عقدت طالبان أول اتفاقية رئيسية لاستخراج الطاقة منذ السيطرة على أفغانستان في عام 2021، ووافقت على اتفاقية مدتها 25 عامًا مع شركة صينية للتنقيب عن النفط في حوض آمو داريا في البلاد.
قال وانغ يو، السفير الصيني لدى أفغانستان، في مؤتمر صحفي في كابول، وفقا لتقرير لبي بي سي الأسبوع الماضي، إن "عقد النفط في أمو داريا مشروع مهم بين الصين وأفغانستان".
وتم توقيع اتفاق طالبان مع شركة Xinjiang Central Asia Petroleum and Gas الصينية لمدة 25 عامًا، في حين أن شركة صينية أخرى مملوكة للدولة تجري محادثات مع طالبان لتشغيل منجم نحاس في شرق أفغانستان.
يأتي الاتفاق في الوقت الذي يواجه فيه المواطنون الصينيون مخاوف أمنية متزايدة مع تعزيز البلاد لعلاقاتها مع طالبان، بما في ذلك هجوم داعش في خراسان الشهر الماضي على فندق في كابول يشتهر به رجال الأعمال الصينيون.
أسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة 18 آخرين، من بينهم خمسة مواطنين صينيين، ويأتي على الرغم من تأكيدات طالبان بأن الأمن "مضمون" للمواطنين الصينيين وغيرهم من الأجانب.
يعتقد بعض المراقبين أن مثل هذه الهجمات على المواطنين الصينيين ستستمر على الأرجح، مشيرين إلى أن فرع داعش في أفغانستان أثار مشكلة في معاملة الصين لمسلمي الأويغور.
وقال فاران جيفري، نائب مدير ورئيس مكتب الإرهاب في جنوب آسيا في، في مقابلة مع صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست يوم الاثنينالماضي "أتوقع بالتأكيد ... هجمات مماثلة في المستقبل، ضد مصالح الدول التي تحاول إقامة علاقات وثيقة مع نظام طالبان".
قال دبلوماسي سابق، إن الصين وطالبان الأفغانية يقيمان علاقة أوثق وأضاف أن "داعش خراسان أشار إلى الطبيعة الشيوعية الملحدة للصين ... واضطهادها لمسلمي الإيغور وعلاقتها بحركة طالبان الأفغانية كأسباب مشروعة لمهاجمة مصالحها في أفغانستان".
في غضون ذلك، تفاخرت حركة طالبان الأسبوع الماضي بأن قواتها نفذت عملية ضد جماعة داعش خراسان المسؤولة عن الهجوم على الفندق، وأفادت بمقتل ثمانية من مقاتلي الدولة الإسلامية في الغارة.
واصلت طالبان النظر إلى الصين، التي لم تعترف رسميًا بعد بحكومة طالبان في أفغانستان، كشريك تجاري صديق للاستفادة من احتياطياتها الهائلة من الموارد.
تمتلك أفغانستان احتياطيات من الغاز الطبيعي والنحاس والمعادن الأرضية النادرة تقدر قيمتها بأكثر من تريليون دولار، والتي لا تزال غير مستغلة وسط عقود من الحرب والاضطرابات في البلاد.
قال جوردون تشانغ، الخبير في الشؤون الصينية، لشبكة فوكس نيوز ديجيتال العام الماضي أن التحالف بين الجانبين من المرجح أن يستمر في النمو.
وقال "يبدو أن ما يسمى بتحالف الأحمر والأخضر يزدهر في آسيا الوسطى". "الأشرار يحبون العمل معًا، فهل يجب أن نتفاجأ من تعاون الحزب الشيوعي الصيني وطالبان الأفغانية بشكل وثيق أكثر من ذي قبل؟"