الاستهداف الحوثي الغاشم لميناء الضبة النفطي.. بين التنديد العربي والدولي
الأحد 23/أكتوبر/2022 - 01:19 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
في تصعيد خطير يؤكد استمرار النظام الايراني في استخدام ميليشيا الحوثي كأداة قذرة لزعزعة الامن والاستقرار، وتصدير الفوضى والارهاب لليمن والمنطقة، وتهديد خطوط الملاحة وامن الطاقة عصب الاقتصاد العالمي، ودورها في تقويض جهود التهدئة، وافشال الحلول السلمية للازمة اليمنية.
استهدفت ميليشيا الحوثي الإرهابية الجمعة 21 أكتوبر سفينة نفط كورية، كانت راسية قرب ميناء الضبة النفطي في حضرموت مستخدمة طائرتين مسيرتين إيرانية الصنع.
وبحسب مصادر مطلعة "سقطت الطائرتان المفخختان بالقرب من السفينة الكورية الجنوبية، التي كانت تستعد لنقل شحنة نفط من ميناء الضبة النفطي، فيما لم تسجل أي أضرار في الهجوم.
ولأن الهجمات الحوثية الأخيرة، هي الأولى من نوعها التي تستهدف موانئ تصدير النفط على بحر العرب أثارت غضباً يمنياً على الصعيدين الشعبي والرسمي، وتنديداً عربياً ودوليا واسعًا.
فعلى الصعيد المحلي استنكرت هيئة التشاور والمصالحة الاستهداف لميناء الضبة بمحافظة حضرموت، وميناء النشيمة بمحافظة شبوة، واعتبرته تقويضا حقيقياً لمساعي إحلال السلام في اليمن، وتأكيد جديد على ان ميليشيات الحوثي لا ترغب في السلام وانهاء الأزمة والاستفادة من الجهود الاقليمية والدولية من أجل الهدنة، بل وتتعمد استهداف البنية التحتية والنفطية لحضرموت وشبوة وعموم اليمن لدفع الوضع الاقتصادي والإنساني الى مزيد من التدهور، بدلاً من تخفيف آثار الحرب التي فرضتها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
وقالت في بيان لها "ان العدوان على موانئ تصدير النفط يعد مساساً بالأمن الاقتصادي للشعب اليمني، واستهدافاً لإمدادات الطاقة، وممرات الملاحة البحرية، مما يستدعي موقفاً جاداً وحازماً من قبل المجتمع الاقليمي والدولي لردع هذه الميليشيات وتحمل مسؤولياتهم تجاه أمن وسلامة المنطقة ومستقبلها الأمني والاقتصادي".
ودعت الهيئة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى إعادة النظر في "اتفاق ستوكهولم" الذي لم تبقِ ميليشيات الحوثي اي فرص او نوايا حقيقية للالتزام بمضامينه، وكونه قد منح هذه الميليشيات فرصة للبقاء على حساب الشعب اليمني ومستقبله، وضرورة إعادة النظر في ملف الهدنة وطريقة التعاطي معها، كون هذه الميليشيات الإرهابية تستغل موقف مجلس القيادة والحكومة الشرعية الداعم لفرص السلام بينما تنفذ اعتداءاتها وجرائمها الإرهابية دون توقف.
و قال المتحدث الرسمي باسم قوات المقاومة الوطنية- عضو القيادة المشتركة في الساحل الغربي العميد صادق دويد، إن ميليشيا الحوثي في اليمن تواصل استخدام ذات النهج الإرهابي الذي بدأه تنظيم داعش في العراق باستخدام الطائرات المسيّرة المفخخة.
وقال العميد صادق دويد، في تدوينة له على تويتر، تعليقًا على الهجوم الإرهابي الذي استهدف ميناء الضبة النفطي بحضرموت: "بدأ تنظيم داعش بتفخيخ الطائرات المسيّرة وهاجم بها مصفاة الموصل في العراق قبل سنوات، وتواصل ميليشيات الحوثي ذات النهج الإرهابي في استهداف المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية".
مؤكدًا أن ميليشيا الإرهاب وهي تقدِم على مثل هذه الجرائم الإرهابية ضد الملاحة الدولية "لا تكترث لحساسية المرحلة والأوضاع الإنسانية الصعبة التي يقاسيها الشعب اليمني.
ومن جهته عقد مجلس الدفاع الوطني السبت 22 أكتوبر، اجتماعا طارئا برئاسة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، القائد الأعلى للقوات المسلحة وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، ورؤساء السلطات التشريعية والتنفيذية والاستشارية ومحافظي محافظات حضرموت وشبوة للوقوف أمام تداعيات العمليات الارهابية للميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني التي استهدفت مينائي الضبة والنشيمة بمحافظتي حضرموت وشبوة.
