عبر تهريب الأسلحة للحوثيين.. إيران تسعى لتقويض جهود التهدئة وتهديد خطوط الملاحة

الخميس 12/يناير/2023 - 12:23 م
طباعة عبر تهريب الأسلحة فاطمة عبدالغني
 
في سياق تصعيد إيران لعمليات تهريب السلاح للحوثيين، وفي أعقاب الضبط المتكرر لشحنات المواد المتفجرة المهربة التي تعد أدلة بارزة على استمرار تدفق الأسلحة منذ أكثر من عقدين إلى الميليشيات،  واختراق إيران للحظر المفروض بموجب قرار مجلس الأمن 2216.
اعترضت القوات البحرية الأمريكية الجمعة 6 يناير الجاري سفينة صيد في خليج عمان، كانت تهرب 2116 بندقية هجومية من طراز AK-47، أثناء عبورها المياه الدولية على طول الطريق البحري من إيران إلى اليمن.
وقالت القيادة المركزية للقوات البحرية في بيان لها، "صعد فريق من سفينة الدورية الساحلية USS Chinook  على متن سفينه الصيد المهربة للأسلحة، وتمكن بدعم  من الفرقاطة الأمريكية USS Monsoon  والمدمرة الصواريخ الموجهة USS The Sullivans (DDG68) من مصادرة الأسلحة".
وتابعت: "السفينة التي تم اعتراضها، كانت تبحر على طريق يستخدم تاريخيا لتهريب البضائع غير المشروعة إلى الحوثيين في اليمن، ويتكون طاقمها من 6 مواطنين يمنيين".
وأكد البيان أن "التوريد المباشر أو غير المباشر للأسلحة أو بيعها أو نقلها إلى الحوثيين ينتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والقانون الدولي"، مشيرا إلى استكمال نقل السفينة وطاقمها وتسليمهم للسلطات اليمنية.
ونقل البيان عن نائب الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، قوله إن "هذه الشحنة جزء من نمط مستمر من النشاط المزعزع للاستقرار من إيران"، مضيفا "هذه التهديدات تحظى باهتمامنا. نظل يقظين في الكشف عن أي نشاط بحري يهدد الحرية الملاحة أو يهدد الأمن الإقليمي."
وأدنت الحكومة اليمنية قيام إيران بتقويض جهود التهدئة إثر تصعيد عمليات تهريب السلاح، جاء ذلك على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، حيث قال في سلسلة تغريدات له على تويتر أن "إعلان البحرية الأمريكية اعتراض ومصادرة سفينة ايرانية على متنها (2116) بندقية هجومية، كانت في طريقها لميليشيا الحوثي الإرهابية، في حادثة هي الثالثة خلال شهرين، يؤكد تصعيد نظام طهران عمليات تهريب الأسلحة للميليشيا في انتهاك سافر للقوانين الدولية وقرار مجلس الأمن رقم (2216)
وأضاف الوزير اليمني أن "تصعيد نظام طهران عمليات تهريب الأسلحة ومكونات الصواريخ والطائرات المسيرة لميليشيا الحوثي منذ انتهاء الهدنة الاممية، يؤكد دوره في تقويض جهود التهدئة، واستخدامه ميليشيا الحوثي الإرهابية كاداة قذرة لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة وتهديد خطوط الملاحة وامدادات الطاقة العالمية"
وأوضح الإرياني "أن نظام الملالي في طهران يحاول تصدير ازماته الداخلية والخارجية عبر تفجير الاوضاع في المنطقة، في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية المنادية بإسقاطه في مختلف المحافظات الإيرانية، وتعثر مفاوضات احياء الملف النووي، عبر التلويح بأوراقه في المنطقة وتحريكها لزعزعة الامن والاستقرار الإقليمي والدولي"
وطالب وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي وعلى رأسه الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالقيام بمسئولياتهم القانونية بموجب مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وإدانة ووقف التدخلات الإيرانية وممارسة ضغط حقيقي لاجبارها على الكف عن استخدام ميليشياتها أداة لزعزعة الامن والاستقرار في المنطقة وتنفيذ اجندتها التوسعية.
