حوار جريء مع مدحت بشاي أبرز مؤسسي التيار العلماني في الكنيسة المصرية
السبت 17/يناير/2015 - 07:20 م
طباعة
- البابا تواضروس اعترف بتراجع الإصلاح في الكنيسة..ولم يعلن أسباب ذلك!
- الوجوه القديمة عادت بنفوذ جديد مع سكرتارية فظة تعادي الجميع.
- كيف نتحدث عن التنوير داخل الكنيسة.. وقد تم منع كتب الأب" متى المسكين" ؟
مدحت بشاي واحد من أهم الأضلاع المؤسسة للتيار العلماني الإصلاحي في الكنيسة الأرثوذكسية المصرية .التيار الذي بدأ نشاطه في سبتمبر 2006 وتسبب في صداع مزمن في رأس كنيسة البابا شنودة الثالث، بما أثاره من آراء وأفكار طالبت بإصلاح الكنيسة. هذا التيار يتعرض مؤخرا لحالة من التشقق ويرى البعض أنه يقترب من الانهيار. خاصة بعد أن ظهر على السطح الخلاف الواضح في وجهات النظر بين مؤسس التيار كمال زاخر و الرجل الثاني فيه مدحت بشاي، خاصة بعد أعلان "بشاي" معارضته لحالة "المهادنة" التي أصبح كمال يتخذها من الإدارة الكنسية الحالية، والتي صارت مكشوفة أمام الكل، لدرجة ظن معها البعض أن خلاف كمال مع البابا "شنودة "|كان خلافا شخصيا، وفي هذا الحوار يكشف مدحت بشاي خفايا وكواليس هذا الخلاف.
- التيار العلماني الإصلاحي للكنيسة.. ماهي الدوافع وراء تكوينه وأهدافه وآلية عمله؟
الحكاية بدأت عندما رأى مجموعة من الكتاب وبعض أصحاب الأدوار المجتمعية والإعلامية التنويرية عبر مواقع وجودهم ومن خلال مشاركاتهم المتميزة في ندوات ومؤتمرات، أو الكتابة في الإصدارات الصحفية المختلفة في مجالات الدعوة للإصلاح والتغيير بشكل عام والمؤسسات الدينية بشكل خاص، فكان الاتفاق على دعم تلك الجهود عبر استحداث كيان اجتماعي يتم الاتفاق على مسماه وأهدافه وخطة التحرك والمأمول من جهود من قبل المجموعة المؤسسة... وتم الاتفاق على مسمى "التيار العلماني" للكيان الفكري الجديد- إن صح التعبير- في تلك الآونة، والمقصود بوصف "العلماني" هنا أنهم مجموعة تنتمي للجماعة الوطنية المسيحية في الكنيسة المصرية من غير "الإكليروس" أصحاب الرتب الكهنوتية المختلفة، وقالوا بوضوح إنهم لا يمثلون الملايين من العلمانيين ولا يتحدثون باسمهم، ولا يجمعهم أي توجه أيديولوجي أو سياسي أو حزبي، إنما جمعهم هدف واحد ومهم من وجهة نظرهم وهو دعم الدور الكنسي الوطني والإنساني المجتمعي عبر إقامة حوار عام حول أطر تم تحديدها للانطلاق في تلك الفترة بالكنيسة وبرجالها من حيز مربعات الاكتفاء بإنشاد معلقات النحيب والشكوى في فناءات الكنائس الضيقة حول مدى الظلم الواقع على المواطن المسيحي وألوان التمييز التي يعيش تبعاتها في التعيين والترقي في المصالح والدواوين الحكومية والجامعات وكل مؤسسات الدولة، وفي مجال إقامة وترميم دور العبادة وغيرها من المطالب المتكررة عبر الحقب الزمنية المتتالية، إلى رحابة الوطن وإعلان الوجود الإنساني والاجتماعي والسياسي لذلك المواطن؛ ليشارك بشكل إيجابي دون قيود سلطانية كهنوتية تفرض مفاهيم من نوعية "وطني كنيستي" و"أب اعترافي قائدي" و"البابا والمطارنة وكلائي في الوطن" و"ابن الطاعة يكفيه لطم الخدود" و"المقر البابوي بابه موصود يا ولدي" و"ورأيك السياسي اختزله في التصفيق لدخلة جمال مبارك المباركة ومش مهم تصلي !!" و"مدارس أحد لدرس الابن الضال يا رب يحفظوه!".. إلى آخر تلك النصوص والمحفوظات العتيدة وتعاليم المطالعة الرشيدة في مسائل الإدارة الكنسية.. نعم، كانت الجوانب الإدارية والتنظيمية هي أهم ما نناقشه في كل فعالياتنا ذات الطابع الموضوعي والعلمي ..
