"جبار الكحيلي".. رحيل الأب الروحي للصابئة المندائيين

الأربعاء 31/ديسمبر/2014 - 03:52 م
طباعة جبار الكحيلي.. رحيل
 
شيعت الجماهير جثمان الكنزابرا (الشيخ) جبار طاوس الكحیلي "93 عاما"، الزعيم الروحي لطائفة الصابئة المندائيين في إيران والعالم، صباح الاثنين، في مدينة الأهواز عاصمة إقليم عربستان، جنوب غرب إيران.
ولد جبار طاوس الكحیلي في عام 1921، بمدينة  الأحواز "الأهواز" التابعة لدولة "عربستان" قبيل احتلالها في عهد الشاه رضا بهلوي الذي خلع حاكمه الشيخ خزعل الكعبي وفرض السيطرة الإيرانية على الإقليم منذ عام 1925‏. ‏

في الطائفة

في الطائفة
تعتمد الطقوس الدينية التي يؤديها المندائيون على رجال الدين الذين يتسلسلون بمراتب كهنوتية وفق دراستهم وتبحرهم بالدين الصابئ المندائي ومراسيم طقسية خاصة تقام لهم.
وبدأ جبار الكحيلي، أولى المراتب الدينية بالدين الصابئي المندائي، في عام 1944 انضم إلى الطبقة الدينية، وهي رتبة "الترميذا" حيث تجري طقوس الطراسة على المندائي المؤهل دينياً والذي أكمل دراسته الدينية، حيث تستمر المراسيم ثمانية أيام من يوم السبت مساء إلى الأحد ويتسلم فيها (التاغة- التاج- وهو من الحرير والشوم ياور وهو خاتم من الذهب منقوش عليه اسم الله الخالق، والمركنا- الصولجان- وهو من الزيتون وهي عصا الأنبياء مباركة أسماؤهم).
وتدرج جبار الكحيلي في مراتب الدين الصابئي المندائي، و"إشكندة" و"ترميذة" ثم مرتبة" الكنزابرا" ومنصب "الكنزابرا" أعلى درجة دينية يمكن أن ينالها الشخص في الديانة المندائية، وينالها رجل الدين المندائي بعد أن يحفظ الكتب الدينية ويتقنها .
وفي عام 1963 تم انتخابه رئيسا للطائفة الصابئة المندائيين في ايران "الأهواز" والعالم، حتى وفاته في 28 ديسمبر 2014، اعتبر زعیما لکلِّ المندائیین الأهواز في العراق والمناطق الأخری التي تقيم فيها أبناء وبنات هذه الدیانة العریقة في أنحاء العالم.
وعرف الكنزابرا جبار لدى المواطنين الأهوازيين، سواء الصابئة والمسلمين، بسجایاه الأخلاقیة والتزامه بخطاب السلام والتعايش والوئام بين كل الديانات في منطقة الأهواز، كما اشتهر بمساعدته للفقراء والمحتاجين.
وكان الكحيلي الذي خلف الكنزابرا "عبدالله بن سام" أحد ثلاثة علماء مندائيين في العالم يشغلون هذا المنصب وهم "صباح بن جبار" في أستراليا و"ستار جبار" من العراق. كما سيخلفانه ابنه الجنزبرا "نجاح" وصهره الجنزبرا "طالب". 

طقوس دفنه

طقوس دفنه
حسب تقاليد الديانة المندائية عندما يصل الشخص إلى حالة الاحتضار تقوم حاشيته بمساعدته على ارتداء ملابسه الدينية التي تعرف بـ"القماشي"وهو بمثابة الكفن في الديانة الإسلامية، وبعد التأكد من وفاة الشخص سيتم لفه في ثلاثة أشياء والتي تعرف بـ"المندلفة" و"الشريجة" و"البانية" وكل هذه الأمور لها دلالات ومعاني دينية.
وتصنع المندلفة من القصب وهي تمثل تقسيم الخلايا في رحم الأم، بينما تصنع "الشريجة" من البردي وتفتل بسعف النخيل حيث يمثل السعف النطفة بينما يمثل البردي الرحم، وأخيرا "البانية" المصنوعة من القصب حيث يمثل القصب الأب، بينما يمثل البردي الأم .
ويعتقد المندائيون بأن الأرواح سوف تنتقل من عالم المادة إلى عالم النور أو ما يعرف بـ "الجنة " في الإسلام.
وعند الدفع سيتم وضع الجثمان في الشريجة التي تمثل رحم الأم وسيعني هذا أن هذه الروح التي قد ولدت من رحم أمها خرجت من عالم المادة و ستولد من جديد في العالم الثاني وهو عالم النور. وبعد ذلك سيوضع الجثمان على البانية يرفعها أربعة أشخاص يعرفون بـ"إشكندة" ليتم نقله لقبره وأخيرا تتم قراءة بعض الأدعية.

الديانة المندائية

الديانة المندائية
وتعد الديانة المندائية إحدى الأديان الإبراهيمية ويتبع المندائيون أنبياء الله آدم، شيث، إدريس، نوح، سام بن نوح ويحيى بن زكريا. ويقطن المندائيون إقليم الأهواز في جنوب غرب إيران كما يتواجد بعضهم في العراق.
ويعدّ الصابئة من الأقوام الآرامية، وكان موطنهم الأصلي مصر وفلسطين القديمة، أما اليوم فإنهم يسكنون جنوب العراق وإيران. ويعتقد المندائيون أنهم من أتباع سيدنا آدم وسيدنا شيثل (شيث بن آدم) وسيدنا نوح وسيدنا سام بن نوح وأخيراً سيدنا يحيى عليهم سلام الله أجمعين.
أما كتبهم المقدسة فهي "كنزاربا"، "سيدرا" و"ادنشمانا"، "دراشا أديهيا" "تعاليم يحيى"، "قلستا" (الزواج)، "أنياني" (الدعاء)، "أسفر ملواشة"، "ألف توسرشياله" (ألف واثنى عشر سؤا)، "قماها"، وجميع هذه الكتب باللغة الصابئية.
ويعتقد المندائيون الذين سكنوا على ضفاف الأنهر لآلاف السنين بسبب ديانتهم المرتبطة بالطهارة بالماء الجاري، أن الأرواح سوف تنتقل بعد الموت من عالم المادة إلى عالم النور.
ودفن الكحيلي بمقبرة الصابئة في الأهواز حسب تقاليد الديانة المندائية التي تقضي بتهيئة الشخص للدخول إلى عالم النور وهو في حالة الاحتضار، حيث تقوم حاشيته بمساعدته على ارتداء ملابسه الدينية التي تعرف بـ"القماشي"، وهو بمثابة الكفن في الديانة الإسلامية.

شارك