صفعة قوية للنظام الإيراني بعد اعتقال "قادري" .. السنة والشيعة يتحدون في مدينة تايباد

الجمعة 30/ديسمبر/2022 - 11:30 ص
طباعة صفعة قوية للنظام أميرة الشريف
 
يبدو أن المشهد الإيراني يزداد تعقيدًا يوما بعد يوم، حيث يتوقع أن تشهد عدة مدنٍ في إيران، تظاهرات احتجاجية بعد اعتقال أحد علماء السنة في مدينة تايباد، شرق إيران.
وفي ضربة قوية للنظام الإيراني اتحد أهل السنة والشيعة ووقفوا يدًا بيد ضد اضطهاد وقمع نظام الملالي، فبعد اعتقال عبد الناصر قادري، أحد علماء السنة في مدينة تايباد، شرقي إيران، دعا عدد من الشباب السنة والشيعة في هذه المدينة إلى مسيرة احتجاجية، الجمعة 30 ديسمبر 2022 انطلاقا من مسجد مالك الملك.
هذا وقد اعتقل عبد الناصر قادري، أول الثلاثاء 27 ديسمبر، بعد استدعائه وإحالته إلى مخابرات تايباد، شرقي إيران، ولا توجد معلومات عن مكان تواجده.
وأشار شباب مدينة تايباد من السنة والشيعة في دعوتهم إلى 43 عامًا من معاناة سكان المدينة الحدودية من الحرمان والتمييز، وكتبوا أنهم في هذه السنوات لم يخرجوا أبدًا إلى الشوارع بسبب القضايا الاقتصادية، لكنهم لطالما "شفوا جراحهم بالصبر والقناعة"، ولكن اليوم تغير الموضوع ولن يسكتوا عن مطالبهم.
وفي هذه الدعوة، تم التأكيد على ضرورة دعم "العلماء الذين تعرضوا للقمع من قبل الأجهزة الأمنية بسبب دعمهم للشعب" خلال تجمع يوم الجمعة.
وقال مجلس العلماء السني لمدينة تايباد بمحافظة خراسان رضوي، في إشارة إلى الإضرابات والاحتجاجات التي حدثت خلال المائة يوم الماضية، إن الانتفاضة الشعبية للإيرانيين تشكلت بسبب "الاستبداد والتمييز، وعدم المساواة، والظلم، والاختلاس، والضغوط السياسية والاقتصادية المؤلمة على مختلف المستويات، وحرمان الشعب من الحريات الدينية والقانونية، وحجب الفضاء الإلكتروني.
وأعلن المجلس دعمه لمطالب ومواقف عبد الحميد إسماعيل زهي، خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان، وعبر عن رفضه لأي عنف تجاه المتظاهرين، مطالباً سلطات النظام الإيراني بـ"تجنب عمليات الإعدام المتسرعة واتهام من لم يرتكب القتل والترهيب بـ"الحرابة".
كما ندد علماء الدين السنة في تايباد بقمع وإعدام المتظاهرين وطالبوا بالإفراج عن السجناء السياسيين من علماء وصحفيين وطلاب وغيرهم.
وبالإضافة إلى تايباد، دعا عدد من المواطنين في زاهدان وغولستان إلى مسيرة موازية.
وفي الأسابيع الماضية استغل النظام الإيراني الانتفاضة الشعبية، وحالة غضب الإيرانيين وتم استدعاء واعتقال عدد من الأئمة وعلماء السنة بسبب مواقفهم الداعمة للشعب.
وفي 12 ديسمبر الحالي، اعتقلت القوات الأمنية سيف الله حسيني، وهو رجل دين سني وإمام لجماعة مدينة جوانرود، واقتيد إلى مكان مجهول.
كما تم استدعاء مولوي عبد الغفار نقشبندي، خطيب جمعة راسك، إلى المحكمة الخاصة برجال الدين لتأكيده خبر اعتداء قائد شرطة تشابهار على فتاة بلوشية تبلغ من العمر 15 عامًا، وتم القبض عليه يوم 21 ديسمبر.
يأتي ذلك فيما يواصل قضاء النظام الإيراني إصدار أحكام قاسية، بما في ذلك الإعدام والجلد.
هذا وقد دخلت الاحتجاجات شهرها الرابع حيث قُتل ما لا يقل عن 500 شخص ، من بينهم عشرات الأطفال، خلال التظاهرات التي عمت أرجاء البلاد بنيران مباشرة من قوات الأمن والشرطة وضربات الهراوات وأنواع أخرى من القمع.
وتشهد إيران احتجاجات في جميع أرجائها بعد وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني خلال احتجاز "شرطة الأخلاق" بدعوى ارتدائها حجابا بشكل غير لائق في سبتمبر الماضي، مما شكل أحد أقوى التحديات للجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979، وعلى الرغم من القمع الشديد من قبل قوات الأمن وإنفاذ القانون ، ما زالت الاحتجاجات مستمرة وهي في شهرها الرابع، حيث لقي ما لا يقل عن 508 متظاهرين مصرعهم، واعتقل أكثر من 18600 آخرين، وفقا لنشطاء حقوق الإنسان في إيران، وهي منظمة تراقب الاضطرابات عن كثب.

شارك