رغم الاستهدافات .. ايران توسع نفوذها العسكري في سوريا خلال 2022
كشف تقرير سوري عن استمرار مخططات التوسع الايراني في سوريا، رغم الاستهدافات العسكرية من قبل التحالف الدولي واسرائيل لمواقع الميليشيات الايرانية.
وأوضح تقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه قتل 103 من عناصر الحرس الثوري والميليشيات الطائفية لمواليه خلال العام الجاري، منهم 53 من الميليشيات التابعة لإيران من جنسيات سورية وغير سورية، باستهدافات إسرائيلية، و11 عنصرا على استهدافات جوية من قبل التحالف الدولي و12 بعمليات اغتيال واقتتالات داخلية و27 على يد تنظيم داعش الارهابي.
ولفت إلى أن منطقة غرب الفرات “المحمية الإيرانية” تشكل أهم مناطق نفوذ ايران في سوريا، حيث يوجد عشرات الآلاف من المقاتلين وعوائلهم وتمدد وتغلغل كبير وسيطرة على المجالات في المنطقة.
نقل السلاح
وعمدت ميليشيا “لواء فاطميون” الأفغانية، المتواجدة في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي، إلى تعبئة شاحنة مخصصة لنقل الخضار والفاكهة، بأسلحة وذخائر كانت مخزنة ضمن شبكة أنفاق متوجدة في منطقة المزارع، وسلكت الشاحنة عقب ذلك طريق دير الزور – الرقة.
كذلك وصلت شاحنتين اثنتين إلى مخازن السلاح قرب آثار الشبلي الواقعة في محيط الميادين بريف دير الزور الشرقي، وتم تحميل أسلحة وذخائر تضمن صواريخ قصيرة المدى وأخرى متوسطة المدى بالإضافة لسلاح خفيف ومتوسط. وأضافت المصادر أن الشاحنتين سلكت طريف دير الزور – دمشق بعد ذلك، ووصلت إلى ريف دمشق عند الحدود السورية-اللبنانية، إذ تم إفراغ حمولتها في جرود المنطقة هناك وتحديداً ضمن مواقع ومخازن تابعة لحزب الله اللبناني الذي أشرف على عملية النقل هذه، دون معلومات مؤكدة حتى اللحظة عن أسبابها.
كما عززت الميليشيات الإيرانية المنتشرة في بادية الهري عند الحدود السورية – العراقية قرب مدينة البوكمال بريف دير الزور، مواقعها ونقاطها في المنطقة بعربات مصفحة واستقدمت عددا من العناصر المدججة بالأسلحة الثقيلة إلى تلك المواقع.
كما نقل جديدة للسلاح والذخائر قامت بها ميليشيا “لواء فاطميون” الأفغاني، حيث وصلت شاحتنين اثنتين إلى منطقة الشبلي الأثرية الواقعة بريف دير الزور الشرقي، غرب الفرات، وقامت الميليشيا بتحميلها بصواريخ متوسطة المدى إيرانية الصنع وبذخائر وأسلحة أخرى، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن وجهة الشاحنتين هي بادية حمص الشرقية حيث تقوم ميليشيا فاطميون بتحركاتها مكثفة هناك في الآونة الأخيرة.
وبلغ عدد شاحنات نقل الاسلحة نحو 34 مغطاة بالكامل، وتوجهت نحو مطار دير الزور العسكري وأماكن أخرى في منطقة المزارع بريف الميادين، شرقي دير الزور، وأضافت المصادر بأن الشاحنات تضم أسلحة وذخائر بينها صواريخ متوسطة المدى إيرانية الصنع، بالإضافة لمعدات لوجستية أيضاً.
وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن الصواريخ الإيرانية مكتوب عليها “فجر 5” دخلت من العراق ضمن شاحنات مخصصة لنقل الخضار وجرى تخزينها بمستودعات تحت الأرض بمنطقة المزارع في بادية الميادين.
وفي 23 يونيو، وصلت 4 شاحنات تجارية تابعة للميليشيات الإيرانية إلى ريف دير الزور الشرقي قادمة من الأراضي العراقية، وتوجهت إلى منطقة الشبلي الآثرية بأطراف الميادين، شرقي دير الزور، ومن ثم توجهت بعد ذلك إلى مواقع الميليشيات الإيرانية في بادية معدان ضمن محافظة الرقة، ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن الشاحنات هذه تحمل أسلحة وذخائر من ضمنها صواريخ متوسطة المدى إيرانية الصنع.
كما عمدت الميليشيات التابعة لإيران في الثالث من سبتمبر إلى نقل منصات الصواريخ التي نصبتها قرب مدرسة عبد المنعم رياض في مدينة الميادين، باتجاه محطة ضخ النفط الثانية جنوب محافظة دير الزور، كما نقلت مدافع ميدانية إلى مواقع جنوب غرب محافظة دير الزور، وبلغ عددها 10 مدافع ثقيلة، مع طواقمها ومدربين للطبوغرافيا والتعامل مع الإحداثيات من الجنسية اللبنانية، وذلك خوفاً من استهداف جوي من قبل التحالف.
