"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الأحد 30/أكتوبر/2022 - 04:07 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 30 أكتوبر 2022.

الخليج: وفد أوروبي يبحث مع غروندبرغ جهود تجديد الهدنة اليمنية

بحث وفد أوروبي مع المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أمس السبت، جهود تجديد الهدنة واستعادة مسار التسوية السياسية في اليمن، في وقت تشهد الجهود الأممية والدولية جموداً واضحاً، بعد فشل تجديد الهدنة، التي انتهت يوم الثاني من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

اجتماع مجموعة العمل

وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، على صفحتها على فيس بوك، إن سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن غابرييل مونويرا فينيالس استضاف، أمس، في العاصمة الأردنية عَمّان، اجتماعاً لمجموعة العمل التي تزور عَمّان حالياً والتابعة لمجلس الاتحاد الأوروبي مع المبعوث الأممي هانس غروندبرغ. ركز النقاش على جهود تجديد الهدنة واستعادة مسار التسوية السياسية.وكانت ميليشيات الحوثي قدمت اشتراطات لتجديد الهدنة، رفضتها الحكومة اليمنية الشرعية ووصفها الوسطاء الدوليون والأمميون بالتعجيزية وغير المقبولة، وما عقَّد المشهد أكثر قيام الميليشيات باعتداء إرهابي على ميناء الضبة النفطي بمحافظة حضرموت، وهو الأمر الذي دفع بالحكومة اليمنية إلى تصنيفها رسمياً، كمنظمة إرهابية.

وطبقاً لتسريبات فإن جهوداً تبذل لإنقاذ المسار السياسي والدفع بطرفي الصراع في اليمن للعودة إلى المفاوضات والاتفاق على تجديد الهدنة، مشيرة إلى دور لافت، في هذا الاتجاه، للمبعوث السويدي إلى اليمن بيتر سيمنبي.

إلى ذلك، أفاد المتحدث العسكري باسم محور تعز، بمحافظة تعز، جنوب غرب اليمن، بأن ميليشيات الحوثي الإرهابية قصفت، أمس الأول الجمعة، قرى الضباب والكدحة والاحطوب ومقبنة في الريف الغربي للمحافظة، والصلو جنوباً.

استهداف الأحياء السكنية

وأوضح العقيد عبدالباسط البحر أن الميليشيات استهدفت الأحياء السكنية المحيطة في منطقة عقبة منيف شرق مدينة تعز، المركز الإداري للمحافظة، والأحياء السكنية الشمالية الشرقية للمدينة في حي زيد الموشكي وحي الروضة وجولة سبأ، وأحياء عصيفرة شمال المدينة، وما جاورها.

وكثفت ميليشيات الحوثي، مؤخراً، عملياتها العدائية بالقصف المدفعي وبالأعيرة وبسلاح القناصة في مختلف جبهات المحافظة والأحياء السكنية في مدينة تعز، المحاصرة، والقرى المحيطة بها، وقصفت مواقع الجيش الوطني في الجبهات الشمالية والغربية والجنوبية والشرقية، كما دفعت بتعزيزات عسكرية (أفراد وذخائر) على متن أربع عربات عسكرية في جبل العرف وجبل الزهيب وجبهة مقبنة.

اغلاق شركة تكرير السكر

على صعيد آخر، أغلقت ميليشيات الحوثي أكبر شركة لتكرير السكر بعد اختطاف مديرها العام في محافظة الحديدة اليمنية.

وأعلنت شركة تكرير السكر عن توقف أعمالها الإنتاجية، نتيجة قطع الطريق على مراكبها وخطف مديرها العام من قبل أحد المتنفذين التابعين لميليشيات الحوثي الإرهابية.

وقالت الشركة، في بيان، إن مساعد مدير أمن محافظة الحديدة للمديريات الشمالية أبو مشعل قام بتاريخ 18 أكتوبرالجاري بحجز مركبات وأوتوبيسات النقل الخاصة بالشركة في نقطة مفرق الصليف بالمحافظة الساحلية.