واتخذ المجلس عددا من القرارات الحازمة لردع مثل هذه الاعتداءات الإجرامية، ووجه الحكومة بالتنفيذ الفوري لها وفق خطة دفاعية ودبلوماسية واقتصادية مزمنة لحماية مصالح الشعب اليمني، وافشال كافة المحاولات التخريبية البائسة للمشروع الإيراني التدميري في بلادنا.
ودعا المجلس، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء هذا التصعيد الخطير الذي تبنته الميليشيات الحوثية وداعميها باستهداف الاعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية في جريمة حرب متعمدة تستلزم العقاب الحازم بتصنيف تلك الميليشيات جماعة ارهابية دولية واتخاذ كافة الإجراءات المترتبة على ذلك.
وحذر المجلس من أن هذا التصعيد الارهابي، من شأنه إعفاء الحكومة اليمنية من كافة الالتزامات التي تنصلت عنها الميليشيات الحوثية، بما فيها اتفاق ستوكهولم وعناصر الهدنة الإنسانية المنهارة، والتسهيلات الخدمية الأخرى، مع التعهد بتأمين كافة السبل للحد من الأثار الجانبية على المواطنين في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة الميليشيات الارهابية.
في المقابل، توالت الإدانات العربية والدولية والأممية للهجوم الإرهابي والتهديد الصارخ والخطير للمنشآت المدنية والملاحة البحرية الدولية.
حيث أكدت المملكة المتحدة البريطانية أن هجوم الحوثي على ناقلة النفط "NISSOS KEA" في ميناء الضبة بمديرية الشحر شرقي حضرموت يشكل تهديدا خطيرا للاستقرار في اليمن والمنطقة والتجارة البحرية.
وقالت السفارة البريطانية في تغريدة لها على تويتر إن الهجوم هو جزء من نمط لهجمات الحوثيين التي أصابت الشعب اليمني أولا وقبل كل شيء، مشيرا إلى أن مثل هذه الهجمات تعيق تدفق التجارة، مما يؤدي بشكل مباشر إلى زيادة تكلفة الخدمات اليومية والمنتجات الرئيسية لليمنيين.
وحثت الحوثيين على الكف عن إيذاء الشعب اليمني، داعيا الجماعة إلى إظهار القيادة من خلال اتخاذ الطريق السلمي والذهاب نحو تسوية سياسية تفاوضية بقيادة يمنية.
ودانت واشنطن والاتحاد الأوروبي، الهجوم الحوثي، داعين إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات التي تعرض التجارة الدولية للخطر.
وقال السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاغن في بيان نشرته السفارة الأميركية على "تويتر" إن مثل هذه الهجمات تشكل "إهانة" لحقوق الملاحة وحريتها، كما تهدد أمن اليمن وسلامته وتعيق تدفق السلع الأساسية وتسبب المزيد من عدم الاستقرار الاقتصادي.
وأضاف: "نذكر الحوثيين بأن العالم يراقب أفعالهم، وأن الطريق الوحيد للمضي قدما نحو إنهاء ثمانية أعوام من الصراع المدمر هو خفض التصعيد ومضاعفة الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الصراع في اليمن من خلال تسوية سياسية تفاوضية".
وحث السفير جميع الأطراف على التخلي بضبط النفس في هذا الوقت "الحساس"، مؤكدا على أن السبيل الوحيد الذي يضمن دفع الرواتب وحرية حركة اليمنيين عبر الطرقات والموانئ والمطارات وإنهاء العنف هو تمديد الهدنة.
هذا فيما أدان الاتحاد الأوروبي الهجوم الحوثي مؤكدا أن ما وصفه بالتهديد الصارخ للتجارة البحرية الدولية أمر "غير مقبول".
وذكر الاتحاد في بيان أن هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية تمثل "انتهاكاً للمبادئ الأساسية لقانون البحار، حيث تعرض حرية الملاحة عبر الممرات المائية في المنطقة للخطر وتعيق الوصول إلى الموانئ اليمنية".
وأضاف البيان، الصادر عن بعثة الاتحاد والبعثات الدبلوماسية لدوله الأعضاء في اليمن، أن تلك الهجمات من شأنها أيضا أن "تحرم اليمنيين من القدرة على تحمل تكاليف السلع الأساسية ويمكن أن تؤثر على تدفق السلع الأساسية إلى اليمن".
وأكد البيان على ضرورة "الحد من التوترات وخفض التصعيد ومضاعفة الجهود لإنهاء الصراع في اليمن من خلال تسوية تفاوضية"، مشددا على استمرار الاتحاد في دعم جهود المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ لتجديد الهدنة والتوصل لتسوية سياسية.
