العلم والعمل.. كلمتا السر لتقدم المسلمين

الأحد 11/يناير/2015 - 06:19 م
طباعة العلم والعمل.. كلمتا
 
• الكتاب – لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟
• الكاتب- الأمير شكيب أرسلان 
• الناشر – مجلة الدوحة 2015 

على الرغم من السمو والإيمان بالقيم ونصاعة الأخلاق والحض على السعي القويم للارتقاء بالنفس والجماعة وتهذيبها، والدعوة الحقة إلى الاجتهاد والعمل، وجميعها وغيرها مما انطوت عليه رسالةُ الإسلام كدينٍ حنيف.. غير أن هناك ضعفًا وتراجعًا لحق بالمسلمين في المشارق والمغارب، وحالتهم الحاضرة لا ترضي لا من جهة الدين ولا من جهة الدنيا ولا من جهة المادة، ومنذ الصفحات الأولى للكتاب يعلنها الأمير شكيب ارسلان واضحة في كتابه "لماذا تأخر المسلمون الذي نُشر أولا كمقالات في مجلة المنارة لمحمد رشيد رضا، ثم صدرت طبعته الأولى في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث يقول  القرآن لم يتغير وإنما المسلمون هم الذين تغيروا والله تعالى أنذر بهذا فقال (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) "الرعد من الآية 12" ولو أيد الله مخلوقًا دون عمل لأيد – من دون عمل محمد رسوله – ولم يحوجه إلى القتال والنزال والنضال واتباع سنن الكون الطبيعية للوصول الى الغاية، لقد ظن كثير من المسلمين أنهم مسلمون بمجرد الصلاة والصيام وكل مالا يكلفهم بذل دم ومال وانتظروا على ذلك النصر من الله وليس الأمر كذلك، فإن عزائم الإسلام لا تنحصر في الصلاة والصوم ولا في الدعاء والاستغفار وكيف يقبل الله الدعاء ممن قعدوا وتخلفوا وقد كان في وسعهم أن ينهضوا ويبذلوا ؟

الجهل:

تحت عنوان (أهم أسباب تأخر المسلمين)، كتب المؤلف: من أعظم أسباب  تأخر المسلمين الجهل الذي يجعل فيهم من لا يميز بين الخمر والخل فيقبل السفسطة قضية مسلمة ولا يعرف أن يرد عليها، ومن أعظم أسباب تأخر المسلمين العلم الناقص الذي هو أشد خطرًا من الجهل البسيط، لأن الجاهل إذا قيض الله له مرشدًا عاما أطاعه ولم يتفلسف عليه فأمره مُدرك وبسيط، أما صاحب العلم الناقص فهو لا يدري ولا يقتنع بأنه لا يدري، وكما قيل ابتلاؤكم بمجنون خير من ابتلائكم بنصف مجنون، أقول ابتلاؤكم بجاهل خير من ابتلائكم بشبه عالم.

بين الجامدين والجاحدين:

ومن أكبر عوامل انحطاط المسلمين الجمود على القديم، فكما أن آفة الإسلام هي الفئة التي تريد أن تلغي كل شيء قديم، بدون النظر فيما هو ضار منه او نافع كذلك افة الاسلام هي الفئة الجامدة التي لا تريد أن تغير شيئا، ولا ترضي بإدخال أقل تعديل على أصول التعليم الإسلامي، ظنًا منهم بأن الاقتداء بالكفار كفر، وأن نظام التعليم الحديث من وضع الكفار فقد أضاع الإسلام جاحد وجامد، أما الجاحد فهو الذي يأبى إلا أن يفرنج المسلمين وسائر الشرقيين ويخرجهم عن جميع مقوماتهم ومشخصاتهم، ويحملهم على إنكار ماضيهم ويجعلهم أشبه بالجزء الكيماوي الذي يدخل في تركيب جسم آخر كان بعيدًا فيذوب فيه ويفقد هويته، وهذا الميل في النفس إلى إنكار الإنسان لماضيه واعترافه بأن آباءه كانوا سافلين وأنه يريد أن يبرأ منهم لا يصدر إلا عن الفسل الخسيس.

اليابانيون:

يبدو أن اليابان هي النموذج الدائم والمستمر والمكرر للتقدم، فهكذا كتب الامير شكيب في كتابه القديم قائلا "قد تم لليابان كما تم رقي أوروبا للاوروبيين في مدة 60 عامًا صارت من طور أمة في القرون الوسطى إقطاعية الحكم إلى أمة عظيمة من أعظم الأمم، ومما لاريب فيه أن الديانة اليابانية هي ذات دور عظيم في سياسية اليابان وهى فلسفة مبنية على الاعتراف بكل ما تركه القدماء لسلائلهم، فالياباني العصري قد ائتلف مع جميع احتياجات الحياة العصرية لكن مع التمسك الشديد بقوميته، وقد اعطى الكاتب امثله على حضارة الاسلام ومدنيته وآثاره في العصور الغابرة واهتمام كل جماعات الغرب بهذه التجارب، منتقدا حالة الجمود والكسل التي تسبب فيها الرافضين لدراسة العلوم الحديثة

خلاصة الجواب:

منذ عام 1930 حيث كتبت مقالات هذا الكتاب والجواب معروف ومكرر حيث قال أرسلان: (ان المسلمين ينهضون بمثل ما نهض غيرهم) بالعلم.

شارك