العربية نت: قصف حوثي على تعز.. وحالة من الهلع بين السكان

بعد عرقلتها تمديد الهدنة في البلاد مطلع الشهر الجاري، قصفت ميليشيا الحوثي أحد الأحياء السكنية غرب مدينة تعز محدثة حالة من الهلع والرعب في أوساط السكان.

وأفاد مصدر، اليوم السبت، بسقوط مقذوف حوثي في منطقة المربعة بمديرية التعزية عن المنفذ الغربية للمدينة.

فيما ألحق القصف الحوثي أضراراً مادية في ممتلكات المواطنين دون أن يشير المصدر إلى سقوط ضحايا.

وتسبب القصف بحسب المصدر إلى نزوح أكثر من ثلاث أسر من الحي بعد ساعات من سقوط المقذوف.

وتستهدف ميليشيا الحوثي الأحياء السكنية بالقصف المدفعي بين الحين والآخر، بالإضافة إلى استهداف قناصتها بشكل مباشر المدنيين بالقرب من خطوط التماس في مدينة تعز.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت في الثاني من أغسطس الماضي، أن الأطراف اليمنية وافقت على تمديد الهدنة لشهرين إضافيين وفقاً للشروط نفسها، ومن 2 أغسطس وحتى 2 أكتوبر 2022، إلا أن الميليشيا عرقلت تمديدها مطلع الشهر الجاري.

عرقلة تمديد الهدنة
أتى هذا التمديد بعد هدنة أممية سابقة بدأ سريانها في أبريل الماضي (2022) على جميع جبهات القتال في اليمن لمدة شهرين، ونصت على إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى مواني الحديدة غرب اليمن خلال شهرين، فضلاً عن السماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً.

الشرق الأوسط: الانقلابيون يشددون الخناق على اليمنيات بمنع السفر داخلياً وخارجياً

على الرغم من أنها في العقد السابع من العمر؛ فإن نقطة تفتيش الميليشيات الحوثية في المنفذ الجنوبي للعاصمة صنعاء أعادت كريمة ومنعتها من السفر؛ لأنه لا يوجد معها مرافق من المحارم، واضطرت المرأة للانتظار عدة أيام حتى وجدت أسرة وافقت على اصطحابها معها إلى مدينة عدن؛ حيث العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية الشرعية.

ويذكر نجل المرأة -واسمه فهمي- لـ«الشرق الأوسط»، أن حاجز التفتيش الذي أقامته الميليشيات الحوثية في منطقة قاع القيضي في المدخل الجنوبي لصنعاء أعاد والدته المسنة الأسبوع الماضي؛ حيث أنزلوها من الحافلة التي كانت تقل الركاب المتجهين إلى عدن، ومعها 4 نساء أخريات؛ حيث طُلب منهن العودة من حيث أتين، بسبب عدم وجود أحد المحارم لمرافقتهن، ويوضح أن والدته اضطرت للانتظار عدة أيام حتى وجدت أسرة معروفة مسافرة إلى عدن، ووافقت على اصطحابها معهم.

بينما يشرح أحمد يحيى -وهو موظف تجاري- كيف أنه وزملاءه أمضوا ساعة كاملة في حاجز التفتيش نفسه، خلال عودتهم من محافظة ذمار إلى العاصمة. وقال إنهم عندما استفسروا عن السبب أُبلغوا أن أفراد الحاجز مشغولون بتفتيش حافلات النقل الجماعي وسيارات الأجرة، للبحث عن النساء المسافرات إلى محافظات أخرى، والتأكد من وجود مرافق لكل امرأة من المحارم، أو يقومون بإنزالها وإعادتها.

- إهانة أستاذة جامعية

نشرت القيادية النسائية لمياء الإرياني قصة أرملة في عقدها الخامس، تعمل أستاذة جامعية في مجال الكيمياء الحيوية، وقالت إنها تلقت دعوة لحضور مؤتمر في الخارج، إلا أنها أُعيدت إلى صنعاء من إحدى النقاط، وهي في طريقها إلى عدن، بواسطة مراهق حوثي لا يتجاوز عمره الثامنة عشرة من عمره، ولا يعرف ما هي الكيمياء الحيوية؛ بحجة أن لا محرم معها.