يذكر أنه في ديسمبر الماضي  أعلنت البحرية الأمريكية اعتراض سفينة بخليج عُمان على متنها أكثر من 50 طنا من طلقات الذخيرة والصمامات ووقود الصواريخ في الممر البحري من إيران إلى اليمن.
وقال الأسطول الخامس بالبحرية الأمريكية في بيان له حينها أن "أفراد البحرية الذين يعملون من قاعدة لويس بي بولر البحرية الاستكشافية اكتشفوا الشحنة غير المشروعة خلال عملية التحقق من العلم، مما يمثل ثاني أكبر مصادرة ينفذها الأسطول الخامس الأمريكي لأسلحة غير قانونية في غضون شهر".
وشدد الأسطول الأمريكي على أن التوريد المباشر وغير المباشر للأسلحة أو بيعها أو نقلها إلى الحوثيين في اليمن ينتهك القانون الدولي وقرار مجلس الأمن ذي الصلة.
جاء هذا بعد أقل من شهر على أعلن الأسطول الخامس بالبحرية الأمريكية، أنه اعترض سفينة صيد كانت تهرب كميات "ضخمة" من المواد المتفجرة أثناء عبورها من إيران على طريق في خليج عُمان يُستخدم لتهريب أسلحة إلى جماعة الحوثي اليمنية.
وقالت البحرية الأمريكية حينها في بيان نشرته على حسابها في تويتر، أنها تمكنت من ضبط 70 طنا من وقود الصواريخ في قارب متجه من إيران إلى الشواطئ اليمنية، كما أضافت أن هذا الوقود المهرب يكفي لـ10 صواريخ باليستية، ولفتت إلى العثور على أكثر من 100 طن من السماد المتفجر.
وأفاد الأسطول الخامس أن القوات الأمريكية أغرقت السفينة في خليج عمان لأنها كانت "تشكل خطرا على الملاحة للشحن التجاري" وتم تسليم طاقمها إلى خفر السواحل اليمني.
يشار إلى أنه في منتصف نوفمبر الماضي أعلنت السلطات اليمنية أن خفر السواحل فرع م/ المهرة تسلم من احدى سفن البحرية الأمريكية العاملة في المنطقة تحت قيادة الاسطول الخامس الامريكي عدد 4 بحارة يمنيين ضالعين في عمليات تهريب مواد خطرة لميليشيات الحوثي الارهابية كانت قادمة من ايران .
وتم اعتراض وتفتيش الزعيمة الخشبية (عبري) والتي لا ترفع علم اي دولة من قبل دوريات البحرية الامريكية وخفر السواحل الامريكية بتاريخ  ٨ نوفمبر، في المياه الدولية بخليج عُمان بعد قدومها من ايران متجهة في خط سير معروف من سابق انه ممر تهريب الى سواحل الجمهورية اليمنية، وعلى متنها ما يقارب 200 طن من المواد الخطرة جداً، وهي عبارة عن مادة بيركلورات الأمونيوم التي  تستخدم بشكل اساسي في مكونات الوقود الصلب الدافع للصواريخ البالستية، بالإضافة الى أسمدة اليوريا، هو عبارة عن مركّب كيميائي للاستخدامات الزراعية ويعرف ايضاً بإمكانية استخدامه في تحضير المتفجرات. وقد تم اغراق الزعيمة من قبل البحرية الامريكية .
وأوضحت السلطات اليمنية حينها أن زوارق دوريات خفر السواحل استلمت المهربين الاربعة خارج المياه الاقليمية من المدمرة الأمريكية (USS The Sullivans (DDG 68))، وتم نقلهم الى ميناء نشطون للتحقيق معهم واحالتهم الى الجهات المعنية حسبما هو معمول به.
وأشارت إلى أنه سبق وقامت قوات خفر السواحل والبحرية الامريكية بضبط حالات تهريب لمواد مشابهة في البحر الاحمر وشمال البحر العربي كانت في طريقها لميليشيات الحوثي. ويأتي هذا التنسيق بين مصلحة خفر السواحل والبحرية الامريكية في اطار التعاون المشترك للبلدين الصديقين في مجال مكافحة التهريب بكافة اشكاله واحلال السلام العادل وتعزيز امن واستقرار المنطقة.
ويرى المراقبون أنه في الوقت الذي تدعو فيه الحكومة اليمنية المجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير أكثر حزما مع النظام الإيراني لوقف تهريب الأسلحة ونقل التقنية العسكرية إلى الميليشيات الحوثية، لا تزال الأخيرة ترفض المقترحات الأممية لتمديد الهدنة وتواصل شن الهجمات على موانئ تصدير النفط والتهديد بالمزيد منها.

شارك