نجم الدين أربكان.. مهندس الحركة الإسلامية التركية
الأحد 22/يناير/2023 - 09:15 ص
طباعة
حسام الحداد
يلقّبه البعض بـ"مهندس الحركة الإسلاميّة في تركيا". هو الوجه الأبرز بين تيار الإسلام السياسي في تركيا، وصاحب تاريخ سياسي مثير ومتشابك، تنقّل فيه من نائب مستقل، إلى زعيم حزب، فأحزاب، فرئيس حكومة… ذاق النفي والسجن، لم ييأس يوماً من تأسيس الأحزاب التي كان يتمّ حلّها الواحد تلو الآخر من قبل السلطة العلمانيّة (وبقوّة الجيش غالباً)، حتّى بات الملهم للكثير من حركات الإسلام السياسي في تركيا والعالم الإسلامي.. فمن هو هذا الرجل؟
نشأته:
ولد نجم الدين أربكان في 29 أكتوبر لعام 1926 في مدينة "سينوب" على ساحل البحر الأسود، وأنهى دراسته الثانوية سنة 1943، ثمّ التحق بكليّة الهندسة الميكانيكيّة في جامعة اسطنبول التقنيّة، وتخرج في عام 1948، وكان متفوّقاً فتمَّ تعيينه معيداً في نفس الكلية. ثمّ أوفد في بعثة إلى ألمانيا في عام 1951، حيث نال في عام 1953 من جامعة آخن شهادة الدكتوراة في هندسة المحركات.
عاد أربكان إلى تركيا حيث تولّى تدريس مادّة المحرّكات في كليّة الهندسة بجامعة إسطنبول التقنيّة منذ العام 1954 إلى العام 1966. كما كان عضوًا بارزًا في حزب العدالة برئاسة سليمان ديميريل (الذي كان زميل صفٍّ له أثناء دراسته الجامعيّة)، وكذلك لمع اسمه كواحد من رجال الصناعة في تركيا بعدما تولى عددًا من المناصب التجارية والاقتصادية خلال عقد الستينيات من القرن الماضي.
الظروف السياسيّة حينها:
كانت تركيا، تعيش في ظلّ نظام سياسي علماني، يشكّل الجيش القوّة الأساسيّة فيه، فهو المسؤول عن حماية العلمانيّة في الدولة. ورغم انّ الأتاتوركيّين كانوا قد بدأوا يميلون إلى تقبّل المظاهر الإسلاميّة (التي كان قد بالغ الى حد ما في محاربتها أتاتورك وحزبه، حزب الشعب الجمهوري)، خصوصاً بعد إقرار نظام التعدّدية الحزبيّة عام 1945، وظهور أحزاب "محافظة"، إلا أنّ الإسلام كان لا يزال يختبئ في تكايا الدراويش وأحاديث الخلوات، لم يكن يجرؤ أي حزب أن ينتقد العلمانيّة أو ينادي بتطبيق مبادئ الإسلام في الدولة.
كانت الأحزاب اليمينيّة "المحافظة" تحظى بتأييد قاعدة شعبيّة "إسلاميّة"، منها الحزب الديمقراطي الذي فاز عام 1950 في الانتخابات، بزعامة عدنان مندريس، وبدأ يسيطر على الحياة السياسيّة في تركيا، إلا أنّ الجيش قام بانقلاب في 28 مايو 1960 (الانقلاب العسكري الأوّل في الجمهوريّة التركيّة) لحماية العلمانيّة في البلاد. وقد أعدم على إثره الزعيم عدنان مندريس وبعض رفاقه.
عادت الحياة السياسيّة إلى البلاد عام 1961، وظهر حزب العدالة (الذي انتسب إليه أربكان) بزعامة سليمان ديميريل، الذي اعتبر نفسه امتداداً لرسالة الحزب الديمقراطي. وفي العام 1965 فاز هذا الحزب في الانتخابات وسيطر على الحياة السياسيّة حتى العام 1971، تاريخ الانقلاب العسكري الثاني.
