هجرة الشباب.. ظاهرة تقلق غزة

الإثنين 26/ديسمبر/2022 - 07:46 م
طباعة هجرة الشباب.. ظاهرة علي رجب
 

 

طالب نشطاء فلسطينيين حركة حماس التحرك لمعالجة أسباب الهجرة، في ظل زيادة معدلات البطالة والفقر، وغياب الأمل لدى الشباب.

وتعد هجرة الشباب الغزي إلى الخارج أول الكوارث الاجتماعية التي ابتلي بها المجتمع الغزي، حيث دفعت مئات العائلات ثمنا باهظا لهذه الهجرة.

ولا ينتهي الألم عند الشباب المهاجرين وذويهم، بل هناك ضحايا كثر، وهن زوجات أفقن من نومهن على وقع أزواج قرروا الهجرة دون علم مسبق، تاركينهن مع أطفال دائمي السؤال عن آبائهم.

وبالرغم انه لا توجد احصاءات رسمية فلسطينية حول عدد المهاجرين من قطاع غزة، الا أن تقارير صحفية كشفت النقاب عن أنه منذ عام 2007 حتى 2021 فإن أكثر من 860 ألف شخص غادروا القطاع دون عودة، بينما قدر مختصون آخرون أن عدد المهاجرين من القطاع يقدر بأكثر من ذلك، قضى بعضهم في حوادث غرق لقوارب الهجرة غير الشرعية، بسبب طمع عصابات التهريب، وكذلك عدم قدرة المراكب التي كانوا على متنها على الإبحار لمسافات بعيدة

ووفقا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2022، بلغ عدد سكان غزة 2.17 مليون نسمة، 65% منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، و80% منهم يعيشون تحت خط الفقر.

كما أن عدد العاطلين عن العمل 15 سنة، فأكثر بلغ 372 ألف شخص في عام 2021، بواقع 230 ألف شخص في قطاع غزة، و142 ألف شخص في الضفة الغربية، بينما بلغ إجمالي الاستخدام الناقص للعمالة 524 ألف شخص، حيث يتضمن هذا العدد 73 ألفا من الباحثين عن عمل المحبطين و26 ألفا في العمالة الناقصة المتصلة بالوقت.

 

وطالب النشطاء حركة حماس بالبحث في أسباب الهجرة، والعمل على انشاء سوق عمل قادر على استيعاب البطالة في القطاع، وأيضا توفير الامكانيات  اللازمة لاستمرار عمل أصحاب رؤوس الأموال من الفلسطينيين في القطاع.

وحملت حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء اليوم الاثنين، حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مسؤولية ظاهرة الهجرة الجماعية للشباب في غزة وما أسفر عنها عن غرق العشرات منهم.

 

 

ودعت حماس إلى "ضرورة تكاتف الجهود فلسطينيا وعربيا ودوليا، لحماية اللاجئين الفلسطينيين في أماكن وجودهم كافة"، محملةً إسرائيل "المسؤولية عن معاناة شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض للاضطهاد والحصار والمنع من العودة إلى فلسطين".

وطالب النشطاء انهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني من أجل دعم بناء قدرات غزة الاقتصادية، واتوفير الاف فرص العمل للشباب.

ورأى النشطاء أن الفصائل برمتها وطرفي الانقسام الفلسطيني الفلسطيني يتحملون جميعاً مسؤولية هجرة الشباب من قطاع غزة.

ويرى معظم الشباب أن دوافعهم للهجرة خارج الوطن بسبب استمرار الانقسام السياسي والجغرافي الذي أدى إلى الكثير من المشكلات والاثار المدمرة وتخوفاتهم من المستقبل المجهول في ظل غياب الاستراتيجيات الوطنية الجامعة والموحدة في وجه المخاطر المحدقة وفقدان الأمل بتحقيقها ، و كذلك اتساع مشكلة انتشار البطالة، وعدم توفر البنية المادية والاجتماعية والخدماتية الأساسية من أكثر العوامل التي تحفز الشباب على الهجرة إلى خارج الوطن.

وتقدم معظم الاستطلاعات والدراسات نتائج هامة للحدمن ظاهرة هجرة الشباب بضرورة ان تتداعى قيادات الشعب الفلسطيني وجميع فصائله وقوى المجتمع المدني ومؤسسات واطر العمل الاجتماعي والوطني بشقي الوطن إلى تبني خطة وطنية شاملة وموحدة للشباب تعتمد على مبدأ دعم المشاريع الشبابية التي تعمل على خلق فرص عمل وتنشيط الاقتصاد الفلسطيني للحد من البطالة، التي تعتبر من عوامل زيادة رغبات الشباب نحو الهجرة، وفقا للكاتب الفلسطيني إياد الدريملي.

 

 بالإضافة إلى ضرورة إشراك الشباب في العملية السياسية وصنع القرار وإتاحة لهم حرية الرأي والتعبير خاصة في القضايا التي تخصهم يكون ارتكازاتها معالجة اثار الانقسام والحزبية والتفرد والاستئثار بالسلطة وتفعيل اطر ومكونات ومفاصل الحياة العامة في مقدمتها إنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية واجراء الانتخابات العامة بكافة مناحي الحياة ودفع بعجلة الديمقراطية والممارسة والمشاركة السياسية واشراك الشباب في صناعة واتخاذ القرار وتأمين مطالب الشباب لدعم صمودهم أمام التحديات الخطيرة، التي تواجه القضية الفلسطينية والاهتمام بالتعليم الاساسي والاكاديمي والبحث العلمي والاهتمام بالمبدعين والموهبين والتدريب المهني وبرامج التكنولوجية المختلفة وتحديث المناهج التعليمية وضرورة إنهاء الانقسام الداخليوتحقيق الوحدة الوطنية، تلتها في المرتبة الثانية ضرورة توفير فرص عمل لجميع فئات الشباب خاصة الخريجين، تلتها في المرتبة الثالثة توفير حاجات الشباب المختلفة، وقد جاءت في المرتبة الرابعة ضرورة العمل على توعية الشباب من خطورة الهجرة على المجتمع الفلسطيني وغرس الانتماء الوطني، والولاء للوطن، وقد جاءت في المرتبة الخامسة والأخيرة هو محاربة آفة هجرة الشباب إلى الخارج بطرق علمية مدروسة، بحسب إياد الدريملي.

 

 

 

 

شارك