وذكرت لمياء الإرياني أن الأستاذة الجامعية توفي زوجها، وهاجر ابنها مثل الكثيرين، جراء بؤس الأوضاع، كما أن أخاها الوحيد ليس مستعداً لترك عمله كي يرافقها للخارج، كما أنهما ليست لديهما القدرة المالية لتغطية سفرهما معاً؛ لأنها كانت مسافرة على نفقة المؤتمر. وقالت إن الأستاذة الجامعية معتكفة في بيتها، تعاني الاكتئاب النفسي من الحصار والإقامة الإجبارية.

وبحسب ناشطات يمنيات، فإن سلطة الانقلابيين الحوثيين وجهت عناصرها في مطار صنعاء بمنع سفر أي امرأة إلا بصحبة مرافق من أحد المحارم، وألغت التعميم السابق الذي تم العمل به لأكثر من عام، الذي كان ينص على السماح للنساء بالسفر في حال أحضرت موافقة معمدة من ولي أمرها؛ حيث كانت شركات النقل الجماعي وتأجير السيارات تطلب حضور ولي الأمر إلى المكتب والتوقيع على نموذج معد لهذا الغرض، ويتم إرساله إلى سلطة الانقلابيين قبل موعد الرحلة بـ24 ساعة، بينما تشترط سلطة الجوازات في مطار صنعاء إحضار موافقة ولي الأمر معمدة من المحكمة.

وأصدر كتاب ومثقفون يمنيون بياناً تضامنياً مع النساء، طالبوا من خلاله سلطة الانقلاب بالتوقف عن وضع العراقيل أمام حق المرأة في السفر، واعتبروا أن هذه الإجراءات «تزيد من القيود المفروضة على تنقل النساء»، وأكدوا «حق المرأة في السفر»، وطالبوا بإزالة كل القيود أسوة بالرجل.

- تشكيل أمني جديد

بالتزامن مع القيود التي ستؤثر على العمل الإغاثي، وتجعل من الصعوبة وصول العاملات إلى تجمعات النازحين والمحتاجين للمساعدات، كشف أحد الوجاهات الاجتماعية في محافظة عمران عن استحداث الميليشيات تشكيلاً أمنياً خاصاً بالزواج، مهمته وضع ضوابط إقامة حفلات الأعراس، والرقابة على الالتزام بتلك التعليمات.

ويقول عبد الملك المأخذي إنه بدأ الاحتفال بزفاف ابنته في محافظة عمران، إلا أنه فوجئ بعربة مسلحة من عناصر الشرطة النسائية تداهم القاعة، وتوقف التصوير، وتصادر الكاميرا، قبل أن يتم استدعاؤه إلى إدارة الأمن التي اكتفت في البداية بتفتيش محتوى الكاميرا، ولما لم يجدوا غير صور العروس، أبلغوه أنه قد ارتكب مخالفة بالتصوير.

ووفق ما أورده المأخذي، فإن إدارة الأمن قامت بعد ذلك باعتقال مالك الصالة التي تم استئجارها لإقامة حفل الزفاف؛ لأنه لم يحصل على تصريح مسبق من التشكيل الأمني الجديد المسمى لجنة الزواج، وأنه عندما عاد للمطالبة بالإفراج عن مالك الصالة تم إبلاغه أن هناك توجيهات عليا بإيداعه الحبس؛ حيث أمضى في السجن عدة ساعات، قبل أن يتدخل وسطاء ويضمنون إطلاق سراحه.

وكانت الميليشيات الحوثية قد نفذت حملات مداهمة لمحال بيع الملابس النسائية، ومصادرة كميات منها بحجة أنها تخالف تعليمات زعيمهم، كما داهموا مراكز تعلم اللغة الإنجليزية والمقاهي بحجة محاربة الاختلاط، كما أقاموا حواجز من الطوب في القاعات الدراسية في جامعة صنعاء، لفصل الذكور عن الإناث خلال المحاضرات.

