بين اجتماع "هيرات" واستراتيجية طالبان.. كيف يرسم مستقبل أفغانستان؟
الخميس 08/ديسمبر/2022 - 02:41 م
طباعة
علي رجب
عبر مؤتمر "هيرات الأمني العاشر" بعنوان "نظام سياسي شامل ؛ الأنماط وخرائط الطريق " الذي نظمه معهد الدراسات الاستراتيجية الأفغانية في هرات، في المكتبة المركزية في دوشنبه ، عاصمة طاجيكستان، عنه قلقه من تزايد التهديدات الأمنية في أفغانستان.
واختتم مؤتمر "هيرات الأمني العاشر" مساء الأربعاء الماضي، والذي عقد على مدار يومان، لبحث الأوضاع في أفغانستان بعد سيطرة طالبان على الحكم.
منذ عام 2012 ، يعقد هذا الاجتماع كل عام من قبل معهد الدراسات الاستراتيجية الأفغانية في هرات ، ولكن هذا العام ، بعد سيطرة طالبان على السلطة تستضيفه طاجكستان بدلا من بدلا من أفغانستان.
وقال الباحث بمعهد الدراسات الاستراتيجية في أفغانستان حسین إحساني لـ"بوابة الحركات الاسلامية" إن المؤتمر يعد أهم اجتماع بعد انهيار النظام الأفغاني السابق وسيطرة حركة طالبان على السلطة، حيث استطاع أن يجمع بين ممثلين وخبراء من أفغانستان وأكثر من 20 دولة.
و أظهر هذا التجمع تغييراً جدياً في نظرة العالم إلى أفغانستان، كان الكثير يأمل في أن تكون طالبان هي اللاعب الرئيسي والحل الرئيسي للصراع في أفغانستان، لكن تجمع ممثلين عن دول ومنظمات مهمة أظهر أن القوات والتيارات غير التابعة لطالبان هي جزء من الحل والأهم من ذلك أن لديهم القدرة على خلق منصة حوار مع أنفسهم ومع المجتمع الدولي، وفقا لـ"إحساني".
خطر القاعدة وداعش
وأكد المشاركون في هذا الاجتماع استمرار عقد اجتماعات مماثلة لبحث الأوضاع في أفغانستان، أنه في ظل حالة سيطرة طالبان على السلطة في البلاد.
وقال رئيس الاستخبارات الأفغانية السابق رحمة الله نبيل، خلال المؤتمر، إن تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية (AQ-IS) و"داعش خراسان" (IS-K) تستقدم المزيد من المقاتلين الأجانب إلى أفغانستان ، مضيفًا أن قامت الجماعات الباكستانية مثل عسكر طيبة (عسكر طيبة) وجيش محمد بنقل بعض قواعدها إلى أفغانستان.
تهديد أمن دول الجوار
كما ناقش عدد من المشاركين في مؤتمر حوارات هيرات الأمنية المخاوف الأمنية الحالية في أفغانستان خلال المناقشة التي استمرت يومين، وقال نائب وزير خارجية طاجيكستان فرهاد سالم إن الجماعات الإرهابية تزايدت في أفغانستان، لافتا إلى زيادة نشاط داعش والقاعدة في أفغانستان وتهديدها لدول الجوار، محذرا من ارتفاع معدلات إنتاج المخدرات وتهريبها من أفغانستان إلى دول المنطقة، خلال الأشهر الماضية .
في الأشهر الأخيرة ، مع تزايد انعدام الأمن، بما في ذلك الهجمات التفجيرية القاتلة، والتي ينفذ معظمها تنظيم داعش خراسان ، ازداد قلق هذه الدول من تفاقم الأزمة في أفغانستان.
خلال 15 شهرًا من حكم طالبان في أفغانستان ، استهدف تنظيم داعش خراسان أراضي أوزبكستان وطاجيكستان ثلاث مرات بهجمات صاروخية من شمال أفغانستان.
حقوق المرأة والأقليات
كما أكد المشاركون أن المجتمع الدولي لديه إجماع على تشكيل حكومة شاملة وضمان حقوق المرأة والأقليات في أفغانستان، داعيا كما المؤتمر المجتمع الدولي إلى إعطاء "مساحة سياسية" لأولئك الذين يعارضون طالبان مثل "مقر" الدوحة الذي منح لطالبان في السنوات الماضية.
وأضاف "إحساني" يستند الإجماع الناشئ على إنشاء نظام سياسي شامل، وأهمية الحقوق المدنية للمرأة ، وعدم قدرة طالبان أو الافتقار إلى الإرادة السياسية لمحاربة الجماعات الإرهابية، والحاجة إلى بدء عملية سياسية بمشاركة جميع الجماعات و التيارات ، بما في ذلك طالبان ، بدعم من دول الجوار والمنطقة والقوى الغربية.
