت ذاته قام لواء أبو الفضل العباس الموالي لإيران بنشر صواريخ إيرانية بين منازل المدنيين قرب مدرسة عبد المنعم رياض في مدينة الميادين ووجهتها نحو حقل العمر النفطي.
وفي 31 اغسطس الماضي زار يادي عسكري بـ”حزب الله” اللبناني مدينة الميادين بريف دير الزور، واجتمع القيادي المعروف بـ”حاج سجاد” مع قادة الميليشيات الموالية لإيران، وأمرهم بتشكيل خلايا في منطقة شرقي الفرات تعمل لصالح الميليشيات الإيرانية، من أجل شن هجمات على القواعد الأمريكية واستخدام طائرات “درون” انتحارية من مسافات قريبة من القواعد المراد استهدافها لضمان عدم رصدها من قبل الدفاعات الأرضية.

كذلك لاتزال منطقة غرب الفرات التي باتت “محمية إيرانية” على الأراضي السورية تتصدر المشهد في كل شهر، عبر سلسلة من الأحداث البارزة التي واكبها .
في حين عمدت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، إلى إجراء تجارب حية على صواريخ متوسطة المدى وراجمات صواريخ إيرانية الصنع، حيث قامت بنصب الراجمات ضمن بادية الميادين شرقي دير الزور، وأطلقت عدداً من الصواريخ بشكل عشوائي باتجاه البادية إذ سمعت دوي انفجارات عدة في المنطقة.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن الصواريخ هذه والراجمات، تم تصنيعها في مراكز تصنيع للسلاح تابع للميليشيات الإيرانية بإشراف خبراء من الجنسية الإيرانية وذلك بأطراف الميادين شرقي دير الزور.
وفي 23 ااغسطس، أقيم حفل تخريج 70 عنصر من ميليشيا “فاطميون” من العناصر المحليين، اليوم، بعد خضوعهم لتدريبات عسكرية وعقائدية لمدة 45 يوما، في معسكر الصاعقة ببلدة عياش غربي دير الزور.
على صعيد متصل، خرجت ميليشيا أبو الفضل العباس التابعة للحرس الثوري الإيراني، دفعة جديدة تتألف من 85 عنصر من المنتسبين الجدد، معظمهم ممن أجروا عمليات مصالحة مع النظام السوري، حيث تم جلبهم اليوم إلى مزار نبع عين علي بمدينة الميادين والاغتسال بمياه النبع، كطقس تعتمده الميليشيات الإيرانية أثناء تخريج الدورات العسكرية الجديدة.
وفي 24 اغسطس أخلت قيادات من الميليشيات الإيرانية بعض مواقعها في مدينة تدمر شرقي حمص، خوفاً من استهداف قد يطال تلك المواقع، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن القيادات اتخذت من القصر العدلي وفيلا الكويتي مقابل القصر العدلي مواقع جديدة لها.
جاء ذلك، عقب اجتماع التحالف الدولي بقيادات من جيش مغاوير الثورة في ذات اليوم ضمن منطقة التنف، كما استدعت المليشيات الإيرانية المتواجدة في مدينة تدمر والقريتين ومهين، مواطنين ممن أجروا تسويات مع قوات النظام وسبق وعملوا مع القوات المدعومة من “التحالف الدولي”، للتحقيق معهم، دون إبلاغ الجهات الأمنية الموجودة في تلك المناطق.
كما  قتل 3 عناصر من قوات النظام وأصيب عدد آخر منهم، نتيجة استهداف إسرائيلي لقاعدة دفاع جوي ورادار في قرية أبو عفصة 5 كيلومتر جنوبي مدينة طرطوس على الساحل السوري، كما يبتعد المواقع المستهدفة نحو 8 كيلومتر، عن القاعدة الروسية.
كما سقطت صواريخ إسرائيلية في موقع عسكري تابع لقوات النظام في منطقة القطيفة بريف دمشق.
 قتل أحد عناصر قوات النظام جراء قصف إسرائيلي بصاروخين اثنين على مناطق عسكرية لقوات النظام تتواجد فيها ميليشيات “حزب الله” اللبناني في ريف دمشق الجنوبي الشرقي، ما أصيب 3 آخرين جميعهم من جنسيات غير معروفة حتى اللحظة.
وفي سياق آخر، شهد شهر اغسطس، مقتل 4 من الميليشيات التابعة لإيران من جنسيات غير سورية، 3 منهم قتلوا بكمين لعناصر تنظيم “داعش” ببادية تدمر في ريف حمص الشرقي وذلك بتاريخ 21 اغسطس.
بينما الرابع قيادي إيراني من ميليشيا الحرس الثوري، تل على يد شخص سوري من أبناء الطائفة الشيعية ينحدر من نبل والزهراء بريف حلب الشمالي، حيث جرت عملية القتل ضمن محافظة حلب، لأسباب لاتزال مجهولة حتى اللحظة، ولا يعلم إذا كان دافع القتل شخصي أم لتنفيذ أجندة إقليمية.

ويؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن النظام السوري يحتفظ بحق الرد على إسرائيل دائماً، بينما يقصف مناطق المعارضة والمناطق المدنية في سورية، وكذلك إيران التي لا تستطيع الرد على إسرائيل لأن الموازين ستنقلب حينها، حيث تكتفي في بعض الأحيان بإطلاق بعض القذائف باتجاه الجولان السوري المحتل عن طريق ما يعرف بـ“المقاومة السورية لتحرير الجولان” المدعومة من “حزب الله” اللبناني وإيران.
طالب المرصد السوري  بتحييد المدنيين والمناطق السورية عن الصراعات الإقليمية، فالمنشآت والمناطق المستهدفة هي ملك للشعب السوري وليست لإيران ولا لميليشياتها.
وشدد المرصد السوري على ضرورة إخراج إيران وميليشياتها من سورية بشتى الطرق والوسائل، شريطة ألا تهدد تلك الوسائل حياة المدنيين وتلحق الضرر بالممتلكات العامة التي هي لأبناء الشعب السوري.

شارك