تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 13 ديسمبر 2022.
بينما تستمر الشروط التي يضعها الحوثيون في عرقلة تجديد الهدنة في اليمن رغم انقضاء أكثر من شهرين على المحادثات غير المباشرة التي يجريها وسطاء دوليون وإقليميون تعهد مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن هانس غروندبيرغ، بأن يعمل بلا هوادة من أجل تجديدها.
جهود
ومع تأكيد مصادر سياسية رفيعة أن الدور الذي يلعبه تحالف دعم الشرعية لا يزال الأساس في صمود وقف إطلاق النار والمكاسب التي تحققت خلال فترة الهدنة الأولى، أكد المبعوث الأممي في كلمة ألقاها عن بعد في تجمع نسائي في مدينة عدن أنه وعلى الرغم من انتهاء الهدنة في الثاني من أكتوبر الماضي، إلا أنه يعمل بلا هوادة لتجديد الهدنة وتوسيعها لكنه تجنب إعطاء أي تفاصيل عن المستوى الذي وصلت إليه الاتصالات.
تسوية عادلة
وفي سبيل الوصول إلى تسوية عادلة ومستدامة، ذكر المبعوث الأممي أنه ينبغي أن تكون شاملة وأن تبني على المدخلات المتنوعة من مختلف شرائح المجتمع اليمني وقال إنه على اتصال دائم بجميع الأطراف لإيجاد حلول عاجلة تضع اليمن على طريق السلام العادل والمستدام، وأشار إلى أن ضمان المشاركة المباشرة والهادفة للمرأة في جهود الوساطة والمفاوضات ومحادثات السلام لا يقتصر فقط على تنفيذ الالتزامات الدولية التي قطعت، ولكن لأنها السبيل الوحيد لتحقيق سلام يدوم ويلبي احتياجات المجتمع اليمني ككل.
وأفاد بأن مكتبه يعمل على إبقاء إدماج المرأة ، وحث أطراف النزاع على إشراك المرأة في المفاوضات وتمثيل النساء بحد أدنى 30 % استناداً إلى نتائج مؤتمر الحوار الوطني.
وأكدت مكونات الحركة النسوية المشاركة في الفعالية عن رفضهن لأي تراجع عن المكتسبات التي حققتها المرأة في اليمن واستطاعت انتزاعها قانوناً في الفترة السابقة، وقالت إنها مصرة على الاستمرار في بذل الجهود الرامية لبناء سلام دائم شامل .
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن النزاع في اليمن، أدى إلى سقوط أكثر من 11 ألف طفل بين قتيل ومصاب، وبمعدل أربعة أطفال يومياً؛ وذلك في وقت أسفر هجوم مسيّرة حوثية، استهدف مدرسة في محافظة حجة عن مقتل طفل وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، بينما دعا الاتحاد الأوروبي ميليشيات الحوثي الانقلابية إلى التخلي عن تطرفها، والاستجابة لتجديد الهدنة.
وأضافت «يونيسيف»، في بيان في ساعة متأخرة من مساء أول أمس الأحد، أن 62 طفلاً سقطوا بين قتيل ومصاب في الفترة بين نهاية الهدنة في بداية أكتوبر/ تشرين الأول ونهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، وكان هناك ما لا يقل عن 74 طفلاً من بين 164 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح، بسبب ألغام أرضية وذخائر لم تنفجر بين يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول 2022 وحدهما.
ودعت المديرة التنفيذية لليونيسيف، كاثرين راسيل، إلى «تجديد عاجل للهدنة، بوصفها خطوة أولى إيجابية من شأنها أن تسمح بوصول المساعدات الإنسانية الضرورية». وقالت المنظمة الدولية: إنه نظراً لأن هذه ليست سوى الحوادث التي تم التحقق منها من قبل الأمم المتحدة «فمن المرجّح أن تكون الخسائر الحقيقية لهذا الصراع أعلى بكثير». وتشير تقارير منظمات دولية ومحلية إلى أن اليمن شهد أكبر عملية زرع للألغام الأرضية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
في غضون ذلك، قُتل طفل يمني وأصيب اثنان آخران بجروح أمس الاثنين، في قصف شنته ميليشيات الحوثي بطائرة مسيّرة، واستهدف مدرسة في مديرية حيران بمحافظة حجة شمالي غرب اليمن. وأكدت مصادر إعلامية محلية أن هجوماً بطائرة مسيّرة تابعة لميليشيات الحوثي استهدف مدرسة السلام بقرية الدير مديرية حيران أثناء الدراسة. وأفاد مصدر محلي بأن الطفل يوسف عبده شوعي بيشي (11عاماً) لقي حتفه، فيما أُصيب كلٌّ من أحمد علي عبدالله بيشي (8 أعوام)، وسلطان حمد علي بيشي (10 أعوام) بجروح متفاوتة؛ من جرّاء قصف المسيّرة الحوثية الملغومة.
