"الأصولية التي تتحدى حب الله للإنسان" ملف الثقافة الجديدة
الأربعاء 28/يناير/2015 - 08:42 م
طباعة

ملف شائك وساخن الذي تضمنه العدد الأخير من مجلة الثقافة الجديدة تحت عنوان (الأصولية المسيحية ) قام بإعداده روبير الفارس، احتوى الملف على عدد مهم من المحاور منها ( الأصولية التي تتحدي حب الله للإنسان ) و(أقليات أصولية مجهولة داخل المجتمع) و(الأصولية وإعادة إحياء المسيحية ) (وهل تحتاج الكنائس الشرقية الى ثورة اصلاحية ) و(الخرافة تدعم الاصولية في المجتمع المصري) و(المرأة الضحية الدائمة للأصولية ) و(القواسم المشتركة بين الاصولية المسيحية والأصولية الإسلامية )، ينطلق الملف من الجملة التي حددها الكاتب شحاتة العريان (إن من صنع تطرف الأقلية ليس سوى تطرف الأغلبية وألعاب السياسة المستجدة على الحالة الدينية المصرية المعقدة )
بين رهبان الصحاري وبدو الصحاري

روبير الفارس
وقدم روبير الفارس قراءة ملخصة لمحاور الملف وأبحاثه قائلًا: يحتل الإنسان مكانة كبيرة جدا في الفكر الروحي المسيحي، بعيدًا عن السلطة والتسلط – وخاصة سلطة الكهنوت – لذلك نجد أن آباء الرهبنة المؤسسين رفضوا تماما ان يحصلوا علي درجات كهنوتية وحافظوا على الفصل التام بين الرهبنة والكهنوت وفي ظل هذا الفصل الرائع تجد كنوز من التأملات المستنيرة التي تكرم الانسان وتحتفي به لدرجة ان يقول احد الاباء الرهبان (ان نفسا واحدة مخلوقة علي صورة الله هي اثمن امام خالقها من عشرة الاف من الكواكب بكل محتوياتها ) بل يذهب القديس باخوميوس مؤسس رهبنة الشركة - اي التي تقوم علي العيش والعمل المشترك بين الرهبان في الأديرة – أبعد وأجرأ من ذلك، فيقول ردًا على شخص يبحث عن رؤيا عظيمة بأن يرى الله اللامرئي في هيكله الذي هو الإنسان المرئي، إن هذه هي الرؤيا العظيمة إنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، وهدف خلقه كما يكشف الكتاب المقدس (الحب)، ويعبر الكتاب عن هذا الحب في صورة متجسدة تثير الدهشة والعجب ولها رنين خاص عند الاستماع لها وهي اللذة فيقول على لسان الله (لذاتي مع بني ادم ) فهل هناك حب اعظم من هذا إنسان مخلوق على صورة الله ومحبوب منه، وهذه الصورة وهذا الحب تتجلى في عدة عناصر اجدها ضد الاصولية التي تتعارض مع روح المسيحية الحقة شكلا ومضمونا
فالعنصر الأول الناجم عن خلق الله للإنسان على صورته هو الحرية، والله يكرر على سمعه كل يوم في سفر التثنية الاصحاح 30 العدد 19 (قد جعلت أمامك الحياة والموت البركة واللعنة فاختر) وأهم ما وهب السيد المسيح للإنسان الحرية، تذكر الأناجيل أن هناك كثيرين من تلاميذه ومن كانوا يسيرون خلفه تركوه وأعطاهم الحرية في ذلك
