فتنة نابلس.. حماس تعيد مشاهد ما قبل انقلاب 2007

الثلاثاء 20/سبتمبر/2022 - 07:10 م
طباعة فتنة نابلس.. حماس علي رجب
 
شهدت مدينة نابلس بالضفة الغربية في فلسطين المحتلة، اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية وعناصر حركة حماس أدت إلى مصرع أحد المارة، وسط اتهامات بمحاولة حماس إشعال الميدان في الضفة والقدس.
وبدأت هذه الاشتباكات في وقت متأخر مساء الإثنين وتواصلت إلى غاية صباح الثلاثاء، بعدما ألقت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية القبض على عنصرين من حركة حماس.
وبشكل مفاجئ، خرج عشرات من "مسلحي حماس"، الى شوارع نابلس ومخيم بلاطة يطلقون النار ثم يهاجمون مقر أمني، وبتعليمات مجهولة المصدر خرج مسلحي الحركة أيضا في جنين، مطلقين النار بتوقيت بدأ التنسيق واضحا، بيانا وفعلا.
وفي بيان أدانت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة اعتقال "المطاردين مصعب اشتية وعميد طبيلة"، واصفة العملية بـ "وصمة عار جديدة على جبين السلطة وسجل تنسيقها الأمني الأسود".
وتعقيبا على الأحداث المؤسفة التي وقعت في مدينة نابلس صباح اليوم، أشار مجلس الوزراء الفلسطيني في بيانه إلى ضرورة الحفاظ على القانون والنظام العام، وتحريم الدم الفلسطيني، والتحلي بالمسؤولية والوحدة الوطنية، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لتصليب تلك الوحدة بينما لا تتوقف سلطات الاحتلال عن سياساتها وممارساتها العنصرية في جميع الأراضي المحتلة.
ومنذ أشهر تشهد الضفة الغربية أعمال عنف شبه يومية لا سيما في مدينة جنين وسط اتهامات لحركة حماس بمحاولة زعزعة الأوضاع في الضفة عبر تحويل جبهة المواجهات مع اسرائيل من قطاع غزة إلى الضفة الغربية المحتلة، بهدف الضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن.
ويرى مراقبون أن حماس تستهدف من التصعيد في الضفة هو احراج السلطة الفلسطينية، عشية خطاب الرئيس محمود عباس في الجمعية الأمم المتحدة، وما يمكن ان يكون من "معركة سياسية" تخوضها فلسطين أمام العالم، وتخوفا من تكرار "مفاجأة" كما حدث في برلين، كان لا بد من فتح الباب" لفوضى فتنوية مسلحة، ما سيحرف الاهتمام من المركزي الى ثانوي محسوب الفعل والهدف.
وتعليقا على الأوضاع، يقول الكاتب الفلسطيني حشن عصفور، افتراضا أن أجهزة السلطة ارتكبت خطأ أو خطيئة ما، تجاه اعتقال شخص أي كان مكانته، رغم ان الشخص ليس سوى مسلح غائب، هل تسارع حركة حماس بإخراج مسلحيها فورا الى الشوارع في نابلس وجنين، تهدد عبر بيانات مكتوبة موحدة اللغة والمضمون، بالتوازي مع إطلاق نار ضد مقار الأجهزة الأمنية، ونشر المسلحين في الشوارع، الذين لم يكن لهم أي أثر خلال ما كان في الأيام الماضية ضد أي حضور احتلالي.
وأوضح ان خروج مسلحي حماس في الضفة، ثوان بعد خبر الاعتقال في نابلس وجنين، يعيد للأذهان بعض ملامح أفعال "الحزيرانيون" ما قبل "الانقلاب 2007، في اشارة الى انقلاب حماس في قطاع غزة وسيطرتها على القطاع.
ويقول إن ما حدث من حماس ومسلحيها، بيانات وتهديد وإطلاق رصاص فعل يجب أن يكون موضع تساؤل وطني، وحذر قبل فوات الآوان، لقطع الطريق على دولة العدو وأجهزتها الأمنية بمختلف أذرعها بث مخطط "الفتنة والفوضى" في الضفة الغربية ولاحقا في القدس، ونقل المعركة من مكان الى آخر، وسحب البساط السياسي من منصة الأمم المتحدة الى شوارع نابلس وجنين، ومناطق أخرى تنتظر.
من جانبها أهابت حركة التحرير الوطني "فتح بأبناء شعبنا الحفاظ على المشروع الوطني والتحلي بالمسؤولية، وعدم الانجرار وراء الفتن التي يقف وراءها الاحتلال وعدد من دول الإقليم التي تريد الإضرار بقضية شعبنا، وحقوقه بالحرية، والاستقلال.
وأوضحت "فتح" في بيان، صدر عنها يوم الثلاثاء، على خلفية الأحداث المؤسفة التي شهدتها محافظة نابلس، والتي راح ضحيتها المواطن فراس يعيش، أن انحراف البوصلة الفلسطينية نحو الداخل يهدد مصير القضية الفلسطينية، مؤكدة على أهمية الوحدة والتلاحم، وتفويت الفرصة على المتآمرين على المشروع الوطني الفلسطيني.
ودعت الحركة أبناء الشعب الفلسطيني إلى المزيد من الوحدة الوطنية، ورص الصفوف، وتفويت الفرصة على العابثين المتربصين بأبناء شعبنا، مشددة على ان البوصلة الحقيقية للكفاح الفلسطيني هي نحو الاحتلال وتحرير مقدساتنا الإسلامية والمسيحية من دنس الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.








شارك