من جهة أخرى، دعا مجلس الاتحاد الأوروبي في بيان، أمس الاثنين، جماعة الحوثي إلى التخلي عن المواقف «المتطرفة»، والانخراط بشكل بناء مع جهود المبعوث الأممي لليمن، لتجديد الهدنة وتوسيعها في البلاد. وأكد الاتحاد أهمية تجديد الهدنة، واستمرار جميع الإجراءات المصاحبة لها وتوسيعها بما في ذلك إعادة فتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى، إضافة إلى السماح بدخول شحنات الوقود إلى ميناء الحديدة، وبالرحلات الجوية التجارية من صنعاء وإليها.
وحث البيان جماعة الحوثي على الاستجابة لدعوة الأمم المتحدة إلى الهدوء، وضبط النفس مع استمرار المفاوضات، لتجديد الهدنة وتمديدها، مطالباً بضرورة توقف جميع الهجمات.
واعتبر الاتحاد الأوروبي أن الهجمات أو التهديد بشن هجمات على البنى التحتية المدنية مثل منشآت شركات النفط والشحن التجاري بالمنطقة أمر «غير مقبول». ودعا البيان الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، لإجراء المزيد من عمليات تبادل الأسرى، كما حث على إطلاق سراح جميع المحتجزين «بشكل تعسفي أو غير قانوني» في البلاد.
وأشاد الاتحاد الأوروبي بنهج الحكومة اليمنية خلال الهدنة ووصفه بأنه «بناء»، إضافة إلى الجهود الإقليمية بشأن تمديدها. وجدد البيان التزام الاتحاد الأوروبي بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، معرباً عن دعمه لجهود السلام التي يقودها المبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ في الوساطة بين أطراف الأزمة.
أشاد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة الداعمة لتخفيف وطأة الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي الإرهابية على مدينة تعز، مشيراً إلى أن الميليشيات تتخذ من ملف الأسرى والملف الإنساني مادة للابتزاز والضغط، وترفض تحقيق أي تقدم حقيقي في هذا الملف.
وقال الإرياني في حوار مع «الاتحاد»: إن الجهود الدولية والحكومية لفتح الطرق الرئيسة ورفع الحصار «الحوثي» المفروض على مدينة تعز، والذي يدفع ثمنه الملايين من المدنيين منذ 8 أعوام، اصطدمت بتعنت الميليشيات الإرهابية التي واصلت تشديد الحصار وفرضت قيوداً إضافية على تنقل المدنيين وحركة البضائع بين المحافظات والمدن، واستهدفت الأحياء السكنية والمنازل بقذائف المدفعية والهاون ونيران القناصة مخلفة قتلى وجرحى من المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال.
وقال: إن الحكومة اليمنية اتجهت، بدعم من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، إلى شق وتجهيز شبكة طرق بديلة للتخفيف من وطأة الحصار ورفع المعاناة عن كاهل المدنيين عبر تدشين العمل في طريق «تعز - التربة» وطريق «الصحي - كربه»، وإعادة تأهيل طريق «هيجة العبد» بتمويل من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، إضافة إلى طريق «الكدحة - البيرين» بدعم من دولة الإمارات.
وكشف الإرياني عن أن ميليشيات الحوثي تتخذ من ملف الأسرى والملف الإنساني مادة للابتزاز والضغط والمساومة، وقد رفضت تحقيق أي تقدم حقيقي في هذا الملف منذ توقيع اتفاق استوكهولم الذي نص على تبادل الأسرى والمختطفين على قاعدة «الكل مقابل الكل».
وقال: «أبدى الجانب الحكومي مرونة كبيرة في هذا الملف وقدم التنازلات لتحقيق تقدم في المفاوضات رغم الإجحاف الذي نشعر به بتبادل قيادات وعناصر حوثية تم أسرها في جبهات القتال، بمئات المختطفين السياسيين والإعلاميين والصحفيين والحقوقيين والنشطاء الذين اختطفتهم الميليشيات من منازلهم وأعمالهم، ويتعرضون في معتقلاتها لصنوف التعذيب النفسي والجسدي، ووصل الأمر إلى تصفية عدد منهم تحت التعذيب في ظل صمت دولي مطبق».