تم تأسيس التيار العلماني في شهر سبتمبر 2006، وكان الهدف الواضح والمعلن تطوير آليات عمل المؤسسة الدينية المسيحية و"الإصلاح" وهو ما أثار حفيظة أهل الفكر الجامد المتمرس، فثاروا ونددوا وشجبوا وأعلنوا إطلاق سهامهم الغبية صوب أعضاء "التيار العلماني" بقولهم إن الكنيسة ليست فاسدة وفي انتظار من يصلح شئونها لاكتساب تعاطف الشارع المسيحي، وعلى مدى تلك السنين كان الرد أن الكنيسة في النهاية.
مؤسسة يديرها ويقوم بتفعيل دورها مجموعة من البشر "والبشر قد يجانبه التوفيق أو يصيب وهم في النهاية يشكلون كائن حي يعيش وسط مجتمع أكبر، والكائن الحي لكي يبقى حياً لا بد له من تفاعلات يومية تتبدل وفق معطيات الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي.. وكانت المواجهات صعبة والمقاومة لفكر التيار تشكل حصاراً لوجودهم وللسياقات المتاحة لهم للعمل، ووصل الأمر لإعلان من جانب قيادة كنسية، دعوهم إنهم مجرد بوم ينعق في سماء الكنيسة، وهو ما دفعني لإصدار كتاب عنونته "أقباط على أجنحة البوم" ضمنته الرد الوافي الموضح لتفاصيل وصلات النعيق (أقصد بالطبع إنجازات تلك الجماعة الإصلاحية وتوصيات مؤتمراتها وعرض جانب كبير من الأوراق البحثية التي قدمها مجموعة رائعة من المتخصصين في مجالات مختلفة من أعضاء التيار ومن خارجه..).
وعلى فكرة "التيار العلماني" مجرد امتداد لفكر عدد من أصحاب الرؤى الإصلاحية، أذكر أنه في الفترة التي كنت أكتب فيها بشكل شبه دوري في جريدة الأخبار، ومع عدد من كتاب التيار العلماني كان يكتب بشكل دوري الإصلاحي الرائع الذي سبقنا جميعا وتعلمنا منه الكاهن إبراهيم عبد السيد صاحب العديد من المؤلفات الهامة في مجال دعم تطوير الأداء الكنسي، ومن ينسى كتب ومقالات د. سليمان نسيم، وسليمان قلادة وغيرهم.. بل والغريب أننا في حوارنا مع الكنيسة، طالبنا بتطبيق ما سعى إليه قداسة البابا شنودة الثالث من إصلاحات وكتبها وهو علماني -وأيضا وهو أسقف للتعليم- عبر أعداد مجلة "مدارس الأحد" التي كان يرأس تحريرها ...
- تمثلون نخبة قبطية مثقفة ولكن بدون جماهيرية فلماذا هذا الانفصال عن الشارع القبطي؟
لا تنسى وقع الصدمة التي أحدثها أول مؤتمر عقدته تلك الجماعة.. أنت أمام مجموعة قررت أن يكون عنوان مؤتمرهم الأول "رؤية علمانية للإشكاليات الكنسية"، ورغم حرص أعضاء الفريق على التأكيد على بالغ الاحترام للمؤسسة الكنسية العتيدة وعظيم تقديرها لكبار وكل رعاتها، إلا أن القبول بفكرة أن المؤسسة الدينية هي كيان قابل للتحاور حول مدى نجاح آليات إدارتها وسبل تفاعلها مع متغيرات الواقع المتسارعة وصولا لإحداث الثورة على أنظمة الحكم، هي فكرة مرفوضة من قبل الأكليروس قد يكون عملاً كما أوصاهم البعض بكلام بولس الرسول "تجنب المباحثات الغبية والسخيفة؛ لأنها تولد خصومات وعبد الرب لا يجب أن يخاصم بل يكن مترفقاً بالجميع، صالحاً للتعليم، صبوراً على المشقات، مؤدباً بالوداعة المقاومين الذين اقتنصهم إبليس بفخاخه، فإرادة الرب أن ييقظهم لمعرفة الحق