يثمن الله حرية الإنسان وينتظر رده بل ويقدره يتضح ذلك عندما ابلغ الملاك المبشر جبرائيل العذراء مريم باختيار الله لها ليحل عليها الروح القدس وتحبل وتلد وهنا لا يكتفي الملاك بإبلاغها الرسالة الالهية بل ينتظر اجابتها الارادية التي تكفل حريتها حتى ترد قائلة (ها انا امة للرب ليكن لي كقولك )هذا كان يعني ان في امكانها ان ترفض ؟ فهي ليست مجردة اداة سلبية واجابتها تقدير لقيمة الحرية لدي الانسان هذه القيمة العظمى التي يحاول البعض بالتفسير الحرفي لآيات الكتاب وبالسلطان الكهنوتي ان ينتزع منه هذه الحرية ؟! بخلق أصولية تتحكم في ادق تصرفاته وتحذف من تعليمه هذه الافكار المستنيرة وتعاليم الاباء الاولي بل والقواعد التي وضعتها الكنيسة لضبط هذه السلطات، فالسيد المسيح جاء ليقلب السلطات السائدة في العالم حيث قال (من اراد ان يكون سيدا يكون خادما للكل، ومن اراد ان يكون أولا فليكن الأخير ) والكاهن الارثوذكسي قبل ان يبدأ صلاته يطلب من الشعب أن يسامحه قائلا في وسط الكنيسة وبصوت مرتفع (اخطأت يا اولاد المسيح سامحوني ) – هذه من التعاليم غير المتداولة – حيث يمكن لأي من الموجودين في الكنيسة من الشعب العادي ان يعلن صراحة انه لا يسامح رجل الدين سواء أكان كاهنا او اسقفا او حتى البطريرك فيمنعه تماما عن الصلاة ؟! أي أن السلطان هنا متبادل وليس أمرًا في يد الكاهن بمفرده كما هو شائع!! كذلك يحتل الشعب مكانا أساسيًا في صلوات الكنيسة، ولكن المشكلة التي تعطي السلطات الكهنوتية سلطات اكبر هو تفشي الجهل وخاصة انتشار الوعظ التلقيني وانحسار دور الاقباط في الاستماع فقط علي عكس الشكل القديم لمدرسة الاسكندرية اللاهوتية التي اسسها مارمرقس الرسول – حيث كانت المدرسة قائمة علي طريقة السؤال والجواب وحرية أن تساءل أي أن تعمل عقلك وتناقش بلا أي حدود، ولعل التميز الظاهر في إصدارات وكتابات دير القديس أبو مقار بوادي النطرون ومدرسته الآبائية واللاهوتية ناتج عن كونه وريث عقل وأسلوب مدرسة الإسكندرية التي نقلت إليه، وهذه الحرية الفكرية الكبيرة التي أُنتجت ثمار عميقة لا تجد للأسف إقبال شعبي، حيث انتشر الجهل والسلفية والغيبيات والدروشة والخرافة وهي الأركان الأساسية الداعمة للأصولية في مجتمع متخلف
لا ينمو ولا يكتفي بإنتاج الخرافة بل البحث عنها والارتماء في احضانها اينما وجدت، الأمر الذي جعل الإصدارات التنويرية لدير ابو مقار في شبه عزلة وتحت قصف المنع والمصادرة - منع معرض الكتاب القبطي الشهر الماضي عرض كتب الاب متي المسكين من اصدارات الدير – وعندما عجز البابا شنودة عن الرد علي فكر الاب متى في كتابه (بدع حديثه ) استعان بالفكر الاسلامي لكي يتهمه بالشرك بالله ؟!وفي نفس السياق لانجد منع لكتب تروج لغياب العقل مثل كتاب (قديسون ادعو الجنون ) او سلسلة كتب المعجزات (صدق ولابد ان تصدق ) وغيرها الكثير وهى الكتب رخيصة الثمن والقيمة التي تجعل من اللجوء للقديس هو الحل لكل العقد والمشاكل والأمراض، الأمر الذي يجعل الاقباط يهربون نفسيا من مواجهة مشاكل الحياة والدخول في صراع معها للحصول علي حقوقهم بالتواكل والكسل في الوقت الذي قال السيد المسيح (كونوا حكماء ) والوصية واضحة (اختبروا الارواح وميزوا )وايضا ( فتشوا الكتب لأنكم لا تظنون أن لكم فيها حياة ابدية ) اما اقسي مظاهر الاصولية فتظهر في امتهان المرأة المرأة التي كرمتها المسيحية لأقصى درجة ووضعته في مكانة عالية للدرجة التي قال عنها قديما القديس غريغوريوس النزينزى: "كل من لا