تهديد حوثي بهجمات إرهابية رداً على مجلس الأمن

وسط انتظار الشارع اليمني والمجتمع الدولي لجهود المبعوث الأممي هانس غروندبرغ لإنعاش الهدنة المنهارة، ردت الميليشيات الحوثية على بيان مجلس الأمن المندد بهجومها على ميناء الضبة النفطي في حضرموت بالتهديد بتوسيع الهجمات وبما أطلقت عليه «الخيارات المفتوحة» لاستهداف منشآت الطاقة المحلية والتجارة البحرية.

وكانت الميليشيات المدعومة من إيران استهدفت ميناءين لتصدير النفط على بحر العرب في محافظتي حضرموت وشبوة، وهي الهجمات التي لقيت تنديدا عربيا ودوليا وأمميا، وذلك في سياق سعي الميليشيات لإرغام الحكومة الشرعية على دفع رواتب مسلحي الجماعة في مناطق سيطرتها وتقاسم عائدات مبيعات النفط الخام.

وعلى وقع بيان مجلس الأمن الذي وصف هجوم الحوثيين على ميناء الضبة النفطي في حضرموت بـ«الإرهابي» ردت الجماعة الانقلابية ببيان صادر عن خارجيتها استنكرت فيه البيان واتهمت المجلس بـ«محاولة التلاعب في التعامل مع حقائق الأحداث واعتماد ازدواجية المعايير».

وحاولت الميليشيات الحوثية التنصل من تبعات أفعالها ومحاولة شرعنتها بمزاعم أنها تهدف إلى حماية الثروات اليمنية، وادعت أن الهجمات «لم تكن رسالة عدوانية أو هجومية في وسط البحر أو مسار الملاحة الدولية وإنما كانت رسالة تحذيرية داخل المياه الإقليمية اليمنية».

وفي معرض تهديدها بتكرار الهجمات الإرهابية على نطاق أوسع قالت في بيان خارجيتها الانقلابية إنها «تترك الخيارات مفتوحة لنطاق أوسع من الإجراءات الصارمة».

وجدد البيان الحوثي مطالب الجماعة التي كان وصفها مجلس الأمن بأنها «متطرفة» بخصوص دفع رواتب مسلحيها ورفع القيود الأممية عن المنافذ البحرية والجوية الخاضعة لها، سعيا منها لتهريب الأسلحة الإيرانية.

وفي خطاب يتناقض مع تجاهل الميليشيات لجميع القرارات السابقة لمجلس الأمن ومنها القرار 2216، دعت في بيانها المجلس إلى «إصدار قرار جديد مُلزم يهيئ المناخ للبدء في مفاوضات تسوية سياسية سلمية وصولاً إلى سلام شامل» وفق زعمها.

تصريحات الجماعة الانقلابية المصنفة مؤخرا من قبل مجلس الدفاع الوطني اليمني جماعة إرهابية، جاءت في وقت ينتظر فيه الشارع اليمني ما ستسفر عنه جهود المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في الأيام والأسابيع المقبلة بعد رفض الميليشيات لمقترحه بتمديد الهدنة وتوسيعها، وهو المقترح الذي حظي بموافقة مجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة الشرعية لاعتبارات إنسانية.

ويخشى قطاع عريض في الشارع اليمني أن يقود تعنت الميليشيات إلى تفجر الأوضاع ميدانيا في مختلف الجبهات بعد هدوء نسبي طوال أشهر الهدنة الستة التي كانت بدأت في الثاني من أبريل (نيسان) الماضي ورفضت الميليشيات تمديدها للمرة الثالثة في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول).

وكانت الحكومة اليمنية رحبت ببيان مجلس الأمن الأخير، وأشارت إلى ما وصفته بـ«الحاجة الملحة لردع الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني وأعمالها التي تهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين».