أربكان يدخل المعترك السياسي:
شكّل خوض نجم الدين أربكان الانتخابات مستقلاً عام 1969، ونجاحه في الانتخابات النيابية عن محافظة قونية، مدخلاً نحو محطة تاريخيّة ومهمّة، في سياق التجاذب والصراع بين العلمانيين والإسلاميين، ألا وهو تأسيس أوّل حزب إسلامي سياسي في تركيا، هو "حزب النظام الوطني"
كان أربكان عضواً في حزب العدالة الذي رفض ترشيحه عن قونية في انتخابات عام 1969. فما كان منه إلا الترشّح بصورة مستقلّة والفوز. وكان هذا مشجّعاً له لسحب الورقة الإسلامية من حزب العدالة، وتأسيس حزب النظام الوطني في 26 يناير عام 1970. ويؤكد بيان تأسيس الحزب على الماضي الإسلامي لتركيا، دون ذكر كلمة إسلام (كانت كلمة الإسلام تستبدل بمفاهيم كنظام السعادة، النظام العادل)، لحظر القانون تأسيس أحزاب على أسس دينيّة، ويشدّد الحزب على أنّ الإسلام هذا، أساس ومصدر الحياة والنظام، وكل معرفة وفضيلة، وهو شرط تحرّر ليس تركيا فقط، بل العالم كذلك، وهو بذلك يتعارض مع المفهوم العلماني التقليدي للدولة. وقد تمثّل الحزب في البرلمان من خلال أربكان ونائبين آخرين انتقلا إليه من حزب العدالة هما: حسين آقصاي (أضنة) وعارف حكمت غونه (ريزة).
التقسيم الإداري لتركيا حسب المحافظات:
لكنّ الحزب لم يعمّر طويلاً، إذ حدث انقلاب 12 مارس 1971، الذي حظر حزب النظام الوطني لمخالفته العلمانيّة. غادر أربكان إلى سويسرا مدة قصيرة، ثمّ عاد ليؤسّس بنفسه الحزب الإسلامي الثاني في تاريخ تركيا، وهو حزب السلامة الوطني، وذلك في أكتوبر 1972. ويشارك الحزب للمرّة الأولى في انتخابات 14 أكتوبر 1973 وينال 11,8 % من الأصوات، أي 48 نائباً من أصل 450. اعتبر ذلك نصراً كبيراً لأنّ أيّاً من الحزبين الآخرين، الشعب الجمهوري (اليساري) والعدالة (اليميني)، لم ينل بمفرده الغالبيّة المطلقة من الأصوات، الأمر الذي يجبرهما على التحالف مع حزب السلامة الوطني للنجاح في تشكيل حكومة جديدة. أي أنّ أربكان تحوّل حزباً- مفتاحاً وعلى هذا، شارك حزب السلامة الوطني للمرّة الأولى في ائتلاف حكومي في تركيا في 26 يناير 1974.
تولّى أربكان منصب نائب رئيس الحكومة، التي كان يرأسها زعيم حزب الشعب الجمهوري بولنت أجاويد، وتولّى أتباع أربكان وزارات أساسيّة، مثل الداخليّة والعدل والصناعة. وقد ساهمت مشاركة "الإسلاميين" في السلطة للمرّة الأولى في تعزيز النفوذ الإسلامي على إدارات الدولة وفي الحياة العامّة. وفي عهد هذه الحكومة تمّت عمليّة غزو شمال قبرص، التي ينسب أربكان لنفسه فضل التفكير بها والإعداد لها.
