داعش بين "العصابة المسلحة" و"نهج حرب العصابات"
الأربعاء 17/ديسمبر/2014 - 10:37 م
طباعة

يستخدم داعش كل أنواع الأسلحة كعصابة تقتل وتدمر وتنهب وتغتصب، ومع كل هذا فلا يمكن وصف قتالها وشرها المتعدد الأشكال بأنه أحد أنواع حرب العصابات، فهذه العصابة المسلحة لا ترقى إلى مستوى حرب العصابات التي حررت الصين بقيادة ماوتسي تونج، وحررت فيتنام بقيادة إرنست جيفارا، واللذين تركا لنا خبرتهما عن هذه النوعية من الحروب في كتاب (حرب العصابات ) وهو كتاب نادر عثرنا على نسخة منه باللغة العربية وبدون اسم مترجم أو تاريخ ترجمة أو نشر .
تاريخ حرب العصابات
لم تكن الصين هي التي خلقت حرب العصابات، كما لم تكن هذه الحرب وليدة العصر الحاضر مطلقا فقد كانت منذ اقدم العصور مظهرا من مظاهر الحرب .ولكن اخذت شكلها الاخير في شهر سبتمبر 1812 عندما حاول نابليون ابتلاع اوروبا كلها بغزو روسيا علي راس جيش ضخم وكانت روسيا في ذلك الحين وفي منتهي الضعف وكان جيشها مفتقر الي الاستعداد .وهنا قام الروس بعد ان تخلو عن موسكو بتأليف تسع وحدات من قوات العصابات قوام كل واحدة منها نحو 500 رجل كلهم من الفلاحين واستطاعوا مضايقة الجيش الفرنسي وبمعاونة ما تبقى من الجيش النظامي هزيمته، وهنا انتشر المثل الروسي (ان المعركة كانت بين اليد والفأس ) وبين عامي 1935 و1936 قام الاثيوبيون بحرب عصابات ضد الاحتلال الايطالي واستعادوا عدة مدن كما الحقوا بالإيطاليين اكثر من 140 الف اصابة بين قتلي وجرحي ولكنهم فشلوا لعدم قدرتهم على الاستمرار والثبات وتحولت العصابات الي جيوش نظامية وذلك في الفترة ما بين 1927 و 1936، وأثبت التاريخ أن حرب العصابات ممكنة وطبيعية في الحروب ذات الطابع الثوري والتحرري
الطابع الثوري وحرب العصابات
لأول وهلة قد يظن البعض ان ما تفعله داعش كعصابة مسلحة ينتمى الى حرب العصابات .وهذا ظن خاطي تماما فحرب العصابات تحمل بالأساس طابع ثوري .يعتمد علي عقيدة وطنية – قد يرى البعض في داعش عقيدة دينية تتحرك علي اساسها – وفي الغالب تتحول العصابات الى قواعد نظامية تساعد الجيش النظامي وتشترك معه .وهى تنجح في المناطق الوعرة كالصحاري والغابات وتستخدم اسلوب اضرب واهرب .وشرط اساسي لكى تنجح هذه الحروب يكمن في احتضان الشعب لها وتعاونه معها وصف هذا الاحتضان بالوحدة الروحية بين الجنود والسكان المحليين . وغنى عن القول ان داعش لا توجد بينها وبين السكان اي وحدة روحية بل هناك تقتيل وتهجير لهم فهم اعداؤها وليس المحتلين .كما تقوم حرب العصابات علي ثلاث قواعد وثماني ملاحظات .تختلف هذه القواعد وتلك الملاحظات عن اعمال داعش
القواعد
1- تخضع جميع العمليات للقيادة – قد تكون هذه القاعدة منطبقة على عصابة داعش
2 – لا تسرقوا شيئا من الشعب – قتلت داعش الشعب ونهبت وخربت البيوت بل وتقوم بنزع الجدران الاثرية واللوحات وبيعها وسرق نفط الشعب واثاره .
3 – ابتعدوا عن الظلم والانانية – كل اعمال داعش تعبر عن الظلم والقهر والانانية بمختلف صورها
الملاحظات
تكتشف هذه الملاحظات عن مجموعة من التعليمات الاخلاقية العالية والراقية والتي لا يعرف اي من اعضاء داعش اي من ابجديتها وهي
1 – اعد الباب الي مكانه اذا غادرت المنزل – داعش تخرب وتدمر بلا هوادة
2 – رتب الفراش الذي نمت عليه –
3 – كن دمثا ولطيفا – داعش سفاحون وقتلة بلا رحمة
4 – كن امينا في كل معاملاتك – يستخدم داعش كل اساليب السرقة والنهب
5 – اعد كل ما تقترضه
6- اصلح كل ما تكسره
7 – لا تستحم في حضرة النساء – يغتصب داعش النساء ويعدهم سبايا وجواري ويختلق مفاهيم كجهاد النكاح وغيرها من الهمجية
8 – لا تقم بدون اذن بتفتيش من تعتقلهم – داعش يقتل ويفتش بعد ذلك للحصول علي الغنائم