الكامل 2: 23 – 26" والاكتفاء بأحاديث شجب واستهانة تصل إلى حد توجيه الاتهامات لأعضاء تلك المجموعة والحكم بجهلهم بدور الكنيسة وتراثها وأسرارها وقرارات مجامعها المقدسة وصولاً بوصف بعضهم باليهوﺬات (نسبة إلى يهوﺬا الإسخريوطي الخائن للسيد المسيح)، وعليه كان أمر التواصل مع الناس ومهمة عرض موضوعات تلك المؤتمرات في منتهى الصعوبة بداية من عدم موافقة أصحاب القاعات وإدارات الفنادق على استضافة تلك الفعاليات، ووصولاً لحضور البعض للمعارضة والتشويش على المنصات، لكن من حسن الحظ كان الحضور الإعلامي الهائل وبتتابع عقد تلك الفعاليات وكتابات بعض أعضاء الفريق ووجودهم الإعلامي والتليفزيوني الهائل.. صارت قضاياهم قابلة للحوار والاقتناع ببعضها، وأرى أن الجماعات الشبابية المسيحية الغاضبة (الموضوعية في أهدافها أو التي تتحرك بأغراض خاصة، والتي قررت جميعها الخروج من أسوار كنائسنا إلى رحاب الوطن) هي في أغلبها مستفيدة من تبعات الفكر الإصلاحي عبر التاريخ وصولاً للأجيال المعاصرة بأطروحاتها ومنها حصاد فعاليات التيار العلماني.. ولولا الوصول الفعلي للشارع القبطي لما رحب البابا تواضروس الثاني بالحوار مع فريق التيار العلماني، والتصريح بأن اقتراحاتهم التي تضمنتها أوراق مؤتمراتهم معظمها يمكن الاستفادة منها ..
- بعد وصول البابا تواضروس إلى الكرسي المرقسي لا حظنا تغير في التيار وحالة إشادة لكل ما يفعل فهل انتهى دور التيار؟
في تصريحات البابا تواضروس الأولى فور تجليسه قال ما كان يسعد الناس، من ذلك أن هناك أولويات للعمل تتمثل في ترتيب البيت من الداخل وأمور تطوير التعليم وأن بابه مفتوح، وبالفعل تمت مقابلات مع أكثر من جماعة لديها شكاوى، ومن بينها التيار العلماني واستلم أوراقهم، وعليه رأينا أن نكتب ونشيد بتلك التوجهات الإيجابية، لكن بعد تلك الدفعات لاحظنا حالة من التراجع التي لم ينكرها قداسته عندما صرح لقناة "الحياة" أنه قد تم تحقيق خمسة في المائة فقط، ولكن في العام الثاني تراجعت تلك النسبة إلى خمسة في المائة، ولكن يبقى السؤال الأهم، ما هو السبب؟ وهل هناك من يعارض ويعرقل تحقيق أحلام البطريرك، وتحديداً صاحب المصلحة في توقف عمليات الإصلاح؟!!.. وعليه توقف التيار وكتابات وأحاديث أعضاء التيار عن الإشادة بالباب العالي البطريركي للتأمل بغرابة، حتى جاء البيان الغريب الصادر عن التيار العلماني البعيد عما حدث ويحدث في المقر البابوي، وعليه بادرت بإعلان أن البيان صدر رغم رفضي للبيان، المبالغ إلى حد كبير في معظم سطوره التي جاءت في مجملها للإشادة بواقع صعب يتابعه القاصي والداني، دون أي مبرر يمكن أن يذهب بكاتبه لتسطير ملامح ملهاة حول أمور إيجابية يراها كاتب البيان فقط على طريقة "طاقية الإخفاء"..
- يقول البعض بصراحة إنكم كنتم تتصيدون للبابا شنودة، وأن مشاكلكم معه كانت مع شخصه بدليل انه بمجرد أن فتح البابا تواضروس لكم الباب وأصبح منسق التيار كمال زاخر قريبا منه انتهى دور التيار، وتحول "للتطبيل" ، فهل هذا صحيح؟!