وفي السابع من أكتوبر، استقدمت الميليشيات الإيرانية آليات هندسية نحو مطارين في ريف دير الزور، كانا يستخدمان للطائرات الشراعية لأغراض تطوير الزراعة في شرق سورية.
وفي التفاصيل، نقلت الميليشيات الإيرانية آليات حفر وبناء لإنشاء مدرجات للطيران المسير في منطقة الحيدرية قرب مدينة الميادين “عاصمة الميليشيات الإيرانية” في شرق سورية، حيث يتواجد مطارين للطائرات الشراعية في المنطقة.
عمليات التجنيد
ولفت التقرير إلى أننه تم تجنيد 75 عنصرًا، جرى نقلهم إلى مزار “نبع عين علي” بالمنطقة المزارع ببادية الميادين بريف ديرالزور الشرقي.
كما استقدمت ميليشيات حزب الله العراقي شحنة أسلحة من العراق إلى منطقة غرب الفرات وقامت بتخزينها في منطقة المزارع ببادية الميادين شرقي دير الزور.
وشهد 28 الشهر، عملية نقل جديدة للأسلحة والذخائر شهدتها منطقة غرب الفرات “المستعمرة أو المحمية الإيرانية”، حيث
فيما قامت ميلشيا “فاطميون” الأفغانية في 11 مارس، بنقل أسلحة وذخائر إلى مواقعها ونقاط انتشارها في ريف محافظة الرقة، حيث تمت عملية النقل من مستودعات واقعة بمنطقة الشبلي الآثرية بريف دير الزور الشرقي، ضمت صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى بالإضافة لسلاح متوسط وخفيف وذخائر تم نقلها على متن شاحنة إلى بادية معدان.
وفي 24 مارس، أنهى 100 عنصر من ميليشيا “السيدة زينب” التابعة لـ “الحرس الثوري” الإيراني، تدريباتهم ضمن دورة عسكرية في بلدة عياش الواقعة في الريف الغربي لمحافظة دير الزور.
وعمدت “حركة النجباء العراقية” في مناطق انتشارها قرب منجم الملح في منطقة التبني ضمن بادية ريف دير الزور الغربي الى تجنيد 100 عنصر للدورة الواحدة.
وفي أبريل عمدت ميليشيا أبو الفضل العباس إلى تخريج دورة جديدة من المنتسبين المحليين للميليشيا قوامها 100 عنصر بإشراف مباشر من قِبل ضباط “الحرس الثوري” الإيراني في منطقة الميادين “عاصمة الإيرانيين” في غرب الفرات،.
وأجرت الميليشيات تدريبات عسكرية في معسكر “الحرس الثوري” الإيراني في منطقة مزارع الحيدرية ومزار عين علي ومزارع عيسى بالميادين بريف دير الزور الشرقي، لنحو 100 عنصر من الميليشيات الموالية لإيران ضمن دورة تدريبية لعناصر من فوج السيدة زينب، وفوج القوات الخاصة والفوج 47، بعد مجيء قائد في الميليشيات من جنسية لبنانية إلى المنطقة.
وفي الرابع من يوليو، رفعت مليشيا الحرس الثوري الإيراني بدير الزور المرتبات الشهرية لعناصرها بنسبة تقارب 30 بالمئة، حيث استلم العناصر مبلغا إضافيا وقدره 80 ألف ليرة سورية هذا الشهر، ليبلغ 260 ألف بعد أن كان 180 ألف ليرة سورية، بينما أصبح المرتب الشهري للعناصر المستجدين بعد خضوعهم للتسوية 254 ألف ليرة سورية لكل فرد.
فرض الإتاوات
كما فرضت حواجز الميليشيات الإيرانية إتاوات جديدة على سيارات شحن المواد الغذائية والخضار والفاكهة القادمة إلى مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فقد حددت هذه الميليشيات إتاوة على الشاحنات تتراوح ما بين 100 و150 ألف ليرة سورية.
لتقوم بعدها بساعات بسحب الآليات الهندسية التي كانت قد استقدمتها لمطارين كانا يستخدمان للطيران الشراعي في منطقة الحيدرية بالقرب من الميادين بريف دير الزور الشرقي، حيث كانت تنوي إنشاء مدرجات للطائرات المسيرة ضمن المطارين واستخدامهما لأغراض عسكرية.
ملف الاقتتالات
أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، 11 اقتتال مسلحة على الأقل بين الميليشيات التابعة لإيران ضمن منطقة غرب الفرات خلال العام 2022، فقد شهد السابع من شهر فبراير اشتباكات بين مسلحين عشائريين من جهة، وميليشيات الحشد الشعبي العراقي من جهة أخرى، في ريف البوكمال شرقي دير الزور، ووفقًا للمصادر فقد أصيب 3 مواطنين من أبناء العشيرة، وعنصرين من الحشد الشعبي العراقي، نتيجة خلاف مجهول السبب، نشب بين أبناء عشيرة الجغايفة وعناصر “الحشد”، أثناء حفل زفاف في قرية الهري الحدودية مع العراق بريف البوكمال.