وشددت على «ضرورة معاقبة منفذي ومخططي تلك الهجمات ودعم قرار الحكومة اليمنية بإدراج الميليشيات الحوثية ضمن المنظمات والجماعات الإرهابية بما يضمن تخليها عن العنف والإرهاب والعودة إلى العملية السياسية لتحقيق السلام وفقاً للمرجعيات المتفق عليها وفي المقدمة القرار الدولي 2216».

«جثث مجهولة» تثير الشكوك حول إعدامات حوثية للمعتقلين

مع تصاعد الاتهامات للميليشيات في اليمن بقتل المختطفين والمخفيين قسراً تحت التعذيب، وإخفاء جثثهم لفترات ثم القيام بعمليات دفن جماعية لها بمحافظات عدة تحت سيطرتها، أعلنت الجماعة الحوثية قبل أيام قليلة ماضية دفن عشرات الجثث في مقابر جماعية في صنعاء زعمت أنها «مجهولة الهوية».

وادّعت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» أن النيابة العامة الخاضعة للميليشيات في صنعاء دشنت بالتنسيق مع لجنة الصليب الأحمر الدولية، ما وصفته بالمرحلة الأولى لدفن 28 جثة لمجهولين.

وفي حين لم تفصح وسائل إعلام الميليشيات عن أي تفاصيل أخرى تتعلق بهوية تلك الجثث، كشف مصدر مقرب من دائرة حكم الجماعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن وجود 3 جثث لإناث من مختلف الأعمار من أصل 28 جثة، حيث حرصت الميليشيات قبل عملية الدفن على وضع الجثث التي ادعت أنها مجهولة الهوية داخل أكياس محكمة الإغلاق حتى لا يتعرف عليها أي من الجهات المشاركة في عملية الدفن.

وبحسب إعلام الجماعة، ستعقب المرحلة الأولى من دفن الجثث المجهولة مراحل أخرى جديدة ضمن خطة شاملة لدفن بقية الجثث التي لا تزال تعج بها منذ سنوات ثلاجات الموتى في مستشفيات العاصمة وغيرها.

ووسط الاتهامات الموجهة للجماعة بمواصلتها محو آثار جرائمها ضد مئات المعتقلين الذين توفوا جراء التعذيب في سجونها، توقع محامون في صنعاء أن تكون بعض تلك الجثث «لمختطفين مدنيين من الجنسين لقوا حتفهم تحت التعذيب وشُوهوا بحيث يصعب التعرف عليهم، لذا تم دفنهم بزعم أنهم مجهولو الهوية».

إلى ذلك، تكهنت مصادر حقوقية بأن بعض الجثث قد تعود لحوثيين قُتلوا سابقاً في الجبهات ولم يتم التعرف على هويات أصحابها أو ملامحهم، حيث شهدت ثلاجات الموتى في المشافي الحكومية في مناطق الميليشيات منذ سنوات ما بعد الانقلاب ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الجثث مجهولة الهوية.

وفي حين أثارت عملية دفن الجماعة الجثث المجهولة تساؤلات الناشطين وشكوك المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، أكد حقوقيون في صنعاء أن أقبية الميليشيات لا تزال حتى اللحظة تشهد ارتكاب جرائم تعذيب وحشية بحق مختطفين ومعتقلين في عديد من المناطق تحت قبضتها.

يأتي ذلك في وقت كشفت فيه تقارير حكومية مقتل أكثر من 300 مختطف ومخفي قسراً تحت التعذيب في أقبية الجماعة خلال سبع سنوات ماضية من عمر الانقلاب.

وكان ناشطون ومنظمات حقوقية محلية اتهموا في أوقات سابقة الميليشيات بحفرها قبور جماعية لعشرات المدنيين ممن قضوا تحت التعذيب في معتقلاتها، بينما زعمت الميليشيات أكثر من مرة أنها جثث تعود لمجهولين، وموجودة في ثلاجات المستشفيات الخاضعة لها في عدد من مدن سيطرتها.

وسبق للجماعة المدعومة إيرانياً أن دشنت في 2020 ثلاث مراحل دفنت فيها 232 جثة من أصل 715 جثة في صنعاء العاصمة ومحافظتي الحديدة وذمار، وادّعت أنها لمجهولي الهوية.

