اشتباكات بمنطقة تاجوراء.. عودة الاشتباكات تُهدد مساعي السلام في ليبيا

الجمعة 10/فبراير/2023 - 12:42 م
طباعة اشتباكات بمنطقة تاجوراء.. أميرة الشريف
 
في الوقت الذي تشهد فيه ليبيا بوادر انفراجة لحل الأزمة العالقة منذ سنوات، عادت الاضطرابات لتربك الوضع الحالي مجددًا، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الميليشيات المسلحة، في منطقة تاجوراء شرق العاصمة طرابلس، تسببت في إغلاق المطار الرئيسي العامل في المدينة وتحويل وجهة الرحلات إلى مطار مصراتة.
ويشير الوضع إلي أن عودة الاقتتال سيعيد الأزمة إلي المربع صفر، وبالأخص مع الجهود الداخلية والخارجية لتجاوز الجمود السياسي
وأفادت تقارير إعلامية بأن الاشتباكات اندلعت بين ميليشيات "الدروع" و"صبرية" التابعتين للمجلس الرئاسي بسبب خلافات وحسابات شخصية، بعد مقتل عنصر تابع لميليشيا "صبرية" على يد مسلحين من ميليشيا "الدروع"، وهو ما دفعها إلى رد الفعل وقتل عنصر تابع للدروع.
وأدّت هذه المواجهات المسلحة إلى غلق عدد من الطرقات الرئيسية في منطقة تاجوراء، وتحويل وجهة الرحلات من مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس إلى مطار مصراتة.
ووفق صحيفة الشرق الأوسط اللندنية ، أشار سكان محليون إلي أنهم سمعوا أصواتا لتبادل الرصاص، كما تحدثوا عن حشود متزايدة وعن انتشار كثيف للآليات العسكرية وللمقاتلين من الجانبين، وسط مخاوف من تصاعد القتال خلال الساعات القادمة.
وتؤدي هذه الاشتباكات التي تتكرر باستمرار قلق المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة التي أدانت العنف أكثر من مرّة ودعت قادة البلاد لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار، والعودة إلى المحادثات السياسية للخروج من الأزمة والوصول إلى الانتخابات.
وتأتي هذه الاشتباكات في ظل تصاعد الصراع المستمر بين الجماعات المسلحة على مناطق النفوذ والسيطرة على العاصمة طرابلس.
ويري الدكتور جبريل العبيدي الباحث الليبي، أن الميليشيات سيطرت على مفاصل العاصمة الليبية طرابلس، واستمرت في ابتزاز الحكومات وتقاسم الوزارات فيما بينها، حتى وصل الأمر إلى تنفذها في القرار الوزاري وسيطرتها عليه، الأمر الذي تجاوز جميع الخطوط وجعل خروج الحكومة من طرابلس لعاصمة منفى بدلاً من بقائها سجينة تحت سلطة أمراء الميليشيات الذين أصبحت لهم كوتا في جميع المناصب حتى وصل الأمر للسفراء والملحقين في السفارات.
وأوضح في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن الحل الحقيقي لسطوة وسيطرة الميليشيات على العاصمة طرابلس هو تطهير العاصمة منها، وإلا ستبقى طرابلس، شعباً وحكومةً، سجينة للميليشيات، أو ستصبح حكومة منفى أو تُستبدل العاصمة مؤقتاً بعيداً عن سطوة الميليشيات.
ووفق تقارير واحصائيات، فقد وصل عدد الميليشيات في ليبيا إلي أكثر من 300 ميليشيا مسلحة خارج الشرعية، رغم ادِّعاء البعض تبعيتها للدولة إما تحت وزارت كالداخلية أو العدل أو الدفاع بينما الحقيقة غير ذلك، وأثبتت الحوادث أنها خارج سيطرة الحكومة في طرابلس.
ويسود ليبيا انقسام كبير مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس جاءت وفق اتفاق سياسي قبل عام ونصف برئاسة الدبيبة الرافض تسليم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة، والثانية برئاسة فتحي باشاغا عينها مجلس النواب في فبراير الماضي ومنحها الثقة في مارس، وتتخذ من سرت في وسط البلاد مقراً موقتاً لها بعد منعها من الدخول إلى طرابلس.
وتشهد العاصمة طرابلس اشتباكات مسلحة بين الحين والآخر بين الميليشيات المسلحة، التي تسيطر على المنطقة الغربية، في ظل صمت كامل من حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، وعجز من أجهزتها الأمنية والعسكرية؛ عن وقف مثل هذه الأعمال الخارجة على القانون.
ويحظى كل من رئيسي الحكومتين المتنافستين بدعم من ميليشيات مسلحة تتمركز في طرابلس ومصراتة.
ويدعم البرلمان والجيش الليبي وبعض ميليشيات مدن الغرب حكومة باشاغا ويضغطون من أجل دخولها للعاصمة طرابلس لمباشرة مهامها، في حين تعارض أغلب مكونات الغرب الليبي السياسية والعسكرية ذلك، وتستمر في تأييد استمرار حكومة الدبيبة في السلطة لحين إجراء انتخابات في البلاد، ويعد الوضع الأمني في العاصمة في مجمله وضع هش قابل للانفجار في أي لحظة.

شارك