وأضاف: «رغم محاولة الميليشيات الإرهابية التأثير على قدرة الحكومة على القيام بواجباتها والوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب من رواتب وخدمات باستهدافها البنية التحتية للمنشآت النفطية، والتي تعد رغم الكميات البسيطة المُصدرة، المصدر الرئيسي للموازنة العامة، إلا أن الحكومة عازمة على مواجهة هذه التحديات والقيام بكل ما يلزم للحفاظ على مقدرات الدولة والشعب، وتأمين صادرات النفط، وردع التهديدات الإرهابية على البنى التحتية والمنشآت الاقتصادية والملاحة الدولية، والحد من آثار تلك الهجمات على الجانب الاقتصادي والإنساني المتردي جراء الحرب». واعتبر الوزير معمر الإرياني في حواره مع «الاتحاد» أن ميليشيات الحوثي الإرهابية استغلت الهدنة الأممية التي تم الإعلان عنها أبريل الماضي لنهب عائدات النفط من سفن المشتقات الواردة عبر ميناء الحديدة، في الوقت الذي تنصلت فيه من تنفيذ التزاماتها.
وقال: إن الميليشيات الانقلابية فرضت جبايات غير قانونية على المسافرين عبر مطار صنعاء الدولي وصعدت عمليات حشد المقاتلين وتكديس الأسلحة المهربة، وقامت باستدراج وتجنيد آلاف الأطفال عبر ما يسمى «المراكز الصيفية»، والعروض العسكرية التي نظمتها في المناطق الخاضعة لسيطرتها، كما صعدت هجماتها الإرهابية باستهداف المنشآت الاقتصادية والحيوية من موانئ نفطية وتجارية في محافظتي شبوة وحضرموت.
بينما أفرجت الميليشيات الحوثية عن صحافي مكث لديها في الاختطاف أكثر من حوالي 16 شهراً، واصلت الجماعة المدعومة من إيران أعمال الاختطاف والإخفاء بحق صحافيين وناشطين وشخصيات اجتماعية بحجج مختلفة، حيث تشير مصادر ومعلومات إلى مخاوف الميليشيات من حدوث انتفاضة شعبية بسبب تردي الأوضاع المعيشية وممارسات الفساد، وأسوة بما يحدث في إيران؛ الداعم الرئيسي للحوثيين.
واستدعت أقسام الشرطة التي تديرها جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عدداً من الشباب الذين كانت قد اختطفتهم إثر مشاركتهم في الاحتفالات الشعبية بذكرى ثورتيْ سبتمبر (أيلول)، وأكتوبر (تشرين الأول)، لتحذيرهم من المشاركة في أي احتفال بذكرى الاستقلال موجه من الخارج، كما زعمت، وطلبت منهم الاكتفاء بالاحتفالات التي تنظمها هي فقط. وجرى الإفراج قبل أيام عن الصحافي يونس عبد السلام الذي اختُطف من إحدى نقاط التفتيش التي نصبتها الميليشيات الحوثية داخل العاصمة صنعاء، وظل محتجَزاً لديها منذ منتصف العام الماضي، إلا أنها اختطفت، قبل أيام، صحافياً آخر بسبب نشره معلومات عن وقائع فساد ونهب مارسها قادة حوثيون في محافظة تعز.
- تنافس على موارد الفساد
تحدثت مصادر محلية في ضاحية الحوبان، شرق مدينة تعز، عن اختطاف الصحافي عادل الكمالي بسبب كتابات له على مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد الفساد الذي يمارسه القيادي في الميليشيات صلاح بجاش، والمعيَّن محافظاً لتعز في حكومة الميليشيات غير المعترَف بها، ويأتي هذا الإجراء ضمن تنافس بين قيادات الميليشيات على غنائم الفساد، وفقاً للمصادر.
واختطفت ميليشيات الحوثي عشرات من أعيان ومواطني مديرية بني مطر غرب العاصمة صنعاء، بعد رفضهم تقسيم مشروع المديرية الذي تنوي الجماعة تنفيذه، وتنظيم فعاليات احتجاجية ضد ممارسات الميليشيات.
ويرى أبناء وأعيان بني مطر أن مشروع تقسيم مديريتهم إلى مديريتين يهدف إلى تفكيك قبائلها وتفريقهم؛ لتسهيل عمليات نهب الأراضي، التي تمارسها قيادات في الميليشيات منذ أشهر.
ويقود رئيس ما يُعرف بـ«اللجنة العسكرية» أبو حيدر جحاف أعمال السطو المسلَّح على الأراضي، وتزوير الوثائق الخاصة بملكيتها، إضافة إلى اختطاف مواطني المديرية والضغط عليهم لإجبارهم على التنازل عن ممتلكاتهم.