‎وفي التاسع من مارس (آذار) من العام ذاته، أطلقت الميليشيات المرحلة الأولى من دفن الجثث المجهولة، وذلك بالتزامن مع بدء تفشي «كوفيد - 19»، حيث دفنت خلالها نحو 67 جثة مجهولة في محافظة الحديدة.

وفي مايو (أيار)، دفنت 90 جثة كمرحلة ثانية في عدد من مناطق سيطرتها دون إعلان رسمي منها.

وفي أواخر يوليو (تموز) من العام نفسه، أطلقت الجماعة المرحلة الثالثة بدفن 40 جثة، قالت إنها كانت محفوظة في ثلاجة مستشفى الثورة في العاصمة صنعاء.

وكانت منظمة «إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري» اتهمت في وقت سابق الجماعة بقتل المختطفين تحت التعذيب وإخفاء جثثهم.

وطالبت المنظمة، في بيان، بتحقيق دولي في دفن الجماعة مئات الجثث مجهولة الهوية، محملة الميليشيات مسؤولية حياة جميع المخفيين قسراً.

ودان البيان قيام الميليشيات بإجراءات دفن 715 جثة لمواطنين، كثير منهم كانوا معتقلين في سجونها.

وأكد دفن الجماعة 232 جثة بزعم أنها كانت محفوظة بثلاجات المشافي الحكومية تحت سيطرتها.

واستنكرت المنظمة قيام الصليب الأحمر بالمشاركة في دفن تلك الجثث، مؤكدة أن دفنها بتلك الطريقة يساعد الجناة الحوثيين على الإفلات من العقاب، والاستمرار في عمليات القتل الممنهج الذي يقومون به.

وطالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياتهما حيال ما يقوم به الحوثيون من جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب وجرائم تطهير عرقي.

البيان: منظمة دولية: ثلثا اليمنيين يفتقدون الأمن الغذائي

ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 2 من كل 3 يمنيين يفتقدون للأمن الغذائي في اليمن، ما يعني أن 19 مليوناً يفتقدون الأمن الغذائي.

وأكدت الحاجة العاجلة لتحقيق تعافٍ اقتصادي في البلد، الذي دمرته الحرب التي أشعلها الحوثيون منذ ثماني سنوات.

وحسب مدير عمليات اللجنة مارتن شويب، الذي يزور اليمن حالياً، فإن هذا البلد الذي تعصف به الحرب منذ سنوات يستبعد كثيراً من دائرة الضوء، في وقت تحتاج فيه المنظمات الإغاثية إلى ضمان استمرار الدعم من المانحين والشركاء لتتمكن من مواصلة أعمالها الإغاثية.

وأكد أن اثنين من كل ثلاثة يمنيين يعانون من فقدان الأمن الغذائي، أي نحو 19 مليوناً، فيما يعاني عدد أكبر من عدم قدرتهم على الحصول على الرعاية الصحية الأساسية.

وشدد المسؤول الدولي على أنه لن يتسنى تحقيق التعافي الاقتصادي الكامل على المدى الطويل في اليمن إلا بالتوصل لحل سياسي ينهي الحرب، قائلاً: «إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تبذل جهوداً في توفير الاحتياجات الطارئة، وسعيها في الوقت ذاته إلى الوصول لحلول من أجل تقديم مزيد من المساعدات المنقذة لحياة الملايين من اليمنيين».

وأكد شويب حرص اللجنة الدولية على تقديم الدعم اللازم للمتضررين من الحرب، عبر مشاريعها التي توفر لهم بعض الأعمال التي تمكنهم من الحصول على دخل إضافي واستعادة مصادر رزقهم.

واطلع على الأوضاع الإنسانية، وتأثيرات الحرب على المدنيين. وكان المسؤول في الصليب الأحمر التقى خلال زيارته رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وبحث الجهود المبذولة في ملف الأسرى والمساعي الرامية لإتمام صفقة تبادل أسرى جديدة بين الحكومة والحوثيين.