حزب الرفاه:
تأسّس حزب الرفاه في 19 يوليو 1983. وهو امتداد طبيعي لحزب السلامة الوطني الذي حظر نشاطه، مع غيره من الأحزاب السياسيّة التركيّة، بعد انقلاب 12 سبتمبر 1980، وفيما كانت قيادات حزب السلامة الوطني، وعلى رأسهم نجم الدين أربكان وشوكت قازان وياسين خطيب أوغلو وسواهم، قيد الإقامة الجبريّة أو النفي أو في السجن، تداعى من بقي حرّاً طليقاً من أعضاء الحزب إلى تجميع شملهم والسعي لتأسيس حزب جديد على أنقاض الحزب المحظور. وهكذا ولد الحزب الجديد، حزب الرفاه، بقيادة أحمد تكدال، وبتنسيق مع زعامات السلامة الوطني الممنوعة قانونيّاً من ممارسة النشاط السياسي. لكن بعد رفع الحظر عن نشاط زعماء حزب السلامة الوطني، إلى جانب زعماء الأحزاب السياسيّة الأخرى، مثل بولنت أجاويد وسليمان ديميريل وآلب أرسلان توركيش، في استفتاء وطني جرى عام 1987، عاد نجم الدين أربكان إلى زعامة حزب الرفاه في أكتوبر من عام 1987.
شارك حزب الرفاه منذ تأسيسه بفعاليّة في الحياة السياسيّة التركيّة. وإذ لم يتمكّن من المشاركة في الانتخابات النيابيّة العامّة الأولى بعد انقلاب 1980، والتي جرت في 6 نوفمبر 1983 بسبب منعه من ذلك من جانب الانقلابيين العسكريين، إلا أنّه مارس دوره كاملاً في جميع الانتخابات النيابيّة والبلديّة اللاحقة وبدءاً من عام 1984. وتجدر الإشارة إلى أنّ الفوز الكاسح في انتخابات العام 1983 كان من نصيب حزب الوطن الأم، بزعامة طورغوت أوزال، وهو حزب يمينيّ ليبرالي مدعوم من المؤسّسة العسكريّة. وقد طبع هذا الحزب مرحلة الثمانينيّات بطابعه.
وقد تمكَّن حزب الرفاه من الحصول على الأغلبيّة البرلمانيّة (185 مقعداً) في الانتخابات النيابية التي جرت في شهر ديسمبر من عام 1996، ليصبح الحزب الأكبر في البرلمان التركي وعلى الساحة السياسية التركية، حيث حصل حزب الطريق القويم (اليساري) على 135 مقعداً، وحصل حزب الوطن الأم على 133 مقعداً، وحصل اليسار الديمقراطي على 75 مقعداً وتوزعت المقاعد المتبقية وعددها 49 مقعداً على أحزاب أخرى وعلى المستقلين.
وبعد هذا الفوز الكاسح الذي حققه حزب "الرفاه" في الانتخابات، شكّل أربكان أوّل حكومة يترأسها إسلاميّ في تركيا، حيث شكَّل ائتلافاً حكوميّاً برئاسته، وبشراكةٍ مع حزب الطريق القويم بزعامة السيدة طانسو تشيللر التي شغلت منصب نائب رئيس.