وفي مديرية بني سعد، التابعة لمحافظة المحويت شمال غربي العاصمة صنعاء؛ تظاهر عشرات المواطنين للمطالبة بالإفراج عن الشيخ خالد المزلمي الذي اختطفته الميليشيات بتهمة التخطيط للانقلاب عليها، وهو ما نفته مصادر محلية في المحافظة، مشيرة إلى ارتباط الاختطاف بالتنافس على موارد الفساد والجبابات، ورفض الشيخ المزلمي هذه الممارسات.
- حظر الاحتفالات الوطنية
مخاوف الميليشيات من حدوث انتفاضة شعبية؛ أسوة بما يجري في إيران منذ حوالي 3 أشهر باتت تخيِّم على الجماعة. تلك المخاوف تصاعدت مع تصاعد حدة الغضب الشعبي بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وازدياد أعمال القمع والتنكيل من جهة، واستغلال المواطنين ذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر للاحتفال والتعبير عن رفضها هيمنة الميليشيات.
وقال بعض الشباب الذين شاركوا في الاحتفال الشعبي بذكرى الثورتين في العاصمة صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، إن الميليشيات استدعتهم عبر الاتصال الهاتفي إلى أقسام الشرطة القريبة من ميدان السبعين، حيث جرت الاحتفالات بذكرى الثورتين، وحذرتهم من تنظيم أية احتفالات بذكرى الـ30 من نوفمبر (عيد الاستقلال) دون العودة إليها وأخذ الإذن منها.
إلا أنه لم تحدث احتفالات تُذكَر بمناسبة ذكرى الاستقلال، خصوصاً بعد أن أجبرت الميليشيات عشرات المحتفلين بذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر على التعهد بعدم المشاركة في تنظيم أي احتفالات غير مرخَّصة، كما سمّتها؛ وحثّتهم على دعم الاحتفالات التي تنظمها جهات تابعة لها. والشباب الذين استدعتهم الميليشيات للحضور والتعهد بعدم الاحتفال هم الذين اختطفتهم ليلتي الاحتفال الشعبي بذكرى الثورتين في ميدان السبعين، واقتادتهم إلى أقسام الشرطة القريبة من الميدان، ولم تفرج عنهم إلا بعد إجراء تحقيقات معهم حول شكوكها بدوافعهم ومن يقف خلفهم لتنظيم الاحتفالات والمشاركة فيها، وأجبرتهم على التعهد بعدم تكرار التجمعات غير المرخصة منها.
واحتفل مئات الشباب في ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء، بذكرى الثورتين؛ كل على حِدة، ليلتي الـ26 من سبتمبر (أيلول)، والـ14 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضيين في فعاليتين منفصلتين بشكل تلقائي ودون تنظيم مسبق، إلا أن أغلب أولئك المحتفلين فقدوا حماسهم في ذكرى الاستقلال بعد شهر ونصف الشهر من ذكرى ثورة أكتوبر.
- حصر الفعاليات
يقول أحد الشبان إنه حاول توجيه الدعوة إلى عدد من أصدقائه وزملائه لمباغتة الميليشيات الحوثية، وإقامة احتفال شعبي في مكان مختلف، بدلاً عن ميدان السبعين، لتكون فرصة جديدة لرفع شعارات الجمهورية والثورة، إلا أنه لم يلقَ تجاوباً كبيراً، خصوصاً أن أغلبهم يخشى من رد فعل الميليشيات بعد التعهدات التي التزموا بها؛ إضافة إلى انشغالهم بمتابعة كأس العالم. وساعد انشغال الشباب اليمني بمتابعة مباريات كأس العالم المقامة حالياً في قطر، على منع وقوع فعاليات شعبية احتفالية بذكرى الاستقلال في الشوارع والميادين العامة، خصوصاً أن أغلب المباريات تُقام في الليل؛ وهو التوقيت المفضل للاحتفالات الشعبية بهذه المناسبات. ونقلاً عن مصادر تربوية، فإن الميليشيات وجّهت المدارس بعدم إقامة أي احتفال دون العودة إليها وأخذ الإذن والموافقة على إقامة هذه الاحتفالات، وألزمتها بأخذ الإذن المسبق لإقامة أية فعالية احتفالية بأية مناسبة، وإشراك مكاتب التربية التي يديرها قياديون حوثيون في اختيار مضمون ومحتوى أي احتفال، مع تحذير من أية مخالفة لهذا التعميم.
