مئات القتلى وآلاف الاعتقالات.. القمع سلاح الملالي لمواجهة احتجاجات ايران
الأربعاء 21/ديسمبر/2022 - 01:20 م
طباعة
روبير الفارس
يتزايد القلق من تصاعد وتيرة الإعدامات في ايران مع انطلاق موجة جديدة من هذه الأحكام. ويعتمد الملالي منذ 4 عقود إعدام المنتقدين والمعارضين لها كوسيلة لضمان بقائها في السلطة.
وادى عنف قوات الأمن الايرانية تجاه المحتجين إلى مقتل 506 متظاهر في الاحتجاجات منذ سبتمبر الماضي .
وبحسب وكالة "هارانا " الحقوقية الايرانية فقد توفي 69 طفلاً أو مراهقًا دون سن 18 عامًا في 161 مدينة احتجاجية خلال هذه الفترة.
وبناءً على ذلك ، تم اعتقال 18457 شخصًا بتهمة المشاركة أو دعم الاحتجاجات الشعبية ، وتم تحديد 4003 منهم.
في هذه الفترة الزمنية ، شارك طلاب وأساتذة من 144 جامعة في الاحتجاجات ، من بينهم 652 طالبًا تم اعتقالهم.
وذكرت مجلة " المجلة " السعودية في تقرير لها بعنوان " النظام الإيراني يطلق ماكينة الإعدامات مرّة جديدة" ان ايران مارست خلال الـ44 عاما الماضية انتهاكات واسعة بحق مواطنيها واعتبارها البلاد ملكا أبديا لها تفعل فيها ما تشاء وجعلت الشعب الإيراني يعيش الفقر والحرمان والموت.
وکتبت صحیفة «جوان» المحسوبة على الحرس الثوري أن الإعدامات ستستمر وقد تطال أكثر من 60 معتقلا.
ونفذت السلطات حكم الإعدام بحق محسن شكاري البالغ 23 عاما وهو من سكان حي «هفت حوض» في منطقة نارمك بطهران لإدانته بإصابة عنصر مسلح تابع لقوات التعبئة (الباسيج) وإغلاق شارع غربي العاصمة خلال تجمع احتجاجي يوم 25 سبتمبر الماضي ، فيما يرى المراقبون أن محسن شكاري قد استخدم حق الدفاع المشروع عن النفس من خلال استخدام سلاح أبيض لدفع الاعتداء (وليس القتل) وأن الطعنات الثلاث التي ألحقت بعنصر الباسيج كانت سطحية. وجرى تنفيذ حكم إعدام محسن شكاري بعد مرور 70 يوما فقط على اعتقاله، حيث تمت إدانته بـ«الحرابة» التي تستوجب أقصى درجات الجزاء الجنائي بحسب الدستور الإيراني.
ونفذت السلطات الإيرانية ثاني عملية إعدام على صلة بحركة الاحتجاجات المتواصلة بحق مجيد رضا رهنورد في مدينة مشهد شمال شرقي البلاد بعدما أدين بقتل عنصرين مسلحين من قوات التعبئة القمعية ووجهت إليه تهمة الحرابة.واعتقلت السلطات مجيد رضا رهنورد في 19 نوفمبر وتم تنفيذ حكم الإعدام في وقت قياسي بعد مرور 23 يوما على اعتقاله.واتهمت المحكمة مجيد رضا رهنورد بقتل عضوين مسلحين من الباسيج باستخدام السلاح الأبيض.
وأفاد موقع «1500 تصوير» بأن عائلة مجيد رضا رهنورد تلقت اتصالا هاتفيا من قبل الأمن الإيراني في الساعة 7 صباحا حيث قيل لهم «اذهبوا إلى مقبرة بهشت رضا قطعة 66، فقد تم تنفيذ حكم الإعدام بحق ابنكم وقمنا بدفنه هناك». وكانت السلطات قد أخذوا والدة مجيد رضا رهنورد للقاء ابنها في السجن غير أنهم لم يخبروها بأن ابنها سيتم إعدامه قريبا حيث غادرت أم مجيد السجن ولديها أمل كبير بأن ابنها سيفرج عنه قريبا وها هي جلست على قبر ابنها في حين أن عناصر امنية قاموا بدفنه دون حضور عائلته».وبعد محاولات عديدة داخلية ودولية أعلن عن وقف تنفيذ حكم الإعدام بحق ماهان صدارت البالغ من العمر 23 عاما والذي اعتقل خلال الاحتجاجات الأخيرة. هذا ويواجه العديد من الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات حكم الإعدام، ومنهم محمد بروغني.
وأدانت المحكمة ماهان صدارت بـ«الحرابة» بتهمة طعن أحد عناصر الأمن بالسكين. ونقلت السلطات ماهان صدارت من سجن فشافوية إلى سجن رجايي شهر.
ويواصل الملالي انتهاك الكرامة الإنسانية إلى حده الأقصى حيث تم نشر مقطع فيديو لجدتي ماهان صدارت على كلا الجانبين، الأب والأم، وهما تتوسلان باكيتين رئيس سلطة قضائية الجمهورية الإسلامية بإيقاف تنفيذ حكم الإعدام بحق حفيدهما.
وكان الحكم الصادر بحق "صدارت "استند إلى شكوى شخصين كلاهما سحب شكواه وعبرا عن رضاهما. تعتمد السلطات الإيرانية تبني هذه الأحكام والعقوبات المشددة بحق المحتجين لبث الرعب في المجتمع وإرسال رسالة للمحتجين مفادها بأنه لن يسمح لهم باستخدام حقهم في الدفاع عن النفس في مواجهة آلة القمع والقتل المنتشرة في الشوارع.ويواجه سهند نور محمد زادة عقوبة الإعدام حيث تفيد تقارير حول نقله إلى زنزانة انفرادية.
وتعرض سهند 3 مرات لإعدام وهمي في السجن حيث تم اقتياده إلى حبل المشنقة بهدف أخذ اعترافات إجبارية منها إحراق مكتب للنفايات وإغلاق طريق الأشرفي الأصفهاني السريع.
وأعرب العديد من رواد الشبكات الاجتماعية عن القلق من إعدام علي معظمي كودرزي الوشيك. وتحاول ايران تنفيذ الإعدام بحق هذا الشاب البالغ من العمر 20 عاما بزعم قتل روح الله عجميان أحد عناصر قوات التعبئة. احتوى السجل الإجرامي للنظام الإيراني خلال هذه الحركة الثورية على نحو 500 قتيل خلال 80 يوما منهم 60 طفلا. هذا ناهيك عن الممارسات الإجرامية والانتهاكات الواسعة بحق المواطنين. لقد قتل نظام طهران الذي بات يعرف باسم «النظام القاتل للأطفال» كيان بيرفلك البالغ من العمر 10 أعوام في مدينة إيذه بين أحضان والدته.