خطف واعتقال 680 .. إرهاب الميليشيات المسلحة يستهدف زعماء العشائر في سوريا

الأربعاء 14/ديسمبر/2022 - 03:09 م
طباعة خطف واعتقال 680 .. علي رجب
 
تواصل الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا في شمال سوريا، تنفيذ المزيد من عمليات الاعتقال وخطف المدنيين، حيث زادت معدلات العنف والجريمة والاعتقال والخطف في منطقة عفرين وعموم المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية في شمال سوريا.
وشهدت المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات المسلحة والجماعات الارهابية في شمال سوريا اعتقال 30 شخصاً منذ بداية شهر ديسمبر الجاري ليصل عدد المعتقلين من قبل الميليشيات المسلحة في شمال سوريا إلى 680 مواطناً بداية العام الجاري 2022 ، وفقا لمركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا.
واعتقلت ميليشيات "الجيش الوطني"  أحد زعماء عشيرة البوعساف الشيخ هايل جاسم الخلف الحسان في بلدة تل أبيض وتم اقتياده مكبلا لجهة مجهولة، في استمرار لسياسة تهريب زعماء العشائر الرافضين لجماعات المسلحة والمتطرفة في سوريا.
وداهمت المجموعة المسلحة منزل الشيخ هايل بعد تطويقه ضمن حملة واسعة تستهدف الشخصيات الوطنية والعشائرية في المنطقة والتي تخشى هذه الجماعات من صعود دورها لا سيما مع تصاعد وتيرة انتهاكاتها بحق المواطنين.
والشيخ هايل جاسم هو من أهالي بلدة العلي باجلية في ريف بلدة تل أبيض وهو ابن شقيق شيخ عشيرة البو عساف هايل الخلف الحسان.
وأدت التحالفات والسياسات التي اتبعتها الجماعات الارهابية والمسلحة في شمال سوريا إلى بروز خصوم لها من مكونات عشائرية ترفض هذه الجماعات وتشكل ميليشيات مسلحة خاصة بها للدفاع عن أرضها ومكانتها ونفوذها.
وفي محافظة الحسكة، شكّلت مجموعة من عشيرة شمر مقرّبة من شيخ العشيرة حميدي الدهام الجربا، في أواخر عام 2013، فصيلًا عسكريًا سمّوه "جيش الكرامة"، اقتصرت مهمته أول الأمر على حماية قصر الجربا في قرية تل علو في ريف محافظة الحسكة[23]، ثم تغير اسمه إلى "قوات الصناديد" يقوده ابنَا الشيخ الجربا، بندر والياور. وقد التزم الجربا الحياد في الصراع الدائر بين القوى المختلفة في منطقته، حيث إنه بقي محافظًا على علاقاته القوية بالنظام السوري وبالإيرانيين والروس، فزار دمشق وقاعدة حميم .
وبات السائد في هذه المنطقة عمليات نهب منظّمة يومية، وعمليات الاستيلاء على منازل وممتلكات الناس ومواسم الزيتون، وقطع الأشجار وغيرها إضافة للاعتقالات التعسفية اليومية، وخطف الناس كرهائن مقابل فدية مالية، والتضييق على السكان.
ويؤكد فريق مركز التوثيق أنّه على تواصل مع عوائل ومقربين من المعتقلين وأنّ جميع الاعتقالات التي تنفذ في مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام شمال غرب أو شرق سوريا لا تستند إلى مذكرات قضائية من المدعي العام، ومعظم عمليات الاعتقال تتم بطريقة غير قانونية، وبشكل تعسفي. وأنّ هذه الاعتقالات تحتوي على سلسلة من الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، وغالب المعتقلين لا يمكن التواصل معهم بعد احتجازهم أو معرفة مصيرهم.
ومنذ التوغل التركي في سوريا، تم رصد مقتل وإصابة 10130 شخصاً،  فيما وصل عدد المعتقلين إلى 8901 شخصاً منذ بداية التوغل التركي في شمال سوريا، أفرج عن قرابة 6400 منهم، فيما لايزال مصير البقية مجهولا.
 ووصل عدد الذين قتلوا تحت التعذيب في السجون إلى 179 شخصاً، كما ارتفع عدد اللاجئين السوريين الذين قتلوا برصاص الجنود الأتراك إلى 539 شخصاً، بينهم (103 طفلاً دون سن 18 عاماً، و67 امرأة.

شارك