مؤتمر هيرات الأمني رسم وعرض مبادئ وخارطة الطريق لعملية سياسية شاملة لإنشاء نظام السياسية الشاملة في أفغانستان بعد سيطرة طالبان.
معهد الدراسات الاستراتيجية في أفغانستان ، من خلال إنشاء هذا المؤتمر ، كان قادرًا على إنشاء منصة لتشكيل العملية السياسية لإنشاء حكومة شاملة بحيث يمكن لجميع الجهات الفاعلة المشاركة في أفغانستان أن تلعب دورًا في تشكيل هذه الحكومة الشاملة، وفقا لـ"إحساني".
وقال الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في أفغانستان توماس نيكلسون، إذا لم تحترم طالبان الحقوق الأساسية للمواطنين الأفغان ، فإن العمل من خلال المحكمة الجنائية الدولية ومعاقبة هذه المجموعة يمكن أن يكون على جدول أعمال الاتحاد.
استراتيجية طالبان
من جانبه يقول رئيس المركز الأفغاني للإعلام والدراسات عبد الجبار بهير، المطالب التي خرج بها الاجتماع بمشاركة في الحكومة والشكل السياسي لأفغانستان والحديث عن حقوق المرأة والأقليات هي ليست جديدة، فهي تعد مكررة في اجتماعات سابق للمسؤولين الأفغان في النظام السابق.
حركة طالبان لن تقبل مشاركة سياسية في السلطة من قبل المسؤولين السابقين في نظام أشرف غني، ولكنها منفتحة على الحوار مع الشعب الأفغاني وليس مع المسؤولين السابقين الذين ليس أي وزن داخل أفغانستان، وفقا لـ"بهير".
وأوضح "بهير" أن المدير العام للمعهد الأفغاني للدراسات الاستراتيجية، داود مراديان، هو دبلوماسي أفغاني سابق، والمؤتمر الأخير في طاجكستان هو استكمال لسلسلة من الحوارات واللقاءات باسم عملية السلام في أفغانستان، و وطبيعة الحال حضور ممثلين لم يجتمعوا لأول مرة اجتمعوا أكثر من مرة في أوروبا وفي تركيا وغيرها .
وعلى مستوى التهديد الإرهابي، اعترف "بهير" بوجود تهديدات تنظيم "داعش خراسان" في أفغانستان، وارتفاع عمليات استهداف السفارات والأقليات، لكن كل ذلك لا يعني أن هناك رغبة من حكومة طالبان، بأن تجلس مع المسؤولين السابقين في النظام السابق، وفقا لـ"بهير".
طالبان تسعى لتنفيذ اتفاق الدوحة وتبقى على تعهد بألا تكون أفغانستان ملاذ للإرهاب وعدم تهديد دول الجوا ، وأيضا حكومة شاملة، لذلك هي تنخرط في مناقشات جادة بين طالبان وواشنطن حول مستقبل افغانستان، والذي لا ينتج إلا بالحوار مع واشنطن، وليس من السياسيين والأمنيين الذين فروا من أفغانستان.
وأضاف أن طالبان دعت المسؤولين السابقين في النظام الأفغاني للعودة هؤلاء والعيش بشكل أمن وممارسة نشاطهم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وليس المشاركة في الحكومة، فهي ترى أن الانفتاح على حوار مع الشعب الأفغاني وزعماء العشائر الأفغانية سوف ينتج عنه توافق شعبي من أجل مستقبل أفغانستان.
وحول رفض طالبان الاعتراف بالمسؤولين السابقين يقول حسين إحساني إن هذه وجهة نظر طالبان، لكن تعددية وجهات النظر في أفغانستان أمر طبيعي، لم تتمكن أي وجهة نظر معينة من أن تظل وجهة النظر السائدة لأفغانستان، وبحسب هذا الرأي لدى طالبان ، يعتقد المسؤولون الأفغان السابقون أيضًا أن طالبان لا تمثل شعب أفغانستان ولا تمثل أي جبهة.
وشارك في مؤامر هيرات الأمني "سياسيين وجنود سابقين في أفغانستان وممثلين عن المجتمع المدني وشخصيات أكاديمية وممثلين وإعلاميين ودبلوماسيين وممثلين عن منظمات غير حكومية من الاتحاد الأوروبي وأمريكا وباكستان والهند وطاجيكستان .