تطوّر أصوات اليمين واليسار والرفاه وآخرون بين عامي 1987 و1995
المؤتمر الخامس لحزب الرفاه:
انعقد يوم الأحد في 13 أكتوبر 1996 المؤتمر العام الخامس لحزب الرفاه الإسلامي، منذ ان تأسّس في 19 يوليو من العام 1983. وقد تميّز هذا المؤتمر بالكثير من المظاهر والمؤشرات والمواقف التي تجعل منه مؤتمراً تاريخيّاً بكل معنى الكلمة؛ لقد كان بنظر الكثير من المراقبين مؤتمر "التحوّلات الكبرى" في الحزب على مختلف الأصعدة:
ففي قاعة أتاتورك الرياضيّة في أنقرة، حيث انعقد المؤتمر، ارتفعت للمرّة الأولى صورة ضخمة لمؤسّس الجمهوريّة التركيّة العلمانيّة مصطفى كمال أتاتورك، وهذا لم يحدث سابقاً في مؤتمرات الرفاه السابقة. فيما اكتفي برفع اعلام الرفاه وصورة نجم الدين أربكان. وخلفة المنصّة الرئيسيّة كتابة تحمل: "من جديد تركيا عظيمة". وخلال ذلك افتقد الحضور ما كان يميّز المؤتمرات السابقة: الرايات الإسلاميّة الخضر، الكتابات باللغة العربيّة (القرآنيّة خصوصاً)، هتافات التكبير، التي عندما حاولت مجموعة صغيرة المباشرة بها سارع النائب الرفاهي نقدر باش أغميز إلى "قمع" هذه المبادرة بالقول: "لا تقعوا في الفخ!"… كما غابت نهائيّاً شعارات "النظام العادل" الذي يدعو إليه الرفاه، والذي يبطن "النظام الإسلامي"
هذا في الشكل، أمّا في المضمون فقد كان التحوّل الكبير في الخطاب الجديد للحزب الذي قدّمه أربكان. ابتعد أربكان بقوّة عن الخطاب الراديكالي الإسلامي الذي عرف عنه وتعاظمت شعبيّته بسببه، فغاب للمرّة الأولى شعار مركزي للرفاه وهو "تحرير القدس"، فيما كان يحضر المؤتمر للمرّة الأولى كذلك ممثّل من السفارة الإسرائيليّة. وتكلّم أربكان بحرارة لافتة عمّن كان يوصف بأنّه "عدوّ الإسلام"، أي أتاتورك، معتبراً أنّ الرفاه هو امتداد للأتاتوركيّة! وهو الذي كان يردّد لو أنّ أتاتورك كان حيّاً لانضمّ إلى حزب الرفاه… باختصار لقد بدا أربكان كمن يريد كسب عطف المؤسّسة العسكريّة وطمأنة الغرب. وقد اعتبر مراقبون أنّ هذه التنازلات الكبيرة التي قدّمها الرفاه هدفها الاحتفاظ بالسلطة التي لطالما سعى إليها.
في رئاسة الحكومة:
شهد عهد أربكان توقيع أهمّ الاتفاقيّات العسكريّة بين تركيا وإسرائيل، والتي كان يعارضها بشدّة قبل تولّيه الحكومة. كما انقلب أربكان على الكثير من الشعارات التي كان يرفعها فيما يتعلّق بالمسألة الكرديّة والاتحاد الأوروبي والعلاقة مع واشنطن.
وفيما أكد أربكان حرصه على عدم المساس بالنظام العلماني، اتسمت سياسته بالبراغماتيّة، فهو سعى إلى الانفتاح بقوة على العالم الإسلامي، وبدأ ولايته بزيارة إلى كلٍّ من ليبيا وإيران، وأعلن عن تشكيل مجموعة الثماني الإسلامية التي تضم إلى جانب تركيا أكبر سبع دول إسلامية: إيران وباكستان وإندونيسيا ومصر ونيجيريا وبنغلادش وماليزيا.
يفسّر المراقبون سياسة أربكان على أنّها نتيجة الواقعيّة في التعاطي مع العلمانيّين (شركاءه في الحكومة)، والتفاهم معهم في وقت كان الاتحاد السوفياتي قد انهار، والولايات المتحدة وجّهت عداءها للإسلام، "العدو البديل"، خصوصاً بعد مرحلة الثورة الإسلاميّة في إيران.
