بتفجيرات انتحارية دموية.. داعش يعود بقوة وجرأة في سوريا
الأحد 30/أكتوبر/2022 - 11:53 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
يواصل تنظيم داعش الإرهابي نشاطه على الأراضي السورية، ليثبت تواجده الفعلي خلافا لإعلان قيادة التحالف الدولي لمواجهة التنظيم، هزيمته في شهر مارس من العام 2019.
وقد كثّف التنظيم الإرهابي هجماته خلال الأشهر الأخيرة مستهدفاً مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، وأخرى في البادية حيث شنّ عدة هجمات وكمائن لقوات النظام والميليشيات الموالية لها، إضافة للرقة وريف حماة الشرقي وتدمر بريف حمص الشرقي، وبادية دير الزور فضلاً عن الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور، ودرعا.
وبحسب مصادر صحفية قتل 4 أشخاص، بينهم قيادي سابق بالمعارضة، وأصيب 5 آخرين الجمعة 28 أكتوبر، بعد هجوم نفذه انتحاري من تنظيم داعش على منزل القيادي غسان أبازيد في حي الأربعين بمدينة درعا البلد، حيث أقدم الانتحاري على الدخول إلى مضافة غسان أبازيد التي كان يجتمع فيها مع عدد من أبناء الحي، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى من أبناء درعا البلد.
ووفقاً للمصادر، فإن المستهدف بالعملية هو القيادي غسان أبازيد أحد المشاركين في أعمال اللجنة المركزية للتفاوض في مدينة درعا البلد وطريق السد سابقاً قبل أن تحل اللجنة نفسها قبل أشهر.
وكان أبازيد قبل تطبيق اتفاق التسوية، أحد قادة فصائل المعارضة المعتدلة ضمن تشكيل "لواء توحيد الجنوب".
ومن خلال المتابعة، نشرت حسابات عدة يبدو من الواضح أنها تابعة لداعش على تطبيق "تلغرام"، عن الحادثة بأنها استهدفت اجتماعاً لعملاء النظام من الثوار سابقاً في درعا، بعد أن باتوا يخططون مع ميليشيات الأمن، لأعمال بعد مدينة جاسم ثم بلدة اليادودة لمحاربة التنظيم.
ولكنّ عدداً من سكان الحي الذي وقع فيه الاستهداف، أكدوا أن القيادي غسان أبازيد اعتزل الأعمال العسكرية منذ تطبيق اتفاق التسوية في مدينة درعا البلد عام 2018، وكان يشارك في أعمال اللجنة المركزية للتفاوض الممثلة لمدينة درعا، ولم يكن الحضور في مضافة غسان أبازيد عبارة عن اجتماع أو تخطيط لأي أعمال عسكرية، إنما كان اجتماعاً دورياً بين أصدقاء، إضافة إلى أن كل المصابين واثنين من ضحايا الحادثة مدنيون لم يسبق لهم الانضمام سابقاً أو حالياً لأي تشكيل عسكري.
وسبق أن فجّر مجهولون عبوة ناسفة قرب منزله، إذ استهدفت القيادي السابق في الجيش الحر "أبو عمر أبازيد" في حي الأربعين في الثاني عشر من الشهر الجاري، دون تسجيل إصابات بشرية.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان شهدت محافظة درعا، تصاعداً لافتاً بنشاط عناصر التنظيم والخلايا التابعة له المنتشرين بمناطق متفرقة من المحافظة، لعل مدينة جاسم بالريف الشمالي أبرزها، وهو ما دفع بفصائل محلية في الثلث الثاني من شهر أكتوبر لشن حملة أمنية ضدهم، ليكشر التنظيم عن أنيابه ويتبع سياسته المعهودة بالتفجيرات الانتحارية. ففي 14 أكتوبر قتل 3 من عناصر داعش بعد أن فجر أحدهم نفسه بالمنزل الذين يتحصنون ضمنه في جاسم حينها عقب محاصرتهم، وفي 17 أكتوبر قتل 3 من عناصر التنظيم بتفجير انتحاري مماثل داخل منزل يتحصنون به كانوا في المدينة ذاتها ومن ضمنها عناصر غير سورية، أما آخر التفجيرات فكان مساء الجمعة 28 أكتوبر، حين دخل شخص من تنظيم داعش يرتدي حزاماً ناسفاً إلى منزل يضم مجموعة القيادات السابقات بالفصائل في منطقة درعا البلد في مدينة درعا، وفجر نفسه بهم، الأمر الذي أدى لمقتله ومقتل 3 من القيادات السابقة.
ووفقًا للمرصد بلغت حصيلة التفجيرات الانتحارية في درعا خلال الشهر 3، كما خسر التنظيم 8 من عناصره من جنسيات سورية وعراقية، بالتفجيرات ذاتها وباشتباكات واستهدافات في مدينة جاسم وبريف درعا الغربي وبمنطقة درعا البلد في مدينة درعا، وهو ما يدل على عودة كبيرة للتنظيم وتوسيع دائرة نشاطه لمناطق جديدة ضمن الأراضي السورية، كذلك تشير أصابع الاتهام إلى أن داعش هو من يقف خلف تفجير حافلة مبيت عسكرية تابعة للفرقة الرابعة ضمن قوات النظام بتاريخ 13 أكتوبر الجاري، حيث كانت عبوة ناسفة انفجرت بالحافلة على طريق الصبورة بريف دمشق الأمر الذي أدى لمقتل 24 من الفرقة الرابعة.
وتسعى خلايا التنظيم لاستغلال كل فرصة سانحة لإثارة الفوضى وتنفيذ عمليات الاغتيال والاستهداف التي تعمل من خلالها على إرسال رسالة مفادها أن التنظيم سيظل باقيا.