وكان أبرز الحضور زعيم "جبهة المقاومة الوطنية" أحمد مسعود، ومستشار الأمن القومي السابق لأفغانستان ورئيس المجلس الاستشاري لمعهد الدراسات الاستراتيجية رانغين دادفار، ونائب وزير خارجية طاجيكستان فرهاد سالم، وزعيم حزب عوامي الوطني الباكستاني أفراسياب ختك، والسفير السابق لكازاخستان في كابول أوميرتاي بيتيموف.A
واختتم مؤتمر "هيرات الأمني العاشر" مساء الأربعاء الماضي، والذي عقد على مدار يومان، لبحث الأوضاع في أفغانستان بعد سيطرة طالبان على الحكم.
منذ عام 2012 ، يعقد هذا الاجتماع كل عام من قبل معهد الدراسات الاستراتيجية الأفغانية في هرات ، ولكن هذا العام ، بعد سيطرة طالبان على السلطة تستضيفه طاجكستان بدلا من بدلا من أفغانستان.
وقال الباحث بمعهد الدراسات الاستراتيجية في أفغانستان حسین إحساني لـ"بوابة الحركات الاسلامية" إن المؤتمر يعد أهم اجتماع بعد انهيار النظام الأفغاني السابق وسيطرة حركة طالبان على السلطة، حيث استطاع أن يجمع بين ممثلين وخبراء من أفغانستان وأكثر من 20 دولة.
و أظهر هذا التجمع تغييراً جدياً في نظرة العالم إلى أفغانستان، كان الكثير يأمل في أن تكون طالبان هي اللاعب الرئيسي والحل الرئيسي للصراع في أفغانستان، لكن تجمع ممثلين عن دول ومنظمات مهمة أظهر أن القوات والتيارات غير التابعة لطالبان هي جزء من الحل والأهم من ذلك أن لديهم القدرة على خلق منصة حوار مع أنفسهم ومع المجتمع الدولي، وفقا لـ"إحساني".
خطر القاعدة وداعش
وأكد المشاركون في هذا الاجتماع استمرار عقد اجتماعات مماثلة لبحث الأوضاع في أفغانستان، أنه في ظل حالة سيطرة طالبان على السلطة في البلاد.
وقال رئيس الاستخبارات الأفغانية السابق رحمة الله نبيل، خلال المؤتمر، إن تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية (AQ-IS) و"داعش خراسان" (IS-K) تستقدم المزيد من المقاتلين الأجانب إلى أفغانستان ، مضيفًا أن قامت الجماعات الباكستانية مثل عسكر طيبة (عسكر طيبة) وجيش محمد بنقل بعض قواعدها إلى أفغانستان.
تهديد أمن دول الجوار
كما ناقش عدد من المشاركين في مؤتمر حوارات هيرات الأمنية المخاوف الأمنية الحالية في أفغانستان خلال المناقشة التي استمرت يومين، وقال نائب وزير خارجية طاجيكستان فرهاد سالم إن الجماعات الإرهابية تزايدت في أفغانستان، لافتا إلى زيادة نشاط داعش والقاعدة في أفغانستان وتهديدها لدول الجوار، محذرا من ارتفاع معدلات إنتاج المخدرات وتهريبها من أفغانستان إلى دول المنطقة، خلال الأشهر الماضية .
في الأشهر الأخيرة ، مع تزايد انعدام الأمن، بما في ذلك الهجمات التفجيرية القاتلة، والتي ينفذ معظمها تنظيم داعش خراسان ، ازداد قلق هذه الدول من تفاقم الأزمة في أفغانستان.
خلال 15 شهرًا من حكم طالبان في أفغانستان ، استهدف تنظيم داعش خراسان أراضي أوزبكستان وطاجيكستان ثلاث مرات بهجمات صاروخية من شمال أفغانستان.
حقوق المرأة والأقليات
كما أكد المشاركون أن المجتمع الدولي لديه إجماع على تشكيل حكومة شاملة وضمان حقوق المرأة والأقليات في أفغانستان، داعيا كما المؤتمر المجتمع الدولي إلى إعطاء "مساحة سياسية" لأولئك الذين يعارضون طالبان مثل "مقر" الدوحة الذي منح لطالبان في السنوات الماضية.
وأضاف "إحساني" يستند الإجماع الناشئ على إنشاء نظام سياسي شامل، وأهمية الحقوق المدنية للمرأة ، وعدم قدرة طالبان أو الافتقار إلى الإرادة السياسية لمحاربة الجماعات الإرهابية، والحاجة إلى بدء عملية سياسية بمشاركة جميع الجماعات و التيارات ، بما في ذلك طالبان ، بدعم من دول الجوار والمنطقة والقوى الغربية.
مؤتمر هيرات الأمني رسم وعرض مبادئ وخارطة الطريق لعملية سياسية شاملة لإنشاء نظام السياسية الشاملة في أفغانستان بعد سيطرة طالبان.
