قائد "ميونسما" يبحث مع الحركات الأزوادية تطورات اتفاق الجزائر.. مالي إلي أين؟
الإثنين 19/ديسمبر/2022 - 02:48 م
طباعة
علي رجب
تطورات متصاعدة على صعيد الملف المالي، من أجل إحياء اتفاق الجزائر، واعادة الامن والاستقرار، مكافحة الجماعات الارهابية.
وناقش قائد قوة بعثة الأمم المتحدة في مالي" مينوسما " كيس ماتيسن، الجمعة في كيدال شمالي مالي، مع رئيس تنسيقية الحركات الأزوادية CMA العباس اغ انتالا، تطورات "اتفاق الجزائر" والتطورات المتعلقة للحركات الأزوادية لعقد اجتماع مع الوساطة الدولية على أرض محايدة.
وتزامن اللقاء مع استهداف دورية للشرطة تابعة لبعثة (مينوسما) في مدينة تمبكتو بشمال مالي، أسفر عن مقتل اثنين من حفظة السلام النيجيريين، أحدهما امرأة، وأصيب أربعة آخرون بجروح.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن الدولي بشدة الهجوم ، واصفا الهجمات التي تستهدف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قد تشكل جرائم حرب بموجب القانون الدولي.
ودعا " غوتيريش " في بيان له السلطات المالية إلى "عدم ادخار أي جهد في تحديد هوية مرتكبي هذه الهجمات الشنيعة وتقديمهم بسرعة إلى العدالة"، مجددا التأكيد على استمرار الأمم المتحدة في دعمها وتضامنها مع شعب مالي.
كذلك أدان أعضاء مجلس الأمن بأشد العبارات الهجوم الذي تم شنه على بعثة (مينوسما)، داعين حكومة مالي الانتقالية إلى "التحقيق بسرعة في الهجوم بدعم من البعثة المتكاملة، وتعزيز المساءلة عن هذه الأعمال من خلال تقديم الجناة إلى العدالة، وإبقاء البلد المعني المساهم بقوات على علم بالتقدم المحرز بما يتفق مع قراري مجلس الأمن 2518 (2020) و2589 (2021)."
وحذر أعضاء مجلس الأمن أن المشاركة في التخطيط أو التوجيه أو الرعاية أو شن هجمات ضد قوات مينوسما تشكل أساسا لتحديد العقوبات وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
والأربعاء الماضي عقدت الوساطة الدولية اجتماعا عن طريق (الفيديو كونفيرانس) بدعوة من الجزائر بصفتها رئيسة الوساطة الدولية.
وتبادل أعضاء الوساطة الدولية الأسباب التي أدت إلى تعليق أعمال الدورة السابعة والأربعين للجنة متابعة الاتفاق التي بدأت في 29 نوفمبر 2022م، وأعربوا عن أسفهم لهذا التطور الذي يتعارض مع السير الإيجابي المسجل في الأشهر الأخيرة بما في ذلك الجهود الجارية لتفعيل اللجنة المخصصة لاستكمال المناقشات حول تسلسل القيادة ودمج كبار مسؤولي الحركات استعدادًا لإطلاق نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج على الصعيد الوطني في أقرب وقت ممكن.
وناقش أعضاء الوساطة الدولية البيان الصحفي الأخير الصادر عن تنسيقية الحركات الأزوادية.
ووجه أعضاء الوساطة الدولية نداء رسميا إلى هذه الأطراف بعدم ادخار أي جهد لتهيئة مناخ من الثقة والاحترام المتبادلين ولإظهار التزام حازم بطريقة عاجلة وصادقة بتحقيق الأهداف المحددة في الاتفاق ولا سيما السلام والأمن والتنمية والمصالحة في مالي.
ودعت الوساطة الدولية الأطراف المالية/ الازوادية إلى الامتناع عن أي بيان يهدد بتقويض الجهود الدؤوبة لتهيئة مناخ من الثقة.
وأكدت الوساطة الدولية عزمها على مواصلة جهودها بقوة، وفي هذا الصدد شجعت الجزائر بصفتها المزدوجة كرئيسة الوساطة على اتخاذ المبادرات اللازمة للمساعدة في تلبية التوقعات المشروعة للشعب المالي لرؤية الاتفاقية تؤدي إلى نتائج مقنعة لا سيما من حيث الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة.
من جانبها عبرت الحركة الوطنية لتحرير أزواد، عن خيبة املها من بيان الوساطة الدولية الخاص بمتابعة تنفيذ اتفاق السلام والمصالحة في مالي الناتج عن عملية الجزائر، واصفة لقاء قائد "ميونسما" مع رئيس تنسيقية الحركات الأزوادية CMA العباس اغ انتالا يؤكد على موقف الحركات الأزوادية القلق من عدم تنفيذ الاتفاق من قبل بماكو.
ووصف ممثل "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" في موريتانيا السيد بن بيلا، بيانا اجتماع الوساطة الدولية بأنه مخيب للآمال في ظل جمود تنفيذ الاتفاق.
وأوضح أن لقاء قائد "ميونسما" مع رئيس تنسيقية الحركات الأزوادية CMA العباس اغ انتالا يؤكد على موقف الحركات الأزوادية ، بالدعوة لاجتماع لبحث تنفيذ اتفاق الجزائر على أرض محايدة.
واتهم القيادي الأزوادي المجلس العسكري الحاكم في بماكو بعرقلة الاتفاق قائلا "هي المعرقل دوما بشهادة الجميع هي الحكومات المالية المتعاقبة على السلطة في بماكو".
وقال بيلا "يؤسف له أننا اعتدنا على سماع هذه النغمة من القائمين على الوساطة ورعاية الاتفاق ولكن على أرض الواقع لا شيء ينفذ كما نص عليه في بنود الاتفاق".
أيضا عدم استنكار صريح وفرض عقوبات على بماكو، لعدم تنفيذ الاتفاق، يمنح المجلس العسكري الانتقالي فرص في " التلكؤ "في تنفيذ الاتفاق، الأمر الذي لا يجعلنا نأخذ هذا البيان مأخذ الجد"، بحسب "بيلا".
من جانبه اعتبر الباحث في الشؤون الإفريقية بجامعة باماكو محمد أغ إسماعيل، أن هذا البيان الصحفي للوساطة الدولية يأتي كرد فعل على بيان تنسيقية الحركات الأزوادية الذي أظهر مدى توقف عملية السلم والمصالحة في مالي.
لكن لم يشير بيان الوساطة الدولية عن أي رؤية واضحة لمستقبل الاتفاق، حيث اكتفى بالتعبير عن أسفها فيما آلت إليه الأمور مؤخرا وتحديدا فيما يخص تعليق أعمال الدورة السابعة والأربعين للجنة المتابعة للاتفاق آخر نوفمبر ٢٠٢٢، وفقا لـ"أغ إسماعيل".
حثت الوساطة جميع الأطراف إلى ضبط النفس والمضي قدما في التمسك بالاتفاق والعمل على تفعيله في أسرع وقت ممكن. كما ذكرت جميع الأطراف بأهمية الاتفاق كحل الوحيد لتسوية الصراع في مالي. بمعنى آخر، مجرد ذر الرماد في العيون، بحسب "أغ اسماعيل".
وفي مطلع أغسطس الماضي، اتفقت الحكومة وحركات أزوادية على تفعيل اتفاق السلام، بدمج 26 ألف مقاتل سابق من الحركات في الجيش عامي 2023 و2024، لكن عادت اتهامات الأزواديين للحكومة تجميد الاتفاق.