حزب الفضيلة:
وفي عام 1998 تم حظر حزب الرفاه، وأحيل أربكان إلى القضاء بتهم مختلفة، منها انتهاك مواثيق علمانية الدولة، ومنع من مزاولة النشاط السياسي لخمس سنوات، لكن أربكان لم يغادر الساحة السياسية، فلجأ إلى المخرج التركي التقليدي ليؤسس حزباً جديداً باسم "حزب الفضيلة" بزعامة أحد معاونيه، وبدأ يديره من خلف الكواليس. لكن هذا الحزب تعرض للحظر أيضاً في عام 2000. ومن جديد يدفع أربكان لتأسيس حزب "السعادة" بزعامة رجائي قوطان، وحينها أيضاً تأسس حزب "العدالة والتنمية" بزعامة تلميذه رجب طيب أردوغان رئيس بلدية إسطنبول. لكن خصوم أربكان من العلمانيين تربصوا به ليجري اعتقاله ومحاكمته في نفس العام بتهمة اختلاس أموال من حزب الرفاه المنحل، وحكم على الرجل بسنتين سجناً وكان يبلغ من العمر وقتها 77 عاماً.
خرج أربكان من العمل السياسي الفعلي، وربما يكون تقدّمه بالعمر أحد الأسباب، لكنّ الزعيم الإسلامي كان يمكن أن يستمر في العمل السياسي إلى النهاية لولا الضغوط الشديدة والمتكررة التي تعرض لها من قبل التيار العلماني، واتخذت أشكالاً مختلفة من الانقلابات العسكرية إلى استخدام القضاء والصحافة، وشقّ صفوف أتباعه الذين لم يجرؤ أحد منهم على تكرار ما قام به زعيمهم.
الطابع الديني للعمل السياسي لأربكان:
لم يدّع أربيكان يوماً أنّه، بخلاف جميع زعماء الأحزاب الإسلاميّة، رجل دين. كما لم تعرف قيادات الرفاه الأخرى ما يمكن اعتباره، تقليديّاً، رجل دين. وفي ذلك يفترق زعماء حزب الرفاه عن غيرهم من قيادات الأحزاب الإسلاميّة في العالم التي يتزعّمها رجال دين عادةً (الخميني في إيران، حسن البنا في مصر، راشد الغنوشي في تونس)
نشأ أربكان في عائلة متديّنة، وتلقّى ثقافته الدينيّة من جامع الفاتح، المحاذي لمنزل أهله، حيث لم يكن في الثلاثينيّات أي مركز يؤمّن مثل هذه الثقافة في تركيا. إلا أنّه عندما شبّ لم يلتحق بكليّة الإلهيّات بجامعة إسطنبول، بل دخل عام 1943 جامعة إسطنبول التقنيّة، وبعد تخرّجه عام 1948 لم يقصد، كما كان يفعل الشبان المسلمون الأتراك آنذك (وما زالوا)، مصر لكي ينال الدكتوراه من جامعة الأزهر، بل تابع دراسته في ألمانيا، في جامعة "آخن"، حيث أنهى دكتوراه بالاختصاص نفسه عالم 1953. لم يتعلّم أربكان حينها اللغة العربيّة بل الألمانيّة، ولم يكن يرتدي جبّة بل بذلة أوروبيّة. وهذا ما ساعده في وجه العلمانيّين في تركيا، إذ لم يكن لشخصيّته أي طابع إسلامي تقليدي، إنّما كان "علمانيّ المهنة والمظهر"
وفاته:
توفي نجم الدين أربكان في يوم الأحد 27 فبراير 2011، في إحدى مستشفيات أنقرة، عن عمر ناهز 84 عاماً. شيّعه حشدٌ مهيب من الأتراك، وذلك بمشاركة الرئيس التركي عبد الله جول، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وقتها، والذي قطع زيارة رسميّة لأوروبا لحضور جنازة "المعلّم" والمؤسس للحركة الإسلامية الحديثة في تركيا. كما حضر التشييع عدد من الزعماء إسلاميين، منهم المرشد العام السابع لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وقتها محمد مهدي عاكف، وعن حزب النهضة في تونس الشيخ راشد الغنوشي، وممثلون عن حركة حماس، وزعماء إسلاميون، والكثير من العلماء والقيادات الإسلامية في العالم.