معهد الدراسات الاستراتيجية في أفغانستان ، من خلال إنشاء هذا المؤتمر ، كان قادرًا على إنشاء منصة لتشكيل العملية السياسية لإنشاء حكومة شاملة بحيث يمكن لجميع الجهات الفاعلة المشاركة في أفغانستان أن تلعب دورًا في تشكيل هذه الحكومة الشاملة، وفقا لـ"إحساني".
وقال الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في أفغانستان توماس نيكلسون، إذا لم تحترم طالبان الحقوق الأساسية للمواطنين الأفغان ، فإن العمل من خلال المحكمة الجنائية الدولية ومعاقبة هذه المجموعة يمكن أن يكون على جدول أعمال الاتحاد.
استراتيجية طالبان
من جانبه يقول رئيس المركز الأفغاني للإعلام والدراسات عبد الجبار بهير، المطالب التي خرج بها الاجتماع بمشاركة في الحكومة والشكل السياسي لأفغانستان والحديث عن حقوق المرأة والأقليات هي ليست جديدة، فهي تعد مكررة في اجتماعات سابق للمسؤولين الأفغان في النظام السابق.
حركة طالبان لن تقبل مشاركة سياسية في السلطة من قبل المسؤولين السابقين في نظام أشرف غني، ولكنها منفتحة على الحوار مع الشعب الأفغاني وليس مع المسؤولين السابقين الذين ليس أي وزن داخل أفغانستان، وفقا لـ"بهير".
وأوضح "بهير" أن المدير العام للمعهد الأفغاني للدراسات الاستراتيجية، داود مراديان، هو دبلوماسي أفغاني سابق، والمؤتمر الأخير في طاجكستان هو استكمال لسلسلة من الحوارات واللقاءات باسم عملية السلام في أفغانستان، و وطبيعة الحال حضور ممثلين لم يجتمعوا لأول مرة اجتمعوا أكثر من مرة في أوروبا وفي تركيا وغيرها .
وعلى مستوى التهديد الإرهابي، اعترف "بهير" بوجود تهديدات تنظيم "داعش خراسان" في أفغانستان، وارتفاع عمليات استهداف السفارات والأقليات، لكن كل ذلك لا يعني أن هناك رغبة من حكومة طالبان، بأن تجلس مع المسؤولين السابقين في النظام السابق، وفقا لـ"بهير".
طالبان تسعى لتنفيذ اتفاق الدوحة وتبقى على تعهد بألا تكون أفغانستان ملاذ للإرهاب وعدم تهديد دول الجوا ، وأيضا حكومة شاملة، لذلك هي تنخرط في مناقشات جادة بين طالبان وواشنطن حول مستقبل افغانستان، والذي لا ينتج إلا بالحوار مع واشنطن، وليس من السياسيين والأمنيين الذين فروا من أفغانستان.
وأضاف أن طالبان دعت المسؤولين السابقين في النظام الأفغاني للعودة هؤلاء والعيش بشكل أمن وممارسة نشاطهم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وليس المشاركة في الحكومة، فهي ترى أن الانفتاح على حوار مع الشعب الأفغاني وزعماء العشائر الأفغانية سوف ينتج عنه توافق شعبي من أجل مستقبل أفغانستان.
وحول رفض طالبان الاعتراف بالمسؤولين السابقين يقول حسين إحساني إن هذه وجهة نظر طالبان، لكن تعددية وجهات النظر في أفغانستان أمر طبيعي، لم تتمكن أي وجهة نظر معينة من أن تظل وجهة النظر السائدة لأفغانستان، وبحسب هذا الرأي لدى طالبان ، يعتقد المسؤولون الأفغان السابقون أيضًا أن طالبان لا تمثل شعب أفغانستان ولا تمثل أي جبهة.
وشارك في مؤامر هيرات الأمني "سياسيين وجنود سابقين في أفغانستان وممثلين عن المجتمع المدني وشخصيات أكاديمية وممثلين وإعلاميين ودبلوماسيين وممثلين عن منظمات غير حكومية من الاتحاد الأوروبي وأمريكا وباكستان والهند وطاجيكستان .
وكان أبرز الحضور زعيم "جبهة المقاومة الوطنية" أحمد مسعود، ومستشار الأمن القومي السابق لأفغانستان ورئيس المجلس الاستشاري لمعهد الدراسات الاستراتيجية رانغين دادفار، ونائب وزير خارجية طاجيكستان فرهاد سالم، وزعيم حزب عوامي الوطني الباكستاني أفراسياب ختك، والسفير السابق لكازاخستان في كابول أوميرتاي بيتيموف.A