ذلك ما حدث للاسف، نعم كانت كل أمانينا في التيار العلماني أن تفتح لنا ولغيرنا أبواب التواصل مع ساكن البطريركية ورجاله، وهو ما أسعدنا أن فعله البطريرك تواضروس الثاني ... لا بالعكس لم يكن بيننا وقداسة البابا شنودة أي صراعات شخصية، ولكنها الأبواب الموصودة، أما عن ما أسميتموه بالتطبيل للبطريرك 118 فهو ما امتنعت عنه فور تبني البعض الشكل ده، وهو الأمر المستهجن من قبل عدد من أعضاء جماعة التيار العلماني؛ لأنه أمر لم تعرفه الجماعة مند وجودها، ففي عصر قداسة البابا شنودة ورغم الاختلاف معه في نظم إدارته إلا أننا لم نفوت أي فرصة لتأييد أي عمل أو إنجاز إيجابي للكنيسة والتصفيق بحرارة لكن في محلها وبفرحة حقيقية، وعلى سبيل المثال عندما أعلن أن قداسته لم يعين أي مستشار يتحدث بالنيابة عنه وقرر إقصاء من يتعمدون أن يشملهم وقداسته كإدرات فوتوغرافية ومرئية يتاجرون بها.. وأكرر لقد تبنى التيار العلماني فكرة المطالبة بتطبيق أفكار "نظير جيد" التي ناشد فيها البطريرك في زمنه أن يطبقها كأطروحات إصلاحية ..
وأتمنى ألا ينتهي دور التيار وأن يعود للجماعة رشدها في تقدير الأمور ..
- رفضت بيان التيار العلماني قبل عقد اجتماع "المجمع المقدس" والذي حذر من وجود مؤامرة على البابا تستهدف عزله وكنت ذا رؤية ثاقبه فمر المجمع بلا عزل أو إسقاط فما هي قصة هذا البيان؟ ولماذا هاجمته؟ ولماذا لا تستقيل من التيار إذا كان الأمر كذلك؟
يبدو في البيان دعوة لتأييد ووقفة مع بطريركنا الـ 118 الذي حدد في بداية عهده أهم بنود خطته الإصلاحية، ولكن كما أسلفت أن قداسته قد أكد أن خطته قد تراجع تنفيذها ولم يفصح عن الأسباب، ولكن البيان يعدد الإنجازات وببساطة وجرأة أحسد كاتبها عليها.. لأن معظمها كان قداسته بالفعل يطمح لإنجازها (ولعلني كنت من أول الكتاب الذين أشادوا بالخطوات الأولى نحو تنفيذها)، ولكن على أرض الواقع لا شيء هناك، فبات التيار العلماني مسيئا ومضراً بقداسته حيث تبدى أنه وهو الراعي الأكبر لا يدري ما يحيط به أو يدري ولكن قدرته على المواجهة ضعيفة، والمتجول مستعرضاً صفحات التواصل الاجتماعي يرى ردود كثيرة ساخرة من لغة التهديد والوعيد الكوميدية التي سينزلها التيار العلماني القوي الشكيمة عبر البيان العجيب الذي يستند إلى ظهر وظهير" جامدين"!!، والكلام عن القوانين واللوائح التي صدرت لا ترضي طموح أي أحد ولا يوجد فرصة ولا وقت لتعديلها وسوف نعيش بحسرتها، وكيف يؤكد البيان أن في عصر قداسته أعيد الاحترام للأب متى المسكين.. بينما كتبه قد تم رفعها من معرض الكتاب القبطي؟!، وحكاية التصالح مع الكنائس الأخرى رغم أن العلاقات لا زالت يشوبها تصرفات غير لائقة هنا وهناك، أما حكاية الخروج بالكنيسة من دوائر العمل السياسي فحدث ولا حرج ويكفي تصريح الأنبا يؤانس "نعم الكنيسة ستعمل بالسياسة"، ويكفي موافقة الكنيسة على تمثيل الأقباط سياسياً ولم ترفض في أي لحظة ارتكاب مثل تلك الكارثة.. وماذا نقول في تمثيل مطرانها الأنبا بولا في لجنة الخمسين فهل هذا يسمى عملا رعويا؟ ... (حاجة تجنن مش كده) .. وذكر البيان هذه الجملة ." وإعادة هيكلة الدوائر المعاونة للبابا البطريرك" بينما معظم الرموز التي كانت محل إثارة الناس باقية على كراسيها مع تغييرات غير كافية، وسكرتارية يعاني من التعامل معها شباب الصحافة والتليفزيون.. في الواقع المجال لا يتسع لتناول كل الأخطاء التي جاءت في البيان الذي أضر بقداسة البابا الوطني الرائع الذي أحببناه واحترمنا صراحته بإعلان تراجع حالة الإصلاح، ونحن معه ولكن ليس بمعلقات المديح الكاذبة بل بوقفات التنبيه والتي دأب التيار العلماني نفسه على القيام بها بروعة واحترام، إلى حد قول أحدهم إن قداسته هو الذي كلف التيار العلماني بكتابة البيان (وهو ما لم يتم بالطبع)، ولكنها الكتابة الملتبسة التي تثير الشارع وتوقع الريبة في العلاقة بين رموز الكنيسة والشعب.. لقد قال مواطن معقبا على البيان، وما السبب الذي جعلك لا تكشف عن رءوس المؤامرة ؟ هل لأنه لا توجد مؤامرة من الأساس، وإنما مجرد كلام وادعاءات للتشويش وزرع الشكوك عند ذوي النفوس الضعيفة. أو لإرضاء أعداء الكنيسة. وفي نفس الوقت تظهر على أنك تدافع عن البابا المصلح، وتريد أن توحي للناس بأن الكنيسة محتاجة للإصلاح!
إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها.. أرجوكم دعوا قداسة البابا يعمل ويجتهد وكلنا ثقة في إدارته وحكمته ووطنيته، وإن كانت الأمور تسير كمشية السلحفاة فعلى التيار العلماني أن يظل كما كان مشيراً لمواقع التقصير وطرح الحلول المقترحة بمشاركة إيجابية وليس بمعلقات المديح عير الموضوعية . بقي أن أقول إنه "في نفس توقيت عرض البيان علي لأول مرة، كانت المفاجأة نشر البيان في كل الصحف، ولا تعليق ..لذا بادرت بسرعة لإعلان عدم موافقتي على فحوى ولهجة البيان التي لم نتعود عليها عبر كل مراحل العمل في التيار العلماني، ولم أقدم استقالتي ونحن في النهاية كأعضاء في التيار أصدقاء وأتمنى أن ترمم الأيام وتمسح تلك الأخطاء من تاريخ تلك الجماعة الرائعة وتكمل مشوارها بكل حيادية بعد أن "توهت" البعض "نداهة" الحضور الإعلامي الخطيرة" !!
- طالب الرئيس السيسي بتجديد الخطاب الديني هل الخطاب الديني المسيحي يحتاج إلى تجديد وما هي القضايا التي يحتاج فيها لتجديد؟
كانت دعوة رائعة من رئيس جمهورية ورؤية موضوعية لأسباب تصاعد الفعل الإرهابي عبر تبني فكر مضل مشوه للأديان، ومخالفا حتى للقيم الإنسانية والتربوية التي توفر فرص التعايش المشترك في سلام، وإن كنت أرى أن الأمر كان يحتاج لبعض القرارات الحاسمة لدعم عمل من يكلفون بتصحيح مسار الخطاب الديني، مثل تفعيل ما جاء في الدستور وبشكل عاجل لإلغاء الأحزاب بمرجعية دينية، وقوانين لمناهضة التمييز بكل أشكاله، وفض الاشتباكات التي تثير الفتن في مجال تفعيل مبادئ المواطنة وإعمال القانون في مجالات التوظيف وبناء دور العبادة ..
الخطاب الديني المسيحي يعتمد أولاً ضرورة تمييز المؤسسة الدينية بين ممارسة الدور الوطني والدور الروحي وبين الانخراط في العمل السياسي، والتعلم من دروس الماضي يا من تورطتم في تأييد نظام مبارك وابنه بغباوة قلب، وهو العهد الدي شهد أعظم وأبشع حوادث قهر المواطن القبطي المسيحي، وكأن مبارك لم يدع رئيس الكهنة قيد النفي في الدير أربع سنوات، وهو الذي أفرج عن كل من شملهم قرار السادات الأخير قبل رحيله واستقبلهم في قصره إلا قادة الكنيسة! أيضاً لا بد من الانتهاء من زمن الاكتفاء بالبكاء والعويل والمظلومية على جثث الضحايا الأقباط عقب كل كارثة، فالمواطن المصري المسيحي مواطن له كل الحقوق كما عليه كل الواجبات، وعلى الخطاب الديني أن يدعم ويربي الطفل المسيحي على ضرورة المشاركة المجتمعية والسياسية والوطنية بكل حماس، وأن نعلمهم في مدارس الدولة ومدارس الكنائس أن أقباط مصر وكنيستهم العظيمة كانت لهم أدوار وطنية وثقافية وسياسية رائعة لدعم حالة الانتماء والوطنية في نفوسهم ..