اليمن .. فشل تمديد الهدنة يعرقل عودة النازحين

شدّدت منظمات إغاثية، على أنّ فشل تمديد الهدنة في اليمن واستمرار خرقها، يعرقلان عودة النازحين إلى مناطقهم، إذ تشير التقديرات إلى عودة نحو مليون نازح إلى منازلهم، إلا أنّ استمرار انعدام الأمن أجبر الكثيرين منهم على البحث عن الأمن في مناطق بعيدة.

ووفق بيانات وزّعها مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، لا تزال الاحتياجات قائمة بين النازحين الذين هجروا مناطقهم خلال السنوات الأولى من النزاع، مشيرة إلى أنّ هؤلاء يحاولون الآن العودة إلى مناطقهم الأصلية.

وأشارت البيانات الأممية، إلى أنّ الأعمال العدائية، جعلت نحو 4.3 ملايين شخص يعانون من ويلات النزوح، ويعيشون دون الحصول على الغذاء والماء والصحة والتعليم والحماية والخدمات الأساسية الأخرى، لافتة إلى أنّه وبعد ثماني سنوات من الأزمة الإنسانية تم تصنيف محافظة الحديدة كإحدى أفقر محافظات البلاد.

وذكرت البيانات الأممية، أنّه ومع ارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي وندرة المياه، اضطرت العائلات النازحة إلى ترك منازلها وممتلكاتها وسبل عيشها بحثاً عن الأمان لأطفالها، مضيفة: «على سبيل المثال فرّ عمر حسن مع أطفاله الثمانية وزوجته من منزلهم بالقرب من كلية الهندسة التي كانت في الخطوط الأمامية في مدينة الحديدة خلال العام 2017 ليستقروا في مخيم الأنبار للنازحين في مديرية المراوعة في ضواحي المدينة، وعندما أراد عمر وعائلته العودة إلى منزلهم، وجدوا أنّ الحي مغلق بعد أن زرعه الحوثيون بالألغام».

جهود

على صعيد متصل، أفاد مستشار المنسق العام للجنة العليا للإغاثة، جمال بلفقيه، بأنّه ورغم جهود الحكومة الشرعية بتأمين 22 منفذاً برياً وبحرياً وطرقاً رئيسية لوصول دعم المنظمات الدولية لميناء عدن، لاسيّما مع توفير أربعة هكتارات في المنطقة الحرة لتخزين مواد الإغاثة ومن ثمّ توزيعها على كل المحافظات اليمنية، إلّا أنّ دخول 85 في المئة من مواد الإغاثة لا يزال يتم عبر ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين.

وأوضح بلفقيه، أنّ هذه النسبة من الإغاثة تذهب للمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، في ظل وجود المقرات الرئيسية للمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة في صنعاء، فضلاً عن الكثافة السكانية والمعاناة الشديدة لمواطني تلك المناطق، رغم التلاعب الكبير في إيصال تلك المساعدات للمستحقين الحقيقيين.

مساعدات

وكشف المسؤول، عن أنّ 15 في المئة فقط من المساعدات تذهب للمحافظات المحرّرة، إذ توزع 5 في المئة منها على النازحين، و5 في المئة للمجتمع المستضيف، و5 في المئة للفئات الأشد احتياجاً، داعياً الدول والمنظّمات المانحة إلى الانتقال من تقديم المساعدات الطارئة إلى تقديم أوجه الدعم لمشاريع الإغاثة ذات الاستدامة.

وشدّد بلفقيه، على ضرورة توجيه الدول المانحة والمنظمات الدولية الدعم نحو المشاريع ذات الاستمرارية والديمومة وفي مقدمتها قطاعا الزراعة والثروة السمكية، باعتبارهما القطاعين الأهم في توفير الغذاء، وذلك من خلال دعم توسعة وإصلاح الأراضي الزراعية، وبناء السدود وإصلاح القنوات، ودعم وتشجيع المزارعين والصيادين.


شارك