قمة الأردن.. هل تنجح بغداد في إيجاد حلول لأزمات المنطقة ؟
الثلاثاء 20/ديسمبر/2022 - 01:54 م
طباعة
أميرة الشريف
وسط أجواء التوتر والاحتقان التي تشهدها المنطقة، قررت الأردن استضافة قمة تجمع فرنسا واللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران والسعودية الخصمان الإقليميان، في محاولة لنزع فتيل الأزمات المتفاقمة في المنطقة عبر الحوار.
ويعقد مؤتمر بغداد الثلاثاء 20 ديسمبر 2022 في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات على ساحل البحر الميت، وهذه القمة تحمل اسم "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" تعتبر النسخة الثانية من قمة بغداد التي عقدت في أغسطس2021 والتي كانت بمبادرة من ماكرون.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان لها، إن الهدف من اجتماع كهذا هو جمع جيران العراق وشركائه حول الطاولة في محاولة للمضي قدما عبر تعزيز الحوار.
ويهدف المؤتمر، وفق قصر الإليزيه، إلى "تقديم الدعم لاستقرار العراق وأمنه وازدهاره، ودرس الوضع في المنطقة بأسرها، باعتبار أن العراق بلد محوري فيها".
ويشارك في المؤتمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وكل من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي ينسّق مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني ومنسق الاتحاد الأوروبي لهذه المحادثات إنريكي مورا.
كذلك، يشارك في المؤتمر وزراء خارجية إيران والسعودية والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وعدد آخر من وزراء الخارجية العرب.
ويتوقع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن القمة الاقليمية قد تشكّل "فرصة" لتحريك المباحثات بشأن إحياء الاتفاق النووي، والمتعثرة منذ أشهر.
وتتهم إيران منافستها الإقليمية، المملكة العربية السعودية، التي انقطعت العلاقات الدبلوماسية معها منذ عام 2016، بتشجيع حركة الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد.
وقال وزير خارجية إيران "نحن مستعدون للعودة إلى العلاقات الطبيعية وإعادة فتح السفارات عندما يكون الجانب السعودي جاهزًا".
وذكرت تقارير إعلامية بأن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان التقى بمنسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في الأردن.
كما حضر الاجتماع كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا والمفاوض النووي الإيراني علي باقري كاني، وجاء الاجتماع قبل انعقاد المؤتمر.
وقال بوريل عبر حسابه في تويتر، إنه عقد "اجتماعا مهما مع وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان في الأردن، وسط تدهور العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي، للتأكيد على ضرورة الوقف الفوري للدعم العسكري الإيراني لروسيا، والقمع الداخلي في إيران، وتم الاتفاق على ضرورة الإبقاء على الاتصالات مفتوحة بشأن الاتفاق النووي الإيراني على أساس مفاوضات فيينا".
ومن جهة أخرى، يعتبر المؤتمر اختباراً لرئيس الوزراء العراقي الجديد محمّد شياع السوداني، الذي جاء تعيينه بعد جمود سياسي أستمر لأكثر من عام.
وسيكون المؤتمر أول لقاء دولي رفيع المستوى يرأسه المسؤول الذي يُعتبر أقرب إلى إيران من سلفه مصطفى الكاظمي.
هذا وقد أجرى الملك عبدالله الثاني ، اتصالا هاتفيا بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تطرق فيه الى "عدد من المستجدات الإقليمية والدولية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بحسب الديوان الملكي الأردني.
وأعلن الجيش الأردني أنه سينشر قوات من مطار الملكة علياء الدولي إلى مكان انعقاد المؤتمر في البحر الميت.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، إن المؤتمر، سيشهد مشاركة عدد من قادة وممثلي الدول والمنظمات الإقليمية، ومن بين الدول المشاركة، مصر والسعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت، وسلطنة عمان وإيران وفرنسا.
وتراجع الاهتمام بإحياء المفاوضات المتعلقة بالعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، المسمى بخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، منذ اندلاع الاحتجاجات على مستوى البلاد في جميع أنحاء إيران، بعد وفاة الفتاة الإيرانية الكردية الأصل، مهسا أميني، 22 عاما، بعدما احتجزتها شرطة الآداب الإيرانية بداعي عدم ارتداء الحجاب بطريقة لائقة.
ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر، تعمل إيران على قمع موجة من المظاهرات الشعبية التي أشعلتها وفاة الفتاة الإيرانية- الكردية مهسا أميني أثناء احتجازها من قبل شرطة الآداب في 16 سبتمبر الماضي.
ويشهد العراق خروقات لحدوده الشمالية والشمالية الشرقية من جانب الجارتين تركيا وإيران اللتين تضربان أهدافاً داخل إقليم كردستان لمجموعات كردية مسلحة متهمة بتنفيذ هجمات عسكرية داخل أراضي الدولتين.
أما سوريا فلا تزال ساحة حرب لمصالح جيوسياسية متنافسة منذ العام 2011، بينما يغرق لبنان في مستنقع من المشاكل الاقتصادية والسياسية.
ويرى مراقبون أن طموحات القمة كبيرة لكن لا أحد يتوقع حصول معجزات، فالمشاكل والخلافات التي تعاني منها المنطقة معقدة ومن الصعب حلها في اجتماع واحد حتى وإن خلصت النوايا.
ويأمل المشاركون بالتوصل إلى حلول للأزمات المتفاقمة في المنطقة، وبخاصة في العراق، من خلال الحوار.