بينما شهد يوم 19 يوليو اندلاع اشتباكات بين ميليشيا تابعة لـ ” الحرس الثوري” الإيراني من جهة، ومجموعة أخرى تابعة لفرع “أمن الدولة” من جهة أخرى، في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن الاشتباكات اندلعت قرب الفرن الآلي وسط مدينة البوكمال وتسببت بإصابة أحد العناصر البارزين في صفوف الميليشيات التابعة لـ “الحرس الثوري” الإيراني، كما تسببت الاشتباكات التي اندلعت وسط الأحياء السكنية بحالة ذعر وخوف لدى الأهالي، تزامنت أيضا مع إغلاق المحال التجارية في المدينة.
وفي 11 أغسطس دارت اشتباكات عنيفة بين “حزب الله” العراقي من جهة، ومهربين من أبناء المنطقة في بلدة الهري بريف دير الزور المحاذية للحدود العراقية، بسبب خلاف على تقاسم عائدات التهريب، حيث استمرت الاشتباكات لعدة ساعات متواصلة، ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن الاشتباكات كانت بين أبناء المدعو (ح.ع) وعناصر من ميليشيا “حزب الله” العراقي بقيادة المسؤول الأمني والاقتصادي عن بوابة البوكمال-القائم بين العراق وسوريا المدعو “أبو راما العراقي”، وأسفرت عن خسائر مادية وإعطاب سيارة عسكرية لـ”حزب الله” العراقي.
وشهد شهر أيلسبتمبر 3 اقتتالات ضمن منطقة “غرب الفرات، الأول بتاريخ 13 الشهر حين اندلعت اشتباكات بين جموعتين من الميليشيات التابعة لإيران داخل مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، قرب الحدود مع العراق، ولم ترد معلومات مؤكدة حتى اللحظة عن أسباب الاقتتال المسلح هذا، والذي نتج عنه جرحى وسط معلومات عن مقتل شخص على الأقل.
الاقتتال الثاني كان منتصف سبتمبر حين اندلعت اشتباكات بين عناصر دورية مشتركة من الدفاع الوطني والأمن العسكري من جهة، وعناصر من الجنسية السورية من العاملين مع الميليشيات الإيرانية من جهة أخرى، على خلفية رمي الأخير لقنبلة على عناصر الدورية المشتركة.
وفي 28 سبتمبر، شهد حي القصور بمدينة دير الزور اشتباكات بين مجموعة تابعة لميليشيا الفرقة الرابعة من طرف، ومجموعة تابعة لميليشيا الشرطة العسكرية من طرف آخر، على خلفية اعتقال الشرطة العسكرية لعنصر من الفرقة الرابعة.
وفي 24 الشهر العاشر، رصد المرصد السوري اشتباكات بين عناصر الدفاع الوطني وميليشيا “فاطميون” الموالية لمليشيات الإيرانية، في مدينة العشارة بريف دير الزور الشرقي، وذلك بسبب خلاف على آلية إدارة عمليات “التهريب” في المنطقة.
وفي 17 الشهر الحادي عشر، اندلع اشتباك مسلح بين عناصر الدفاع الوطني من جهة، ومليشيات “الحرس الثوري” الإيراني من جهة أخرى، بسبب خلاف حول سرقة الحديد من المنازل المدمرة في حي الحميدية بدير الزور.
و26 من الشهر ذاته، دارت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة، بين أمن “الفرقة الرابعة ” من جهة، وعناصر تمتهن التهريب تابعة للميلشيات الإيرانية من جهة أخرى ، على خلفية تهريب المحروقات من مناطق سيطرة “قسد” إلى مناطق سيطرة النظام السوري، بالقرب من بلدة الحسينية التابعة لمدينة دير الزور
وفي الخامس من كانون الأول، شتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة بين أحد قادة ميليشيا “الدفاع الوطني” المقرب من “حزب الله” والميليشيات الإيرانية المدعو” أبو طلاس”، وعناصر دورية تابعة لـ”الشرطة المدنية”، في حي طب الجورة بمدينة دير الزور.
ووفقاً للمصادر، فإن “أبو طلاس”، أحد قادة المجموعات في “الدفاع الوطني”، ويعد من أبرز تجار “المخدرات” المقربين من “حزب الله” والميليشيات الإيرانية في المنطقة، حيث جرت الاشتباكات بينه وبين الدورية إثر مداهمة منزله.
وفي 11 ديسمبر، أصيب 4 عناصر من الميليشيات السورية العاملة مع إيران بجروح متفاوتة في مشاجرة بينهم نتيجة خلاف على مسروقات أثاث منزلي تم تعفيشها (سرقتها) من أحد منازل المدنيين الغير مأهولة في مدينة البوكمال بريف دير الزور أمس.