وثق تقرير حقوقي حديث الانتهاكات التي طالت المنشآت والمرافق الصحية والكوادر الطبية بمحافظة مأرب من قبل ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا خلال الفترة 2015 حتى نوفمبر2022.
وكشف التقرير الذي أطلقه مكتب حقوق الإنسان بمحافظة مأرب، بالشراكة مع مكتبَيْ حقوق الإنسان بمحافظتي أمانة العاصمة وشبوة، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ارتكاب ميليشيا الحوثي 2668 حالة انتهاك تنوعت بين القصف والقتل والإصابة والاعتقال والاحتلال، والنهب، ومنع وحرمان وتهديد.
ولفت التقرير إلى أن الإرهاب الحوثي قصف 134 منشأة ومرفقا صحيا بالقذائف والصواريخ البالستية والطيران المسير بعضها استهدفت أكثر من مرة في مديريات المدينة وحريب وصرواح، وتسببت في تدمير كلي لعدد 16 منشأة ومرفقا صحيا عامة وخاصة، و34 منشأة ومرفقا صحيا تعرض لتدمير جزئي.
كما كشف التقرير مقتل 53 عاملا صحيا بين طبيب وممرض ومساعد وصحي عاملين في تلك المنشآت والمرافق المستهدفة وإصابة 86 آخرين.
وازاح التقرير الستار عن انتهاكات الاستهداف المتعمد للكوادر الصحية والطواقم الإسعافية التي تحاول إنقاذ ضحايا قصف الأحياء والمنشآت المدنية، حيث رصد مقتل 26 طبيبا وممرضا وسائق عربة إسعاف وإصابة 63 آخرين، وتدمير كلي لعدد 12 سيارة إسعاف فيما 35 سيارة إسعاف أخرى تعرضت لتدمير جزئي.
كما وثق التقرير عمليات احتلال ميليشيا الحوثي الإرهابية لعدد 18 منشأة طبية وتحويلها إلى مقرات عسكرية، ونهب 12 منشأة ومرفقا صحيا واعتقال 17 كادرا صحيا، فيما 102 تم منعهم من السفر، وتعرض 145 لحالة تهديد بالتصفية والقتل من قبل ميليشيا الحوثي ..
وأفرد التقرير جانبا منه لسيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية على أداء المنظمات الأممية التي مقراتها بصنعاء والعاملة في المجال الصحي، ومنعها من تدخلاتها الإنسانية الدوائية لمحافظة مأرب لحرمان المواطنين والنازحين من الحصول على الدواء والخدمات الصحية.
وتحدث التقرير عن قيام ميليشيا الحوثي بمنع وإيقاف 5 حملات دوائية للمحافظة منها حملتان تابعة للمنظمة الدولية للصليب الأحمر، وتوقيف الإمداد الدوائي لـ125 مرفقا طبيا خاصة للأمراض المزمنة المقدمة دعما من المنظمات الدولية، ما تسبب بحرمان 1785 مريضا بالأمراض المزمنة بالمحافظة من الأدوية، كما منعت وصول اللقاحات والحملات الطبية إلى المحافظة ما تسبب بحرمان أكثر من 600 ألف مواطن ونازح من الخدمات الطبية.
وكان وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح قد شدد على المنظمات الحقوقية بمواصلة العمل الدؤوب لرصد الانتهاكات والجرائم الإنسانية التي ليس لها سقف ضد المدنيين والأعيان المدنية والإنسانية وغيرها، وتوثيقها وإيصالها للمنظمات الدولية والمجتمع الدولي بما يكشف جرائم وإرهاب هذه الميليشيا التابعة لإيران، ويضمن حق المتضررين في الإنصاف وعدم إفلات قيادات ومنتسبي هذه الميليشيا من العقاب على الجرائم التي ارتكبوها.
ومن جانبه أشار مدير عام مكتب حقوق الإنسان بمحافظة مأرب عبدربه جديع إلى أن اليوم العالمي الذي يحتفل به العالم يعد منصة للفت المجتمع الدولي للانتهاكات والجرائم الإنسانية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي تجاه الشعب اليمني ، وتذكير المجتمع الدولي بواجباته ومسؤولياته الأخلاقية والقانونية لإيقافها وضمان محاسبة مرتكبيها وعدم إفلاتهم من العقاب.
ونوه إلى أن التقرير الذي صدر وخصص للانتهاكات التي طالت المنشآت والمرافق الصحية والكوادر الطبية، عرض الوقائع والانتهاكات التي تم رصدها وتوثيقها بشكل قانوني وكامل من بين مئات الانتهاكات التي يجري استكمال توثيقها.
وطالب المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته لإيقاف الانتهاكات والجرائم الإنسانية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي الإرهابية بحق الشعب اليمني ولم تترك بندا من البنود التي تضمنها العهد الإنساني للأمم المتحدة من حقوق إنسانية إلا نسفتها وارتكبت فيها آلاف الجرائم.