حصار الحوثي يتسبب في خروج أكبر مستشفى في تعز عن الخدمة

الإثنين 26/ديسمبر/2022 - 01:04 م
طباعة حصار الحوثي يتسبب فاطمة عبدالغني
 
تسبب استمرار حصار ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا لمدينة تعز، ورفض فتح الطرق والمعابر وتصاعد العمليات القتالية  في توقف وصول إمدادات الوقود اللازمة لعمل المنشآت الطبية، الأمر الذي ترتب عليه  إعلان مستشفى "الثورة العام"، أكبر مستشفيات محافظة تعز جنوب غربي اليمن، الأحد 25 ديسمبر، التوقف عن العمل.
جاء ذلك، في بيان صادر عن إدارة هيئة مستشفى الثورة العام بمحافظة تعز، أشار فيه إلى خروج المستشفى الحكومي عن الخدمة، بسبب نفاد الوقود.
وأضاف البيان أن كل الأقسام في المستشفى باتت تعيش الظلام الدامس جراء نفاد الوقود.
وحذر البيان من أن "الخطر يهدد حياة المرضى في مركز الغسيل الكلوي والعناية المركزة، والعمليات، وبقية الأقسام الأخرى في المستشفى".
ويستند المستشفى على وقود من منظمات أممية ودولية، إضافة إلى مخصصات من السلطة المحلية.
ويعد المستشفى، أكبر مشافي تعز، وهي المحافظة الأكثر سكاناً في اليمن، ويستقبل عدداً كبيراً من المرضى وجرحى الحرب.
ووجّه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مناشدات لإنقاذ العشرات من مرضى الفشل الكلوي الذين تعذر عليهم تلقي جلسات الغسيل الكلوي المعتادة في مستشفى الثورة العام.
وقال النشطاء ومسؤولون في مستشفى الثورة، إن أجهزة الغسيل الكلوي توقفت عن العمل منذ صباح الأحد، بسبب نفاد وقود الديزل المخصص لتشغيل مولدات الطاقة التي تغذي أقسام المستشفى بالتيار الكهربائي، بما فيها قسم الغسيل الكلوي.
وبحسب الأطباء، فإن عشرات المرضى كانوا موعودين بالخضوع لجلسات الغسيل الكلوي إلا أنهم وجدوا القسم يعج بالظلام بسبب انطفاء التيار الكهربائي، محذرين من مخاطر تحدق بهؤلاء المرضى الذين ترتبط حياتهم بجلسات الغسيل.
وقال طبيب من مستشفى الثورة بتعز لوسائل الإعلام من غير الممكن نقل المرضي الي أي مكان بسبب الحصار، كما اكد أن الوضع كارثي مع غياب الديزل عن المستشفى، حيث أوضح الطبيب أن أكثر من 260 مريض بالمستشفى يحتاجون الي غسيل كلوي باستمرار.
يشار إلى أنه منذ سنوات تواصل تعز الحراك الثوري، وسط احتجاجات متكررة تطالب بتحرير المحافظة من الحوثيين، وتحسين الوضع الإنساني والخدمات للمواطنين.
وشهدت مدينة تعز في الثالث من ديسمبر واحدة من أكبر المظاهرات في المحافظة.
حيث تظاهر آلاف من المواطنين لمطالبة السلطات بدعم الجيش في مواجهة جماعة الحوثي، وتوفير الخدمات في المحافظة الأكثر سكانا بالبلاد.
ونفذت المظاهرة وسط مدينة تعز بمشاركة جماهيرية حاشدة، وتنظيم من قبل المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية المناهض للحوثيين. 
ورفع المشاركون في المظاهرة لافتات منددة بعدم استكمال تحرير المحافظة من الحوثيين وإهمال توفير الخدمات الأساسية .
وحذر بيان صادر عن المظاهرة من استمرار العبث في ملف التحرير أو التهاون في دعم جبهات القتال، داعيا السلطات المحلية إلى القيام بواجبها المحوري والمتمثل في توفير الخدمات الأساسية وتفعيل مؤسسات الدولة، بما يتناسب ومتطلبات المرحلة الراهنة.
وتشهد مدينة تعز حصار فرضه الحوثيون بدعم إيراني منذ 21 مارس 2015، ارتكبوا خلاله أكثر من 31 ألف انتهاكا.
وبحسب تقرير صادر عن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان باليمن، تجاوزت الخسائر المادية للممتلكات العامة والخاصة التي طالتها آلة القصف الحوثية 3 آلاف و648 منشأة ومنزل.
فيما بلغ إجمالي الممتلكات العامة التي طالتها انتهاكات ميليشيات الحوثي 580 منها 11 مبنى فجرت بالعبوات الناسفة دمرت وتدمير 86 مبنى ومرفقا عاما وتضرر كلي لـ 60 منشأة حكومية، ونهب واقتحام 22 ممتلكا عاما وتضرر 26 مركبة.
أما الخاصة فطال إرهاب الحوثي 3068 ممتلكا، تم تفجير بالعبوات الناسفة 164 منزلا وتدمير كلي لـ192 منزلا ومنشأة وتضرر 268 ممتلكا جزئيا إلى جانب 1831 منزلا واقتحام ونهب 39 منزلا ومنشأة خاصة وتضررت 402 مركبة ورصد 172 انتهاكات أخرى للملكية الخاصة.
وترعى الأمم المتحدة منذ مايو الماضي مشاورات معقدة بين الحوثيين والحكومة اليمنية لفك حصار تعز والتي دخلت مؤخرا تأزما شديدا عقب تعنت الميليشيات.

شارك