يحب النساء يكره الكنيسة ومن يحتقر المرأة يحتقر الكنيسة" لتصبح الأصولية بكل صورها ومظاهرها مسيطرة على مصر بعد سيادة الفكر الذكوري البدوي الذي تضافر بالتقاء الرهبان الذين اندمجوا في سلطة الكهنوت وقاحلة الصحراء مع القادمين من صحراء الجزيرة – فقد انتجت البيئة الصحراوية لتلك العقليتان الاصولية المسيحية ومظاهرها لتصبح المرأة رمزا للنجاسة ومنعتها من التقدم للتناول من أسرار المقدسة اثناء الدورة الشهرية رغم أن المسيح لم يمنع نازفة الدم من لمسه بل شفاها وحذفت الكنيسة من كتاب تعاليم الرسل الفصل الذي يعطي المرأة هذا الحق ويرفع عنها صفة النجاسة وبهذا التوافق الفكري بين رهبان الصحاري وبدو الصحاري احتقرت المرأة وتحول التعليم الي تلقين وسادت الخرافة وانتشر التفسير الحرفي – رغم أن الكتاب يقول إن الحرف يقتل – وتم تقديس رجل الدين ووقع المنع والحرمان علي المختلف فاصبح الواقع الفكري والثقافي والعلمي المعاش متردي ما بين اغلبية تسيطر عليها الخرافة والجهل وطبقة نصف متعلمة سماعية
تتجاذبها أرجوحة التطرف والالحاد واقلية تحمل مشاعل التنوير ولا تجد منفذ للدخول من حوائط الأسمنت المقامة حول المصريين المتحدين في أصولية خانقة
التحديات التي تواجه الكنيسة

قدم الدكتور القس عيد صلاح في ورقته ( هل تحتاج الكنائس الشرقية الى ثورة اصلاحية ) قراءة مقارنة مهمه حول الافكار الاصلاحية التي تحتاجها الكنيسة اليوم وتعرض الي التحديات التي تواجه الكنيسة في الشرق اليوم
قائلا هذه مجموعة من التحديات على سبيل المثال لا الحصر كفيلة بأن تؤكد على ثورية وإصلاحية الكنيسة لذاتها وللمجتمع الذي تعيش فيه، وهي:
1- الدور النبويّ:
هناك مواقف مختلفة توضح الدور النبويّ للكنيسة من خلال الإنجيل في الثقافة المختلفة، والكنيسة من خلال دورها النبويّ تستطيع أنْ تكون ضمير المجتمع المحليّ، والعالميّ، والكوكبيّ إنَّها تستطيع أنْ تقف وتدافع عن الإنسانيَّة والقيم الروحيَّة، وتقوم بالنقد البناء لكل المظاهر التي لا تتفق معها وتفكيرها مثل: التمييز، والعنف، والاستغلال، والجهل، والظلم وتعمل جاهدة للحفاظ على الحرية، والديمقراطية، والعدالة، والسلام وهذا من صميم دورها النبويّ كما إنَّها تقف باهتمام وعناية بجانب الفقراء، والضعفاء، والمنبوذين من البشر ومن خلال الرؤية النبويَّة تستطيع الكنيسة أنْ ترى بوضوح الشرور في العالم وتدينها، وتحاول باستمرار زرع قيم الخير والإيجابية
2- العلم والتكنولوجيا:
لقد أنهض العلم والتكنولوجيا الصناعة والمدنية والإنتاج المطلق له العنان والتجارة والاستهلاك، والتوزيع غير العادل للثروة، والاستغلال الغير محدود، وتدمير البيئة والأزمات الناتجة عن كل هذا تعطي التحدي للكنيسة والإرسالية كيف يعيش الإنسان في هذا العصر ودور الكنيسة أنترشد الناس ليعرفوا، ما معنى جودهم في الحياة؟ والكنيسة تلعب الدور النبويّ في هذه المواقف هذا هو التحدي الكبير الذي يواجه الكنيسة والفكر الدينيّ اليوم
3- التعددية:
هي كل شيء مقابل الإنجيل مثل الثقافات والديانات الأخرى، ودور الكنيسة أن تدخل مع المخالفين في حوار، ونؤمن بالتعدديَّة الفكريَّة والدينيَّة مع توضيح رسالتها ودورها في العالم والحوار ليس معناه التنازل عن المبادئ والأسس التي نعتنقها، والتي شكلت تراثنا وفكرنا وتاريخنا الإنجيليّ، ولكن كيف نفهم الآخر ونصل إليه وهذا هو مفهوم قول الكنيسة جامعة إنَّ التعددية لا بد أن تصل إلى حوار بناء واضح كيف تقدم الشهادة في غناها وقوتها، ولذلك لابد أن تحيا الكنيسة الوحدة في تنوع والتنوع في وحد
5- الحوار:
الحوار أصبح موضة حديثة وصوت المدينة الحديثة والطمأنينة، والحوار يجنب البشرية والعالم ويلات الحرب، لذلك نجد أهمية للحوار السياسي بين الدول بناء على المواثيق والشرائع الدولية التي تعمل على حماية البشرية من ويلات الحروب بدون الحوار يكون الصراع، والصراع عادة مدمر والمثل الأفريقي يقول صراع الأفيال يقتل الحشائش والبراعم الصغيرة فما بالنا إذا دخل العالم في صراع الحضارات- الديانات- الثقافات من الخسائر في هذه الصراعات؟ تستعمل الكنيسة كلمة الحوار في العلاقات المتنوعة كالعلاقات بين المسيحيين والعالم غير الدينيّ مثل الماركسيَّة الشيوعيَّة والنزعات الإلحاديَّة ويدخل الحوار أيضًا في دائرة الديانات غير المسيحيَّة (اليهوديَّة- الإسلاميَّة) وكما ينطلق إلى الحوار الديانات الأخرى مثل (البوذية- والبوذية- والهندوسية) كما يدخل الحوار أيضًا في دائرة العلاقة بين المسيحيين بفهم بعضهم البعض الحوار الإنجيليّ- الأرثوذكسيّ، الحوار الإنجيليّ الكاثوليكيّ، الحوار الكاثوليكيّ الأرثوذكسيّ
وفي الحوار كل فئة تشرح وجهة نظرها للآخرين، في حوار مريح، وواضح، هدفه القبول والتعايش، وليس التهميش والتفكير والفرز ويمكن الحوار إنه دائمًا حوار الحب، لإعادة اكتشاف الآخر والتعامل معه وهذا ضد الانعزالية، والتقوقع على الذات الحوار بين الإنجيل والثقافة/ العادات، التقاليد/ الأيديولوجيا/ السياسة/ الفن/ الأدب.
دوافع الحوار أو لماذا ندعو إلى الحوار؟
للحوار دوافع متعددة منها:
1 الحوار يساعد على إنهاء وتبديد المفاهيم القديمة الخاطئة التي تراكمت عبر القرون الماضية والمجادلات والصدامات، ويحضر النور الحقيقي للأمور المتشابهة والاختلافات العرفية التي توجد وتقسم المجتمعات والحوار يعزز، ويشجع، وينشئ الفهم الحقيقي للأخر
2 الحوار يخدم العلاقات بين البشر ويوجه نظرنا إلى الخالق الذي لا يرغب في الصراعات بين البشر سواء هذا الصراع دينيّ، أو عرقيّ، أو سياسيّ، أو اجتماعيّ
3 الحوار يحرر من الخوف من الأخر، الذي يتحاور لا يخاف من الأخر بل يكتشف من خلاله عمق الإنسانية والحب؛ فالحوار يحطم دائرة الخوف ويشجع الآخر أن يري التفرد في العمل معًا
4 تقرب البشر بعضهم من بعض من خلال الحوار لذلك لا نريد الحوارات والمجادلات اللاهوتية العقيمة التي لا تقود إلاّ إلى العطب والهلاك ولكن نريد الحوارات التي تبني وتشجع نريد حوارات الحب، حوار الحياة، حوار العمل نريد الحوار من أجل تحقيق العدالة، والسلام، والحب وبالإجماع إنَّنا في احتياج إلى الحوار ولقد قال السيد يسين في هذا الصدد: "نحن نعيش في عصر الحوار الحضاري العالمي، ولا يمكن لمجتمع أيا كان قوته، أو اكتفاؤه الذاتي، أن يعيش بمعزل عن باقي المجتمعات ولا تستطيع ثقافة أيا كانت، ونحن نعيش حضارة عالمية واحدة، أن تعزل نفسها عن مجرى التاريخ المعاصر، ولا أن توضح نفسها من التأثيرات الإيجابية والسلبية التي لا تولد من تفاعل الثقافات"