وبينما بالغت الميليشيات في الاحتفال بذكرى انقلابها في الـ21 سبتمبر، فإنها ألغت الاحتفالات الرسمية بذكرى ثورة 26 سبتمبر التي قامت ضد نظام حكم الأئمة الثيوقراطي الذي يتهم اليمنيون الميليشيات الحوثية بمحاولة استعادته، وإعادة اليمن إلى عهود الاستبداد والاضطهاد اللذين عاشت في ظلهما خلال مئات السنين من سيادة ذلك النظام.
وحاولت الميليشيات قصر احتفالات المدارس على ذكرى انقلابها فقط، ومنع الاحتفال بذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر، هذا العام؛ إلا أنها فوجئت بتنظيم عدد من المدارس احتفالات بذكرى الثورتين في غفلة منها، ليكون رد فعلها إيقاع العقوبات على مديري المدارس. وإثر احتفالات مدارس محافظة إب بذكرى الثورتين، أحالت الميليشيات الحوثية إلى التحقيق التربوية فائزة البعداني مديرة مجمع السعيد التربوي، والتربوية فاطمة حاتم مديرة مجمع حميد دراس التربوي، بعد إيقافهما، وأجبرت مديري ومديرات المدارس على كتابة تعهدات بعدم الاحتفالات بأية مناسبة دون العودة إليها.
لجأت الميليشيات الحوثية إلى قمع احتجاجات السكان في مدينة إب اليمنية على خلفية مقتل ثلاثة أشخاص دهساً في حوادث متفرقة بعربات يقودها عناصر مسلحون في الجماعة، بعضهم يعملون مرافقين شخصيين لمحمد علي الحوثي ابن عم زعيم الميليشيات.
في هذا السياق، ذكرت مصادر محلية في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن عناصر حوثيين هاجموا محتجين وسط المدينة واعتدوا عليهم بالهراوات وأعقاب البنادق في محاولة منهم لتفريقهم.
وأفاد شهود بأن عربة أمنية تابعة يقودها أحد مرافقي الحوثي دهست شخصاً مسناً يدعى عبد الله حيدر، بالتزامن مع دهس عربة أخرى الشاب فهمي المليكي أمام أعين الناس، وسط المدينة الخاضعة لسيطرة الميليشيات.
وفي حين أثارت الحادثتان موجة سخط في أوساط السكان قال شهود إن عناصر الميليشيات يقودون سياراتهم بسرعة جنونية غير مكترثين لحياة المارين في الشوارع.
الحادثتان جاءتا بعد ساعات من مقتل شاب ثلاثيني آخر إثر تعرضه لعملية دهس مماثلة بعربة حوثية وسط مدينة إب نفسها.
ويرى ناشطون في المدينة أن وقائع الدهس الحوثي المتكررة تأتي في سياق الاستهتار بأرواح اليمنيين، إضافة إلى ما يستخدمه مسلحو الميليشيات من مواد مخدرة متنوعة تفقد الكثير منهم الوعي والسيطرة أثناء القيادة.
ويتهم اليمنيون قادة الانقلاب بأنهم عملوا على تكييف المخدرات، ومنحها طابعاً محلياً خالصاً من خلال خلطها مع مادة البردقان (الشمة)، التي تجعل عناصر الجماعة يدمنون عليها.
وشهدت محافظة إب في الأسابيع الماضية - بحسب مصادر أمنية - سقوط العشرات من الضحايا من مختلف الأعمار بفعل حوادث الدهس حيث فارق بعضهم الحياة وأصيب آخرون بإعاقات دائمة، فيما آخرون لا يزالون يعانون من عدم حصولهم على أي رعاية طبية.
وعلى صعيد تكرار هذا النوع من الحوادث، أقدم مشرف حوثي مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، على دهس شاب عشريني وهو على متن دراجته النارية على الطريق الرابط بين مديريتي العدين وحزم العدين شمال غربي إب.
دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، الاثنين، إلى تعزيز الاصطفاف الواسع دعماً لمعركة استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني.
كما دعا خلال اجتماعه مع محافظَي حضرموت والجوف، مبخوت بن ماضي، وحسين العجي العواضي، بمضاعفة جهود السلطات المحلية في محافظتي حضرموت والجوف والمحافظات المحررة، والعمل على حشد كافة الموارد لتحسين سبل العيش والتخفيف من معاناة المواطنين، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية.
إلى ذلك، عرض المحافظان بن ماضي، والعواضي، تقارير موجزة حول الموقف التنفيذي للقرارات والخطط المركزية والمحلية، والدعم المطلوب لمواجهة الالتزامات المتزايدة على كافة الأصعدة.