وأدان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الهجوم الحوثي معتبراً أن هذا التصعيد العسكري مقلق للغاية.
وقال في بيان له: "أدعو الأطراف في هذه المرحلة المفصلية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ومضاعفة جهودهم لتجديد وتوسيع الهدنة، ووضع الأُسس نحو وقف دائم لإطلاق النار، وتفعيل مسار العملية السياسية لإنهاء الصراع".
وعربيًا دانت دولة الإمارات بشدة الهجوم الحوثي، وأكدت في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي أن هذا الهجوم يعد تصعيدا خطيرا، وتحديا سافرا للمجتمع الدولي، وللمساعي المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية.
وأشارت الوزارة إلى أن الهجوم يمثل استخفافا بجميع القوانين والأعراف الدولية، مما يتطلب رداً رادعا لكل ما يهدد أمن وسلامة وحياة المدنيين، والمصالح الاقتصادية اليمنية وإمدادات ومسارات الطاقة العالمية.
وحثت الوزارة المجتمع الدولي على توحيد الجهود واتخاذ موقف حاسم لوقف الجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي الإرهابية، لفسح الطريق أمام الوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار في اليمن والعودة إلى عملية سياسية تؤدي إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في اليمن.
وفي السياق ذاته، دان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف، الهجوم الإرهابي الحوثي، وأكد الأمين العام خلال اتصال هاتفي بوزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك أن هذا الهجوم يعد خرقاً سافراً لقرار مجلس الأمن رقم 2216، وانتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية، وتهديداً للمنشآت المدنية والاقتصادية وإمدادات وممرات الطاقة العالمية، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه مثل هذه الاعتداءات، استناداً إلى القانون الدولي لضمان عدم تكرارها بما يحفظ حركة التجارة والإمدادات النفطية، وكذلك يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
وشدد الحجرف على أن هذا الهجوم يُعد تصعيداً من ميليشيات الحوثي الإرهابية بعد انتهاء الهدنة الأممية في اليمن، التي رفضت تلك الميليشيا تمديدها وتوسيعها بالرغم من كل الجهود التي بُذلت، وحرص الحكومة الشرعية اليمنية على تقديم جميع التسهيلات لتمديدها انطلاقاً من مسؤولياتها تجاه الشعب اليمني.
وأكد الموقف الثابت لمجلس التعاون في دعم كل ما يضمن أمن واستقرار اليمن، ودعم جهود الحكومة الشرعية اليمنية، وجهود الأمم المتحدة الرامية إلى تمديد الهدنة وإيقاف إطلاق النار في اليمن والتوصل إلى حلٍ سياسي شامل للأزمة اليمنية.
بدورها قالت وزارة الخارجية السعودية: إن "هذا الهجوم يُعتبر تصعيداً من ميليشيات الحوثي بعد انتهاء الهدنة الأممية في اليمن، والتي رفضت المليشيات تمديدها وتوسيعها بالرغم من كل الجهود التي بذلت، وحرص الحكومة الشرعية اليمنية على تقديم كافة التسهيلات لتجديدها، انطلاقاً من مسؤولياتها تجاه الشعب اليمني الشقيق".
وأكدت الوزارة موقف المملكة الراسخ والداعم لكل ما يضمن أمن واستقرار الجمهورية اليمنية.
ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان، إن "هذا الهجوم الإرهابي يعتبر انتهاكاً صارخاً للأعراف والقوانين الدولية، ويؤكد استمرار نهج ميليشيات الحوثي في استهداف المنشآت المدنية وتهديد إمدادات الطاقة وممرات التجارة العالمية". وطالبت بـتحرك المجتمع الدولي السريع والفاعل لردع مثل هذه الأعمال.
وعلى صعيد متصل دان بيان أصدرته وزارة الخارجية المصرية بأشد العبارات الهجوم الحوثي الغاشم، وحمل البيان جماعة الحوثي مسئولية التصعيد الراهن في اليمن، وعرقلة جهود تجديد الهدنة.
كما دانت جامعة الدول العربية الاستهداف الحوثي الغاشم لميناء الضبة، وقال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير جمال رشدي -في بيان اليوم - إن التصعيد الحوثي الخطير في هذا التوقيت، يمثل استهتارا وتحديا للجهود الدولية والإقليمية الحثيثة الرامية إلى تجديد تمديد الهدنة في اليمن و يكشف مجدداً وجه الحركة الحقيقي، مشددا على أن استهداف جماعة الحوثي للموانئ النفطية تحت أي مبرر سيزيد من تدهور الوضع الإنساني في اليمن، ومن شأنه أن يسبب تلوثا للبيئة البحرية على مساحات واسعة.