"الحوار" هو تفعيل لموقف الكنيسة التي تريد أن تدخل في علاقات مع الكنائس الأخرى، وفي هذه الأيام لا بد أنْ تسعى الكنيسة لإقامة علاقات مع الكنائس الأخرى لتبادل المعرفة، والخبرة، والقدرة على الاستفادة، والنضوج وهذا العمل لا بد أنْ يبدأ من الكنائس المحليَّة والكنيسة- أي كنيسة – لا تستطيع أنْ تمنع نفسها عن التبادل المزدوج في الفكر والعطاء الوقوف في جزر منعزلة بعضها عن بعض يضع الحوار في مآزق كبير والحوار والتبادل المزدوج يساعد الكنيسة على أن تفكر بنضوج في هذه الكثير من القضايا التي تواجهها
1 كيف تلتقي الكنائس المحلية مع بعضها؟
2 كيف يعيش المسيحيون الحب والعطاء؟
3 كيف نخدم معًا المجتمع المحلي؟
4 كيف تواجه الكنيسة الثقافات الوافدة والقيم المستحدثة؟
5 كيف تتعامل الكنيسة مع المستجدات السياسيَّة لمنطقة الشرق الأوسط؟
6 كيف تواجه الكنيسة مع المتغيرات الاجتماعيَّة السريعة والمتلاحقة؟
الحوار والمفهوم:
الحوار يقود إلى شركة وفهم متبادل وإدراك من هو الأخر وحقيقة التفكير والإعلان عن الحق الذي يمتلكنا والحوار عادة ما يدعو إلى كشف الذات، وسقوط الأقنعة، والبعد عن الازدواجية في التفكير يركز الحوار على العقائد الأساسية في إيماننا المسيحيّ مثل مجمع ينبض قدَّم نموذج للأساسيات اللاهوتيَّة والأساليب المنهجية والكنيسة في الألفية الثالثة تسعى إلى التبادل المبني على الحوار للتعبير عن شهادتها للعالم، وتعبد الله، وتكرز بالإنجيل رسالة الخلاص، وتخدم الاحتياجات الإنسانيَّة واكد القس عيد في ختام ورقته على أن "الكنيسة مثلها مثل المجتمع تتأثر بما يحدث فيه سلبًا وإيجابا فهي ليست جزيرة منعزلة عن المجتمع ولكنها تحيا آلامه وآماله همومه وطموحاته والمطلوب من المفكر اللاهوتيّ المصريّ والعربيّ هو الوقوف على نبض المجتمع المعاصر، ورصد تحولاته، ومعرفة كيفية التعامل مع هذه المتغيرات الحادثة فيه، واستيعابها، والاستفادة منها الكنيسة تحتاج إلى ثورة إلى إصلاحية أو بالأحرى تيار إصلاحي يستمر معها باستمرار، فتصلح من ذاتها ويكون الإصلاح الدينيّ إصلاحًا مستمرًا.
في ضوء ما سبق وفي وجهة نظر المتواضعة أن الكنيسة في الشرق لابد أن تستفيد من فكر الإصلاح الديني في الغرب وتصنع لنفسها إصلاحًا مستمرًأ يحقق إرساليتها ووجودها من خلال إدراكها للواقع التي تعيش فيه متحدية المناخ العام الذي يقتل الإصلاح في الشرق، هناك بذور نمت على مدار تاريخ الكنيسة في الشرق فلا بد أن تبني عليه وتستثمر كل ما هو إيجابي ومفيد، بعد كل ما سبق من طرح يبقى السؤال هل الكنائس تحتاج إلى إصلاح، يكون الجواب: نعم الكنائس في الشرق الأوسط تحتاج إلى إصلاح فلا مستقبل للحضور المسيحيّ في الشرق بدون إصلاح ديني وسياسي وثقافي في كافة المستويات والأنظمة والتشريعات.