إدانات عربية ودولية لإحراق أحد المتطرفين نسخة من القرآن الكريم في ستوكهولم

الأحد 22/يناير/2023 - 12:44 م
طباعة إدانات عربية ودولية فاطمة عبدالغني
 
أدان الأزهر الشريف، واستنكر بشدة إقدام أحد المتطرفين على حرق المصحف الشريف، في مشهد متكرر يدل على تواطؤ السلطات السويدية مع هؤلاء المجرمين في محاولة للإساءة المتكررة والمتعمدة للمقدسات الإسلامية واستفزاز المسلمين حول العالم.
 واعاد الأزهر في بيان له التأكيد على أن هذه الأفعال الإجرامية الصادرة من الهمج لن تنال من حرمة المصحف الشريف في قلب إنسان متحضر، وسوف يظل في عليائه كتابًا هاديًا للإنسانية جمعاء، وموجهًا لها لقيم الخير والحق والجمال، لا تنال من قدسيته أحقاد الضالين المجرمين، ولا تصرفات باعثي التعصب والحقد والنفوس المريضة، من أصحاب السجلات السوداء في تاريخ التعصب والكراهية وحروب الأديان.
 وطالب الأزهر المجتمع الإنساني والمؤسسات الدولية وحكماء العالم، بالوقوف في وجه محاولات العبث بالمقدسات الدينية، وإدانة هذه الأفعال الإجرامية، ووضع حد لفوضى مصطلح "حرية التعبير" واستغلاله في سوق السياسات والانتخابات، وإساءة استخدامه فيما يتعلق باستفزاز المسلمين واحترام مقدساتهم، وفتح تحقيق عاجل حول تكرار هذه الحوادث التي لا تقل في خطرها عن مردود الهجمات الإرهابية، مشددًا على أن السماح لهؤلاء المجرمين بتكرار هذه الاستفزازات تحت شعار "حرية التعبير" -ولو بالصمت- هو تواطؤ منبوذ يعيق من جهود تعزيز السلام وحوار الأديان والتواصل بين الشرق والغرب، وبين العالم الإسلامي والعالم الغربي.
وكانت الحكومة المصرية أدانت بشدة إحراق أحد المتطرفين نسخة من القرآن الكريم في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وحذرت مصر - في بيان صادر عن وزارة الخارجية، من مخاطر انتشار هذه الأعمال التي تسيء إلى الأديان وتؤجج خطاب الكراهية والعنف، داعيةً إلى إعلاء قيم التسامح والتعايش السلمي، ومنع الإساءة لجميع الآديان ومقدساتها من خلال مثل تلك الممارسات المتطرفة التي تتنافى مع قيم احترام الآخر وحرية المعتقد وحقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
كذلك أدان اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا) بأشد العبارات إحراق أحد المتطرفين نسخة من القرآن الكريم أمس أمام السفارة التركية في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وأكد الاتحاد -في بيان أصدره اليوم- أنَّ مثل هذا العمل الذي يعد جريمة كراهية، والذي ارتكبته عناصر من اليمين المتطرف مراراً وتكراراً يستهدف المسلمين، ويهين قيمهم المقدسة، ويشكل مثالاً آخر على المستوى المقلق الذي وصلت إليه "الإسلاموفوبيا" والكراهية والتعصب وكراهية الأجانب.
ودعا الاتحاد السلطات السويدية إلى وقف هذه الاعتداءات المتكررة على مشاعر المسلمين ومقدساتهم، بما من شأنه الإسهام في تعزيز التسامح والتعايش.
ومن جانبه دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، سماح السلطات السويدية لقيام أحد المتطرفين بإحراق المصحف الشريف، والتي من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم واستفزازهم.
وأكد الأمين العام موقف مجلس التعاون الثابت والداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش السلمي ونبذ الكراهية والتطرف، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمُّل المسؤوليات لوقف مثل هذه الأعمال المرفوضة.
ودانت كل من الإمارات والسعودية ما أقدم عليه أحد المتطرفين بإحراق نسخة من القرآن الكريم، وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان لها "رفض دولة الإمارات الدائم لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار والتي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية".
وجددت دعوتها الدائمة إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف، ووجوب احترام الرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان والمقدسات وعلى ضرورة نشر قيم التسامح والتعايش.
كما دانت السعودية بشدة سماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف أمام السفارة التركية في ستوكهولم.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن "إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية الشديدين، لسماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة جمهورية تركيا في ستوكهولم".
وأكدت الخارجية على موقف السعودية "الثابت الداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف".
وأدان المغرب بشدة حادثة إحراق متطرف سويدي المصحف الشريف واصفا هذا الفعل بأنه "خطير".
وقال بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إن "المملكة المغربية تستغرب سماح السلطات السويدية بهذا العمل غير المقبول الذي جرى أمام قوات الأمن السويدية وتطالبها بالتدخل لعدم السماح بالمس بالقرآن الكريم وبالرموز الدينية المقدسة للمسلمين.
وعلى صعيد متصل، أدانت وزارة الخارجية التركية بشدة حرق نسخة من القرآن الكريم في السويد، لافتة إلى أن "هذا العمل الدنيء مؤشر جديد على المستوى المقلق الذي وصلت إليه أوربا في معاداة الإسلام والعنصرية والتمييز".
وقالت الخارجية التركية في بيان "ندين بأشد العبارات الاعتداء الدنيء على كتابنا المقدس القرآن الكريم اليوم في السويد الذي جرى رغم كل تحذيرات بلادنا".
وأضافت "لا نقبل بأي شكل من الأشكال السماح لهذا العمل الاستفزازي الذي يستهدف المسلمين ويهين قيمنا المقدسة تحت غطاء حرية التعبير، لأن هذه جريمة كراهية".
ودعت الخارجية التركية السلطات السويدية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد مرتكبي جريمة الكراهية هذه.
كما دعت الدول والمنظمات الدولية كافة إلى اتخاذ تدابير ملموسة بشكل متضامن ضد معاداة الإسلام.
ومن جانبه أدان رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون حرق متطرف نسخة من القرآن الكريم وأعرب عن تعاطفه مع جميع المسلمين الذين شعروا بالإساءة بسبب ما حدث في ستوكهولم".
يشار إلى أنه السبت، قام راسموس بالودان، زعيم حزب سترام كورس "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف، بحرق نسخة من القرآن قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية أمنية مشددة وخلف حواجز معدنية نصبتها الشرطة التي منعت اقتراب أي أحد منه أثناء ارتكابه العمل الاستفزازي.
وقال بالودان في كلمة مطولة "إذا لم نكن مقتنعين بأهمية حرية التعبير، فيجب أن نعيش في مكان آخر".

شارك